رواية لم يكن لي الفصل الثامن 8 بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل الثامن 8
وقف حَسن جمبي كُنت حاسه بِثقل أنفاسي و كأن روحي بتروح مِني!..
إبتسم "علي" بخُبث و هو بيتابع حالتي و قال بتسلية..:
_أنا قري...
بتر آدم حديثة و هو بيقول لحَسن..:
_ده علي تبع فريق الشُغل بتاعنا ...
رمقة حَسن من فوق لتحت و علي كان بيبص لآدم بعدم فِهم لتصرفة ...
زفرت أنفاسي بإرتجاف و أنا ببعد نظراتي عَن حسن ، لفته صوت رنين هاتفة فا بعد عَننا شوية عشان يجاوب
شرز آدم الواقف قُصادنا بحده ، إرتفع طرف ثغر علي بِسُخربة من نظرات آدم
مرر لسانه على شفتاه و هو بيرمقني بتسلية و أنسحب ، مكُنتش عايزة أبص لآدم محرجة مِنه !...هو كِده أكتشف كذبتي...
لمحته بطرف عيني كان مركز عَليا لكن عيونة مش دي الأول و كأنه مَخذول !...
_شُكرًا...
معطتهوش فُرصة يتكلم و أتوجهت لجوا تاني
شوفت "ميرنا" واقفة بعيد فا شاورت ليها
دخلنا الحمام و أتأكدت أن مفيش حَد ..:
_فهميني موضوع علي مِن الأول عَشان هو هِنا...
عيونها أتسعت بصدمة وقالت..:
_هو جهه برضو؟...قال..
قاطعت حديثها و نبست بعصبية..:
_برضو؟!...يعني كُنتِ عارفة أن أحتمال يجي و عارفة برضو أني هاجي أنا و حَسن؟...
مكنش عندي طاقة عشان أسمع تبريرتها و كأني بقيت شايفاها علي حقيقتها !...هي و لا مره فكرت فيا و لا مَره أختارتني !...
رفعت ايدي في وشها مانعه لكلامها وقولت..:
_أيه علاقتك بعلي يا ميرنا؟...
سندت بضهرها علي الحوض بصتلي لثواني و بعدها قالت..:
_رجع تاني يكلمني أتعلقت بيه و أتقابلنا بس هو...
رطبت شفايفها و كملت..:
_كان فاكرني سبت خطيبي و لما قولتله اني هسيبة عشان يتقدم لقيته مش مُناسب ليا...
قطبت حواجبي و قربت منها و أنا بنبس بتسأل..:
_مش مُناسب أزاي ؟....
بعدت عيونها عني بتوتر و تابعت..:
_مؤهلاتة مِش مُناسبة ليا ..
فرت ضحكة ساخرة من بين ثغري ..:
_و طبعًا لما قولتي لعلي أنك هترجعي لخطيبك و مش هتكملي معاه بقا بيلاحقك ...
أومئت ليا بخفه فتابعت بحِده..:
_أنتِ فاهمه الي عملتية؟...أنتِ كِده خاينة يا ميرنا، مخطوبة و بتقابلي و احد تاني غير خطيبك!..
مسحت على وشي بخفه و كملت..:
_آدم مصعبش عليكي و هو بيحاول يعمل كُل حاجة علشانك؟!.... أحب أقولك أن آدم عرف أن علي مش قريبي...
عيونها أتسعت بصدمة وقربت مني ..:
_عرف أزاي؟...أنتِ قولتيلو؟...
نفيت ليها بغضب ..:
_اكيد مقولتلهوش ، علي وقفني قُصاد حَسن و لولا آدم كان زمان حَسن فاكرني بخونه ...
مكنتش قادرة اوضح ليها أكتر مِن كده لأنها متستحقش وقولت بضيق مِنها..:
_لو آدم عرف حاجة زي دي أنتِ عارفة هيتجرح أزاي ؟ أنتِ كِده معاه عشان فلوسة يا ميرنا...
أخر كلمة فرت من ثغري من دون تفكير و كأني فهمت علاقة ميرنا بآدم دلوقتي!...
رفعت حاجبها و هي بتضم دراعتها قُصادها ..:
_و أنتِ همك آدم أو كِده ليه ؟...من وقت ما عرفتي و أنتِ آدم ..آدم مالك في أيه؟...
أسلوب سؤالها كان تشكك فيا ؟!...مش أسلوب عادي !...
عيوني أتهزت مِن مُجرد الفِكرة؟...هي بتشُك فيا؟!..
شاورت علي نفسي وقولت..:
_أنتِ قصدك أني...
الكلام وقف بفضل الغصة الصابتني ..:
_أزاي تفكري فيا كِده؟..ده أنا هَنا صَحبتك؟..لِسه كدبه على خطبيبي عَشانك و كان مُمكن يحصلي مُشكلة بسببك؟!...
ثواني دامت من الصمت لكن العيون بتتكلم مقدرتش أقف أكتر مِن كِده و طلعت برا الحمام بخطوات سريعة و للأسف دموعي نزلت مِن عيوني رُغمًا عَني ...
هرولت بخطواتي لحد ما أتخبط في حَد كُنت هقع لكن الأيد المسكت كتفي لحقتني رفعت عيوني المترغرغة بالدموع لكني بعدت بصدمة لما لقيته آدم...
ثواني مرت من غير ما نقطع تواصُلنا البَصري هو ميستحقش كِده نفسي أعرفة الحقيقي لكن مش هقدر!...
خرج منديل من جيبة و مده ليا بهدوء و قال بصوت الأجش..:
_متخليش حَد يشوف دموعك كِده...
سحبت المنديل مِنه وقولت بأسف مفيش حاجة في أيديا مهما كان هي صحبه عُمري؟!..:
_أنا أسفة ...
_________________________
أخدت تاني يوم أجازة في مُحاولة أني أستعيد نَفسي ...
ضميت مج النسكافية ليا أكتر و أنا براقب العربيات بذهن شارد ...
_عاملة أيه في الشُغل يا هَنا؟..
التفت لماما بإبتسامة دافية و هي بتقعد جمبي ، همهمت ليها وقولت..:
_الحمد الله كويسه..
هي بتحاول تصلح علاقتنا من وقت ما واجهتها بس للأسف الي فات مش بيتعاد مِن تاني ، طفولي ، مُراهقه ، مرحلة نضجي كُل ده كُنت لوحدي فيه!..
بتحاول تعوض لكن العُمر سرقنا ، ميلت براسي علي كتفها وقولت..:
_لو بتحاولي تعوضيني في حاجة فأنا محتاجة حُضنك أكتر مِن أي حاجة في الدُنيا...
ضمتني ليها و هي بتبوس راسي بِحنان ..:
_حضني موجود دايمًا ليكي ...
غمضت عيوني سامحة لدموعي بالهروب بروية علي وشي أثر اللحظه العاصفه لقلبي و ليه حُضنها كان مفتوح ل ليلي بَس ، أو يمكن أنا شوفت كِده؟...
ضميت شفايفي و أنا ببلع غصتي عشان صوتي يكون عادي مِش عايرة أجرحها بكلام الوقت فات و أنا وقفت علي رجلي لوحدي مِن غير حَد!...:
_عايزاكي تبقي معايا لحد ما أبقا كويسه...
____________________________
أتغدينا سوا كُلنا و حازم قام يخلص شُغلة كالعادة
ماما دخلت المطبخ تظبطة و أتبقي أنا و ليلي....
غابت لدقايق و رجعت بالشاي حطه قُصادي و قعدت جمبي علي الترابيزة
أنسجمت في مشهد بين أختين بيحضنه بعض ، و احده بتعيط و التانية بتواسيها و قد أيه كان نفسي أحس بالشعور ده ؟...
نظفت حلقي أثر صمتي الطويل و قولت ..:
_معرفناش نبقا زيهم للأسف يا ليلي....
سكت لثواني و كأني بدأت أفهم مِش انا الوحشه كُنت طفلة محتاجة إهتمام بحاول لفت النَظر ليا ، الأضواء كُلها كانت عليها "ليلي" هي محاولتش تشاركني معاها...
بصتلي لثواني وقالت..:
_إحنا مختلفين في كُل حاجة عن بعض يا هَنا...
همهمت ليها فا كملت بهدوء..:
_بتحبي كُل حاجة لوحدك و الكُل يبقا حواليكي...
أرتفع طرف ثغري بسُخرية و صدمه أحتلتني رغم كُل ده هي شيفاني كِده؟!.. أخدت كُل حاجة لوحدها و برضو مش مكتفية!..
أرتشفت من كوب الشاي و قولت..:
_لو أنا كِده مكنش زمان ماما بتفضلك عليا...
قمت من قُصادها من غير كلام كتير نفسيتي مش مُستعده للمواجهه لسه مش مرتبه أفكاري
نمت علي سرير لكن قاطعني صوت رسالة كانت من "آدم" أول مره يبعتلي حاجة بعيدة عن الشُغل!...
"متتأخريش بكرا عن معادك"
يكمن جملة دي عشان يضمن أني هروح بكرا مش هعتذر زي النهاردة؟!...
"تمام"
كتبتها و سبت التليفون و هِنا أتشتت أكتر هقولة أيه بُكرا ؟....٨ سنين صداقة راحت في ثواني
أدركت متأخر أوي هي عمرها ما حبتي كُنت مجرد صداقة مصلحة ليها ، معاها في كُل حاجة بسمعها وقت ما تحب و لما تتخنق و تبعد مش بغصبها ، مش بحب أحكلها حاجة و هي زعلانه عشان متزعلش أكتر ...
و رغم كُل ده هل هقدر أقول لآدم الحقيقة هو ميستحق كده بس مِش هقدر أنا لسه معتبراها صحبتي!....
فتحت خانة الإتصالات لقيت منها خمس مكالمات فائته مش قادرة أرد عَليها و أتساب عليه رسايل مِنها لكن مشوفتهمش كان مكتوب من برا ...
"ردي يا هَنا أنتِ قولتي أيه لآ..."
بقيت أسمة مكملش لكني عرفت قصدها
فضولي حتي مأخدنيش أني أعرف بقيت الرسايل أو عايزة أيه ...نمت علي جمبي اليمين و أنا حاسه أن روحي مطفية طعنت ميرنا كانت مُختلفة
طلاما الخُسارة مش ميرنا فمش مهم حاجة ، إبتسمت بسُخرية و أنا بتذكر مراهقتنا سوا ...دمعه فرت من عنيا أكتشفت أن شخصيتي ضعيفة مِن زمان !...
___________________________
متوترة و كأني طفلة خايفه مِن المُدرس بتاعها
نظراته كانت هادية و هو بيبص لوشي لكني فاهمه عيونه ...
روحت الشُغل مبقاش ليه لازمه التأجيل واجهت هَل كِده شخصيتي بقت قوية؟!...
خرجني من شرودي صوته ..:
_ممكن تفهميني كُل حاجة ؟....مين علي؟...
رفع ايده قُصادي مانعًا مُبرراتي وقال..:
_مش قريبك صَح ؟...
نفيت ليه براسي فتابع..:
_يبقا حاجة من الأتنين يأما بتخوني خطيبك أو تبع ميرنا و الأتنين أنيل مِن بعض...
فركت كفوفي بتفكير مش عايزة ياخد عني فكرة وحشه و مش عايزه أكون الصحبه الغدارة الي مصانتش السر ...
رطب شفايفه بغضب بيحاول يكبحه..:
_انتِ كدبتي عليا ، سألتك لكنك فضلتي الكدب ....
خوفت لكن مش منه من أني أخسرة ؟!...شعور غريب راودني فقولت بتقطع..:
_أنتَ مِش فاهم حاجة ...
قاطع كلامي ..:
_قولتي أننا هنبقا أصحاب ، أنا وثقت فيكي رغم أني مش بثق في حَد كُنت شايفك مُختلفة ...
كلامة كان زي السكاكين علي قلبي أنا حاسه بيه فاهمه شعورة ، كرهت نفسي لأني حسسته كِده !....
غرزت ضوافري في كفي وقولت بتوتر ..:
_مش قصدي أحسسك كِده ...
مهمتمش بكلامي وقال بحده و هي بيسند بمرفقية علي الطاولة..:
_أنتِ بتحبي عَلي ؟...يتخوني خطيبك يعني ؟!...
يُتبع....