رواية لم يكن لي الفصل الثالث 3 بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل الثالث 3
الساعة بقت خمسة الفجر و أنا لِسه منمتش عقلي رافض النوم مَشهد قُرب حَسن و ليلي مِش طالع من راسي لما هتفت بأسمة ليلي بعدت خطوة و إبتسمت ليا بخفه وقالت..:
_كُنت بسلم علي حَسن عشان بقالي كتير مشوفتهوش..
ملامحي كانت ثابته و انا ببادلها الإبتسامة لَكن عقلي لاء!...حسيت بتغزه في قَلبي من قُربهم و أن هي سلمت علية أصلًا ؟!....
كان حقي أني أعاتب و أظهر غيرتي لكني خُفت!...
خُفت يفهمني غَلط أو يفتكر أني بغير مِنها ، أكتفيت أني عطية جراب الموبيل بإبتسامة و طلعت البيت
طول عُمري كُنت بَغير مِن ليلي ، مامتها أتوفت و هي صُغيرة ماما أتولت مهمه الأم ليها و نستني!...
لما كِبرت فهمت أن الحاجز الي كان بيني وبينها بسبب غيرتي مِنها ، جميلة ، شاطرة وناجحة في أي حاجة الكُل بيحبها أوقات كُنت بتمني فشلها عشان يلاحظوني!....
أنا كِده وحشه؟!....
___________________
صحيت تاني يوم بوجهه شاحب و صُداع مداهم لراسي بِحِده و زي العادة ليلي كانت جت بدري عشان تفطر معانا بعد ما بابها راح الشُغل....
القيت التحية وقعدت بهدوء و أنا مقررة أني مخليش أفكاري تسيطر عَليا و أتعامل عادي ...
_جيبي العيش يا هَنا...
سبت الشوكة وقولت بضيق..:
_مقولتليش لليلي ليه ما هي كانت واقفة؟...
شرزتني بِحده ..:
_عشان هي جاية تعبانا أنما أنتِ لا شُغلة ولا مَشغلة..
_و جيه تعبانا من أية بقا ؟...ما هي مورهاش شُغل...
سحبت ماما كورسي الي جمبها عشان "ليلي" تقعد و قالت ..:
_هو أنتِ متعرفيش؟...مِش ليلي بدأت شُغل بشهادتها؟....
_بجد مبروك يا ليلي...
قولت تعليقي بهدوء و انا بتسحب للمطبخ عشان أجيب الي محتاجينه و رُغمًا عَني راودني شعور غريب و كأني ولا حاجة مليش أهمية !...فاشلة مفيش إنجاز واحد عملة حَتي الشُغل؟....
و غصبًا عني حسيت بالغيرة مِنها!...، بس مش عايزاها تفشل لاء عايزة أبقا زيها أشوف الفخر في عيون ماما ليا ...
مَر أسبوع و أرتباكي لسه موجود بس رجع تاني تجمعي بصحابي أكتر بيجولي البيت زي زمان و نسهر سوا قُربي رجع تاني مع ميرنا....
بَعد محايلة علي حسن وافق أن كُلنا نخرج سوا
كان سايق بهدوء و انا مركزه مع الناس برا
شوفت بنت لابسة شنطة زي بتاعت ليلي فقولت بسرحان..:
_تعرف أن ليلي بدأت شُغل؟...
التفت ليه في نهاية كلامي و شوفت ضيق ممزوج بالتعجب علي محياه فقال..:
_شُغل؟!..و ده مِن أمتي ؟...وفين؟....
و بكُل هدوء زحت بوشي النحية التانية بتابع حركات الناس ، رفعت كتفي ونزلة دلالة علي عدم معرفتي ..:
_مسألتهاش عن التفاصيل...
و كأني كُنت بحاول أقطع الحوار قبل ما يظهرلي حاجات أنا مَقدرش أتخطها ، معنديش ثقة في نَفسي ولا في حُبه ليا؟!...
ترجلت من العربية بخفة و وقفت جَمبة حَاولت أعلمة بهدوء فا مسكت ايدة وقولت بإبتسامة بارزة غمزاتي..:
_لما نروح مكان سوا المفروض تمسك ايدي قبل ما ندخول ....
بص لتشابك ايدينا لثواني معدودة حسيت بعدها بكفة و هو بيضم ايدي و أبتسامة الخافة ....
قربنا مِنهم كانت ميرنا قاعدة هي و آدم و ليان و خطيبها كانت نزولة هادية من غير زحمة....
طلبنا أكل و بدأت ناكل في هدوء لكني حسيت بنظرات "آدم " ليا!....كانت غيونك مليانة ضيق نحيتي....
بدأنا نتشارك الحوار سوا لحد ما اتكلمة عَن الشُغل...
قال حسن و هو بيرتشف من عصيرة..:
_انا مش حابب مراتي تشتغل الصراحة نهائي...
أيدة عصام خطيب ليان لكن قاطعة "آدم" لما علق وقال..:
_احب طبعا مراتي متشتغلش بس ده في الاول والاخر أختيارها هي ، بس انتَ عليك تشجعها تشتغل في فترة الخطوبة عشان يبقا عندها خبرة و النضج الكافي لفتح بيت....
نفي "حَسن " ليه وقال..:
_لا انا أحب اخدها كِده معندهاش خبرة و أنا أعلمها كُل حاجة ، يعني هَنا مَثلا عُمرها ما أشتغلت..
بلعت ريقي بتوتر و انا بعدل حِجابي عيونة بقت مركزة عَليا أكتر فوجه كلامه ليا مدعي التفاجئ..:
_و الله؟!..مشتغلتش قبل كده؟...طب و رأيك ايه بقا يا أنسه هَنا في كلامة...
رطبت شفايفي و انا بتجنب النظر ليه ، كُنت لسه هتكلم لكن تدخل ميرنا منعني و هي بتنبس بمرح...:
_هَنا مِش مع الشُغل عشان كده مشيت برأيها و رفضت اشتغل لما عرضت عَليا ...
مالت علي كتفة و أسترسلت بمُشاكسة..:
_انا هقعد في البيت و انتَ هتجبلي كُل انا عايزة حَتي لو بمليون جنية مِش صح يا هَنا؟...
كُنت عايزة اعبر عن رأي و اوضح وجهه نظري بأني أقول عكس الي هي عايزاة لكني خوقت يشفوني بحاول ألفت النَظر فأكتفيت أني احرك راسي بِخفة....
بعد وقت وقفنا انا و ميرنا بعيد عنهم ..
_انا مِش فاهمة ازاي ليه عين يكلملك تاني انتو سبتو بعض من زمان و ، كمان اتخطبتى خلاص...
زفرت ميرنا انفاسها بخنق و هي بتضم دراعتها ليها .:
_مش عارفة يا هَنا لما كلمني تاني حاجة جوايا أتغيرت مقدرتش احددها مُمكن تكون إشتياق ليه؟!..
حركت راسي بالنفي بحده وقولت..:
_اسمة عبط الي انتِ فية ، ميرنا أنتِ خلاص مخطوبة فاهمه يعني ايه؟!...اي حاجة قديمة انسيها و اقفليها نهائي...نسيتي علي عملك ايه زمان؟..
شاورت علي تليفونها بعد ثواني صمت وقولت..:
_أختاري نفسك المره دي ، قربة ليكي مش كويس انتِ مستريحتش معاه ، ابعدي عنه و رجعيلة كُل حاجة منه ليكي أحنا بنكبر مش بنصغر يا ميرنا علي الحركات دي ...سبية يروح بعيد عنك...
حركت كفها بين خِصلاتها بسخط و هي بتتأفئف بتشتت ..:
_هحاول يا هَنا ، هروح الحمام وارجع ...
همهمت ليها بهدوء وانا بتوجة للمرر الي جنب الحمام محستش اني عايزة ارجع الترابيزة تاني ، بقيت مضغوطة !....
رفعت عيوني بعد ملاحظت جزمة كلاسك بتقرب مِني و كان "آدم" غصبًا عَني عيوني ارتجفت من طلته الموهيبة ، ابتسمت ليه بخفة و انا ببعد بخطواتي عشان اطلع من الممر...
لكنه فاجئني لما قرب مني و عيونة فيها غضب ليا ...
قولت بتوتر من شكلة..:
_في حاجة يا أستاذ آدم؟....
ارتفع طرف شفتاة بسُخرية وقال..:
_طلاما قولتي أستاذ يبقا فاكراني زي ما أنا فاكرك...
وقفت حركتي لما ضهري خبط في الحيطة فقال بقسوة..:
_ابعدي عن حياتي انا و ميرنا و مطلعيش حقدك علينا بسبب علاقة حُبك الفاشلة انتِ و خطيبك ، عايزاها تسبني و تشوف حياتها؟...
نهاية كلامة عرفتني انه سمع كلامي الاخير و اكيد افتكرة علية ، لكن قسوة كلماتة مخلتنيش ادافع عَن ذاتي ..:
_غيرتك و حقدك خليها بعيد عن حياتي و متمثليش أنك صحبتها المُخلصة ، لو شوفتك قريبة مِنها هقول لخطيبك انك بتشتغلي من وراه....
يُتبع....
رأيكم في شخصية هَنا؟...
وشخصية آدم؟...
و حَسن؟..
توقعتكم اية؟...