رواية لم يكن لي الفصل التاسع عشر 19 بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل التاسع عشر 19
شدني علية بقوة من طرف البلطو ، بسبب قوته وقفت بقرب مبالغ منه ، عيوني كانت مُتسعة قلبي كان بينبض بعنف....
لكن هو عيونة كانت مُرتعبة حسيت برجفة ايدة و سمعت صوت نبضاته العالية!...
قال بلهفه .:
_أنتِ كويسة ؟..
من كُتر سرعة العربية سمعت صوت أحتكاك العجل بالأسفلت ، أومئت ليه بسُرعة ..
_انتِ كويسه يا أنسه؟...ازاي تطلعي كده قُصادي؟!...
كان صوت الشاب الي كان بيسوق و هو بيتفحصني عشان يطمن ، بعد آدم عني و هو بيلتفت ليه بعصبيه...:
_انتَ الي ازاي تسوق بالسُرعة دي علي الطريق ده؟!....
نبرته كانت حادة و مرتفعة ، كان لسه هيكمل خطواته للشاب لكني مسكت كفه بدون تفكير ..:
_خلاص يا آدم عشان خاطري...
حركتي وقفته ، ألتفت ليا و هو بيبص علي تشابك أيدينا
جيت أسحب أيدي بسُرعة بعد ما إدركت الي عملة .لكنه مسبش كفي!...مسكة قبل ما أسحبه و هو لسه بيبصلي بهدوء و كأنه بيطمن نفسه أني بخير ...
بصيت للشاب و حركت راسه ليه بخفه كأشارة أنه يمشي...
عيونه كانت لسه بتتفحصني ، فقولت بخجل من نظراتة..:
_شُكرًا يا آدم مش عارفة من غيرك كان مُمكن أيه يحصلي كُن...
قاطع كلامي و هو بيشد علي كفي و كأنه مش عايز يفكر في الي مُمكن كان يحصلي ..:
_خلاص عدت علي خير الحمد الله ، المُهم أنتِ كويسة...
أومئت ليه بخفه فأستكمل مشي و هو لسه ماسك كَفي ، حاولت أسحبه تاني . وقررت أنبهه ممكن يكون مش ملاحظ..:
_أيدي ....
ألتف ليا و هو لسه ماسكها وقال و هو بيتنهد بإرهاق..:
_أنا خلاص مبقتش قادر أستحمل أكتر مِن كده..
قطبت حواجبي بعدم فهم فتابع..:
_محبتش أدايقك و عطيتك مساحتك يمكن تحسي بيا و قولت أتأكد من مشاعري أكتر بس خلاص ، أنا عارف عايز أيه ...أنا عايزك أنتِ . مُمكن تروحي مني في أي وقت أو العكس يحصل...
رطب شفايفه وقال..:
_ليه نوصل نفسنا للمرحلة دي ؟...انا مش عيل صُغير طايش ، انا راجل و مريت بحاجات كتير و عارف نفسي أنا عايزك يا هَنا...
رجعت خطوة لورا و أنا بسحب كفي منه بعد ما فك حصارة ، متشتتة مش فاهمه نفسي و خايفة !...:
_مينفعش أنا و أنتَ نكون سوا، أنتَ كُنت خطيب صحبتي مش هستحمل أن حد يتكلم عليا و يحصل زي الي حَصل زمان ...حَتي اهلك بيكرهوني أنا مش هتحمل...
لقيت نفسي بقول أعذار بدل ما أرفضة و أقول أني معنديش مشاعر ليه؟...يمكن عَشان أنا حاسه بحاجة ليه؟...
_طز في أي حد ، الي حصل زمان عُمره ما هيتكرر تاني ، صحبتك خلاص راحت لحالها كُل حاجة أتغيرت حتي أهلي أنا بعدت عنهم و أستقليت بشغلي و كُل حاجة عشان نفسي و عشانك كُنت قصادي في كُل قرار بفكر فيه ....
بعدت عيونة عنه أنا مش فاهمه و مش عارفة نفسي عايزة أيه؟!...
أبتسم بجانبية وقال..:
_أنتِ قولتي كُل الأعذار معادا أنك مش عايزاني ، لو رفضك دي أسبابة متشليش هم حاجة أنا معاكي و مش هسيبك...
نفيت ليه بأصرار ناتج من خوفي ، مش هستحمل أتوجه تاني و خصوصًا مِنه هو !...
مسكت شنطتي و قولت بنبرة لا تقبل النقاش...:
_انا لازم امشي....
___________________
قعدت في أرضية البلكونة و عيوني بتابع السحاب ، نسمات الليل بقت اقوي تصيب البدن بقشعريرة البرد...
أرتشفت من المَج بشرود ، أفكاري مُتشتته مِش فاهمة نفسي و مش عارفة أمتي آدم بقا ليه مكانة مُختلفة عندي؟...أنا حاسه بحاجة ليه لكن مش قادرة أفهمها!...
خايفه أخسرة واثقه فيه!...من غير ما أفكر وثقت فيه عارفة أنة مش هيأذيني بس مش قادرة أقرب أكتر مِن كِده!...
_الجميل سرحان في أيه؟...
ابتسمت بخفه و انا بطبطب جمبي عشان حازم يقعد..:
_الدُنيا دي غريبة اوي يا حزوم..
قعدت جمبي ف ميلت راسي علي كتفه و أنا بفكر ، مبقاش عندي حد أستشيرو في حياتي غيرو هو أخويا!..
دقائق مرت و حكتلة كُل حاجة من غير ما أخبي و هو سامعني بطولة بال....
رفع دراعة و حاوطني بحنان..:
_كِل حاجة هتتوقف عليكي أنتِ، حاسه بأيه من نحيته؟...
في الاول و الاخر هو أخويا حاسه بالحرج لكني محتاجة حد يسمعني..:
_مش عارفة، وجودة مريح بالنسبه ليا ...
همهم ليا وقال ..:
_طب و حسن حاسه بحاجة من نحيته؟...
و لأول مره أسمه يتذكر من غير ما أحس بوخذة في قلبي من غير ما أسمع صوت دقاتي!...
شاورت علي قلبي و جاوبت.:
_هِنا بقا فاضي ، لا حُب و لا كُرهه...
قبل مُقدمة راسي وقال بحنان..:
_يبقي أدي نفسك فُرصة أنتِ تستحقي الحُب...
_________________
رحت تاني يوم الشركة مشاعري متلغبطة مش عارفة أقولو ايه؟...
قعدت علي مكتبي لمدة ساعة كاملة و هو مجاش علي غير العادة؟!...
في راسي الف سؤال و الأهم هو كويس!...
حزمت أمري و أخدت اخر ملف كان طالبه مني وروحت .فتحت بعد ما سمعت أذنه للدخول
كانت عيونه علي الورق و قاعد قُصادي بنت كانت في سنه تقريبًا عيونها ملونه و شعرها بُني كانت جميلة!..
عندي فضول اعرف دي مين لكن مليش الحق!...
قربت خطوات قليلة عشان الفت نظرة و حطيت ملف قُصادي ، رفع عيونه ليا لكن مش ببسمه كُل مره بيشوفني فيها...
عيونه كانت مُتسأله فقولت بسُرعة..:
_ده الملف الي طلبة مني امبارح..
همهم ليا و هو بيفتحه وقال..:
_تمام ...
بس كده ! مش هيقولي حاجة تانية...انسحب بهدوء لكني سمعت صوتها و هي بتقول..:
_خليك عارف أني مش همشي من غيرك...
طلعت برا و انا حاسه بضيق هي ليه صوتها رقيق كِده؟!...و ليه قاعدة معاه في المكتب أصلا؟!...
روحت علي الكافتيريا و أنا حاسه بغيظ بعدت علي الكُرسي قُصادي البار ..:
_عايزة و احد نسكافية يا أحمد ...
ابتسملي بمُشاغبة وقال..:
_مالك بس وشك مكرمش ليه كِده؟...
نبست بحده رغمًا عني..:
_مش عارفة...
التفت لورا لما سمعت صوت كعب كانت نفس البنت الي معاه في المكتب طلعت هي الأول و هو لحقها
سأله أحمد ..:
_علي فين يا أستاذ آدم أنا عملت القهوة...
شاور ليه من غير ما يبصلي وقال..:
_خليها لما ارجع عشان عندي مشوار...
حرك احمد نظراته بينا وقال بعد ما آدم مشي..:
_عايزة مايه عشان نطفي الحريقة؟!..
رفعت عيوني ليه بحده فقال بخبث..:
_عشان الجو حر أوي هِنا...
رمقة بضيق و سبته ....
تلات أيام كمان مره في تجاهلة ليا !...حاسه شعور مش حلو انا كُنت أتعودت علية حبيت وجودة في حياتي... مش قال أنه عايزني ؟...فين كلامة بقا
كُل ده كان علي الفاضي؟...
لو كُنت هَنا القديمة كُنت هحاول أفهم و اقرب أنا لكني دلوقتي، معنديش طاقة مبقتش حمل المُعافر عشان حد مُمكن يتخلي عَني!....
كُنت ايدي لصدري في أنتظار الأسانسير و حسيت بحد بيقف جمبي هو أنا عارفة ريحة برفانة!...
ملتفتش ليه و فضلت زي ما أنا لحد ما قال..:
_صباح الخير...
حاولت مالتفتش ليه بعد ما حسيت بنبضاتي !...:
_صباح النور...
جاوبة من غير ما التفت و بهدوء مكنتش اتوقع أنه يخرج مِن أنا!..
بعد وقت رحت علي الكافتريا عشان أشرب النسكافية بتاعي..:
_الملكة وشها زعلان ليه؟...
ضحكت بخفه علي كلام أحمد فكمل بمرح..:
_خلي بالك فرق السن ده حاجة عادية...
تبست بسُخرية وقولت..:
_انتَ عندك ١٧سنه يا أحمد يعني طفل بالنسبه ليا...
رفع حاجبة ليا وقال بغيظ..:
_طفل!...ده أنا اطول منك ...قال طفل قال...
ضحكت علي اسلوبة ..:
_اعملي بس النسكافية بتاعي و بعدين نبقا نتكلم في الموضوع ده...
_بتضحكة علي ايه؟...
التفتنا للصوت و كان هو فجاوبة احمد بمناغشة..:
_و لا حاجة كُنت بقولها فرق السن مش مشكلة ...
ملامحه كانت ثابته ..:
_طب روحي اعملي قهوة ....
اول ما بعد قرب هو خطوة مني ، ولاني كُنت قاعدة علي كُرسي عالي كان طول مقارب ليه فقال بنبرة لا تحمل النقاش..:
_اعملي حسابك بكرا هاجي اتقدم ، كفاية كِده....
يُتبع...