رواية لم يكن لي الفصل الثامن عشر 18 بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل الثامن عشر 18
_مش هسيبك تمشي تاني..
رجعت خطوة لورا و عيوني خايفة ، مش عايزة أقرب مِن حد تاني و خصوصًا هو !...
آدم قُربي ليه مش هيكون مصلحة ليا هيكون فتح صفحة أنا حر.قتها ....
رطبت شفايفي وقولت بتوتر..:
_أنا عايزة أمشي لو سمحت...
لاحظ عيوني المُرتجفة و خطوتي الي رجعتها و هِنا لاحظ حركة المُتسرعة ، سحب أيدة الي ساندها علي الباب بعد ما قفلة و هو بيمنعني...
إرتبك من بعد إدراكة لتصرفة فقال و هو بيحك قفاه بتشتت..:
_مش هسيبك تضيعي فرصة شُعل زي دي ...
قاطعت كلامة بإصرار وقولت..:
_مش عايزة أشتغل هِنا خلاص...
حط أيدة قُصادي يمنعني بعد ما كُنت همشي ..
_ليه ؟...عشان أنا موجود؟...
عيونة متسألة و كأنه طفل صُغير خايف مِن الإجابة؟!...بعدت عيوني عنه وقولت..:
_أنا جيت هِنا عشان ابدأ من جديد مش عايزة أفتكر حاجة فاتت...
همم ليا وقال..:
_و أنا كمان جيت هِنا عشان أبدأ من جديد...
مد كفة ليا ببسمة بشوشة ..:
_أنا آدم مُدير المبيعات هِنا و أنتِ..
بصيت ليه بتعجب من تصرفة عيونة كانت مُشجعة ، ترددت لثواني طوال أنا عايزة أبدأ من جديد ...آدم كان الجزء الوحيد الحلو في الحكاية ...
مديت كفي ليه بإرتباك...:
_و أنا هَنا...
همهم ليا ببسمة حلوة و هو بيحرك كفوفنا سوا كترحاب وقال..:
_يلا عشان تلحقي الإنترڤير هتعملية مع فتحي صح؟...
رفعت كتافي بعدم معرفة وقولت..:
_معرفش...
سحب كفي منه بعد ما حسيت أن سلامنا طال ..:
_طب يلا نروح المكتب التاني...
________________
يومين بالظبط و جالي أميل أني أتقبلت ، عارفة أن آدم السَبب ....قعدت في البلكونة بمج النسكافية و أنا محاوطة بدني بِشال بسبب برودت الليل...
عقلي شارد لبعيد بكرا هبدأ شُغل حاجة جديدة مكان غريب ناس معرفهاش و الأهم مِن ده آدم موجود!...
مش قادرة أحدد وجودة مُريح بالنسبة ليا ولا مُزعج؟!..
معرفش ليه الحماس أخدني أني أختار الطقم الي هلبسة بُكرا.....
قمت بحماس لكني لقيت بابا قُصادي كان لسه راجع من برا متأخر كالعادة ...:
_شُغلك امتي..
_بُكرا...
_خايفة؟...
_شوية...
قرب مني و هو بيضمني ليه بخفة ..:
_ربنا معاكي يا حبيبتي..
همهمت ليه ببسمة و انا بدخل أوضتي ، حسيت اني كُنت محتاجة الحُضن ده لكن بشكل تاني يكون أطول أحس بإحتواء كِده مش طبطبة و خلاص!..
___________________
كُنت بصص قُصادي بضيق و يحيي عمال يضحك بمرح..:
_مش هسيبك تمشي تاني ، شوفت المشهد ده فين قبل كده ؟...اه كان في مُسلسل تركي..
زفرت بغضب و انا بحدف علية قلم من علي المكتب..:
_بطل رخامة بقا يا يحيي ، معرفتش أتصرف لما شوفتها بعد ما كُنت بدور عليها...
لحق نفسه قبل ما القلم يجي علية وقال..:
_فاهمك طبعا ده أنتَ جي نص ساعة بدري عن معادك عشان هي جاية...
كُنت لسه هرمي علية الورق لكنه رفع ايده قصادي ..:
_خلاص يا عم بهزر وسع خُلقك معانا كده ، أنا قصدي يعني متفجعش البنت كِده شبه العفريت خليك تقيل ، اتعرف عليها واحده واحده و قرب مِنها بهدوء...
همهت ليه و أنا بفكر في كلامة ، لازم نتعرف علي بعض واحدة واحدة يمكن لما تقرب مِني تحبني!...
_________________
لابست سكيرت چينز و عليها بلوڤر رصاصي و سكارف بنفس اللون مع إختلاف الدرجات و عليهم هاڤ بوت بكعب متوسط أسود و شنطة بنفس اللون مع ميكب خفيف ، حبيت أشوف نفسي حلوة في يوم زي ده...
طلعت الدور التالت و أول ما عديت مِن قُصاد مكتبة أتفتح و كأنة كان في إنتظاري؟!..
وشه أندهش بتمثيل وقال..:
_أيدا أنتِ أتقبلتي هِنا؟..
إبتسمت ليه بخفة وقولت..:
_اه النهادرة أول يوم...
همهم ليه ببسمة خفيفة..:
_ربنا معاكي لو أحتجتي حاجة قوليلي..
اومئت لية و أنا يتحرك للمكتب التاني عشان أتعلم الشُغل..من أستاذ فَتحي كان راجل في مُنتصف الأربعينات أستقبلني ببسمة ..:
_ثواني عقبال ما أناديلك حد...
ثواني وجه آدم و هي بتبص لفتحي بتعجب..:
_طلبتني ليه؟...
شاور فتحي عليا وقال..:
_إسلام برا المكتب النهاردة ، فا لو سمحت عرفها أنتَ الشُغل النهاردة لو عندك وقت...
عيونة كانت مُتفاجئة لثواني لكنه بص علي ساعة بعملية وقال..:
_معنديش وقت كتير لكن تمام هعلمها....
قعدنا في مكتبة كان بيعرفنش الشُغل بكُل رسيمة حسيت أني معرفهوش لكني كُنت مرتاحة كِده...
_تحبي تخدي بريك ولا نكمل؟..
نفيت ليه وقولت..:
_لاء نكمل ....
_رجعي الورق ده زي ما علمتك عقبال ما أعمل حاجة و أرجعلك...
همهمت ليه و بدأت أعمل زي ما قال دقائق ورجع و هى بيحط كوباية قُصادي...
_معرفش بتحبية ولا لاء بس عملتلك زي...
كان نسكافية محطوط في مج مكتوب علية أسمة هو
أبتسمت ليه بشُكر وقولت..:
_لا أنا بحبة أوي ، شُكرًا...
أسبوع مر التعامل بينا طبيعي كُنت حاسة براحة لوجودة حوليا ، هنروح سوا لڤيلا هشوف التعديلات فيها و هو هيكون معايا ...
خلصنا شُغل بعد ساعتين ..
_متيجي نتمشي شوية...
عرضة كان مُفاجئ بالنسبة ليا لكن نسيم البرد و ريحة الشتا شجعتني!...
اومئت ليه بهدوء وقولت..:
_الجو جميل الصراحة...
شارع هادي كُل شجر و زرع ، قفلت البلطو كويس بعد ما حسيت بالبَرد و مشيت جمبة ...
كسر صمتنا لما قال..:
_موحشكيش أسألتنا لبعض الغريبة؟...
إبتسمت بخفة و جاوبة..:
_الصراحة أه كُنت بحب أسألك ...
_طب مينفعش نسأل بعض تاني؟...
سكت ثواني بتفكير و هزيت راسي ليه بالموافقة فقال..:
_لو مش عايزة تجاوبي خلاص ، بَس أنتِ لسه بتحبية؟...
خطواتي أتباطئت غصبًا عني و أنا بفكر في سؤالة بشردو ، هو أنا لسه بحبه ولا أتخطيت؟!..أتردد أني أجاوب لكني قولت..:
_مبقتش بحس ليه زي زمان يعني لما بسمع أسمع مش بحس بحاجة لا حب و لا كُرهه عادي...
سكت و بعدها تابعت بفضول..:
_و أنتَ نستها؟...
جاوبني من غير تفكير..:
_مكنش في حاجة بينا عشان تتنسي ...مُجرد تجربة غيرتني للأحسن ...
همهمت ليه وطال الصمت بنا لفتره طويلة قاطعة بسؤال كان غريب بالنسبة ليه..:
_هو لو صاحبك زعلانك أو حد من أهلك بتعملة ايه؟...
لمحت بسمة الجانبية لسؤالي هو فرحان عشان رجعت تاني أسألو!...
_بسمعهم و أحاول اخفف عنهم...
نفيت ليه وقولت..:
_يعني بتحضنهم أزاي؟..
ارتفع طرف ثغرة بسُخرية وقال..:
_أنا متحضنش و أنا صُغير عشان أتعمل أحضن الناس....
رفعت عيوني ليه لثواني و شوفت حُزنة البيحاول يخفية ..:
_تعرف و أنا كمان متحضنتش الحُضن الصح، يعني احس فيه بالأحتواء و الأمان كُنت دايمًا بحسه حُضن علي الماشي كده تقضية واجب بمعني أصح...
وقف عن المشي و التفت ليه و عيونة بتتشرب ملامحي زي زمان وقال ..:
_تعرفي أنا اتعلمت منك حاجة مكنتش واخد بالي مِنها ، يعني من حقي أدور علي الي أتحرمت منه و أعوض نفسي بأسرة جديدة و حد بحبة...
قرب مني خطوة و تابع..:
_يعني مثلا مراتي المُستقبلة مش هبطل أحضنها و أحسسها بالإحتواء و الأمان طول الوقت...
شديد قبضتي بقوة و أنا مُرتبكة من كلامة و عيونة المركزه عليا ، معرفتش أرد و لا أقول حاجة ، رجعت خطوة وقولت بإرتباك..:
_ت..تعرف و أنا صُغيرة عمري ما جريت في الشارع...
إبتسم بعد ما لاحظ تهربي وقال..:
_ليه بقا؟...
زمت بشفايفي بضيق و انا بكمل مشي..:
_ماما مكنتش بترضي تخليني أجري أصلًا كانت بتخاف عّليا أوي..
_طب ما إحنا فيها ...
التفت عليه و انا بعجد حواجبي بتسأل فأسترسل..:
_ملعبتيش سباق جري قبل كِده صح؟...
نفيت ليه فتابع..:
_يبقا يلا بينا الي هيوصل لأخر الشارع هيجيب للتاني نسكافية..
_بَ..س أستني...
مكنتش عارفة اتكلم من إرتباكي ، معطنيش فُرصة وقف جمبي وقال..:
_يلا واحد اتنين تلاتة...
بدأ يجري ببطئ عشان ميسبقنيش ، ابتسم بإبتساع و أنا بجري بسُرعة!...حسيت شعور غريب جوايا و كأن الطفولة الي جوايا أتحررت و فرحانة حققت أمنية صُغير من أمانيها البسيطة!...
كُنت بجري بأقصي سُرعة و أنا عارفة أنا مبطئ نفسه ألتفت ليه و أنا بطلع لساني بمُشاغبة مش معهودة مني..:
_سبقتك ، هتعزمني أنتَ...
سمعت صوت فرملة عربية وصوت آدم العالي..:
_خلي بالك يا هَنا...
يُتبع...
رأيكم؟...