رواية لم يكن لي الفصل السادس عشر 16 بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل السادس عشر 16
لساني أتلجم و أنا ببص لعلي هو يقصد أيه؟...
إبتسامة زي ما هي ، تابع بنظراته المُتفحصه ..:
_ورانا كلام كتير سوا ...
كُنت لسه هتكلم لكني حسيت بأيد بتقبض على كفي و بتسحبني لبرا بغضب؟!...
حاولت أسحب أيدي منه و قولت بغيظ..:
_سيب أيدي يا آدم ...في أيه؟!..
طلعنا برا الكافية ، ساب ايدي و عيونه كُلها غضب
نبرته كانت مُرتفعة بطريقة تخوف!..:
_انتِ متفقة معاه؟..فهميني...
رجعت لورا لحد ما حسيت بالحيطة ورايا ، مش عايزة أحس بالضعف مش عايزة أبقي مهزوزة قُصادة !...
فرك شعرة بكُل عصبية ..:
_متسكتيش كِده ردي عَليا ...أنتِ قابلتية؟...
معطنيش فرصة أجاوب و قال بِسُرعة ..:
_قعدتي معاه لوحدك؟...شوفتية ، ردي عَليا؟!..
نبرة بقت حادة أكتر في نهاية كلامة ، حسيت برعشة خوف سيطرت عَليا غصبًا عني صوتة العالي خوفني ، جاوبته بعد ثواني طويلة..:
_أنا شوفة امب...
قاطعني و هو بيقف قُصادي و عيونة مركزه عَليا ..:
_لوحدك؟....
أومئت ليه وقولت للتوضيح..:
_في كافية..
ضحك بسُخرية بنظرات حادة..:
_فرقت كِده؟!...لا و ريحه تتفقي معاه كمان علي ميرنا ؟...هو ده الي هيجبلك حقك يعني ملقتيش غيرو؟...و كمان تفضحيها بالطريقة دي كده حقك رجع مهمكيش أن...
قاطعت كلامة بغضب مُماثل ، ليه الكُل ضدي عملت أيه غلط غير أني حاولت أجيب حقي !.....و برضو مقدرتش أعمل ده جايب اللوم عليا من غير ما يسمعني حَتي !...عشان خايف على شكلها قُصاد الناس؟!...
_بتلومني على أيه ده حقي ؟...و لما هي اتهمتني ظلم كنت فين ؟....بتزعقلي ليه و متعصب ليه عشان خطيبتك ظهرت علي حقيقتها مش كِده؟...زعلان عشان شكلها بقا وحش قُصاد الناس و بان الحق ...
مع كُل حرف كان بيغادر ثغري ملامحه كانت بتحدد أكتر ، الغضب سيطر علي نظراتة أكتر لدرجة أني خوفت أبصلة!...
لكني فاض بيا الكُل بيفكر في نفسة أو في البيحبه و سيبني أنا مع نفسي...محدش مُهتم بيا...
_أنتَ أصلا بتحاسبني ليه أني قابلت علي و أنتَ مالك ؟...متعصب و عامل كُل ده عشان شكلها بقا وحش...
قاطعني بصراخة الحاد و هو بيركل برجلة الحيطة جمبي بقوة..:
_أسكتي ...أسكتي ....
أنكمشت علي نفسي بخضة مِن صوته ، كان بيتحرك قدامي بكُل غضب لحد ما وقف قُصادي مِن تاني..:
_أنتِ فعلًا غبية ، غبية عشان فاكرة أنه كان بيساعدك و غبية كمان لو فاكرة أنك كده جبتي حقك...
قرب مني خطوة و تابع..:
_واحد زي علي ده بعد الي عملة مع ميرنا مش هيسيبك في حالك بعد ما قبلتية طبعًا هو كان يقدر يعمل كُل ده لوحده من غير ما يرجعلك أصلًا...
فرك شعرك بقوة وقال..؛
_مش شايفة نظراتة ليكي عاملة أزاي ؟...دي مجرد وسيلة عشان يوصلك و أنتِ سهلتي الموضوع علية واحد زية لما بيحط حاجة في راسه مش بيسبها...
مهتمتش لكلامة مش قادرة أفكر في عَلي دلوقتي ، مين عطاه الحق يحاسبني و يعلى صوته عليا!...
ضميت أيدي لصدري عشان أخفي رعشة كفي و قولت بِهجوم..:
_بتحاسبني ليه أصلًا ؟...و بتزعقلي ليه رد عليا يا آدم...
مشكلتك مع الي حصلها مكنتش أعرف أن...
قاطعني بإنفعال..:
_مُشكلتي أنتِ....أنتِ الي تهميني في كُل ده ، أزاي قابلتية لوحدك و قعدتي معاه ، كُل ما أفتكر نظراتة ليكي ببقا عايزة أعمية ...
سكت لثواني ركز فيهم في عيوني و كأنه بيحاول يهدي أعصابة وقال..:
_أنتِ كده أذتيني أنا كمان على فكرة مفكرتيش فيا حَتي ؟!...
نبرته في السؤال خلتني أنا كمان أهدي ...صوته كان هادي و عيونة متسألة و كأنه عايز يتأكد أنا فعلًا فكرت آذية ولا لاء؟!...
أنا متفقتش مع علي أنا قولتلة أني عايزة أنتقم مِنها و هو قالي أنه هيفكر في حاجة و هيرجعلي مش أكتر!...
رطبت شفايفي و جاوبة..:
_أنا متفقتش معاه على حاجة مكنتش أعرف أصلًا ، أنا أكيد مش هبقا عايزة أسببلك أي آذي ....بس أنتَ ملكش حق تحاسبني بالأسلوب ده
ثواني طوالت مِن صمته و عيونه بتجوب في ملامحي بتتشرب عدستي الذابلة ...
أخد نفس بسيط وقال..:
_أنا تعبت ، ليه كُل حاجة صعبة كِده؟... كُل شوية الموضوع بيصعب أكتر بينا ...
قطبت حواجبي بتعجب بس أنا بدأت أفهم مُرادة ..:
_بينا؟!...
إتنهد وقال بنبرة مُثقلة..:
_مش هنعرف نكون سوا صَح؟!..
عيوني أتسعت من كلامة ، مفكرتش فيه بالطريقة دي قَبل كِده هو كان خطيب صحبتي حتي لو مبقناش نتكلم مفيش حاجة هتتغير في نظري ...
_يعني أيه؟...أنا مفكرتش بالطريقة دي...
أرتفع طرف ثغرة بسُخرية ..:
_ما دي المُشكلة ، مأخدتيش بالك من أي حاجة بتتصرفي بتلقائية جذبتني من دون ملاحظه مِنك...
رفعت أيدي و عدلت حجابي و في بالي سؤال واحد هو أنا كُنت السبب في أنه يسيب ميرنا..:
_قصدك أيه؟...ه..و أنتَ سيبت ميرنا بسببي أنا و الله ما كُنت أقصد حاج...
بتر حديثي و هو بيرفع كفه قُصاد وشي عشان أسكت و نبس..:
_علاقتي بميرنا كانت منتهيه من الأول كُنت بحاول على الفاضي وجودك بس أثبتلي أن مش كل حاجة تستحق أني أحاول عشانها...
محبتش أضغط علية آدم كان ليه دور كبير في حياتي غيرني للأحسن لكن البيفكر فيه ده إستحالة !..:
_أنا فهماك ...بَس أنتَ عارفة أننا مش هننفع نكون سوا؟!...
إبتسم ليا لكن إبتسامة كُلها وجع ، حسيت بوخذات في قلبي لفكرة أني السبب في وجعة.. قال بنبرة كُلها هدوء..:
_عارف لكني واثق في قُدرة ربنا ، القدر هيجىعنا سوا أنا حاسس بِكده...
سكت ثواني و بعدها تابع..:
_لو كُنا في مكان و زمن تاني عايزك تعرفي أني مكُنتش هسيبك ....
_____________________
روحت البيت بذهن شارد في شخص واحد آدم ، وجودة مريح بحب أشوفة لكني مفكرتش فيه كده كان بالنسبة ليا شخص بيوجهني للحياة أني أطلع بره ضعفي....
لقيت حَسن قاعد مع بابا في الصالة بيشرب شاي و على وشه إبتسامة واثقه عارفة سببها أني هرجع...
شاورلي بابا علي الكورسي عشان أقعد وقال..:
_مين آدم ده؟...
كبحت شعوري بالسُخرية بيسألني قُصادة بيحاسبني قدامة بدل ما يغلطة هو!..
علاقتي ببابا كويسة لحد كبير لكني مقدرش أحكيلة عن مشاعري و أحاسيسي و طبعًا زي أي أب مش بيعرف يحتوي بيحاسبني قُصاد حَسن الخاين!...
معرفش كسبت البرود ده منين ؟...لكني قعدت بهدوء وقولت..:
_ده مديري في الشُغل ، و لو هتسألني أتعارك مع حسن ليه فهقولك عشان أفتكر حسن حد بيرخم عليا و طبعًا لانه كان بيسحبني من أيدي غصب...
أتكلم حسن مدافعًا عن نفسه وقال بسُرعة..:
_سحبتك من ايدك لما لقيتك واقفة معاه لوحدك..
ضحكت بسُخرية ونبست..:
_و أنتَ بقا دورك تسحبني من ايدي كُل ما تشوفني واقفة مع حد متعرفهوش؟!...
أنضمت ماما لينا صُحبة حازم فقال حسن دفاع عن نفسة..:
_عارف أني غلط بس حقك عليا انا مستعد أعوضك عن كُل الي فات بس اديني فُرصة...
بصيت لبابا الي كانت ملامحه لينه و نبست بسُخرية..:
_كان فيه و خلص يا حَسن...
عيونه أتحولت من الثقه للترجي ، أنحي بضهرة لقدام وقال بنبرة كُلها رجاء..:
_متبقيش قاسية أوي كده يا هَنا عارف أني غلطت و مستعد أعوضك اديني فرصة بَس...
فكرة أنه شايف أن غلطته تتصلح معصباني أكتر طب و مشاعري و نفسيتي مين هيصلحها ؟!..هثق في الناس تاني أزاي؟...أزاي هحب تاني أصلًا...
وقفت بإنفعال وقولت..:
_فرصة تانية؟!..أنتَ فاهم عملت أيه ؟...أنتَ خونتني و مع مين مع بنت خالتي كُنت معايا و مشاعرك مع غيري !... خلتني ضعيفة كارهه نفسي و دلوقتي بتطلب السماح ...
صوتي كان عاليرلدرجة أن وشي أحمر فتدخلت ماما بنبرة مُرتفة ..:
_هَنا!...
_سبيها يا ماما تطلع الي جواها..
مسك حازم أيديها يمنعها عن التدخل...
_مشاعري مش كوباية بعد ما تكسرها تلزقها ، عايز مني ايه دلوقتي أيه الي فكرك بيا ؟...حُبك ده جه منين فاجئة؟...
مكنش قادر يواجهني بعيونة مكنش متوقع اني أنفجر قُصاد أهلي كان فاكر أنه هيقدر يسيطر عَليا!...
_أخر فترة عرفت فعلًا أني مقدرش من غيرك يا هَنا أنتِ كُنتِ معايا في كُل حاجة اتعلقت بيكي ...
محستش بالشفقة علية لثانية واحدة النظر في عنيه كان بيكرهني في نفسي هو أكتر واحد أذاني مشاعري كانت لسه بيضا لطخها هو بأنانيته و دلوقتي بيطلب السماح؟!...
قرب مِنه خطوة بعد ما وقف قُصادي وقولت بنبرة كُلها سُخرية ..:
_تعرف أني قصدت أعمل كده...
قطب حواجبه بتسأل فتابعت..:
_أعلقك بيا أخر فترة ، ما أنا كُنت عارفة أنك بتحب ليلي عملت كُل حاجة عكس شخصيتي عشان أعلقك بيا و نجحت في ده
_يعني أيه؟..
ابتسمت بإنتصار على محياه المُندهش وقولت..:
_يعني مش أنا بس الي أضحك عليا و أنتَ كمان ...
ملامح كانت مصدومة و عيونة غير مستوعبة قسألني بتقطع ..:
_يعني أيه؟ كُنتِ بتضحكي عليا؟..ي...
قاطعت كلامة بحده ..:
_لا فوق يا حسن مش أنتَ الضحية هِنا، أنا حبيتك بجد و من كُل قلبي الي أنتَ معملتش حاجة غير أنك كُنت بتدوس علية ..
تابعت بإستهزاء هو الي وصلني للمرحلة دي ..:
_روح أتعالج يا حسن عشان أنتَ عندك عقدة مِن الفراق لما عرفت اني هسيبك بقيت بتحبني فاجئة!...
قرب مني خطوة وقال..:
_خلينا نتكلم ط...
مبقتش حمل أني أسمع صوته مش عايزة أشوفة اكتر مِن كده صدمة عيونه تعباني و كأنه هو المظلوم بيترجاني و كأني أنا الي وجعة؟!...
_كفاية تعب قلب لحد كِده يا حَسن...
كان لسه هيتكلم لكن حازم قاطعة..:
_نورتنا يا حَسن...
بصلي لثواني مستني مني رد فِعل لكني مهتمتش ليه ..:
_انا أسف
قالها و توجهه للباب بهدوء... عيوني أغرورقت بمياها المالحه بتستعد لفيضانها القادم ...
بصيت لبابا و ماما الي كانت عيونهم بتحاسبني بصمت !...رفعت سبابتي قُصادهم وقولت بحده غصبًا عني..:
_محدش يفكر يحاسبني ، أنا مريت بكُل حاجة لوحده من و أنا لسه مُراهقه و دلوقتي أتخنت و مطلعش بيحبني و بيكلم بنت خالتي الي كانت ماما بتفضلها عليا أقرب صاحبه ليا أتهامتني ظلم بقيت صُحابي بعدو عَني ...
رفعت كفي و مسحت دموعي بقسوة وقولت ..:
_و أخدت حقي مِنهم كُل ده لوحدي محدش كان معايا محدش كان بيقولي مالك و بالأخص أنتِ يا ماما بدل ما تخديني في حضنك بعد خيانة ليلي لاء دخلتي تعيطي لوحدك و مش عَليا على تعبك الي راح في تربيتها ...
ضحكت بألم وسط دموعي و وجهه كلامي لبابا..:
_و أنتَ يا بابا يا مسافر يا متخانق مع ماما مِش كده أو حازم ، ده أنشغالك أنا بتكسف أطلب منك فلوس يا بابا أو أقولك محتاجة أيه لنفسي!...
أخدت نفس عميق و تابعت ..:
_حازم كان بيحاول بيقا معايا على قد ما يقدر لكن عمره ما هيسد مكانكم ...
قربت ماما مني عشان تطبطب عليا بس بعدت عن ايديها غصبًا عني!. فقالت بدموع..:
_مكنش قصدي و الله زعلي كان قهر على حالك و حال ليلي حقك عليا أنشغلت بنفسي بدل ما أشوفك أنتِ ..
رطبت شفايفي و أنا بحاول أتكلم بعد الغصة الي صابتني ..:
_لو بتحبوني بجد يبقا سبوني أكمل حياتي بنفسي زي ما كنتم بتعملة طول عمركم...
حاوطني حازم بأيدة و هو بيبوس راسي بكُل حُب وقال..:
_الي انتِ عايزة يا نور عيني ..
خبيت وشي في صدرة وقولت بدموع..:
_عايزة أمشي مِن هِنا ، عايزة أسيب كُل حاجة ورايا...
يُتبع...
النهاية قربت...