رواية ليلتي الفصل الثامن 8 بقلم ولاء مدحت
رواية ليلتي الفصل الثامن 8
ليل كانت قاعدة على الرصيف قدام بيت جدها، بتشرب شاي بالنعناع وهي سرحانة في الجو، بتحاول تصدّع صوت قلبها اللي مش بيسكت.
جالها صوت أكرم من بعيد:
ـ "لسه بتحبي السهر؟"
بصّت له، ومبتسمتش… بس ما قدرتش تنكر إنها ارتاحت إنه جا.
قعد جمبها على السور الحجري، وقال:
ـ "أنا آسف على اللي قلته وقتها… بس مكنتش بكدب."
ردت بهدوء:
ـ "عارفة… علشان كده بعدت."
قال بعد لحظة صمت:
ـ "بس الظاهر إن البُعد ما ساعدكش تنسي."
بصّت له، وسألته بنبرة مكسورة:
ـ "هو كل واحد لازم يدخل حياتي، يقولي إنه بيحبني… وبعدين يختفي؟"
سكت… وبعدين قال:
ـ "مش دايمًا. أحيانًا بييجي حد… ويفضل."
---
في اللحظة دي، وصل شادي بعربيته، نزل بابتسامته المريحة…
شايل معاها كتاب جديد كانت ليل طلباه، وبيقول:
ـ "لقيته! كنت وعدتك، صح؟"
أكرم قام، وقلبه اتعصر…
وبص للشاب اللي واقف واثق وهادي، كأنه مش بيحاول… لكنه بيكسب.
ليل قامت بخجل خفيف:
ـ "شادي… ده أكرم."
شادي مدّ إيده وقال بودّ:
ـ "تشرفت. أنا وش ليل اتقابلنا صدفة… بس واضح إن الصدف ساعات بتكون أوضح من النية."
أكرم ساب إيده، وقال:
ـ "الصُدف ساعات بتضحك في الأول… وتوجع في الآخر."
**
ليل حسّت الجو اتقل، فحاولت تغيّره، لكن شادي سبقها وسأل:
ـ "هو… زين ده قريبك؟"
سكتت. وأكرم جاوب بدلها:
ـ "ابن عمها… بس الحكاية أعمق من كده."
شادي ما علّقش، بس عينه وقعت على التعب في وش ليل…
وحس إن الطريق مش فاضي، لكنه مش ناوي يلف ويرجع.
**
ليل رجعت تمشي، ووِشها للهوى، وقلبها بقى فيه تلات خبطات:
زين… اللي سايبها معلقة بين الماضي والحاضر.
أكرم… اللي حبها، لكن خاف يقرب.
وشادي… اللي لسه جديد، بس كلامه بيدخل جوه بهدوء.
وفي نص الطريق…
صوت جواها سألها:
ـ "هو إنتي لسه بتدوري على حب…
ولا بتدوري على حد يطبطب عاللي الحب كسره؟"
زين كان واقف من الشباك، شايفها خارجة من باب بيت جدها، لبسها بسيط بس ملفت… شعرها سايب على ضهرها وبتضحك في التليفون، صوتها بيعدّي الجدران.
حاجبه اتعقد، وقلبه اتخبط.
دي مش ليل اللي كان يعرفها زمان… دي بقت ست…
وبتشوف ناس غيره.
قفل الشباك بعصبية، ورجع قعد على طرف السرير.
صوت زوجته من المطبخ:
ـ "عاوز تشرب حاجة؟"
ـ "لأ."
ردّها جاف، وهو مش قادر يخرج صوت ضحكتها من دماغه.
---
في اليوم اللي بعده، كان قاعد على القهوة، وشافها داخلة مع شادي…
ضحكة، وبتميل شوية وهي بتتكلم، وشادي بيسمعها وكأنه حافظ كل كلمة.
زين مسك الكوباية بقوة، وعينيه مش سايبة لحظة من حركتها.
أصحابه حواليه بيكلموه… بس هو مش سامع.
"كانت بتضحك كده معايا زمان؟
ولا أنا اللي نسيت؟"
رجع بذاكرته ليوم كانت بتجري ناحيته وهي لسه في تانية ثانوي، بتقوله "استناني… خدت الدرجة النهائية في التعبير!"
ضحكتها كانت بريئة…
إنما دلوقتي… فيها غموض.
---
رجع بيته لقى مراته بتقوله:
ـ "ابن عمك أكرم سأل عليك، شكله بييجي كتير الفترة دي…"
ـ "وسأل عليا ولا على ليل؟"
قالها بغير قصد، وبص في عينيها… سكتت، وخرجت من الأوضة.
---
الليل جه، وزين كان قاعد في عربيته قدام بيت جده…
شافها طالعة تاني، لابسة فستان بسيط لونه نبيتي، وشادي بيفتحلها باب العربية.
وقتها حس بحاجة تخنقه…
وهمس لنفسه:
ـ "أنا اللي سبتك…
بس ليه وجعك مع حد تاني، بيوجعني أكتر من بعدك؟"
يتبع...