رواية ليلتي الفصل التاسع 9 بقلم ولاء مدحت
رواية ليلتي الفصل التاسع 9
المكان هادي… كافيه صغير على النيل، في الركن اللي بعيد عن الدوشة، كانت ليل قاعدة قدام شادي. الجو صيفي لطيف، وفي ريحة قهوة ونسمة خفيفة ماشية بهدوء.
شادي كان لابس قميص أبيض مفتوح زرارين، وشكله مرتب على غير العادة.
ـ "بقالنا كتير بنخرج كده… وانا مشيت جنبك خطوة خطوة من أول ما رجعتي… بس دلوقتي، أنا عايز أقولك على حاجة."
ليل كانت ماسكة الكوباية، وإيدها اتحركت لا إراديًا… حسّت بتوتر، لكنها ما ردتش، اكتفت ببصّة ساكنة.
كمل شادي بصوت واطي:
ـ "أنا معجب بيكي من زمان… وكنت بستنى اللحظة اللي أبقى فيها جنبك مش بس كصاحب…"
الوقت وقف.
قلب ليل ضرب جامد، مش فرحانة، بس مش قادرة تزعل…
اللي جواها لسه مش جاهز، ولسانها مأفول.
ـ "شادي… أنا…"
ـ "مش مستني منك رد دلوقتي، أنا بس كان لازم أقول."
وفي اللحظة دي… زين كان واقف بعيد، من غير ما حد يحس بيه.
واقف سايب الدنيا حواليه، مش شايف غير نظرتها لشادي، وهدوءها، وإنها سكتت وما قالتش "لا".
رجع راسه لورا، اتنهد تنهيدة طويلة…
هو اللي خسرها؟
ولا هي اللي بتعاقبه؟
رجع عربيته، وسابهم… بس قلبه مرّة تانية اتفتح على نار مش هتعرف تطفيها غير كلمة "ارجع".
ليل رجعت البيت وهي متلخبطة…
دخلت أوضتها، قفلت الباب، مسكت الموبايل وبصّت على صورة قديمة ليها وهي واقفة جنب زين، كان لابس جلابية بيضا وضاحك لها…
الصورة كانت بتقول كتير أكتر من أي حاجة شادي قالها النهارده.
وهمست لنفسها:
ـ "ليه دايمًا اللي بيمشوا، بيرجعوا لما نكون بنحاول ننسي
في يوم مش معتاد، كان البيت مليان ناس.
خال ليل، عمّتها، قرايب، صحاب… الجو فيه لمسة احتفال.
بس مش فرح… كان أشبه "بعقد قران مؤجل"، أو كما قال أبوها:
ـ "الخطوبة وبعدين لكل حادث حديث."
ليل كانت لابسة فستان بسيط، لون ناعم مش ملفت، شعرها مربوط ووشها مفيهوش ملامح فرح ولا رفض…
كان باين عليها إنها "ماشية مع الموج".
شادي دخل ومعاه والدته، شكله متحمس، باين عليه إنه فرحان أكتر منها.
زين؟
كان واقف عند الباب، جاي بالصدفة، معزوم بحكم العيلة…
بس ما كانش يعرف "الخطوة الكبيرة" اللي حصلت.
شاف الشبكة في إيد شادي، وشاف الضحكة المصطنعة على وش ليل،
وكل حاجة حواليه بدأت تتكسر بصوت داخلي ملهوش آخر.
راح له أكرم وهمس:
ـ "عرفت متأخر… بس بصراحة؟ هي لسه بتحبك."
زين بصله بنظرة كلها وجع وسكوت…
ـ "وسايبة نفسها تتخطب ليه؟"
أكرم رد:
ـ "عشان انت سبتها… لما كنت محتاجاك، اختارت ترجع لنفسها… دلوقتي هي مش شايفة فيك أمان."
ليل حسّت بوجود زين، قلبها اتخض، وعيونها راحت له لا إرادي.
لكنها كملت مع شادي، عشان الدنيا كلها بتزقها في الاتجاه ده.
وفي وسط الناس، زين خرج من البيت… ومرة دي، ما استناش.
ليل، بعد ما الكل مشي، دخلت أوضتها، قعدت قدام المراية، وقلعت الشبكة.
وبصوت هامس وهي بتبكي:
ـ "أنا كنت بستناك تقول كلمة… مش تبص وتسكت."
يتبع...