رواية قطع غيار بشريه بقلم آمنه محمد
رواية قطع غيار بشريه بقلم آمنه محمد
عارفين ظاهرة الديچاڤو.. الظاهرة اللي بتخليك معتقد إن نفس الموقف ده حصل قبل كده وإنك بتعيشه لتاني مرة
أو أنك كنت عارف اللي هيحصل!
أنا بعيش الظاهرة دي كل يوم بس بشكل مختلف..
أنا مريم ومن خمس سنين بس عملت حادث على الطريق وأنا راجعة من الشغل
فضلت سنة وست شهور في غيبوبة وصحيت شخص تاني.. مختلفة عن ما كنت قبلها
بميزة خلتني أخاف من كل شيء ممكن يحصل حواليا
أنا بقى مش بعتقد إن شوفت الموقف قبل كده.. لأ!
أنا بعرف كل أسرار ومصايب الشخص اللي قدامي بمجرد ما ابص في عيونه
أسوأ ذكرى هو مخبيها وحريص إنه محدش يكتشفها أنا بعرفها
الموضوع وقعني في أكبر مصيبة في حياتي واللي بسببها موجودة دلوقتي في المكان ده وبشوف أصعب مشهد في حياتي
خلوني أقول لكم ازاي؟!
أول واحد اتقدم لي بعد ما فوقت من الغيبوبة ورجعت لحياتي الطبيعية كان مجد...
شاب محترم من عائلة.. بباه راجل أعمال وطبيب محترم ومعروف وعضو في مجلس الشعب.. أول لقاء مع والده كان لقاء لطيف
شخصية تنبهر بيها أول ما تشوفها وتنبهر أكثر لما تتكلم معاها
دكتور عاصم عرب ابراهيم
القعدة انتهت بس وأنا بسلم عليه وهما مروحين بمجرد ما مسكت ايده شوفت مشهد غريب أوي
شوفت غرفة واسعة محطوط فيها أطفال كثير صغيرين وحمايا كل شوي يشاور على طفل فيهم ويجي ناس ياخدوه والطفل بيبكي ويصرخ
في البداية مفهمتش المشهد.. أيه الذكرى دي مش فاهمة؟
في الغالب بشوف ذكريات مفهومة واضحة بتكون مصايب ايوه ولكن مفهومة..!
حمايا ده شوفت له أكثر من مشهد اغلبهم مشاهد دموية..
في البداية مع تكرار اللقاءات مكنتش فاهمه معنى كل المشاهد دي أيه..
لحد ما شوفت أوضح وأبشع مشهد ممكن أكون شوفته في حياتي وهو بردو أوضح واحد
شوفت نفسي واقفة قدام واحد من المخازن التابعة لشركات حمايا.. بوابة كبيرة... حراس كثير.. غرفة مغلقة..
لما دخلت محدش شافني.. صوت مجهول ناداني ولما مشيت وراه وصلني لسلم بيودي لغرف موجودة تحت المخزن
نزلت بكل سهولة ومفيش أي حد شايفني...
المكان كان عبارة عن غرف كثير موجودة لما فتحت واحدة منهم وبدأت أستكشف
شوفت أطفال كثير صغيرين في أعمار بتبدأ من خمس سنين فما فوق.. وحضانات للأطفال الرضع وكمان معمل أنسجة
شوفت واحد بيسحب طفل من واحدة من الغرف وبياخده على غرفة تانية محدش بيدخلها غير ببصمة وجه...
أخدني الفضول فجريت وراه ولما دخلت وراهم اشوفهم واخدينه لفين
أكتشفت إنها غرفة عمليات
وحرفيًا بعد ما بنجوا الطفل ونيموه على سرير المستشفى فصصوه..
الأعضاء وحدها والعظم وحده حتى القرنية والجلد
كنت بصرخ بحاول أتحرك اهرب من المكان.. معرفتش حتى عيوني مكنتش بتقفل وكأني مجبره أشوف كل ده
حسيت إن روحي بتتسحب مني أكثر من مرة وإنه هيغمى عليا ولكن بدون فائدة مكنش فيه شيء بيحصل مكنتش بفوق
لحد ما شوفتهم وهما بيوزعوا كل ده على صناديق للحفظ واللي فهمته أنهم بيجهزوها للتصدير لبلاد بره مصر.
سمعت واحد من الدكاترة بيقول للتاني أنه مطلوب منهم شحنة كويسة خلال الأشهر الجاية ولازم يحصنوا الأطفال كويس ويعزلوا أي مرضى
" مزرعة بني آدمين؟! "
أيوه دي كده مزرعة!!
فجأة فتحت عيوني.. لقيتني نايمة فوق سريري في غرفتي والكل حوالين مني قلقانين..
فهمت بعدين إني أول ما سلمت على حمايا وقعت وجالي تشنجات فجأة
وأضطروا يجيبوا الطبيب.. بس أنا كنت في دنيا ثانية
في اليوم الثاني قومت من النوم جهزت نفسي حاولت أفتكر الطريق والعنوان وكل اللي شوفته وطلعت على مكتب النايب العام
قدمت بلاغ وصدقوني من كثرة التفاصيل اللي حكيتها
وكان مجمل الكلام أنهم عندهم علم بوجود مصدر رئيسي لتصدير للأعضاء البشرية من مصر حسب التحريات بس ميعرفوش مين
وطلعت مع الضباط والقوة للمكان اللي شوفته وأقتحموا وعرفتهم طريق السلم وكل شيء
وكانت الصدمة على وشوش الضباط لما شافوا المسالخ البشرية اللي موجودة تحت المخزن العملاق
معامل الأعضاء والمخازن والثلاجات وعنابر الأطفال الكثير واللي أغلبهم مخطوفين أو متباعين...
وطلع حمايا واحد من المشرفين على المكان وتم القبض على العصابة كلها بعد اعتراف حمايا وبقية العصابة
حمايا مكنش عارف أنا عرفت من فين ولا أهلي اللي كانوا مصدومين وكذلك الأمر الضباط.. ولكني سعيدة علشان قدرت أنقذ الأطفال دول
واللي كانوا بيتصدروا على هيئة قطع غيار
١سم جلد ب ١٠ دولار.. تخيل البشر وصلوا لفين؟!
مش هقدر أصدق بعدين غير أنهم شياطين متخفيين في هيئة بشر، هبه ربنا انعم عليا بيها علشان أكشف الوجه الحقيقي لكل انسان.
وبس كده.