رواية عائلة( بريفاتسكي ) بقلم جوه القصه
رواية عائلة( بريفاتسكي )
في أحد أحياء مدينة ماسكيغون الهادئة بولاية ميشيغان، كان منزل عائلة "بريفاتسكي" يبدو من الخارج كأي منزل أمريكي تقليدي. جيران طيبون، حديقة مشذبة، وأبوان يعملان بجد. لكن خلف هذا الهدوء، كانت تتكوّن عاصفة لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها… عاصفة اسمها: سيث.
لم يكن سيث بريفاتسكي سوى مراهق في الثامنة عشرة من عمره. عا*نى في السنوات الأخيرة من علاقات متوترة مع والديه، وشعر دومًا أنه غير مفهوم. تم فصله من المدرسة، وكان على وشك أن يُطرد من المنزل. ومثل كثير من الشباب الغاضبين، تراكم بداخله شعور بالقهر، لم يبح به لأحد... لكنه كان يبحث عن مخرج.
في يوم الأحد، 29 نوفمبر 1998، قرر سيث أن ينفّذ ما خطط له. بهدوء شديد، توجه إلى غرفة والده، وأخذ بند*قية من عيار .22. لم تكن هناك صر*خات، ولا مقاومة. فقط أصوات الطل*قات تتابعت في صمت قا*تل.
أطل*ق النار أولاً على والده ستيفن، ثم على والدته ليندا، وبعدها على جده جون، الذي لم يسعفه العمر ولا الحيلة ليفهم ما يجري.
لم يكد ينتهي من ذلك، حتى عاد شقيقه جيديديا مع صديقته إبريل إلى المنزل. وما إن دخلا، حتى سقطا ضح*يتين هما أيضًا… لتصبح الحصيلة خمس ج*ثث، جميعها من العائلة.
في ارتباك واضح، اتصل سيث بصديقه المقرب ستيفن والاس. لم يطلب النجدة، بل طلب المساعدة في إخفاء الجر*يمة. الصديقان شرعا في تحريك الج*ثث وتنظيف المكان، ظنًّا منهما أن بإمكانهما خداع العالم.
لكن القلق الذي انتاب أسرة إبريل، غيّر كل شيء.
عندما لم تعد إبريل إلى منزلها، شعرت والدتها بشيء غير طبيعي. ذهبت بنفسها إلى منزل عائلة بريفاتسكي. وما إن وصلت، حتى رأت مشهدًا سرياليًا:
رجل ممدد في الممر الخارجي، مغطى بالد*م، لا يتحرك.
اتصلت فورًا بالطوارئ: "هناك ج*ثة في الممر… ولا أحد يرد من داخل المنزل."
وصلت الشرطة بسرعة. دخل الضباط المنزل، غرفة تلو الأخرى. ما رأوه كان كابو*سًا: ج*ثث في غرفة المعيشة، في الطابق السفلي، في الطابق العلوي.
كان المنزل بالكامل صوتًا مكتومًا لمجز*رة عائلية غير مسبوقة.
ألقت الشرطة القبض على سيث، الذي لم يُبدِ ند*مًا كبيرًا. اعترف بكل شيء.
وأُد*ين بخمس تهم ق*تل، وصدر الحكم: السجن مدى الحياة، دون أي إمكانية للإفراج المشروط.
لكن القصة لم تنتهِ هنا.
في عام 2010، حاول سيث الهروب من السجن في عملية فرار جماعية، لكن المحاولة فشلت، وقُ*تل برصا*ص الحراس… لينتهي مصيره كما بدأ: بالد*م.
جرا*ئم الق*تل العائلية نادرة، لكن ما يجعل هذه القضية مختلفة هو دوافعها الباردة، وانعدام أي مؤشرات واضحة.
سيث لم يكن يعاني من مر*ض عقلي مشخّص. لم يكن مجر*مًا معروفًا.
كان شابًا يعيش تحت الضغط… حتى انف*جر في وجه كل شيء.