📁 أحدث الفصول

اسكريبت المشرحه بقلم ميرنا عبد الرحيم

اسكريبت المشرحه بقلم ميرنا عبد الرحيم 

اسكريبت المشرحه بقلم ميرنا عبد الرحيم

 أنا عائش، عندي 27 سنة، طبيبة... اشتغلت في مستشفى حكومي بعد تخرّجي، واللي يبدو إنها كانت أول وآخر مرة أشتغل فيها في حياتي.

جاية أحكيلكم قصتي، واللي يمكن بعضكم مش هيصدقها... ويمكن أنا نفسي لحد دلوقتي مش مصدقة إنها حصلت لي.

أول يوم شغل عدى بسلام، رغم إنه كان مُرهق جدًا بالنسبة لي... طبيعي، أول يوم في مكان غريب، وسط مرضى، ومواقف إنسانية صعبة.


تاني يوم، المدير عمل اجتماع، لأن كان فيه دفعة أطباء جداد، وكان لازم ينظموا الشيفتات.

في الاجتماع، اتعرض الشيفت الليلي، من الساعة 12 لغاية الصبح، وكل الأطباء القدام رفضوه بشكل غريب... كأنهم متفقين يرفضوه من غير نقاش حتى.

المدير وجه كلامه ليا، وقال:

"يا دكتورة عائش، تقدري تمسكي الشيفت دا؟"

وافقت. كنت لسه جديدة ومش عايزة أبدأ بأي اعتراض أو شكوى… قلت إنها مجرد ليلة وهتعدي.

بدأ الشيفت بتاعي في نص الليل، الجو كان هادي جدًا لدرجة مرعبة، والطابق اللي كنت فيه شبه مهجور.

اطمنت على المرضى، خرجت الحالات المستقرة، وبدأت أستقبل الحالات الجديدة. لحد دلوقتي، كله ماشي بشكل طبيعي.

بس وأنا معدية قدّام ثلاجة الموتى..."المشرحة"  سمعت صوت خربشة، صوت حاجة بتتحرك جوّه.

وقفت. ركزت.

الصوت كان واضح... مش وهم.

بس قلت يمكن خيال، أو صوت من التكييف، أو حتى فأر.

كملت شغلي وقررت اتجاهلُه.

بعد ساعات، التعب غلبني، فدخلت أوضة الاستراحة. نمت.

بس النوم مكنش هادي.

صحيت على صوت خبط عنيف على باب الأوضة.

قمت، فتحت الباب...

مفيش حد.

لكن سمعت تأوهات جاية من اتجاه المشرحة.

الفضول جرّني... وندمت.

دخلت المشرحة، كانت الإضاءة ضعيفة، بس كل حاجة شكلها طبيعي...

لحد ما لفيت، وجثة كانت محطوطة على الطاولة قامت فجأة!

هجمت عليا.... كانت عينيها مفتوحة، بس ماكانتش بتشوف.


بدأت تخنقني بصوت أشبه بالزئير، وصرخة خرقت أذني، مش عارفة جايه منين.

في لحظة يأس، لمحت كوب زجاجي على الطاولة، مسكته وضربتها بيه في راسها، وهي اتراجعت شوية...

استغليت اللحظة ونطّيت من الشباك...

الحمد لله المسافة كانت قصيرة، ووقعت على الأرض وفضلت أجري من غير ما أبص ورايا.

من يومها... وأنا مش طبيعية.

ما بضحكش، ما باكلش، ما بنامش، وما بكلمش أصحابي.

بدأت أبحث ورا المستشفى دي...

واكتشفت إن في دكاترة كتير ماتوا فيها، خصوصًا جوه المشرحة...

لكن تم التكتم على كل حاجة.

أنا الوحيدة اللي خرجت... بس مش بخير.

خرجت بجسدي، لكن روحي لسه هناك... بتتصارع بين الحياة والموت.

أنا دلوقتي... "ناجية"، بس مش حية.

#ميرنا_عبدالرحيم

#اسكريبت

#المشرحة

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات