رواية العروس الهاربة الفصل الأول 1 بقلم إيمان شلبي
رواية العروس الهاربة الفصل الأول 1
-بصي للكاميرا واضحكي بلاش فضايح الناس بتبص علينا
لفيت وشي وانا ببصله بملامح كلها ضيق وكُره:
-انت ايه يا اخي مبتحسش قولتلك مليون مرة مش عايزاك مش بحبك مش طايقه ابص في وشك
بلع اهانتي وسكت،كان بيضغط علي أيدي بغيظ لدرجة غ*رس ضوافره فيها
غمضت عيوني وانا بهمس بو*جع:
-سيب ايدي بتوجعني!
بصلي وهو مازال مقيدها ،كانت عيوني بتلمع بالدموع وانا ببص جوا عيونه وبهمس مرة تانية:
-سيب ايدي
-اضحكي الاول
وقتها اخدت نفس عميق وبصيت للكاميرا وابتسمت ابتسامة مزيفة
ساب ايدي بهدوء وسندها علي رجلي،بصيت قدامي كان الكل عيونهم علينا،اهلي وأهله،اصحابي واصحابه،الكاميرا اللي مش مفارقانا وده الطبيعي لأننا عرسان!
في وسط كل الناس اللي حاضره كان واقف شخص في رُكن بعيد،عيونه مش مفارقه عيوني
سرحت ثواني وانا بسأل نفسي ليه مش هو اللي قاعد هنا جنبي!
ليه القدر والأهل والنصيب فرقوا قلوبنا؟!
ليه الإنسان مبياخدش اللي بيتمناه ؟؟
ليه دايماً كل شخص عنده شيئ ناقص
حب،فلوس،صحة،راحة بال،اولاد
-قومي نرقص
فوقت من شرودي علي لمسة أيده،كانت بالنسبالي ص*اعق كهربائي!
مش قادره اتقبل فكرة جوازي من شخص ملهوش في قلبي قبول،المؤلم أنه عارف،عارف مدي كُرهي ورفضي لوجوده إلا أنه مصمم يكمل
مصمم يعيش معايا بقلب واحد بيحب وهو قلبه!
احيانا بسأل نفسي ليه ممكن شخص يقبل علي نفسه فكره النفور والرفض،ليه يقبل يكمل وهو عارف ومتأكد أنه منبوذ ومكروه
-علشان بحبك
رفعت عيوني في عيونه،كُنا واقفين في نص الاستيدج
ايدي الاتنين فوق اكتافه،وايده محاوطه وسطي بتملك!
رديت بق*سوة:
-بس انا لا!
رد ببرود وهو بيبتسم ابتسامه مزيفة:
-مسيرك تحبيني
ابتسمت بسخرية ورديت:
-بتحلم
-اللي عايزه تسبيني علشانه مش بيحبك يا إيمان
ضغ*طت فوق اسناني ورديت بغيظ:
-لا بيحبني وانا بحبه
ضغ*ط علي وسطي ورد من بين أسنانه:
-احترمي نفسك وياريت تراعي اني جوزك سيره البني آدم ده متتفتحتش قدامي مرة تانيه علشان هتزعلي مني
رديت بألم وعيوني كلها دموع:
-جوزي بالأجبار الجوازة دي باطلة لاني وافقت تحت ضغط وتهديد و.....
قاطعني وهو بيبص للكاميرا وبيضحك:
-اضحكي بنتصور
-لا انا....
ضغط علي وسطي بع*نف وقال:
-اضحكي يا إيمان
ابتسمت من بين دموعي واتلقطت الصورة وسط جو مشحون بال*كُره والاجبار والتوتر!
خلص الفرح وخلص معاه ثباتي الزائف ،الكل بيبارك وبيضحك
اما عني كنت حاسة اني داخلة القبر لكن وانا واقفه علي رجلي
كنت ماشية جنبه زي التمثال،بدون كلام،بدون احساس وبدون دموع،دموعي متحجرة،وقلبي،قلبي بي*موت من القه*ر،عيوني متثبته علي شخص معين واقف في نفس الركن من ساعات بيبصلي نفس النظره اللي بتكوي قلبي وتح"رقه!
عيونه بتقول:
-ليه؟
ليه مش انا اللي مكانه
***********************"
طلعنا أوضتنا، أول ليلة كانت في فندق فخم الفيو بتاعه خطير لكن بالنسبالي وانا معاه كنت حاسه بضيق وخنقة بتقت*ل روحي!
قفل الباب ورايا وقال وهو بيقلع جاكيت البدلة:
-إيمان كفاية نكد، انسي اللي فات واتأقلمي احنا هنبدأ حياة جديدة متخليش اول ليله جحيم بالشكل ده!
بصيتله بجمود وانا برد بسخريه مريرة:
حياة جديدة؟
مع شخص مش طايقاه
قرب مني، كنت برجع خطوة ورا التانية لحد ما ضهري خبط في الحيط، قلبي كان هيقف من الخ*وف
غمضت عيوني وانا بهمس برعب:ا ابعد عني انا...
قال فجأه بهدوء:
-متخافيش، مش هلمسك مش دلوقتي.
أنا هستناكي، لحد ما قلبك يتفتحلي!.
فتحت عيوني وبصيتله بكُ*ره وغل:
-يبقي هتنستني طول حياتك هتعيش وتم*وت علي سراب!!!
ابتسم بسمة كلها وجع وقال:
-مستعد اعمل اي حاجه علشانك حتي لو هنتظر عمري كله
قال كلامه وبعد عني راح نحيه باب الحمام
في اللحظة دي اتهز الفون بتاعي بماسدج وصلتلي فتحتها وقرأتها
"لو احتاجتي تهربي كلميني مستنيكي"
قلبي وقع
عرفت مين الرقم من غير ما اسأل
اكيد هو
حبيبي
حبي الاول والاخير
لسه مستنيني
لسه عايزني بالرغم من كل اللي حصل!
خرج"يوسف" من الحمام فخبيت الفون ورا ضهري بتوتر وخوف
لاحظ بطرف عيونه لكن تجاهل
قال وهو بينشف وشه بالفوطة:
-ادخلي غيري فستانك ولا ناويه تنامي بيه!
رفعت طرف الفستان ودخلت الحمام،قفلت عليا الباب بأحكام وحطيت ايدي فوق قلبي اللي مبطلش يدق بخوف وتوتر
فتحت الفون مرة تانيه وبصيت للرساله
كنت ما بين نارين
الموافقه أو الرفض
لو وافقت وهربت ياتري"يوسف" هيسكت؟
مش هيدور عليا
مش هيلاقيني وياخدني بالقوة
طب ياتري "يونس" اللي انا عايزه اهرب معاه هيفضل يدافع عني،هيفضل يحاول علشاني،ولا مع اول قلم هيستسلم ويسيبني لوحدي للهلاك
ولو رفضت
هفضل طول عمري عايشه تعيسة!
مع شخص قلبه وقلبي مش تركيبه واحده
هعيش واتأقلم واخلف
هعيش وامو*ت كارهة نفسي وجوزي واولادي
-إيمان أنتِ كويسه؟
اتنفضت من مكاني علي صوته وهو بيخبط علي الباب
بلعت ريقي ورديت بتوتر:
-ا انا كويسه في حاجة؟
-لا بتطمن عليكي اصلك غيبتي اوي
اخدت نفس عميق ورديت بضيق:
-جايه اهو
-تحبي اساعدك في حاجة
رديت بحدة:
-شكراً مش محتاجه مساعدتك!
غيرت الفستان بصعوبه بالغه ولبست بيجامة ستان لونها ابيض،لميت شعري بعشوائية،وشيلت الميك اب اللي علي وشي بعدها خرجت
-يالا علشان نأكل كنت مستنيكي
كان قاعد قدامه أصناف اكل ريحتها يجنن
معدتي كانت بتصرخ من الجوع
لكن عاندته ورفضت:
-شكراً مش جعانة
روحت نحية السرير ونمت عليه واديته ظهري
اتنهد تنهيدة طويله وقال:
-بس أنتِ مأكلتيش حاجه من الصبح هتتعبي
رديت بعصبيه:
-قولتلك مش عايزة شكرا ايه هو ده كمان بالعافيه!
سكت ومردش عليا فغمضت عيوني وانا بفكر بحيرة
شويه وحسيته جنبي علي السرير فأتنفضت ولفيت وانا بسأله بذعر:
-انت ايه اللي جابك هنا؟!
رفع حاجبه ورد بدهشة:
-المفروض أن ده سرير وان ده وقت نوم
-وانت هتنام جنبي!
-اومال انام فين
-علي الأرض
-علي الأرض!
-ايوه متنامش جنبي
رد بهدوء وهو بيقرب وشه من وشي:
-انا جوزك
بعدت عنه ورديت بعصبية ودموع:
-اسكت بقي اسكتتتتت مش بحبك مش عايزاك سيبني في حالي ارجوك
اخد نفس عميق وقام من مكانه اخد تلفونه و دخل البلكونة
ضميت رجلي في بعض وسندت رأسي عليها وانا ببص قدامي ودموعي علي خدي
شويه وسمعت الفون بتاعه بيرن
بصيت علي الساعه كانت تلاته الفجر!
اتسحبت ووقفت علي باب البلكونه اسمع بيكلم مين
-مش عارف اعمل ايه يا خالد بحاول أراضيها بكل الطرق مش قابلاني
سكت وسمع الطرف التاني بعدها رد بسخرية:
-وانت فاكر أنها هتصدقني،إيمان بتك*رهني ياخالد
صوته اتخنق بالدموع وكمل بوجع:
-بس انا مش قادر اكرهها انا بحبها وكان نفسي تبادلني شعوري نحيتها والله كنت مستعد اعمل اي حاجه علشانها بس مش مدياني فرصة واحده!
احساس بشع في الحقيقه احساس بشع جدا انك وغصب عنك ومن غير اي قصد تكون الطرف المؤذي في أي علاقة...
مكنتش اتمني اكون نسخة من الأشخاص ديه علي الأطلاق،اكون سبب في وجع وخذلان وقهر راجل!!
راجل كل ذنبه أنه حبني بصدق
لو شخص تاني مكانه كان استحاله يقبل علي نفسه الأهانه،كان هيقولي
" امشي مش عايز حبك ومش عايزك"
لكن هو رافض
رافض يمشي ويسيبني
دايس علي كرامته بشكل مُهين
وانا مش مُذنبة
لكن برضو مش بريئة
لا انا قادرة احبه ولا انا عايزاه في حياتي من الأساس
ولا قادره حتي اديله امل ان ممكن في يوم احبه
انا سبب وجعه وبكل أسف معنديش القدره اعالجه!
-إيمان أنتِ واقفة بتعملي ايه هنا؟!
بلعت ريقي بتوتر وانا ببص في كل مكان إلا عيونه
-انتِ سمعتي المكالمة؟
حطيت وشي في الأرض ورديت بأحراج:
-غصب عني كنت قايمة اشرب وسمعتك
غمض عيونه وضغط علي بوقه لدرجة عروق رقبته برزت فرجعت خطوه لورا بخوف وفجأه فتح عيونه ولف ظهره وخرج من الاوضة خالص من غير ما ينطق حرف!
حسيت وقتها أن دي فرصتي
فرصتي في الهروب
الهروب من كل حاجه خانقاني
مسكت الفون وبضغطة واحده رنيت علي"يونس"
-إيمان!
رديت بصوت مهزوز:
-انا عايزه اهرب عايزه اجيلك
اخد نفس عميق ورد بفرحة:
-انتِ فين وانا هاجي اخدك
-قابلني عند.....
بلغته العنوان اللي هنتقابل فيه بالتفصيل وقفلت
جريت علي باب الأوضة قفلته بالترباس ودخلت لبست عبايه سوداء ونقاب كنت جايباه في هدومي لأي ظروف
اخدت تلفوني وخرجت من غير اي مستلزمات
مكنتش عايزه حاجه
كنت عايزه بس امشي من هنا
بعد نص ساعة كنت وصلت
لاقيته واقف مستنيني بالعربيه
ركبت بسرعه
اتخض ولسه هيتكلم شيلت النقاب وانا بقول بصوت مرعوب:
-أنا إيمان
-إيمان أخيراً اخدتي القرار وحشتيني
بصيت حوليا وانا بقول بلهفة:
-خلينا نمشي من هنا بسرعه
لف المفتاح في العربية ولسه هنتحرك فجأه ظهر نور قوي جدا وصوت دريكسيون عربيه نقل اخترق المكان!
-حاااااااااسب
يُتبع
