رواية العروس الهاربة الفصل الثاني 2 والأخير بقلم إيمان شلبي
رواية العروس الهاربة الفصل الثاني 2 والأخير
-اخيراً يا إيمي بقينا سوا!
ابتسمت وانا بسند رأسي علي صدره:
-اخيراً
-انا مش مصدق انك معايا
اتنهدت وانا برد بحيرة:
-ولا انا مصدقة حاسه نفسي في حلم
ضمني برقه وهو بيسند راسي فوق رأسه:
-انا بحبك اوي
مسكت في قميصه جامد وانا بهمس ب*خوف:
-خايفة اهلي يعرفوا مكاني
رد بحدة وتهديد:
-حتي لو... أنتِ خلاص بقيتي مراتي محدش يقدر ياخدك مني!
-هما اللي اضطروني اعمل كده ا أنا مكنتش حابه اهرب وأحط رأسهم في الطين بس إصرار بابا علي العريس اللي متقدملي خلاني افكر في الهروب
رد بغيرة:
-هو شافك؟
هزيت راسي بنفي:
-لا
-طب تعرفيه ؟
-برضو لا
مسح دموعي وباس عيوني برقه:
-متخافيش انا مش هتخلي عنك أنتِ بقيتي مراتي يعني محدش يقدر يقربلك
اخدت نفس عميق واترميت في حُضنه،غمضت عيوني بأمان
في الحقيقة انا عارفه اني غلطت،غلطت لما قررت اهرب من أهلي واتجوز من وراهم،لكن هما اللي اضطروني اعمل كده،هما اللي رافضين "يونس" رفضوه لما اتقدملي!
كان من حقي اختار،من حقي زي اي بنت اختار الشخص اللي يناسب قلبي وتفكيري،حتي لو هما مش حابين حتي لو في عيوب لكن انا كنت قادرة اتعايش معاها،كنت قادرة اغيره للأفضل،مكانش هيحصل اي خسارة لو كانوا وافقوا،لو كانوا سابولي حُرية الاختيار
اتفرض عليا شخص تاني معرفش عنه شيئ!
شخص شافني،اعجب بأخلاقي،قلبه ارتاحلي
فقرر يتقدملي
صحيح هو اللي مختارني
لكن انا مكنتش عايزة الحب ده
انا طول عمري عايزه شخص
بيحبني وبحبه
فاهم دماغي وفاهمة دماغه
قلبي وقلبه تركيبه واحدة
شخص اختارني واختارته بدون إجبار بدون قيود وبدون شروط!
الباب خبط فأتنفضت بخوف وانا ببص نحيته
-اهدي ياحبيبتي اهدي ده اكيد العشا وبعدين احنا بعيد محدش هيقدر يوصلك
حطيت ايدي فوق قلبي وافتكرت وقتها أن احنا في فندق في إيطاليا مش هنا في مصر،لكن هل البعد كفايه يمنعني عن الخوف!!!
دخل شخص بيدفع الطربيزة اللي فوقيها اكل جوا الاوضة
بصيتله حسيت ملامحه مألوفة بشكل مُريب
وجهلنا الحديث بالأيطالي وهو بيبتسم
بصيت علي اسمه كان مكتوب "يوسف"
قولتله بتلقائية:
-انت مصري؟
ابتسم بهدوء وهز رأسه:
-ايوه يافندم إقامه سعيده عن اذنكم
خرج من الأوضة وانا ببص لأثره بحيرة وتوهة!
حاسه اني شوفته قبل كده
فين وامتي معرفش!
حاسه نفسي غريبه عن العالم اللي انا عايشه فيه
في حاجه غلط بتحصل
انا مش انا
انا في حلم ولا واقع
انا فين؟
انا مين ؟
*****************************
فات اسبوع علي وجودي في إيطاليا
كان اجمل اسبوع عدي عليا
كل شيئ كان مثالي
يونس معيشني في جنة
بيحبني،بيحتويني،بيخاف علي زعلي
بيفرشلي الارض ورد!
لحد ما في يوم مشينا
روحنا علي شقتنا الكبيره في إيطاليا
بدأت أحس بخوف مش مبرر
كل شيئ حوليا مخيف
شقه واسعة،حيطان باردة،وحِدة مرعبة
بدأ يونس ينشغل عني
الصبح يروح شغله
بليل يرجع هلكان،ياكل،ويدخل الاوضه ينام
بدأ يتغير،مشاعره
افعاله،ملامحه!!
كل شيئ بالتدريج بدأ يتحول من حلم جميل لواقع مُرعب
مكانتش هي دي الحياه اللي في بالي
مكانش هو ده الشخص اللي عيشني يومين حلوين
الشخص اللي بأفعاله ومشاعره ولمعة عيونه خلي قلبي يطير بين السحاب!
-يونس انت متغير بقالك فترة هو حصل حاجه؟
سألته واحنا بنتغدا فبصلي ورد ببرود:
-متغير ازاي مش فاهم
-يعني ب بقالك فترة مش انت ه هو انا زعلتك في حاجه طيب؟
نفخ بضيق وهو بيرزع المعلقة علي السفرة:
-إيمان انا مبحبش الالغاز اتكلمي علي طول
متغير من نحية ايه مش فاهم؟
الدموع لمعت في عيوني ولوهلة خوفت وانا ببصله وببلع ريقي بتوتر:
-ا انت بتزعق ليه يا يونس ا انا مقولتش حاجه
انا بسألك مالك متغير ليه مبقتش زي الاول ليه
ترجع من شغلك تسأل عن الاكل مش عني
تدخل تنام وتسيبني سهرانه جنبك بالساعات متحسش بيا
تروح وتفضل في الشغل مترنش رنه تتطمن عليا
ت......
-إيمان انا راجل عملي مش بتاع نحنحة وجو اسأل وتسألي واسيب شغلي واقولك بحبك وحشتيني ولعب العيال ده،عاجبك علي كده يابنت الناس كان بها مش عاجبك كل واحد يروح لحاله انا مش فاضي للكلام ده إطلاقاً!
صدمة!
صدمة شقلبت كياني
عجزت عن الرد،عجزت عن الحركة
كنت ببصله بذهول
متصنمة زي التمثال تماماً
حاسة روحي بتتسحب
حاسه نفسي بغرق في بحر غويط
وفجأة رن الجرس بصيت جنبي ملقتهوش!
كان اختفي تماماً
قومت فتحت لاقيته عامل النظافة بيرطن بالأيطالي
بصيتله وتنحت،كان نفس الشخص،نفس العامل اللي كان في الفندق، لكن المرة دي عامل نظافة!
كان بيتكلم ايطالي مفهمتش
سكت شويه فقال بهدوء وبالعربي:
-الز*بالة يافندم لازم تخرجي الزبالة اللي في بيتك قبل ما تع*فن وتنشر عدوي تصيب قلبك وروحك
مفهمتش كلامه
لكن كان واضح رساله مضمونها انقذي نفسك قبل ما العدوي تصيبك
دخلت جبت الزباله لكن لما طلعت ملقتهوش
خرجت برا زي الم*جنونه ادور عليه مفيش آثر
اختفي
اختفي فجأة زي ما ظهر فجأة!!
******************************
-انا اسفة
قولتها وانا داخلة مكتبة،في ايدي فنجان قهوة وطبق كيك عملته بأيدي
رفع عيونه مع علي الاوراق اللي كان شغال عليها وبصلي
كانت نظرة غريبه عليا كلها قسوة وجمود!
-محصلش حاجة
قربت منه،حطيت الصينية علي المكتب وقعدت علي الكرسي اللي في وشه
رفع حاجبه وسألني بأستغراب:
-انتِ هتفضلي قاعده كدة؟
-هعطلك؟
هز أكتافه بلامبالاة:
-لا عادي بس هتزهقي يعني
رديت بأبتسامة وانا بسند بأيدي علي المكتب:
-لا مش هزهق هفضل ابص عليك كمل شغلك
رد بأبتسامة خاليه من اي مشاعر:
-ماشي
شوية والفون رن
بصيت بعيوني لاقيت صورة بنت!
رد عليها وبدأ يتكلم بالأنجلش
فهمت كل كلمة اتقالت
لحسن الحظ
او لسوء الحظ في الحقيقه
كلام مش مُريح!
ضحك علي اتفه الأسباب
وعد بمقابله
حديث غامض
شيئ مُريب خلاني اتسائل
ياتري مين البنت ديه وايه علاقته بيها
بعد ما خلص المكالمه سألته بفضول:
-كنت بتكلم مين ؟
رفع حاجبه ورد بأستغراب:
-انتِ من امتي بتسأليني؟!
-عادي مجرد سؤال!
رد ببرود وهو بيشرب بوق من فنجان القهوة:
-مكالمة شغل
-وهي مكالمة الشغل بتضحك اوي كدة
-إيمان مش ملاحظه انك بقيتي نكدية اوي
-نكدية!!
-بجد اه
رديت بعيون بتلمع بالدموع:
-علشان غيرانه عليك ابقي نكدية يا يونس
اخد نفس عميق وهو بيمسح علي وشه بعدها قام وقف ولف قعد علي الكرسي اللي قدامي
مسك كف ايدي البارد ورفع وشي وبص جوا عيوني:
-إيمان حبيبتي انا بحبك
رديت بنبرة كلها دموع:
-بس انت اتغيرت اوي يا يونس
-انا متغيرتش انا بس عندي ضغط في الشغل معلش استحمليني ومتزعليش مني ماشي!
رفعت عيوني وابتسمت ابتسامه حزينة:
-مش زعلانه
********************************
وفي يوم كنت قاعده علي الكنبة ماسكة كتاب بس مش مركزة خالص، كنت زهقانه،عيوني مطفية،قلبي مهزوم ،اما عن يونس كان قاعد ع اللابتوب بيكتب حاجه ومركز جداً
قفلت الكتاب وناديت بصوت واطي وابتسامة خفيفة):
-يونس حبيبي
مردش فأخدت نفس عميق وناديت بصوت اعلي:
-يونس
بصلي بنفاذ صبر من فوق اللاب:
-نعم
بلعت ريقي ورديت بهمس:
بقولك إيه بما انك اجازه ينفع نخرج النهارده؟ نتمشى كده شوية، نغير جو، انا زهقانة اوي بجد و.....
قاطعني ورد ببرود وهو بيكمل شغل:
مش فاضي يا إيمان، ورايا شغل
رديت بتوسل:
طب حتى ساعة واحدة بس نتمشي ناكل ايس كريم نقعد في مكان عام نعمل اي حاجه،بدل الفراغ ده!
يونس وهو بيرفع عيونه من على اللابتوب:
-انتِ اللي عندك فراغ مش انا
انا عندي شغل ومسؤوليات مش لعب عيال
انا مش جاي هنا أخرج والعب واهزر
-انا مقولتش كده بس انا بقالي أسبوع محبوسة في الشقة، مفيش حد بكلمه غيرك، حتى اللغة مش بفهمها، ولا عارفة أتعامل مع حد،بخاف أخرج لوحدي أتوه معرفش ارجع!
قفل اللاب وبصلي وبدأ صوته يعلي:
-احنا مش جايين هنا نلعب، في حاجات أهم من اللف والدوران,لما ابقي فاضي قولتلك هنخرج خلاص قفلي علي الكلام ولا انتِ عايزة تضيعي وقتي وخلاص!
رديت بصوت مهزوز:
انا مش بضيع وقتك بس حتي انت مشغول عني كده طول الوقت،المفروض اعمل ايه،انا بني ادمة برضو ومن حقي اعيش وأخرج واشم نفس و....
قاطعني وهو بيضحك بسخرية:
ده مين اللي ضحك عليكي وقالك كده؟
فاكرة الجواز خروجات ولعب وهزار وسهر لنص الليل زي الروايات اللي بتقرأيها؟
لا ياحبيبتي اخرجي من الاحلام وارضي بعيشتك واحمدي ربنا غيرك يتمناها!
بصيتله ورديت بذهول:
-ا انت انت مكنتش كده بجد انت اتغيرت كُلياً
هو فين يونس اللي حبيته
اللي بيعت اهلي واصحابي وكل الناس اللي فى حياتي واشتريته هو ؟
يونس انت مبقتش تحبني خلاص ؟
يونس (بعصبية):
-بقولك ايه روحي اعمليلك اي حاجة تنفعك بدل مانتي عماله كل شويه تندبي في حظك
قال جملته وقام دخل الأوضة ورزع الباب وراه بكل قوته!
اما عني فضلت قاعدة في مكاني عيوني زايغة علي كل ركن في المكان بتوهان،بسأل نفسي:
-انا ليه عملت في نفسي كدة؟
"الكيميا اللي مابيني وبينك
باينة ف عيني
وطافية ف عينك
كنت لوحدي جميع مُريدينك"
اتنفضت من مكاني وانا ببص علي الشاشه اللي ظهر منها نفس الشخص فجأة قال جملة واختفي تماماً!
دقات قلبي اضطربت،بصيت يمين وشمال بذعر وانا بهمس بنبرة كلها رعشة:
-اهدي ده مش حقيقي اهدي اكيد بتتخيلي
فضلت سهرانه طول الليل من الخوف ومن الحزن!
عيوني جفاها النوم
وقلبي،قلبي وعقلي رافضين يصدقوا الواقع
كنت راسمة سيناريو تاني لحياتي
سيناريو وردي
حياة هادية،دافية
زوج مثالي
اولاد بيلعبوا ويتنططوا حوالينا
لكن اتصدمت بالواقع
واقع مرير
حياه روتينيه ممله،زوج مشغول طول الوقت
مشاعر انطفت بعد مرور اسبوع واحد من جوازنا
خوف،ندم،حيرة،تشتت،تفكير بالرحيل طول الوقت
****************************
نمت في مكاني من التفكير
صحيت تاني يوم بصيت علي الساعه
كانت 9 الصبح
قومت بتعب وإرهاق
دخلت الاوضة مكانش ليه اي آثر
-يونس...يونس انت فين؟
دورت في الشقه كلها مكانش موجود،دخلت الاوضة مرة تانيه ادور عليه لكن المرة دي لاحظت الدولاب مفتوح!
مفتوح وخالي من الهدوم
قلبي دق بذعر
جريت علي الفون بتاعي وضغطت علي رقمه
"عفواً الهاتف الذي طلبته غير متاحً الأن!!"
رنيت كتير حاولت لكن مفيش فايدة
فضلت ادور تاني زي المجنونه في الشقة
مفيش آثر
وسط مانا بدور لمحت جواب علي السُفرة
جريت عليه اخدته وفتحته وياريتني ما عملت ده!
"إيمان انا اسف،انا مشيت،مشيت ومش راجع تاني،انتِ للأسف كنتِ رهان ما بيني انا واصحابي،بنت صعبة،
عصية،مبتقبلش راجل يقرب منها،الكل كان معجب بيكي
الكل معجب بجرأتك وشطارتك وجمالك،حتي انا،انا اللي مفيش بنت قدرت ترفضني عجبتيني فراهنت عليكي
راهنت كل الناس أن قلبك هيميل علشاني،كان الرهان كبير،علي أن قلبك يميل ويحب ويعمل حاجات مج*نونة بدافع الحب،انا كسبت الرهان فعلاً ومنكرش اني حبيت براءتك،رقتك،طموحك وشجاعتك في الهروب،لكن انا مقدرش اكمل،انا مش قد مسؤوليه بيت واولاد وزوجة،انا
لسة شاب طايش،عايز يعيش حياته بدون قيود،عايز اعيش الحب الحقيقي،مش مجرد جوازة والسلام،انا ندمت صدقيني،ندمت علي كل لحظة آذيت قلبك فيها،وكل لحظه وهمتك فيها،انا مش ملاك،لكن برضو مش شيطان،سامحيني انا سيبتلك فلوس كتير ،ارجعي لأهلك اكيد هيستقبلوكي مهما كان زعلهم منك،عيشي حياتك من بعدي اتجوزي وخلفي وعيشي مع شخص بيحبك بجد مش مجرد رهان
الجواب وقع من بين ايديا زي قلبي تماماً
رجلي مقدرتش تشيلني،اترميت علي الارض
كل شيئ كان بارد،الارض،الحيطان،اطرافي أشبه بالتلج
رددت بصوت مهزوز:
أنا ...ا أنا كنت لعبة؟!
صفقة ما بين شلة شباب زهقانين؟
شهقت شهقة قوية وانا بهمس بوجع:
أنا صدقتك يا يونس
صدقت ضحكتك ونظرتك ولمستك وكلامك
كل مرة كنت بتقولي "بحبك" كنت بحس إني طايرة،
وأنت؟
انت كنت بتحسب نقط الرهان!
كنت بتعدّ انهياراتي انتصار ليك!
كنت بتستمتع وانت بتكسرني حتة حتة!!
أنا هربت علشانك…
قاطعت اهلي اللي وقفوا في طريقي علشانك
انت خيبت ظني، وكسرتني،ا انت شيطان يا يونس
شيطان اتجسد في ملاك!
قومت وقفت،بصيت حوليا بتوهة وخوف ووجع
مش عارفه هعمل ايه
مش عارفه هروح فين
انا معرفش حد هنا!
مكنتش اعرف حد هنا غيره
أنا مبفهمش الناس هنا
أنا خ*ايفة
انا مهزومة
انا غ*لطت،غل*طت وكان لازم ادفع ضريبة الغ*لط ده
الباب خبط
وكأن خبطتة طوق نجاة
جريت افتحه وانا كلي امل يكون "يونس"
كلي أمل أن الجواب مجرد سخافة،مقلب،هزار حتي لو كان بايخ بيختبر بيه حبي ليه؟
لكن للأسف خاب املي
خابت كل ظنوني وانا شايفه شخص تاني واقف قدامي
نفس الشخص اللي بيظهرلي كل مره ويختفي
"يوسف"
فاكرة اسمه من يوم ما شوفته في الفندق
كل مرة كان يقول جمله ويمشي
يسيبني احتار وافكر
ياتري هيختفي المرة دي كمان!
قرب مني ووقف قدامي،حاوط وشي بين أيديه وهو بيهمس:
-كنتِ محتاجة تتوجعي علشان تفوقي،كان لازم تجربي علشان تعرفي أن اهلك منعوكي لمصلحتك،وانا
انا كنت مُصر علي وجودي رغم رفضك
علشان بحبك بجد
علشان مش عايز اشوفك بتتوجعي
متخافيش انا هنا
مش ناوي أسيبك تقعي،هسندك هفضل جنبك للنهاية!
رديت بتوهة ولغبطة:
أنا مش عارفة أصدق…
مش عارفة أغفر لنفسي قبل ما أغفر له!
سكت،منطقش حرف زيادة
كنت عارفه انه هيختفي فجأة زي كل مره
لكن اللي حصل عكس توقعاتي
ضمني بهدوء
طبطب عليا
همسلي بحنان يكفي العالم وقلبي المنهار:
-انا جنبك
وقتها مسكت في قميصه جامد
ضميت نفسي لحضنه وغمضت عيوني
ـإيمان ارجعي متسبنيش إيمان!
لكني مسمعتهوش سمعت صوت أجهزة المستشفى.. صوت نبض ضعيف بيزيد تدريجيًا
فتحت عيوني ببطئ بصيت حواليا بتوهان، عيوني فيها دموع، نفسي بيعلي وينزل بدأت استوعب واحدة واحدة انا فين،جوا اوضه حيطانها ابيض في ابيض، علي سرير حواليه أجهزة انقاذ،حاولت اقوم بس جسمي واجعني!
دا... دا كان حلم؟
يوسف... يوسف فين؟
باب الأوضة اتفتح بهدوء،د دخلت ممرضة ومعاها يوسف واقف وراها، باين عليه القلق والتعب بس بيحاول يتمالك نفسه
الممرضة بابتسامة:
-حمدلله على السلامة يا مدام إيمان… كنتِ في غيبوبة أكتر من أسبوع…
بصيت ليوسف وانا بهمس بوجع:
-يوسف،انت انت كنت هناك
كل شوية تظهرلي… وتختفي
كنت بتقولي كلام غريب…
كنت بتنقذني…
وكنت بتقولي ارجعي
قرب مني بحذر وبصوت مهزوز:
-كل حاجة شوفتيها كانت حقيقة يا إيمان
اللي بيروح في غيبوبة بينفصل عن العالم بجسمه
لكن عقله بيفضل شغال
كل اللي حصل في حلمك كنت أنا بحكهولك عقلك بيترجمه،يونس مش مثالي،كان هيبقي مصيرك اله*لاك لو خطه هروبك كانت نجحت!
رديت بصرخة مكتومة:
-انا كنت رهان!!
وطي وقعد على ركبته قدام السرير،مسك ايدي وضغط عليها ضغطة خفيفة:
-يونس هرب وقت الح*ادثة،نط من العربيه قبل ما تتخبط وسابك،سابك سايحة في دم*ك وسط الد*خان والنا*ر،خاف يتسأل هو مين،خاف الحقيقه تتكشف،يونس كان جبان
اجبن من انه يحميكي،اجبن من أنه يواجه العالم علشانك
الغيبوبة دي كانت هدية من ربنا علشان تعرفي الحقيقة كلها
-ا انت كنت تعرف يا يوسف؟
كنت تعرف أن يونس مراهن عليا
ابتسم بسخرية وقال:
-كنت عارف،متنسيش انه كان صاحبي
وعلي فكره هو حضر الفرح من غير دعوه مني
كان عايز يثبتلي انك مش فارقاله
مع أنه كان بيموت أنه خسر الرهان
رديت بوهن وانا بحرك راسي نحيته:
-ليه مقولتليش؟
رد بنبرة كلها وجع وحزن:
-مكنتيش هتصدقيني
كنتِ عايشة في حلم جميل
مصدقاه ومصدقة الوهم
حاولت انقذك بجوازنا
لكن النتيجه هربتي مني
هربتي في الواقع
وهربتي في احلامك
رديت بلهفة:
أنا مش عايزة أهرب تاني
ولا عايزة أعيش في الحلم
عايزة أعيش الحقيقة
معاك يا يوسف
ابتسم ابتسامته الدافئة و بهدوء فك ايدي من ايده وبَص في عيوني وهو بيقول:
-انا كنت مستني اللحظة دي من زمان اوي إنك تحسي بيا،كان كل أمل تطلبي وجودي تمسكي ايدي،تديني ريق حلو،وقتها كنت هطير من فرحتي، بس دلوقتي لما اللحظة حصلت مبقتش عايزها،لحظة مش محسوسة،جاية بعد ما فقدت طاقتي وشغفي ومشاعري
اتخضيت،دقات قلبي زادت وده ظهر علي جهاز التنفس:
-يوسف... أنا..."
قاطعني بهدوء:
-متقوليش حاجة عارف ان قلبك مش ملكك
وان الحب عماكي عن الحقيقة
قام وقف ومد إيده ياخد الجاكيت بتاعه من على الكرسي:
-انا بحبك يا إيمان بس الحب مش كفاية... لازم ييجي من الطرفيين!
بصلي للمرة الأخيرة، والحنين مالي عينيه:
-لما تحسي بيا بجد... مش كأمان، ولا طوق نجاة... لما تحبيني عشان أنا، مش عشان يونس مشي... ساعتها ابقي دوري عليا يمكن تلاقيني ... ويمكن لا
لف وبدأ يمشي ناحية الباب
-يوسف...!"
وقف لحظة، بظهره وقال بهدوء:
-خليكي قوية... بس متنسيش إن في حد حبك من غير شروط، ومن غير رهان.
*************************
بعد مرور سنة
كنت قاعدة لوحدي علي كافيه في البحر،ببص بهدوء
امواجه الهادية اللي فجأه بيتشقلب حالها وتضطرب بتفكرني بحالي!
اوقات هادية،اوقات متوترة
،اوقات مش فارق معايا وأوقات تانيه محتاجاله!
اختفي من وقتها تماماً
كان عنده حق يمشي
مفيش شخص ممكن يقبل علي نفسه الرفض
انا كنت أنانية،قا*سية،ومشاعري كلها جمود لأبعد حد ممكن!
هو كان من حقه يهرب بقلبه ومشاعره
من حقه يعيش قصه حب
أطرافها متعادلين
في المشاعر،اللهفة،الأهتمام
اما عني فكان لازم ادفع تمن غلطتي
ادفع تمن انجراف قلبي ورا سراب
النهايه اللي استحقها
كانت الوحده
لا اهل قدروا يضموني
ولا شخص قدر يغفرلي
-تسمحيلي اقعد
لفيت ببطئ لمصدر الصوت وانا مش مصدقة
مش ممكن انسي صوته
مش ممكن انسي تأثير وجوده في أي مكان
فجأة الكافيه بقي دافئ
فجأة قلبي دقاته هديت
وفجأه الأمان احتواني!
-يوسف
-لاقتيني؟
قالها وهو بيسحب كرسي وبيقعد عليه فبصيتله بأستفهام؟
-فاكرة اخر مرة قولتلك لما تحسي بيا بجد... مش كأمان، ولا طوق نجاة... لما تحبيني عشان أنا، مش عشان يونس مشي... ساعتها ابقي دوري عليا يمكن تلاقيني ... ويمكن لا!
-انا مفتقداك
-انا ولا مفتقدة اهتمامي؟
هزيت راسي بنفي:
-انت،وجودك انت يا يوسف
اكتشفت أن وجودك ليه تأثير كبير
مجرد بس ما طليت روحي هدت
عقلي ارتاح،وقلبي اتنطط من الفرحة
انت مكنتش مجرد شخص عابر
انت روح وحياة وأمان وحنيه تكفيني وتكفي العالم
انا عايزاك جنبي،مش عايزة نبعد تاني
مش عايزه اهرب،مش عايزه افكر
عايزه احبك وتحبني
احتويك وتحتويني
عايزه الحب يكون متبادل
اغفرلي يا يوسف
خلينا نبدأ من جديد!
ابتسم بهدوء وسحب ايدي،باس باطنها برقه وهو بيهمس:
عشان البُعد بيموت يجوز القُرب يحييني ، وحشتيني♥️
تمت
وفر وقتك… لو بتدور على رواية كاملة وممتعة… اضغط (هنا)