📁 أحدث الفصول

رواية زهرة العاصي الفصل الخامس والثلاثون 35 والأخير بقلم صفاء حسني

 رواية زهرة العاصي الفصل الخامس والثلاثون 35 والاخير بقلم صفاءحسني

الكاتبة: صفاء حسني

رواية زهرة العاصي بقلم صفاء حسني 


في بيت الجد "محمد" - الهدوء مشوب بالحذر... زهرة لسه خارجة من الصدمة بعد ما شافت "نعيمة" و"حسين" داخلين عليهم... الكل ساكت، وسكينة توتر ممدودة في الهواء.)


زهرة (بصوت مهزوز وهي بتبص في الأرض):

ـ "أنتم هنا...؟"


نعيمة (بابتسامة مصطنعة، تمثل الرقة):

ـ "كنا لازم نيجي، مش عشان روح  نيفين ترتاح ...و عشان  نعتذر على كل إهانة حصلت منى ليك واتهمك إنك السبب في موت بنتى 


حسين (بصوت هادي وملامح حزينة):

ـ "الظلم بيكسر... بس الجهل بيكسر أكتر... يمكن كنا جهلة بحقيقتكم... وبحق بنتكم..."


(زهرة تبص لجداها ومحاولة تفهم الحقيقة من ورا الكلام، لكن قلبها مش مطمّن... تحس إن في حاجة مش راكبة... تشوف نظرة حسين اللي بتتغير بسرعة وهو يبص في المكان، كأنّه بيهرب من حاجه أو بيقيم المكان. 


زهرة (تسأل بهدوء):

ـ "أنتم جيتوا عشان تعتذروا منى ولا ل سبب تأنى ؟"


نعيمة (بنبرة مصطنعة):

ـ "... كنا بس عاوزين نقول... إننا آسفين."ونتقابل مع دكتور عاصي 


زهرة العاصي - 

الكاتبة: صفاء حسني


(هزت راسها زهرة انسحبت بهدوء غسلت وشّها،

رجعت من غرفتها وقعدت على الكرسي اللي جنب الشباك... من المكان ده تقدر تبص على القعدة من بعيد، من غير ما حد يحس. عينيها ثابتة على عاصي، وعلى حسين ونعيمة وهم بيهزوا راسهم ويبتسموا... لكن حاجة جواها مش مريحاها.)


زهرة (في سرّها، وهي بتكتم شهقة جوة صدرها):

ـ "في حاجة مش طبعية... الهدوء ده مش طبيعي، وكأنهم حافظين كل كلمة... ونعيمة؟ بتضحك وبتقول يا بنتي؟! دي من شهور كانت بتصرخ في المحكمة وتقول عليّا قاتلة صاحبتها!"


(تسند راسها على الحيطة، وتفكر... وتفتكر الحلم اللي شافته في الطيارة... نفس الضحك، نفس النار، نفس الشعور بالخطر... وتبدأ أنفاسها تتسرّع.)


زهرة (بهمس):

ـ "مش لازم أتهوّر... بس قلبي مش مرتاح، وأنا عمر قلبي ما كذب عليّا..."


(في الوقت ده، عاصي بيرفع عينه، وكأنه حس إنها بتبص عليه... عينه تقابل عينها، يلاحظ توترها، يلمح الارتباك في وشّها... لكن ما يطولش النظرة، ويكمّل كلامه.)


عاصي (وهو بيرجع يبص للملف):

ـ "بكرة يوم كبير، وبنرحب بأي دعم حقيقي... بس الدعم اللي من القلب، مش دعم بيتركن في صور أو ورق."


(زهرة تكتم دمعة، وتقوم تقفل الشباك بهدوء... وتاخد نفس عميق.)


زهرة (بصوت واطي جدًا):

ـ "أنا مش هسكت لو حسّيت إن في حاجة ممكن تأذي حد تاني... مش بعد كل اللي حصل، ومش بعد كل اللي خسرته."


(تخرج من أوضتها، بخطوات هادية لكن وراها قرار... قرار إنها تفتح عينيها أكتر، وتفهم إيه اللي بيحصل حوالين عاصي ومشروعه، وخصوصًا الناس اللي بتحاول تدخل حياته من باب "الدعم".)


---


زهرة العاصي - الخاتمه الثالث )

الكاتبة: صفاء حسني


. بعد ما مشي حسين ونعيمة من بيت الجد محمد، زهرة كانت واقفة عند الشباك، عينها بتتابع ضوء العربية وهو بيختفي، وقلبها بيدق بسرعة. خدت  نفس عميق، وقررت تطلع تقول ل عاصي .


---


عاصي كان قاعد على الترابيزة بيقلب في أوراق المشروع، وبيراجع بعض البيانات على اللابتوب، لما سمع خبط خفيف على الباب.


عاصي (يرفع عينه):

ـ "ادخلي..."


تدخل زهرة، خطواتها هادية لكن ملامحها مش مرتاحة.


زهرة (بصوت ناعم لكنه حاسم):

ـ "همّا جُم من القاهرة لحد هنا... بس عشان ياخدوا رأيك في الافتتاح؟"


عاصي يرفع حواجبه بدهشة، يحاول يفهم المغزى:


عاصي (بهدوء):

ـ "وفيها إيه لما يجوا؟ الشركة دي هتكون بينا وبينهم، فطبيعي يحبوا يعرفوا تفاصيل قبل ما نبدأ رسمي."


زهرة تهز راسها وتنزل عينيها شوية، وكأن قلبها بيشدها للي مش منطقي في الموضوع:


زهرة (بتنهيدة):

ـ "هو... إنت محتاج فلوس؟"


عاصي يسيب القلم من إيده، ويبص لها باستغراب:


عاصي:

ـ "فلوس؟ مش فاهم تقصدي إيه؟"


زهرة (بصوت مرتبك لكنه صادق):

ـ "يعني... محتاج تمويل عشان المشروع؟

ولا تقدر تبدأ من تحت؟ يعني بشقة صغيرة، بأجهزة بسيطة... مش محتاج شركة فخمة ومبنى وافتتاح ضخم.

مش هنبيع منتجات... أنت محتاج عقول، مهندسين شطار، مش مكاتب جلد وديكورات."


عاصي يفضل ساكت لحظة، بيهز رجله بتوتر ويفكر، لكن زهرة تكمل، وقلبها بيحكي قبل لسانها:


زهرة (بحزم وحزن):

ـ "أنا مش ضد الحلم الكبير... بس ضد اللي يحاول يشتريه مننا.

مش مرتاحة لوجودهم... قلبي مش مرتاح، ومش عارفة ليه. مرة واحدة يسامحوا على دم بنتهم، إنت شايف ده منطقي ، بترجاك، بالله عليك، فكر تاني... قبل ما يدخلوا معانا حاجة ممكن تبقى سبب ضياع كل حاجة."


سكون... عاصي يبص لها بعينيه، فيها دهشة وامتنان، وفي نفس الوقت صراع داخلي بين طموحه وإحساسها.


عاصي (بصوت واطي):

ـ "أنا كنت فاكر إن الحلم محتاج دعم...

بس واضح إن أكتر حاجة محتاجها... حد بيخاف عليه من جوه."


زهرة تبص له، وبهدوء تقول:


زهرة:

ـ "أنا مش عايزة غير أشوفك ناجح... بس مش على حساب روحك، ولا مشروعك، ولا قلبك."

وانت معاك فريق كلهم متخرجين من نفس القسم، ياسمين و زياد وزينة ورمى وكريم وفي زملاء تأنى كتير ممكن نعلمهم إلا اكتسبنا ب التعليم برا

يسالها عاصي عن سبب خوفها وتحكى الحلم إلا بيتقرر معها 

---


زهرة العاصي - 

الكاتبة: صفاء حسني

وفى نفس الوقت 

ليلًا، في أوضة ضلمة، نور الشاشة بس هو اللي منوّر المكان. حسين قاعد على كرسي، ماسك الموبايل، ووشه متوتر، وعرق خفيف ظاهر على جبينه. جنبه نعيمة، بتتابع المكالمة بكل تركيز.


(صوت راجل غامض من التليفون - الصوت مش واضح ومشوّش)


المجهول (بحدة):

ـ "لازم تخلصوا عليهم... كلهم. دفعة واحدة. المشروع ده ماينفعش يشوف النور... وخصوصًا زهرة وعاصي. عندهم خبرة كبيرة يعني يقدرو ينجحوا "


حسين (بقلق وتردد):

ـ "إزاي؟! دي أرواح بني آدمين... وشقي عمري كله يضيع ورا الانتقام، فاهمنى ازى أحرق حلمهم؟! ده حلم ناس، وناس ساعدونا وانت الا طلبت مننا نسامحهم .."


المجهول (بصوت أكثر تحكم):

ـ "هنعوّضك... أضعاف اللي خسرتوا. بس أوعى تنسى إن حلمهم ده هيهدّ سوقنا... وهيفتح عيون كتير.

وما تنساش بنتك يا حسين... بنتك اللي دفنت وانت مش قادر تعمل لها عزاء...

ياسمين وزهرة، سبب اللي حصل، وصحابها كمان. مش كفاية تمثيل!"


نعيمة (بصوت خافت لكن حاد):

ـ " لكن انا كنت فاكرة لم قولت لينا نقبل اعتذرهم ونبرا زياد ونسامح ياسمين ،عشان نبوظ شغلهم ... و نمسح كل حاجة لكن مش حريق وموت ؟"


المجهول (ببرود قاتل):

ـ "بكرى في الافتتاح... المكان كله لازم يتصفّى كلمة ومش اقررها وفلوس الشركة وتعويض دم بنتكم + أخد التار منهم كلهم كفيل ان قلبكم يرتاح ."


(يسود الصمت لحظة، حسين يبص لنعيمة، وعينه فيها رعب... وندم... لكن كأن الشر رجع يخنقه من تاني.)


نعيمة (بصوت مرّ):

ـ " أكيد فى أفكار تأنى غير الموت بلاش يكون ده آخر الطريق؟"


المجهول:

ـ "هو ده الطريقة الوحيد... عشان وجعك يبقى له معنى."


(المكالمة تقفل... وتسيب السكون القاتل يلف المكان... حسين يقوم، يروح للشباك، ويبص في السواد برّه، وعينه تدمع.)


حسين (بصوت واطي):

ـ "هو ده الانتقام؟... ولا إحنا اللي اتحرقنا من جوه؟"


زهرة العاصي - 

الكاتبة: صفاء حسني


الباب الخشبي يتفتح بهدوء... وتدخل سارة، لابسة فستان  بسيطة بلون هادي. 


وراءها كنان زوجه ، واقف جنبها، ماسك إيدها، عيونه بتدور على ملامح الرجل اللي سمع عنه كتير... ومقابلش منه غير الغضب والرفض .


عزيز كان قاعد على الكرسي الهزاز، لكن أول ما شافها... قام ببطء، عنيه اتملت دموع من غير ما ينطق.


سارة (بصوت متهدج):

ـ "بابا..."


عزيز ماستحملش، فتح دراعاته بحنان الدنيا كله، وهي جريت عليه كأنها لسه بنته الصغيرة، حضنها حضن طويل سنين بتتدارك فيه.


عزيز (يبكي):

ـ "سامحيني يا بنتي...

سامحيني ع الغربة اللي حوّشتها جواكي، والبعد اللي زرعته بينا.

أنا كنت فاكرك بعيد، لكن قلبي كان موجوع كل يوم..."


سارة (وهي تبكي):

ـ "أنا كمان يا بابا... كل يوم كنت بتمنى أرجع الحضن ده."


يبص عزيز ناحية كنان، ويقرب منه، يمد له إيده برجولة وانكسار في نفس الوقت.

:

ـ "أنا آسف يا كنان...

ظلمتك كتير، واتسرعت في حكمي،

وأكتر حاجة ندمت عليها إني كنت احرم بنتي من راجل زيك ...

مكنتش عارف إن كل الناس حواليّ بيكدبوا عليّا... وأنا كنت العايش في كذبة ابنك إلا من صلبك هو إلا انقذني ."


كنان ياخد إيده، ويحضنه برفق:


كنان (بابتسامة دافية):

ـ "كفاية إنك عرفت الحقيقة، والقلوب الصافية عمرها ما بتقفل الباب على الندم."


سارة تبص حوالين البيت، وتضحك ببكاء:


سارة:

ـ "رجعت يا بيتنا... ورجعت يا بابا."

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 


ليل هادي... الكل نايم، والنجوم معلقة في السما، لكن عاصي كان صاحي... قاعد على السطوح، شايل راسه بإيده، وصوابع رجله بتتحرك بعصبية على الأرض.


عاصي (يفكر في سره):

ـ "حلم؟ ولا نبوءة؟

قلبها بيخاف... وأنا؟ قلبي عاوز يصدقها، بس عقلي بيرفض."


ينهض، يمسك موبايله، ويبدأ يتصل بخاله عصام...


عاصي (بقلق):

ـ "خالو... آسف إني بكلمك دلوقتي، بس محتاج رأيك في حاجة مهمة."


عصام (بصوت هادي ونايم نص صاحي):

ـ "خير يا عاصي؟"


عاصي:

ـ "لو حد حلم إن في مصيبة جاية، وكنت حاسس إنها ممكن تكون حقيقية... تاخد كلامه جد؟"


عصام (بعد تفكير):

ـ "على حسب مين اللي حلم...

لو إنسان حساس ، واحلامه بيتحقق يبقى لازم تسمعها كويس.

لإن ممكن يكون الحلم مش حلم... يكون إحساس... ربنا بيرسله في شكل حلم."


ثم يتصل بالدكتورة نادين.


عاصي:

ـ "دكتورة نادين، ممكن أسألك حاجة بخصوص زهرة؟"


نادين (بهدوء):

ـ "اسأل يا عاصي."


عاصي:

ـ "هي بتاخد أدوية؟ هل ممكن تعمل كوابيس؟"


نادين:

ـ "أه ممكن، بس زهرة من النوع اللي أحلامها بتيجي من إحساسها، مش من دوائها.

لو حلمت بحاجة، فكر فيها... لأن اللاوعي عندها واعي أكتر من ناس كتير وهي صاحية."

يقفل معه وهو في حيرة 


الكاتبة: صفاء حسني


وأخيرًا، يركب العربية و يروح على بيته جده عزيز فى القاهرة 


يدخل عاصي، ولسه أثر التوتر باين في ملامحه، لكنه بيتحول لدهشة دافئة أول ما يشوف سارة بتفتح الباب، عينيها بتلمع بالدموع من الفرح.


سارة (بحنان وقلق):

ـ "مالك يا ابني؟ شكلك مهموم!"


عاصي (بلهفة):

ـ "انتي جيتي؟ وبابا رجع معاكي؟"


تبتسم سارة وتطبطب على كتفه:


سارة:

ـ "يعني أسيبك في يوم زى ده؟ دا بيتنا بيلم تاني يا عاصي."


ينزل عاصي بسرعة، يلاقي أبوه قاعد مع الجد عزيز، ضحكتهم بتملأ البلكونة، وريحة الشاي بالنعناع ماليه المكان.


عاصي (بصوت مبحوح):

ـ "بابا..."


يقوم كنان  من مكانه ويفتح له حضنه، وعاصي بيحضنه كأن سنين الوحشة بتسيب قلبه في اللحظة دي.


بعد وقت يسأل عاصي (بصوت هادي):

ـ "ممكن الحلم يكون إنذار؟"


الكل يسكت، ويبصوا له، وسارة تقعد جنبه بهدوء.


سارة:

ـ "احكي يا عاصي... حلم إيه؟"


يحكي لهم عن حلم زهرة... عن النار، عن الضحك اللي فيه شماتة، وعن إحساسها اللي ما كانش مطمن.


عاصي:

ـ "أنا كنت مستغرب خوفها من فكرة الشركة... بس لما حكيت لي الحلم، حسيت إنه مش مجرد كابوس... حسيت إنه رسالة."وخصوصا لما سالتنى 

ـ " إنت شايف إن أي مشروع محتاج تمويل كبير في الأول؟"


عزيز (بيهز راسه):

ـ "اللي محتاجه المشروع يا ولدي هو النية الطيبة، والعقول اللي بتشتغل بضمير... والفلوس عمرها ما كانت ضمانة، لكن القلوب الصافية هي اللي بتبني وتكبر."


سارة:

ـ "لو زهرة قلبها مش مرتاح، ماينفعش نتجاهل ده... خلي حلمها يبقى علامة، مش خوف."


عاصي (بهدوء):

ـ "أنا قررت... نبدأ صغير، من مكان بسيط، ونبني المشروع بعرقنا، مش بفلوس ناس مش واثقين في نيتهم."


سكت الكل لحظة، وبصوا لبعض... كانت لحظة اتخاذ قرار، لحظة انتقال من حلم ممكن يتحول لكارثة، لحلم حقيقي مبني على ثقة ومحبة.


الجد عزيز (بابتسامة فخورة):

ـ "أهو ده العقل... ودي البداية الصح."


في اللحظة دي تدخل زينة وياسمين عليهم، شايلين صينية فيها شاي وكحك معمول بإيد سارة.


زينة (بضحكة):

ـ "لو بابا كمان يرجع يبقى أحلامنا كلها اتحققت."


سارة (وهي بتضحك):

ـ "هيجي هو ونادين بكرة، وعدوني... ما هو يوم فرح زياد وياسمين لازم يكونوا موجودين."


الضحك يملأ البيت... لكن عاصي يفضل ساكت شوية، وعينيه فيها شرود...


زينة (بضحكة):

ـ "فيه اجتماع مهم واحنا مش فيه؟ ولا إنتوا بتخططوا وناويين تسيبونا برّه الحكاية؟"


ياسمين (وهي تقعد جنب عاصي):

ـ "ولا تكونوا بتتكلموا عن الحلم اللي زهرة شافته؟"


يبصلهم عاصي، وعينيه فيها امتنان.


عاصي (بهمس):

ـ "آه... بس عرفتي إزاي؟"


تنهدت ياسمين، ونظرتها راحت بعيد، كأنها بتسترجع اللحظة.

ياسمين (بهدوء):

ـ "اتصلت بيّ وسألتني... قالتلي: "إزاي سامحتيني بالسرعة دي؟""


أ فلاش باك، 


نعيمة (بصوت مرتعش في التليفون):

ـ "أنا محتاجة أقابلك... فيه حاجات لازم أعرفها  عن اللي حصل لنيفين... وعن زياد."


انتقلت الكاميرا لمكان اللقاء... قعدة بسيطة في حديقة صغيرة. نعيمة قعدت قدام ياسمين، وشكلها كان تعبان من الزمن، لكن عنيها فيها ندم. وحكت كل إلا حصل 


نعيمة (بصوت صادق):

ـ "اللي حصل لبنتي مش ذنب زياد... يمكن ذنبي أنا. شغلنا، ودوامتنا، وانشغالنا... خلانا نغلط، وندفع بناتنا التمن. يوم الحادثة... كلنا كنا غايبين، بس أنا اللي كنت المفروض أكون موجودة. ولو في حد يستحق العقاب... فأنا."


مرت أيام، وزيارة ورا زيارة، الكلمة الطيبة مسحت جزء من وجع القلب... وياسمين، بعد ما سمعت وعاشت معاها اللحظات، بدأت تسامح... مش بس عشان نعيمة، لكن عشان نيفين، وعشان نفسها.


الفلاش باك ينتهي، ونرجع لياسمين اللي بتكمل كلامها:


ياسمين (بابتسامة حزينة):

ـ "ماقدرتش أكرهها... لقيت فيها أم تايهة، بتدور على خلاصها... فسامحتها، واعتبرتها بنتي زي نيفين."

وبعد كده زهرة حكتيلي عن حلمها 

تنهد عاصي 

وانا مصدق إحساس زهرة 

... وقررت أبدأ من تحت، من الأول... من قلبي وعقلي، مش من تمويل غريب."


زينة (بحزم وابتسامة):

ـ "وأنا معاكم... وهنعمل خطة تسويق للمشروع بنفسنا... المشروع ده هيبقى علامة لبلدنا، ووجهة لطلاب العلم من كل حتة."


ياسمين (بحماس):

ـ "وإحنا عندنا شباب كتير، ومواهب أكتر... وكل اللي محتاجينه دعم وإدارة نضيفة. المشروع ده هنبنيه بإيدينا، مش بفلوس مشبوهة."


يبصلهم الجد عزيز بفخر، ويهز راسه.

عزيز:

ـ "اللّي شايفه قدامي... هو مستقبل نظيف، مليان نور."


سارة (بعين بتلمع):

ـ "وكل حلم نظيف، ربنا بيكمله."


يسود صمت بسيط، صمت مفيهوش غير راحة النفس... الكل حاسس إن القرار اللي خدوه هو البداية الحقيقة.


عاصي (بابتسامة خفيفة):

ـ "زهرة كانت السبب في إننا نفتّح عنينا... والحلم اللي خوفها، هو اللي أنقذنا."


وفي الخلفية، الكاميرا تتنقل على لمّة العيلة، كأن الحياة أخيرًا بدأت ترجع لمكانها الصحيح.


الأب (بصوت مليان حكمة):

ـ "المشروع محتاج نية صافية، وتخطيط.

الفلوس تيجي بعدين.

بس لو دخل في نيتك شركاء قلبهم مش نضيف... المشروع يتوسّخ حتى لو نجح."

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 


في كافيه صغير، عاصي، زياد، كريم، ورامي مجتمعين حوالين ترابيزة، وأمامهم اللابتوب ورسومات المشروع.


عاصي (بنبرة حازمة):

ـ "قررنا نرجع عن فكرة الشركة الكبيرة، خصوصًا بعد تحذير زهرة... حسينا إن في حاجة مش مضمونة."


زياد (باستغراب):

ـ "بس إزاي؟! كنا خلاص على وشك الافتتاح! إيه اللي غير رأيكم؟"


رامي:

ـ "مش بس حلم زهرة.. في حاجات مش مريحة بتحصل، تفاصيل صغيرة بس بتقول إننا مترقبين، وممكن في حد مستهدفنا."


كريم (بهدوء):

ـ "احنا مش هنلغي الحلم... هنبدأه من مكان تاني... خطوة بخطوة."


زياد (بعد صمت وتفكير):

ـ "أنا عندي شقة العزوبية... كانت فاضية وبفكر أبيعها، بس دلوقتي... إيه رأيكم نبدأ منها؟ نجهزها تبقى مقر المشروع."


الكل بصله بفرحة وانبهار، وعاصي قام وسلّمه بإيده.


عاصي:

ـ "أنت مش بس شريك... أنت أخ حقيقي."


انتقلوا للشقة، وابتدوا ينقلوا الأجهزة، الكمبيوترات، الشاشات، الكابلات، من باب خلفي للشركة  والكل متحمس. ياسمين وزينة بيشاركوا في التجهيز، وبيتحول المكان لخلية نحل.


رامي:

ـ "التمويه؟"


كريم:

ـ "اتفقنا نسيب الشركة مفتوحة عادي، والناس تشوف زينة هناك، كأنها بتجهز للافتتاح... بس في الحقيقة، هنخرج من الباب الخلفي، ونكمل شغلنا هنا."


وفعلا يتم التنفيذ 

نعيمة وحسين بيتابعوا الشركة من بعيد، ومعاهم المجهول في عربية سودة.


المجهول:

ـ "الليلة هننهي كل حاجة... جاهزين؟"


حسين (ببرود):

ـ "جاهزين."


في اللحظة دي، يدخل فريق "التمويه" من الباب الأمامي، ويتم تفعيل خطة التفجير.


الكل شغال، زهرة بتتابع عن بعد، فجأة تليفون كريم يرن.


كريم (بقلق):

ـ "فيه حريق في الشركة!"


عاصي (وهو بيقف بسرعة):

ـ "مين جوه؟!"


رامي:

ـ "ولا حد... كله تمويه! الحمد لله..."


لكن الكاميرا تنتقل لباب سري  في الشركة الكل يخرج منه ، وفى نفس اللحظة المفاجئة:يدخل حسين ونعيمة والرجل المجهول عشان يزرعوا الانفجارت 


لكن باب الشركة يتقفل إلكترونيًا!

صوت إنذار... وانفجار ضخم يهز المكان.

الجد محمد يتوتر وكمان عزيز وصالح 

الكل بيتفرج على الخبر في التلفزيون، والقلوب بتقف. لكن في لحظة، زياد بيبعت ڤيديو مباشر:


زياد (مبتسم وهو بيصور الكل في الشقة البديلة):

ـ "احنا بخير... والحمد لله... كل ده بفضل زهرة!"


الكل يتنفس الصعداء... والدموع تملأ العيون.


الجد محمد:

ـ "سبحان اللي بيحمي عباده من حيث لا يحتسبوا... زهرة دي نعمة من ربنا."


زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 

بعد أيام 


قاعة كبيرة بتلمع بالأضواء، مزينة بالورد الأبيض والدهبي، فيها مرايات بطول الحيطان، وسلالم نازلة على الجانبين، والستارة الستان ورا الكوشة بتتهز من الهوا الخفيف اللي داخل من فتحة سقف مفتوحة. الفرحة مالية القاعة... بس في جنب هادي، محجوز لتجهيز العرايس.


في الغرفة الجانبية للقاعة، البنات بيستعدوا...


زينة كانت قدام مراية طويلة، لابسة فستان نبيتي غامق بأكمام طويلة وتطريز هادي حوالين الخصر والصدر، شعرها مرفوع لفوق وطرحتها متعلقة على ضهرها برقة.

زينة (بضحكة):

ـ "أنا دايمًا بحب البساطه... بس النهارده، حبيتني بزيادة."


ياسمين لابسة فستان فضي مطرّز بنعومة، طرحته لونها قريب من لون الفستان، نازلة على جنب كتفها، وشها فيه نور، وابتسامة خفيفة كأنها بتقول: "أنا وصلت."


أما زهرة...

كانت واقفة قدام المراية الكبيرة، وسط الكل، بهدوء ووقار.

فستان أبيض محتشم، واسع ومنسدل بنعومة، بدون أي بهرجة، تطريزه بسيط حوالين الأكمام والصدر.

طرحة من الشيفون السادة، نازلة تغطي شعرها وكتفها، مربوطة ببساطة على شكل حجاب شرعي.

وشها فيه سلام داخلي، وهدوء نادر.


بسنت (واحدة من صحبات الجامعة):

ـ "يا بنتي... انتي مش شبه أي حد هنا."


زهرة (بابتسامة صافية):

ـ "مش لازم أبقى شبه حد... أنا شبه دعوة أمي، ورضا ربنا، والبنت اللي اتعلمت إنها تفضل واقفة مهما الدنيا وقعتها."


زينة بصوت هادي:

ـ "عارفة يا زهرة... لو في يوم اتمنى أكون زي حد، فده هيكون إنتي."


ياسمين (بدمعة فرح):

ـ "ربنا يكتبلك كل الخير اللي بتستحقيه..."


يدخل الجد محمد القاعة، بعكازه، ومعاه الجد عزيز... يقفوا يبصوا على البنات، وعيونهم تدمع.


الجد محمد (بصوت مبحوح):

ـ "يوم ميتنسيش... يوم بيجمع فيه الفرحة... والستر... والحلم اللي بقى حقيقه."


الكاميرا تبتعد شوية، وزهرة واقفة في وسط البنات...

كل واحدة جميلة بشكل مختلف،

لكن هي... كانت النور اللي بيطمن القلب،

كانت بنت "زهرة العاصي"... اللي بدأت من العتمة، ولبست النور.


كتب كتاب زياد وياسمين، والكل بيضحك ويهلل، وبعدها ييجي دور كريم وزينة.


الشيخ (بصوت واضح):

ـ "وبكده تمّت البركة على بيتين جديدين، وربنا يجعلهم من السعداء الصالحين..."


يبدأ الكل يوزع جاتوا  و وعصير ، والفرحة تملأ القلوب.


فجأة... عاصي يوقف، ويقرب من الشيخ وهو ماسك إيد الجد محمد، بنظرة كلها رجولة وصدق.


عاصي (بصوت هادي، لكنه بيخبط في القلب):

ـ "أنا كمان عندي طلب...

طالما القلوب اجتمعت... وكتبنا صفحة جديدة...

أطلب إيد زهرة بنتك يا حاج...

مش بس عشان بحبها، لكن عشان قلبي عمره ما استقر غير وهي فيه."


زهرة تتجمد في مكانها، ووشها يحمر، والكل يلف يبص لها.


الجد محمد (بابتسامة فيها رضا كبير):

يكمل عاصي 

ـ "ولو ما وافقتش دلوقتي، هفضل أستنى لحد ما تقول (نعم) بإيدها وقلبها..."


زهرة تبص لعاصي، وعنيها تلمع، وسكوتها ماكانش رفض... كان ارتجاف قلبها من الفرحة.


الشيخ يضحك:

ـ "يعني نكمل الثلاثة كتب كتاب في يوم واحد؟ ماشاء الله... يوم تاريخي!"


زهرة (بهمس، وهي تبص للأرض):

ـ "طالما حضرتك مستني قلبي، يبقى نكتب كتابنا... بس على حب، وصبر، ورضا."


المأذون قاعد، قدامه الأوراق الرسمية، بيبدأ كلامه بصوت ودي ومليان بركة.


المأذون بابتسامة دافئة: ـ "نبدأ بسم الله… ونصلي على النبي عليه الصلاة والسلام."


الناس ترد بصوت جماعي: ـ "اللهم صلي وسلم وبارك عليه."


المأذون: ـ "معانا دلوقتي عريسنا الجميل الأستاذ عاصي محمد عزيز، والعروسة الطيبة المحترمة زهرة صالح منصور محمد.

وربنا يتمم بخير يا رب."


يبص لعاصي ويقول بنبرة رسمية محببة:


المأذون:

ـ "ياريت يا أستاذ عاصي تسلّمني صورة البطاقة وصورتين شخصية... وكمان من العروسة، لو سمحت."


عاصي يبتسم، يطلع من جيبه ظرف صغير، يسلمه للمأذون... وزهرة تمد إيدها بهدوء وتسلمه صورها، بصوت واطي:


زهرة (بهمس):

ـ "اتفضل يا مولانا..."


المأذون ياخد الورق، يرتبه على مهله، وبعدين يرفع عينه ويفتح الدفتر، ويبدأ الكلام الجاد والرسمي اللي الكل حافظه بس دايمًا بيبكيهم:


المأذون (بصوت هادي مليان رهبة):

ـ "يا أستاذ عاصي... بتقبل السيدة زهرة على سنة الله ورسوله، زوجةً لك شرعًا وقانونًا، على الصداق المسمى بينكم؟"


عاصي يبتسم، وبصوت ثابت يرد:


عاصي:

ـ "أيوه، بقبل."


المأذون يبص لزهرة، اللي عنيها مكسوفة... لكن فيها فرحة مخبيها العالم كله، وبيقول بنعومة:


المأذون:

ـ "وإنتِ يا زهرة، بتقبلي الأستاذ عاصي زوجًا ليكي، على سنة الله ورسوله، وعلى المهر المسمى بينكم؟"


زهرة تبص لعاصي بسرعة، عينيها تغرق حب، وبصوت واطي مكسوف:


زهرة:

ـ "أيوه، بقبل."


الكل يفرح، وتبدأ الزغاريط، والمأذون يضحك وهو بيكتب ويقول:


المأذون:

ـ "اللهم بارك لهما، وبارك عليهما، واجمع بينهما في خير... كتبنا الكتاب، وزي ما بيقولوا... ألف مبروك يا عريس، ويا عروسة."


الحاج محمد يرفع إيده بدعاء:


الحاج محمد:

ـ "ربنا يجعل أيامكم كلها فرح وسكينة... ويبارك فيك يا زهرة يا بنتي، وفيك يا عاصي يا ولدي."


تكبيرات تطلع من الحضور، والفرحة تعلى، ودموع الجد محمد تنزل من الفرح.


عاصي (بصوت منخفض وهو يقرب منها):

ـ "أخيرًا... بقيتي على اسمي، وعلى قلبي، من غير خوف."


الكاميرا تبتعد بهدوء... وسط أضواء الزينة... وأصوات الفرح... وزهرة تبتسم والكل حواليها بيهتف:


"مبروك يا زهرة... مبروك يا عاصي!"



الأنوار متوهّجة، والضحك مالي المكان. الموسيقى الكلاسيك الهادية شغالة، والناس كلها فرحانة بتكريم المشروع اللي اتحوّل من فكرة صغيرة لحلم عربي ناجح.


عاصي واقف في وسط الجمع، بيستقبل التهاني بابتسامة فخورة،

وزهرة واقفة بعيد، لابسة فستان بلون سكري هادي، طرحتها بسيطة، ووشّها منور كأنه مراية لقلبها...

وشهها فعلاً بقى عنوان للرضا.


تدخل القاعة فجأة "لينا " أخت عاصي، ومعاها "نادين" و"عصام"...


زهرة أول وحدة تلاحظهم، وبتجري عليهم بحماس:


زهرة (بحب ودهشة):


ـ لينا ! بجد جيتي؟!"


لينا  تحضن زهرة بحرارة، وهي بتضحك: ـ "معقولة أفوّت اللحظة دي؟ ده فرحنا كلنا!"


عاصي يلمحهم من بعيد ويضحك، بيجري على أخته ويحضنها.


عاصي (بعين بتدمع من الفرحة):

ـ "وحشتيني يا مجنونة... البيت فضل ناقص من غيرك."


لينا (بضحكة خفيفة):

ـ " انت بكاش أهوه شفوت حالك وبقي عندك  بعروسة! ومشروع... وعيلة جديدة."


كلهم يضحكوا، و"لينا " تتحمّس تقوم تجيب عصير...

تسلم زهرة على الدكتور سارة وعلى والد عاصي وبعد كده تنسحب وترجع مكانها 

عند لينا  تتجه بطريقها،  عشان تسلم على الجميع وهى ماشي 

تتزحلق شوية على علبة عصير طفل رمها فى الارض 

من غير ما تاخد بالها، وتكاد تقع...

لكن رامي يمد إيده بسرعة ويسندها قبل ما تقع.


لينا  (بصوت مندهش، وهي بتتزّن):

ـ "يا نهار أبيض. كنت هقع وهكون شكلي مسخره ..  شكراً!"


رامي (بهدوء وبسمة خفيفة):

ـ "ولا يهمك... بس خلي بالك، دي أول خطوة... وبداية الحكاية."

(نظرة طويلة بينهم... وسكوت)


لينا  تحاول تضحك وتكمل تمشي، لكن وهي ماشية تبص وراها...

وهو كمان يبص وراها، كأن القدر نده على الاتنين...


ومع صوت تعليق داخلي لـ"زهرة" بعد المشروع :


زهرة (بصوت داخلي):

ـ "الحياة مش بس حكاية حب... الحياة مشروع، وصبر، وحلم بيكبر، وقلوب بتتلم، مهما كانت البداية صعبة..."


تمر الشهور..


زينة بتشتغل في الشركة مع كريم، وهم بيضحكوا وبيشرحوا خطة جديدة.


زياد وياسمين بيستقبلوا أول مولود ليهم في المستشفى، والجد عصام وعزيز  بيحضنه بايده المرتعشة.

و


الجد محمد يكبر فى ودن الطفلة 


رامي ولينا  واقفين في الحديقة، بيتكلموا... وهي بتضحك على حاجة قالها... ومفيش أي كلمة... بس النظرات بتقول "القلوب ابتدت تحب."


وعاصي واقف مع زهرة في مكان ريفي بسيط، ماسك إيديها، ووشّها فيه نور... النور اللي بييجي بعد الليل الطويل.


الكل مبسوط... والكل مستعد للفرح الكبير.


جميل جدًا! دلوقتي ننتقل للحظة اللي الكل مستنيها...

فرح زهرة وعاصي.

لحظة اجتمع فيها الحب، والعيلة، والدموع اللي اتبدلت فرحة،

وكل خطوة فيها بتتكلم عن "الستر"، و"الرضا"، و"الوعد اللي اتنفّذ".

الكاتبة صفاءحسنى 

 قاعة الفرح - "فرحة العمر"


الديكور بسيط لكنه دافي... شموع بيضا، ورد ناعم، وزينة كلها ألوان هادية...

القاعة مليانة أحباب، عيلة واحدة بجد.


عصام وجد محمد واقفين على جنب بيضحكوا، وسارة واقفة مع نادين بتظبّط حجاب زهرة...

الأنوار تهدى... وصوت مديحة صغيرة (بنت زوجة صالح) بيعلن:


ـ "العروسة جاية..."


زهرة تظهر... ماشية بخطى هادية، فستان أبيض محتشم، طرحة منقوشة خفيفة، ووشّها فيه نور كأنه صبح جديد...

تمسك إيد سارة، اللي بتبص عليها بفخر.


الناس كلها واقفة، البنات بيزغرطوا، الأطفال بيجروا حوالينهم، وجد محمد بيبص على حفيدته والدنيا مش شايف منها غيرها...


ياسمين (بدمعة في عينيها، وهمس لكريم): ـ "فاكر أول مرة شفناها في السجن؟!

كانت شبه الوردة المدفونة... دلوقتي بقيت زهرة بتفتح وسط الضلمة."


كريم (بابتسامة فخورة): ـ "بقت رمز... مش بس لحكاية حب، لحكاية أمل."


زهرة توصل عند عاصي، اللي لابس بدلة بلون سماوي غامق... بسيط، لكن على وشّه فرحة طفل لقى لعبته بعد سنين.


يمد إيده ليها، وهي تمد إيديها... تبص له بخجل، لكنه يهمس:


عاصي (بصوت منخفض ما يسمعه غيرها):

ـ "جاهزة؟"


زهرة (بنظرة كلها رضا):

ـ "طول عمري كنت بستنى اللحظة اللي أكون فيها على طبيعتي...

ومعاك... كل حاجة طبيعية."


يبدأ كتب الكتاب... جد محمد، وعم عزيز، وعم حسين شهود...

وبعد ما المأذون يقرأ الفاتحة، ويطلب موافقة زهرة،

تقول بصوت ثابت، باحترام وحياء:


ـ "موافقة... وبكل قلبي."


الكل يصفق، سارة تزغرط، وزينة تضم زهرة وهي بتبكي، وياسمين تحتضنها وهي تضحك...

وعاصي يبص لها بعيونه كلها شكر:


عاصي: ـ "ربنا رزقني بيك... بعد ما كنت فاكر إن الحلم انتهى."


زهرة (بهمس): ـ "الحلم لسه بادئ...

أهو... أول صفحة، وكتبنا فيها اسمينا."


المشهد يختتم بتصفيق الجميع، والموسيقى تبدأ،

وصوت زهرة من بعيد يقول:


زهرة (تعليق داخلي بتوجه لكل بنت 

ـ "مفيش وجع بيضيع،

كل حاجة ليها وقتها...

بس أهم حاجة،

إنك متفقدش نفسك...

عشان وقت ما يجيلك اللي يستاهلك،

تكون انت،جاهزة وخلي ايمانك بالله أكبر من اي حاجه 


---


أول ليلة في بيتهم – زهرة وعاصي


الوقت: بعد الفرح بساعات...


هدوء الليل بيغلف الشارع، لكن البيت مليان نور...

مش بس من الزينة، من الفرحة اللي بتنور القلب.


عاصي شايل زهرة على إيده، وهي بتحاول تخبي ضحكتها بخجل، وبصوتها الواطي:


زهرة (بهمس خجول):

ـ "ياااه... هو لازم تشيلني كده قدام الناس كلها؟"


عاصي (بابتسامة هادية وهو يفتح باب بيتهم):

ـ "وأنا مستني اللحظة دي من إمتى؟!

كل خطوة بتقربني منك، كنت بحلم بيها... مش هفوت منها ولا لحظة."


يدخل البيت، ويقفل الباب بإيده التانية، يحطها برفق على الأرض...

تبص حواليها وهي مبهورة بجمال الشقة... بسيطة، ومرتبة، وفيها ريحة ورد وياسمين.


زهرة (بصوت متأثر):

ـ "البيت... كأنه حضن دافي، شبه قلبك."


عاصي:

ـ "وقلبك هو اللي هيخلي البيت ده جنة يا زهرة."


يقرب منها، ويمسك إيديها...


عاصي (بهمس):

ـ "نبدأ حياتنا من أول لحظة... بربنا.

تحبي نصلي ركعتين شكر؟"


هزت راسها وهي بتكتم دمعتها، وقلبها بينبض بالرضا.


زهرة:

ـ "وأنا طول عمري بحلم أبدأ حياتي بكده..."


يتوضوا سوا، وكل واحد بيحضر سجادته...

يقف عاصي يؤم، وزهرة وراه، وهي في كل سجدة بتحس إنها بتسجد لربنا على نعمة اسمها "الستر" و"الرجوع للحق" و"الحلال".


بعد ما يخلصوا، يمد إيده ليها... تمسكها وهي عنيها مدمعة، يقعدوا على السجادة، وجههم لبعض...


عاصي (بصوت هادي):

ـ "اللهم بارك لنا، واجعل بيننا مودة ورحمة...

واكتب لنا الخير، وأدم علينا رضاك...

وزي ما جمعت بينا في الحلال، اجمع قلوبنا دايمًا على طاعتك."


زهرة (بابتسامة هادية ودمعة ناعمة):

ـ "واجعلنا لبعض سكن، مش نار.

وافتح بينا باب الستر، مش الكلام."


يمسك إيديها، يقرب منها شوية، بنظرة حب صافية:


عاصي:

ـ "كنت فاكر إني بحبك... بس دلوقتي، بعد ما بقيتي مراتي،

أنا عرفت يعني إيه حب بيحميك...

مش بيخدك، بيسندك."


تميل على كتفه، وهو يضمها بحنية، وبيردد في سره:


ـ "اللهم لك الحمد... دي مش بس مراتي،

دي نعمتي اللي كنت بدعي ليها،

وأخدتها بحلالك."


---


الكاتبة صفاء حسنى 

🌤️ 

أشعة الشمس تتسلل من بين ستاير الشباك، بتنور وجه زهرة وهي نايمة، ملامحها هادية جدًا...

هدوء، ونفس منتظم، وكأنها بتحلم حلم جميل.


عاصي قاعد على طرف السرير، بيبصلها وهو مبتسم بهدوء، وشعره لسه مبلول بعد ما توضّى...

يهمس لنفسه وهو بيعدل الغطا عليها:


عاصي (بابتسامة محبة):

ـ "سبحان اللي رزقني بيها...

كل اللي فاتها ما كسرهاش، ده خلّاها تبقى أحنّ إنسانة شفتها."


يفكر يصحيها بلطف، يقرب منها، بصوته الهادي وهو يلمس طرف شعرها اللي تحت الطرحة الخفيفة اللي نايمة بيها:


عاصي:

ـ "زهرة... صباح الخير يا وجع قلبي ودوائه."


تفتح عنيها على صوته، وتضحك بخجل وهي بتغطي وشها باللحاف:


زهرة (بضحكة ناعمة):

ـ "لااااا، مين بيصحى الناس كده؟!

أنا لسه مش مصدقة إن ده بيتي... وإنت جوزي."


عاصي (ماسك إيديها بلطف):

ـ "أنا مصدق، ولسه هثبتلك كل يوم إنك خدتِ القرار الصح."


يقوم بهدوء، ويمد ليها فستان بيتي بسيط:


عاصي:

ـ "قومي، أنا عملت شاي بالنعناع، والفطار مستني...

وعايز آخدك نتمشى على الكورنيش، نبدأ أول يوم كأننا بنكتب أول سطر في كتاب جديد."


زهرة (وهي بتقوم، تمسك إيد الطرحة وتحطها على شعرها):

ـ "هلبس بسرعة... بس أوعدني، يومنا كله يكون بسيط... من غير مظاهر ولا صور، بس إحساس."


عاصي (وهو بيقرب منها):

ـ "وإحساسي بيكِ... عمره ما كان بسيط."


تمشي قدامه وراها خجل طفولي جميل، ويمشوا سوا ناحية السفرة، يضحكوا على حاجة صغيرة، يبصوا لبعض، وكل حاجة حواليهم... بتقول:


"دي البداية اللي كانت تستاهل الانتظار."


  المغرب قرب الأذان، ريحة الريحان في الجو، والبيت منور بمبة صفراء دافية.


يطرق الباب... يفتحه الجد محمد، ووشه ينور وهو شايف زهرة واقفة جنب عاصي، في إيديهم علبة حلوى، ووشوشهم كلها رضا.


الجد محمد (بصوت مرتعش من الفرحة):

ـ "الحمد لله يا رب... كملت فرحتي... نورتوا البيت."


زهرة تحضنه بحرارة:

زهرة (بعينها بتدمع):

ـ "وحشتني يا تاج راسي... وحشتني ريحة البيت والدفا."


عاصي يبوس إيد الجد:

عاصي:

ـ "دعواتك يا حاج... دايمًا كانت السبب، وربنا جمعنا."


الكل يدخل... سكينة في البيت.

يحكوا معاه... يحكوا عن السفر، والشغل، وعن فستان الفرح، وعن أمنيات جديدة.

والجد يقول:


الجد محمد:

ـ "البيت اللي مبني على طاعة ربنا، مستحيل يتهز... خليكم سند لبعض، وأنت يا عاصي، خليك جدار الأمان لبنتي."


عاصي يهز راسه بكل امتنان:

ـ "وعد يا حاج... لو يوم واحد ما كنتش كده، حاسبوني."


الآذان يرفع، والجد يأمّهم في الصلاة...

ويسيبهم يدعوا بعد الركعة الأخيرة، ووشوشهم للسماء.


---


🌙: شرفة بيتهم، فوق سطح البيت، الدنيا هادية، والنجوم متلألئة في السما.

عاصي حاطط كوباية شاي، وزهرة لابسة روب قطني فاتح، طرحتها نازلة على كتفها، وشها كله طمأنينة.


زهرة (بصوت خافت):

ـ "كان يوم طويل... بس حسيته قصير وأنا جنبك."


عاصي (وهو بيبص في عيونها):

ـ "كل يوم معاك هيبقى كده...

حتى التعب، معاك بيهون."


تسكت شوية، وتبص للنجوم:


زهرة:

ـ "كنت دايمًا ببص للنجمة دي... وأقول يا رب، تبعتلي طبطبة...

مكنتش أعرف إن الطبطبة دي هتبقى في صورة بني آدم."


عاصي يضحك، وياخد نفس عميق، ويحط كفه على كفها، ويقرب راسه منها:


عاصي:

ـ "وكنت بدعي أعيش في سلام...

وطلع السلام ده هو صوتك... وعيونك."


يقوم، ويوقف قدامها، ويمد إيده:


عاصي (بحنان شديد):

ـ "تعاالي... نرقص لدقايق.

مش رقص الأغاني...

رقصة قلوب بتتهنى بعد عذاب."


تقوم، وتسيب إيدها في إيده، يلفها بهدوء، وتضحك وهي بتتخبط في صدره، وهو يهمس:


عاصي:

ـ "مافيش حاجة ندمان عليها في حياتي... غير اللحظة اللي شكيت فيها فيك."


زهرة (وعينها تدمع):

ـ "وأنا ما ندمتش على صبري،

لأنك كنت الدعاء اللي اتأجل استجابته... بس جا في وقته."


يقرب منها، ويحط جبينه على جبينها، يقولوا مع بعض:


ـ "الحمد لله... على الحب اللي جبرنا."


---.


🌸 عند  زينة وكريم (دفء وطمأنينة)


شقة كريم بعد الشغل – جو بسيط، فيه شمعة على الترابيزة الصغيرة، والموسيقى هادية في الخلفية. زينة لابسة لبس بيت بسيط، وشعرها مفرود على ضهرها. كريم قاعد بيبص لها بإعجاب وهي بتحط له الأكل.


كريم (وهو بيضحك):

ـ "هو أنا اتجوزتك عشان أكلك؟ ولا عشان بحبك؟"


زينة (بخجل وابتسامة):

ـ "هو أنت اتجوزتني؟ أنا كنت فاكراك لسه بتفكر!"


كريم (يقرب منها، ويحط إيده على خدها):

ـ "من أول ما قلتِلي (أنا جنبك)، كنت شايف إنك بيتي... مش بس مراتي."


تقعد جنبه، وتحط راسها على كتفه:


زينة (بهمس):

ـ "عارف... ولا يوم ندمت إني اخترتك،

حتى وإنت لسه بتدور على نفسك...

كنت مؤمنة إنك هتكون أحسن نسخة منك،

عشان بتحبني."


كريم يطبطب على إيدها، ويبوس راسها:


كريم:

ـ "وإنتِ السبب... إنتِ اللي طلعتيني من الظلمة،

ولمّا أختك زهرة قالت لي: (حافظ عليها عشان دي نعمة)... فهمت إن الحب مش بس ورد وشموع،

الحب... ستر، وكرامة، وسند."


💔عند  زياد وياسمين (ندم وتوبة)


اسطح البيت، في ليلة هادية، وياسمين قاعدة جنب زياد، وهو باصص للسماء، وشه فيه حزن دفين، بيشرب شاي ساكت.


ياسمين (بصوت هادي):

ـ "مالك؟ قلبك مش هنا..."


زياد (بأنفاس تقيلة):

ـ "أنا بس...

حاسس بالذنب.

كنت واحد تاني...

غلطت، وكنت فاكر الرجولة شهوة،

وإن البنت لعبة."


يسكت لحظة، ويبص في عنيها:


زياد:

ـ "بس النهاردة...

وأنا بشوف بنتى فى حضنك 

قلبي بيتقطع...

مش عايز بنتي تتوجع،

ولا حد يلمسها بنظرة،

ولا تعيش اللي أنا كنت جزء منه، حتى لو كنت تابِت."


ياسمين تمسك إيده، وعنيها فيها دمعة بس فيها رضا:


ياسمين:

ـ "ربنا مش بيغير النهايات بس...

ربنا بيجبر القلوب اللي اتكسرت،

وأنا شايفة إنك راجل حقيقي...

مش لأنك بطلت تغلط،

لكن لأنك ندمت... وقررت تعوض."


زياد يبص لها، وقلبه كله حنية:


زياد:

ـ "كل يوم بدعي إن بنتي تطلع شبهك...

عشان لما أكبر، أقول:

دي بنتي اللي طهّرتني،

زي ما أمها كانت النور اللي هزني وصحّاني."


وياسمين تبتسم، وتبوس إيده بحنان:


ياسمين:

ـ "وإحنا بدأنا حياة... نضيفها سطر بسطر.

ومحدش هيكتب النهاية غير ربنا."

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 

بيت الحاج محمد – الفوانيس معلّقة، زينة بلدي، صوت الزغاريد والمزيكا الشعبية، والكل متجمع حوالين سرير البيبي اللي متغطي بمفرش أبيض ومطرز وردات وردية.


الرضيعة نايمة في نص السرير، والزينة حوالين اسم مكتوب على ورق: "أميرة العيلة" (اسم مؤقت).


زينة بترقص فرحانة، وياسمين بترمي ردة، وسارة بتقلب في صور البيبي من أول يوم.


الحاج محمد يضحك وهو شايلها شوية ويقول: ـ "دي اللي هتنور بيتنا سنين لقدام... دي وشها فيه رضا."


تصرخ بسنت (اللي جاية من الجامعة معاهم): ـ "إحنا لسه ما اخترناش الاسم! أنا شايفة نسمّيها زهرة... عشان تبقى نسخة تانية من زهرتنا الكبيرة!"


الكل يوافق ويزعق بفرح: ـ "صح صح زهرة! أحلى اسم!"


لكن عاصي يوقف فجأة، وبنظرة جدية وهو ماسك الصغيرة: ـ "لأ! زهرة دي بتاعتي أنا... مفيش اتنين!"


الكل يضحك، وزهرة  تضحك بخجل وتقول: ـ "طيب نحلها بشكل ديمقراطي... نكتب أسماء في ورق صغير ونحطهم في بَرطمان، وربنا يختار اسم بنتكم ."


زينة  تبدأ تكتب: "جنا – رُقيّة – تالية – سدرة – زينة – ندى – سلمى – أُبيّة"


عاصي واقف جانب زهرة، وبيضحك بخفة. زياد واقف قصادهم، بيهزر لكنه باين عليه متوتر.

ياسمين قاعدة جنبه، ماسكة ورقة وقلم.


زياد (بخفة دم):

ـ "مش هقدر أكتب اكتبي آنتى 

تضحك ياسمين :

. خايف تكتب اسم واحدة من اللي حبيتهم بالغلط!"


ضحكت الكل تعلى... زهرة ضحكت بخفة، وياسمين تضحك وتمد له الورقة:


ياسمين (بنغزة دافية):

ـ "خايف ولا عارف؟ طب هات… أنا أكتب بدل منك... وباسمك كمان."


زياد يضحك،  ويبص  على زهرة وكان في ، نظرة فيها شيء من الحنين القديم... مش حب، لكن وجع الذكرى.

عاصي حس بالنظرة...

مشهد صامت... عينه اتحركت بسرعة ناحية زهرة، ولسانه اتخرس.

حاول يبتسم، لكنه مقدرش.


في اللحظة دي، ياسمين تلاحظ حركة عاصي...

وبصت لزهرة وهي بترجع تركز تاني في اللعب...

وبهدوء، تسأل زياد وهي بتكتب أسماء  على الورقة:


ياسمين (بصوت منخفض):

ـ "لسه شايل في قلبك حاجه ليها؟"


زياد (بتنهيدة):

ـ "اللي بيني وبين زهرة… انتهى من زمان.

بس اللي زيها... مايتنساش بسهولة.

أكتر حاجة وجعتني إنها طلعت أقوى مننا كلنا... وبنت من نور."


ياسمين تسكت شوية... لكن جواها نار خفيفة، نار قادرة تنطفي... لأنها شافت بعينها إن اللي بين عاصي وزهرة أكبر بكتير من غيرة أو شك.


عاصي، ساكت، لكنه مش مرتاح...

أول مرة في حياته يحس إن الماضي لسه بيزاحمه...

حتى لو واثق في زهرة، قلبه بيغلي من جواه...

يقرب منها شوية، وهمس بصوت واطي:


عاصي (بصوت مكسور شوية):

ـ "أنا آسف إني خلتكِ تتحطي في لحظة زي دي...

وآسف إني مش عارف أنسى إنه كان أول حد حبيتيه..."


زهرة تبص له بهدوء، نظرة فيها دفء وأمان:


زهرة (بحنان):

ـ "بس إنت أول حد حسيت معاه بالأمان...

وأول حد اخترته بعقلي وقلبي مع بعض


تضيف ياسمين : "صفا – نورين – جود – همس – ياقوت"

بسنت تحط "بسنت" طبعًا وتغمز 😄


زهرة تضحك: ـ "طيب يا بسنت... لو طلعت اسمك هنقول قضاء وقدر!"


يحطوا الورق جوه البرطمان، وتقوم  ياسمين "" تهز البرطمان كويس وتدي ل زياد يختار ورقة.


يمسك  زياد الورقة، وكلهم ساكتين بترقّب، يفتحها... يبتسم ويفتح صوته:


ـ "تـــــــالــيــة."


الكل يصفق ويزغرد، وزهرة تبص للبنت وتهمس: ـ "يا تالية... تكوني تالية لكل حاجة حلوة فينا... علم، حب، نُور."ربنا يحفظها ليك 


وتبص لعاصي، وتلاقي في عيونه الدفء كله...


عاصي (بهمس ليها):

ـ "أنا مش بس بحبك... أنا دلوقتي بعشقك .. يعني قلبي بقى في حضنك... مرتين."


رامي  واقف من بعيد، بيبص حوالين عليه، قلبه بيرقص من التوتر، ولينا قاعدة مع البنات، وشها فيه حُمر خفيف…


يقرب رامي بهدوء ناحية عاصي، ويقف قصاده كأنه هيطلب حاجة مهمة:


رامي (بنبرة جدية شوية وهو بيبص لعاصي):

ـ "عاصي... أنا جايلك النهارده مش بس أبارك على السبوع... أنا جايلك أطلب طلب أغلى من أي فرحة."


الكل سكت، وزينة لمّت وشها في إيديها وقالت: ـ "ده هيخطب ولا إيه؟!"


زهرة بصّت لعاصي، وعاصي ابتسم بخبث وقال:


عاصي 

ـ "يعني مش عاوز تطلبني أنا؟ دا أنا اللي عامللك المشروع! دا أنا اللي عرفتك على أهل البيت! دا أنا... اللي جبتلك البنت أساسًا!"


ضحك عالي، والكل بصّ للينا اللي وشها بقى أحمر غروب.

رامي بيبتسم بتوتر ويقول:


رامي:

ـ "أنا جايلك كأخ وصديق، وراجل حابب يتشرف بعيلتك، ويطلب إيد لينا... تكون شريكة حياتي على سنة الله ورسوله."


الكل يسقف، وزهرة دمعتها نزلت وهي بتقول: ـ "أحلى ختام لفرحة تالية... إن لينا كمان تبتدي حكايتها."


عاصي يقوم  ويقرب من رامي، يبصله شوية... وسكت.


عاصي (بصوت تمثيلي ووش تقيل جدًا):

ـ "بس انت مستعد للبنت دي؟ دي طيبة بس بتعند... دي لينا يا ابني، مش سهلة."


رامي (بابتسامة خفيفة):

ـ "وأنا مش سهل يا عاصي... وأنا مستعد أعيش معاها الحلو والمر، بس أهم حاجة... ترضى عليّا."


عاصي يضحك فجأة ويسحبه في حضنه:


عاصي (بحب):

ـ "من زمان شايفك مناسب ليها... وأنا اللي هلبّسها الدبلة بإيدي."


تصفق الكل، وتصرخ لينا من الخجل:


لينا:

ـ "يااااه يا عاصي! بقى كده؟"


زهرة (وهي بتضحك):

ـ "ده مش بس سلّمك... ده لبّسك كمان!"

الجميع يضحك وتمر الشهور وتنجح الشركة و

بعد شهور انتظر  الجميع شبكة لينا الكل سعيد 

قاعة أفراح كبيرة مضيئة، الديكور ناعم بألوان وردي وفضي، البالونات على الجوانب، والورد في كل ركن.

المعازيم فرحانين، الكل بيضحك، الكاميرات بتصور، و"رامي" واقف بفخر قدام "لينا" اللي لابسة فستان خطوبة لونه نبيتي في منتهى الرقة.

عاصي ماسك إيد زهرة، وهي لابسة فستان رمادي فاتح، وحجاب أبيض مطرز، ضحكتها هادية... بس فيه شحوب خفيف في وشها.


زهرة (بصوت واطي):

ـ "مش عارفة... حاسة بدوخة كده مش طبعية..."


عاصي (بقلق):

ـ "تحبي نرجع؟"


زهرة (بإصرار):

ـ "لا لا، ده يوم لينا، مش هينفع أمشى  ممكن عشان مليش نفس للأكل من الصبح ."


المشهد يستمر، الأغاني، التهاني، وأثناء ما الكل بيصور مع العرسان...

تسند زهرة على كرسي فجأة، وتحط إيدها على جنبها، تاخد نفس عميق...


زينة (لاحظت):

ـ "مالك يا زهرة؟ وشك شاحب أوي..."


زهرة (بابتسامة خفيفة):

ـ "ممكن دور برد ولا ضغط انخفض ... هعدّيها."


لكن بعد لحظات، وهي بتضحك على كلام "ياسمين" وزياد عن مواقف بيعشوها مع بنتهم الصغيرة 


زهرة بتشرب عصير، بالعافيه ووشها فيه لمعة حب وفرحة.


زياد (بحماس):

ـ "تخيلوا بقى... أول مرة بنتنا تتكلم قالت لا ، كانت بتزعقلي عشان خدت اللعبة منها!"


الكل يضحك، وزهرة تمسك بطنها من الضحك:


زهرة (بتضحك ودموع في عينيها):

ـ "بجد؟! يعني أول كلمة مش بابا بحنية؟! دي طلعت قوية من أولها!"


ياسمين (بتكمل وهي بتحاول تمسك ضحكتها):

ـ "أيوه والله،  ولم علمتها كلمة بابا وماما استسهلت كلمة بابا وكنت بجري وراها عشان أكلها وهى بتذحف زى السلحفة   ومسك لعبة 

جيه زياد أخد اللعبة منها وقالها تاكل تاخد اللعبة 

كانت أول مرة تقف فيها قامت تحاول تقف ووقفت 

  على رجل واحدة وبتزعق: (باباااا!) ، من كتر المفجأه تتكلم وتقف وكمان تتخانق !"


زهرة (بتضحك بعمق):

ـ "يا رب أعيش اللحظة دي... يا رب أسمع كده طفل بيقول لي (ماما)..."


تقلب ضحكتها لدموع وهي لسه مبتسمة، بس التعب ظاهر عليها.

تحط إيدها على جنبها، تحاول تخبي الإحساس، لكن عنيها تدمع.


عاصي يلاحظ ويقرب منها:


عاصي (بهمس):

ـ "زهرة، تعبانة؟"


زهرة (بصوت واطي):

ـ "شوية... مش عاوزة أفسد اليوم على حد."


بس قبل ما يكملوا الضحك، تتغير ملامح زهرة فجأة، وتدوخ، وتحاول تمسك طرف الكرسي، لكنها تقع من طولها...


الضحك يتحوّل لصوت صراخ... وزياد يكون أول واحد يجري عليها، وبعده عاصي...


ياسمين تصرخ:

ـ "زهرة!!!"


الدنيا تتقلب، وكأن الفرحة قررت تختبر قلوبهم بلحظة خوف...


"... فجأة وشها يصفر، وتقع من طولها على الأرض.


الكل يصرخ، والدنيا تتقلب.

عاصي يجري عليها:


عاصي (بصوت بيترجف):

ـ "زهرة!! زهرة!! حد يتصل بالإسعاف!!"


ينقلوها بسرعة للمستشفى، وزهرة في غيبوبة خفيفة.

الجميع موجود: زينة، كريم، ياسمين، زياد، الجد محمد، سارة، حتى الحاج عزيز.

والتوتر مالي المكان.


بعد دقائق طويلة، الدكتور يخرج من غرفة الكشف.


الدكتور (بهدوء):

ـ "اطمنوا... الحالة مستقرة، و... ألف مبروك."


عاصي (مندهش):

ـ "مبروك؟ على إيه؟"


الدكتور بابتسامة: ـ "مدام زهرة حامل... في أول شهور الحمل، واضح إنها ماكنتش تعرف، والتعب نتيجة إجهاد زائد."


الكل يسكت لحظة... والدهشة على وش عاصي، اللي ابتسم ووشه نور، ثم سجد على الأرض بشكر.

أما زهرة... تفوق وبتبص حواليها، ثم تهمس وهي بتبكي:


زهرة (بهمس مذهول):

ـ "أنا... حامل؟ أنا ممكن أكون أم؟ بجد؟"


سارة تمسك إيدها، وزينة تقبل جبينها، والدموع في عيون الجميع، وزهرة تبكي بحرقة... بس لأول مرة، دموعها كلها "فرحة".


عاصي يقرب منها، ياخد إيدها بين إيديه، ويبص في عينيها:


عاصي (بصوت مليان حب وحنان):

ـ "انتي مش بس هتكوني أم...

انتي هتكوني جنة لطفل هيطلع زيك، فيه طهر وقوة... وفيه قلب أم اسمها "زهرة"."

ابتسمت زهرة قلب عاصي 

ابتسم عاصي 

أجمل هى  زهرة  العاصي إلا بتنور طريقه 

---


وانتهت القصه

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات