رواية أسير العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نور الهادي
رواية أسير العشق الفصل السابع والعشرون 27
ادم بيبص ناحية الصوت قال- اى الصوت ده.. دى اسير
عبير بتتوتر قالت- اه هروح اشوفها
-خليكى انا قايم
قام ادم وراح لقى اسير وعاصم استغرب قال
-مالكو واقفين كده لى
نظر له عاصم ونزلت اسير ايدها لما شافته قرب منها وبص لاخوه قال
-ف حاجه يعاصم
نفى له قال- نا كنت بسأل اسير لو محتاجه حاجه
مشي وسابهم كى لا تصرخ فى وجهه بهذا الجنون مجددا
ادم-روحتى فين
اسير-كنت بغسل وشي
بص لوشها الأصفر الغريب قال-اسير انتى غريبه، مالك
-تعبانه شويه
-تحبى نروح لدكتور.. حاسه بايه
-خلينا نطلع مش عايزه اعقد هنا... ع..عايزه اريح
اومأ لها قال- تمم الى انتى عايزاه
سبقته هى على فوق وكانما تهرب من هذا المكان، قال ادم لامه انه طالع وبيكون ملامحه غريبه شويه قال
-ماما هى اسير كويسه
بتتغير ملامح عبير من سؤالها قالت- هى فيها حاجه
-نا بسالك لأنى مش عارف.. حاسسها فيها حاجه مش بخير زى آخر مره سبتها فيها
-ممكن تعبانه
اومأ بتفهم ومشي بتروح عبير بغضب عند عاصم قالت
-انت عملت ايييه... اى الى وقفك معاها
-انا...
- انت اى، بجح... وكمان فى حضور اخوك
- انا بس كنت بسالها مالها
- وانت مالك، ابعد عنها نهائى، سمعتنى... خلى اليومين دول يعدو ع خير
مشي وسابته بغضب
آدم دخل لقى أسير قاعدة ف الصالة، ملفوفة على نفسها على طرف الكنبة.
قرب منها بهدوء وقال:
– مدخلتيش جوه ليه؟ ريحي على السرير شوية.
بصّتله أسير بعين خايفة – عايزة أقعد هنا…
استغرب وسألها:
– هتنامي على الكنبة؟ طب قومى ارتاحي، ماينفعش كده.
آدم قرب يلمسها علشان يساعدها تقوم،قامت فعلاً… بس بخوف، بخطوة مترددة، وجسمها متخشب.دخلت الأوضة بصعوبة، وكل ما تقرب من السرير، قلبها بيخبط، نفسها بيتقل،الذكريات رجعت تلسعها:صوتها وهي بتصرخ… لمسة عنيفة… غدر وكسرة.بصّت للسرير كأنه لعنة، مكان مستحيل تلاقي فيه راحة تاني.
رنة التليفون قطعت الصمت.آدم بصّ للشاشة، تنهد:
– شغل تاني… أنا ف إجازة، مش فاهم بيرنوا ليه.
أسير لمحت القلق في صوته، وسألته بخوف باين في نبرتها:
– مش هيطلبوك ترجع؟
– لا لا… مش أكيد.
– طب… عملت إيه ف موضوع النقل اللي قلتلي عليه؟
آدم سكت لحظة، وبعدين قال وهو بيحاول ميحبطهاش وعينيها نورت للحظة، لكن لسه الشك ف قلبها، وسألته بسرعة:
– طب إيه حصل؟ مش قولت هتتنقل
– لا… هو أنا كنت هتنقل بس مش للمصنع هنا… كانت شركة في روسيا.
أسير اتصدمت.بصّت له بحدة، عينيها مليانة خوف:
– يعني… كنت هتسيبني؟ كنت هتروح بلد تانية وتسيبني لوحدي؟!
– لا يا أسير… أنا مقبلتش اصلا
-انت سايبنى فعلا
بصلها من الى قالته أسير بصوت واطي، فيه رجاء وخوف:
– آدم… ماتروحش الشغل تاني… ما تسيبنيش.
آدم استغرب، ابتسم قال
– بتتكلمي بجد؟
بصّ في عنيها بيحسبها بتهزر من حبها ليه قال– بلاش نفتح كلام يضايقنا… ما تستعجليش التعب.
ابتسم وهو بيقرب منها شوية وقال:– لحد دلوقتي مشفتش القميص العنابي عليكِ…كان نفسي تلبسيه لما أرجع.
نزلت عينيها وقالت:
– آسفة… معملتش اللي كنت عايزه.
آدم لمس خدها بلُطف وقال:
– متقوليش كده، مفيش حاجة تضايقني منك.
قرب منها أكتر…أنامله لمست رقبتها بخفة، حركه هادية، بريئة… لكنها بالنسبالها زلزال.أسير ارتجفت فجأة، وجسمها تصلّب،نَفَسها اتلخبط، آدم قرب منها أكتر، عينه بتلمع بحنين،
ولمسها بهدوء، صوته ناعم وقال:
– وحشتيني….
أسير كانت بتترعش، جسمها مش قادر يستحمل اللمسة وكأنها فيها وصمة عار،
كل خلية فيها بتصرخ،بس صوتها طالع واطي، مكبوت:
– آدم… لأ…
لكنه ماخدش باله، ظنا انها بتدلل عليه، فضل يقرب، إيده بتمشي على دراعها، وشه بيقرب من خدها،ونبرته بقت أهدى… بس أعمق:
– وحشتينى اوى يا اسير
ولما قرب منها أكتر… ولما ابتدى يقبّلها بحنية،انفجرت.دفعته بقوة، بصوت مخنوق وصارخ:
– آدم لأ!! بقولك لأ!!!
آدم اتخبط في الكومود، ووقع عليه جزء صغير من اللمبة.
سكتت اللحظة.
أسير واقفة، أنفاسها متقطعة، وشها مصدوم وخايف،بصّت لآدم بشده
ادم ماكنش مصدق إن أسير تزقه كده… تنفر منه كأنه غريب… كأنه بيؤذيها.
أسير قلبها وقع، وخوفها ظهر ف صوتها المرتعش:
– آدم… أنا آسفة، والله… مكنتش أقصد.
أنا بس… أنا…
آدم بيعدل نفسه بهدوء، لكن عينيه لسه مشوشة، بتمشي مسكت ايده قالت
-متزعلش انا اسفه
– لو… لو في حاجة قزليلى؟ لو مش عايزاني أقربلك؟ قوليلي، متخافيش.
أسير هزّت راسها بسرعة، وقالت بحزن:– لأ مش كده خالص، والله…
أنا بس… تعبانة…
آدم سكت، بصّ ناحيتها بقلف. افتكر انها كانت مضايقه وبتمنعه كان بيحسبه واحشها زيه، اشتياقه ليها اللي كان مكبوت طول الأيام دي،ظنّ إن هي كمان مشتاقاله زيه، بنفس اللهفة…لكن واضح إن فيه حاجة جوه أسير….
أسير قربت منه شوية، بصّتله بحزن وقالت:
– متزعلش مني…أنا آسفة تاني.
آدم أخد نفس عميق، وطمنها بنبرته الحانيه
– أنا… آسف لو كنت ضغطت عليكي…
أسير بصّت له، واتفاجئت بكلمته…عينيها دمعت…مش بس من وجعها،
لكن من طيبته… من خوفه عليها، رغم إنه ما يعرفش الحقيقة كلها.كانت حزينه قلبها بوجعها كأنها بتخو.نه بسكوتها وده مش قادره تستحمله
آدم واقف في البلكونة، سيجارته قربت تخلص،الليل ساكن حواليه، بس دماغه شغالة.حط الموبايل على ودنه
شريف– وصلت بالسلامة؟
– أيوه الحمد لله… في حاجه في الشغل.
-لا انا بس كنت بسأل عليك… غيرت رأيك ولا لسه؟
آدم سحب نفس طويل وقال بثبات:– لأ… ردي هو هو.مش هغيره.انت عارف ظروفى
– تمام… فكر تانى هو اسبوع وهيتم توظيف حد ففكر
-مش قادر تقتنع
-شايف خساره كبيره ليك يا ادم، أنا شايف فيك ابنى وخصوصا انى بعتلهم مدح فيك عشان تاخد فرصه زى دى.. ومتقولش ان المدح ده هو الى هيوظفك ده مجرد خطاب انا مساعدتش ف حاجه
ابتسم قال-فاهم
قفل المكالمة، ورمى السيجارة،دخل الأوضة… بص حواليه…أسير مش موجودة.
اتلفت مستغرب،وبعدين شاف برواز صورة فرحهم مكسور على الأرض جنب الكومود، راح الاوضه الأوضة التانية، وفتح الباب بهدوء…
لقاها نايمه ضهرها له… جسمها متكور… كأنها بتحاول تختفي من الدنيا.
آدم وقف على الباب، مش عارف يتكلم ولا يتحرك.صوته جواه بيقول:
هي نايمة هنا ليه؟هي مش عايزة تنام جنبي؟فيه إيه؟
أسير خرجت من الأوضة التانية وعيونها لسه منفوخة من قلة النوم.
دخلت على المطبخ، لقت آدم واقف بيعمل قهوة.بصّ لها بابتسامة خفيفة وسأل:
– إنتِ بقالك كتير منمتيش
-ليه
آدم قال بهدوء وهو بيبص للساعة:– أصل دلوقتي العصر.
أسير سكتت…ادم بصّ لها تاني، ووشه اتغير شوية:
– على فكرة… لقيت برواز الصورة بتاعتنا مكسور.
حصل حاجة؟ مين كسره؟
أسير عضّت شفايفها، وغمضت عنيها جامد، كأنها بتحبس حاجة جواها.
همست بصوت مخنوق:
– معلش وقع منى
ابتسم قال-مش مشكله هعمل غيره
خرجت وسابته استغرب منها مشى وراها قال– ليه مانمتيش في سريرنا؟
فيه حاجة؟
أسير وقفت، ضهرها ليه، بتشد في طرف الكم بتاعها بإيدها.
قالت:– عادى.
آدم بصّ لها بقوة، وقال بصراحة:
– عادى، ده امتى كان عادى... مش طبيعية،بتتهربي، ومش مرسيانى ف أي
سكت لحظة… وبصّ لعينيها لما لفت له،وقال بهدوء، بس قلبه بيتكلم:– حصل إيه يا أسير؟
آدم وقف مستني منها رد…أسير لفّت له وبصّت في الأرض، قالت بصوت واطي متحشرج:
– مفيش حاجة…أنا بس… مش عايزاك تمشي تاني وتسيبني.
آدم حس في نبرتها حاجة مش مفهومة، قرب منها وسألها بحنية:
– بجد يا اسير كده بس ولا ف حاجه تانى مابينها عليا
-انا من امتى بخبر عليك يا ادم
-معرفش يا اسير معرفش وده الى مش فاهمه... قوليلى لو ف حد مضايقك وانا مش هنا؟ أنا حسيت إنك كنتِ متغيرة من اول مجيت… مع أهلي، ومعايا.
أسير كانت بتحاول تبان هادية،لكن عنيها دمعت غصب عنها، ووشها اتوتر وهي ترد بسرعة:
– لأ… محدش عمللي حاجة…أنا بس اتضايقت إنك سبتنى ده طله
:– والله غصب عني،الشغل واخدني، وانتي عارفة… مش بإيدي.
أسير فجأة قالتها، زي طفلة خايفة:– يبقى ماتروحش…ما تسيبنيش هنا تاني، يا إما… تجيبلي شقة.
استغرب من الى قالته قال– شقة؟! شقى اى... منتي قاعدة في بيت مش شقه كمان، إيه اللي اتغير؟
أسير بصّت له وهي بتخبّي نظرتها،وصوتها كان مخنوق:– عايزة شقة تانية… قريبة منك، بس بعيد عن هنا.
آدم فضل ساكت،مش قادر يفهم…إيه اللي يخليها، بعد كل ده، تطلب تبعد عن البيت
اسير- اه يا ادم زف اسرع وقت
نبرته اتبدلت وبقت متلخبطة بين استغراب وكلامها الجدى:– شقة تانية؟!إزاي يعني؟ ومالها دي؟دي شقة جوازنا، ذكرياتنا، كل حاجة فيها لينا!
أسير ردت بسرعة، صوتها بدأ يعلى، وفيه قرف واضح:– زهقت منها، مش طايقاها…مش عايزة أفضل هنا أكتر من كده.
– طب لو مضايقاكي في حاجة نجددها… أعملك تشطيب احسن حاجه
أسير قطعت كلامه بحدة مفاجئة،كأنها مش قادرة تستحمل مجرد وجودها جوه الشقة:– لأ!أنا عايزة أخرج منها… بأسرع وقت.لو هتمشي… خرجني قبل ما تمشي.
ادم– شقة إيه يا أسير؟!إزاي كده فجأة؟!
-ده كان حقى من جوازنا، اشمعنا ريتاج مش هتخرج وتعيش برا
– هو الموضوع نفسنة…؟
مردتش وادم عارف ان اسير مش بتغير من حد
آدم قعد وتنهد قال– طب قوليلي، في إيه؟إيه مضايقك بالظبط يا أسير؟
أسير قامت من جنبه بسرعة،صوتها بدأ يتهز:
– مفيش حاجة!كل ده عشان قلتلك عايزة أخرج من هنا؟أنا…أنا عايزة أتنفس.
آدم قام ووقف قدامها، بيحاول يفهم:– طب تعالي نخرج شوية،
هاخدلك أجازة، ننزل أسبوع، نغيّر جو…
أسير انفجرت، صوتها ارتفع فجأة ودموعها ف عينها:– أنا بقولك مشششش عايزة أعيش هنا!مش عايزة… أعيييش!انت بتوهه ليه
آدم اتشد، نبرته اتبدلت بانفعال:
– أعممممل إيه يا أسيييير؟قوليييلي… أعمل إيه يعني؟
أسير صرخت وهي بتدمع، عنيها بتلمع من الوجع وصوتهم بقا عالى
– خرججججني من هناااا!مش طايقة الشقة دي…هاتلي أي حاجة، أي مكان تانى
-منيييينننن، منين أجيييب شقة تمليك دلوقتي؟أنا معيييييش!معييييش حق شقة يا أسير!!
أسير بصّت له والدمع مغرقها،صوتها كان خليط من وجع وغضب وانهيار:
– اتصصصـرف… يا آدددم!، أنا مش قادرة أقعد هنا… يا أخي، اتصرف!
وقعدت على الكرسي وكانما خارت حطت إيديها على وشها… ودموعها نزلت
آدم وقف وقد هدأ لما شافها بتعيط بسببه وبسبب خناقتهم، مكنش قادر يفهم السر اللي خلاها تكره مكان… كان زمانه جنة ليهم.
سكت بتنهيده ابتلع غضبه، وتنهد ببطء وهو بيبص لها،صوته كان واطي متفوق قال
-انا مش عايز ازعلك انتى عارفه انى لو معايا هديكى مش هستخسر فيكى جنيه بس انا معيش
دمعتها نزلت قال اظم - إمكانياتي دلوقتي متجيّبش شقة تمليك.ممكن أأجرلك…لو ده يريحك.
– أنا مش فارق معايا تمليك ولا إيجار…ال حاجه
– وهتقعدي لوحدك إزاي يا اسيرأنا بفضل مطمن وإنتِ هنا…وسط عيلتي، وسط ناس تعرفك.إنما هناك… هسيبك لوحدك ازاى
أسير ردّت بسرعة، وكأنها كانت مستنية الكلمة دي:
– أنا لوحدى كنت احسن ميت مره
نظر لها رن تليفونه مسكت اسير ايده قالت– أرجوك، ما تسبنيش…ما تمشيش وتسيبني،خرجني من هنا الاول وانت ماشي
ربت عليها بحنان قال-جاضر خلاص…مش همشي.
بعد ما هدأت، قام آدم من جنبها بهدوء وحاسه بالحزن انها متقله عليه وعارفه انه مش معاه وانها هتحطه فى ازمه وقبضه مش هيجمع منه حاجهلطنه ي
هيحاول عشانها
وقف قدامها وقال بصوت ناعم:– هكلم فؤاد، يسأل السمسار اللي يعرفه،نشوف شقة قريبة من المصنع… لو أمكن.
أسير عينها التمعت اومات له علطول لو هتكون معاه افضل، كأنها شافت أول شعاع نجاة
فى البلكونه آدم بيتكلم مع فؤاد – أيوه يا فؤاد، إزيك؟
– يا راجل، فينك؟ من زمان ماكلمتناش!
– معلش، كنت مشغول شوية…بس قولّي، لسه ليك معرفة بسمسار شاطر كده فـ المنطقة؟
فؤاد اتفاجئ:– سمسار؟ ليه؟هو انت ناوي تنقل؟!
– حاجة كده…شقة إيجار، لو في قريب من المصنع يبقى احسن
فؤاد قال بنبرة– إيجار إيه يا عم؟!المنطقة دي نار، ده انت ممكن تصرف نص مرتبك عليها…وبعدين، مش عندك سكن؟! ف اى... وغير بيتك الى هنا
– عايز شقة أعيش فيها أنا وأسير هناك جنب شغلة…
فؤاد سكت ثواني بيتسوعب معانه بردو مش فاهم ليه اسير تروح معاه قال– طيب… هسأل لك وأكلمك
آدم نازل على السلم، شافته عبير قالت– منزلتش النهارده ليه؟
- كنت قاعد مع أسير شوية...
– خير؟ فى حاجة؟
آدم بصلها قال– أكيد سمعتي صوتنا الصبح…أول مرة يحصل بينا مشادة كده.
عبير اتشدت، صوتها بدأ يتوتر:– مشادة؟ يعنى كان فى خلاف؟!فى إيه يا ابنى؟
آدم سكت لحظة، قال– فيها حاجة، أسير فيها حاجة يا ماما
عبير اتلبكت، شالت عينيها بسرعة وقالت بتوتر متصنّع:
– زعّلها إيه يعنى يا آدم…إحنا هنعملها إيه؟!
آدم قرب منها، عينه فـ عينها وقال بثقل:– مش عارف…من ساعة ما رجعت، حسيت إن في حاجة متغيّرة…فيه حاجة بينكم وبينها، حاجة مش مفهومة… ولأول مرة، حسيت إنها…بعدتني، لما قربت منها…
صوت آدم بدأ يتهدج شوية:
– كنت فاكِرها بتدلع، زعلانة عشان طولت في السفر…بس دلوقتي بتقولّي مسيبهاش وامشي
عبير شردت للحظة، عيونها رمشت بسرعة،آدم بيبص لها منتظر رد،صوته واطي لكنه مصمم:
– متأكدة يا أمي…محدش زعلها ولا جرّحها في غيابي؟قوليلِي… محدش أذاها بكلمة؟
– لا يا ابني… لا طبعًا، إحنا نزعّلها ليه بس؟!
آدم قرب منها خطوة، قال– احلفى بحياتي يا أمي…قوليلي، مش بتخبي عني حاجة؟
-انا هكظب عليك لى يابنى وحياتك
دمعة خفيفة نزلت وهي بتداريها بسرعة،هل وصل بيها الامر تحلف بحياته منغير متهتم بيه، كدبت… وكأن حياته متهمهاش… الذنب بقى ذنبين."
آدم اتنهد بصمتها…قعد على الكرسي، مهدود…قالها وهو بيبص للأرض:
– طب إذا ماكانش حد أذاها…يبقى إيه فيها؟
عبير حاولت تقوم بدور الأم السند، قالت بهدوء مصطنع:
– يمكن بس تعبانة… زهقانة…بتفكر تغير جو، يمكن محتاجة راحة.
آدم هز راسه،بس صوته خرج مجروح:– يا رب تكون حاجة تافهة…
رغم إن قلبي…قلبي بيقول العكس يا أمي.
آدم طالع السلم بخطوات تقيلة…في جيبه موبايله لسه فيه رسالة من الإدارة:"برجاء تأكيد معاد رجوعك بعد بكره…"
اللعنة… مستحيل ينزل ويسيبها، يبعت رد سريع:
"مضطر أمدّ الإجازة، مش هقدر أرجع دلوقتي، آسف."
ويطفي تليفونه… يتنهد، وهو عارف إن دي مخاطرة كبيرة. ع شغله
داخل الشقةأسير قاعدة على الكنبة، نفس وضعها من الصبح،صامته، هادية بس الهدوء تقيل زى الجبل.
آدم يدخل ويبصلها، بصوت دافي:– عاملة إيه دلوقتي؟ جعانة؟
أسير (بصوت واطي)– لأ…
آدم بيلاحظ شهيتها مقفولة، قرب منها قال– طب إيه رأيك؟ننزل نتعشى بره النهاردة… نغير جو شوية.
أسير (بتردد)- مش لازم يا آدم…
آدم (بابتسامة باهتة)– من يوم ما اشتغلت واحنا مخرجناش مرة واحدة،
أسير سكتت،كأن فيه جزء صغير جواها بيستجيب،
آدم– يلا، قومي البسي…نخرج سوا،
أسير تبصله بنظرة مرهقة، وتبتسم غصب عنها…إيماءة صغيرة براسها كأنها بتوافق…وبهدوء قامت.
آدم ارتاح، قعد على الكنبة يفتح تليفونه،يدور على مطعم هادي، يعجبها.
وفجأة…"خبطـــــة قوية!"ارتطام عنيف على الأرض جوه الأوضة.
آدم (مذعور):– أسير!!
يجري ناحية الأوضة ويخبط بسرعة:– أسير؟! افتحيلي… في إيه؟!
مفيش صوت. مفيش رد.آدم (بصوت ملهوف):– أسير!! أنا داخل…
يفتح الباب بقوة…الصدمة…أسير ممددة على الأرض، جسمها ساكن، عينيها مغمضة… ملامحها شاحب
آدم (بصراخ):– أســييييـــر!!
يندفع ناحيتها، يركع جنبها، يهزها بخوف:– أسير، ردي عليا… أسير!!
قلبه بيرفص في صدره، إيديها ساقعة، مش بتستجيب.آدم بيشيلها بسرعه وبحطها على السرير
أسير ممددة على السرير، عينيها بتفتح ببطء…ملامح غريبة، راجل واقف…كان "الدكتور"، ومعاه "آدم" و"عبير" جنب السرير.
آدم واقف قدامها، عينيه قلقانة… بيمد إيده ناحيتها
– حمد لله على السلامه
اسير- ادم
الدكتور -– واضح إنها كانت مرهقة جداً، التغذية عندها ضعيفة جداً، وده خطر… خصوصاً في حالتها.
آدم (بقلق واستغراب):
– فعلا هى اكلتها قليله بس تقصد اى بحالتها
الدكتور يرفع عينه ويبصله بثبات:– هى حامل.
الصمت يضرب الغرفة فجأة. أسير بتتصعق وكأن نيزك وقع على دماغها بتبص للدكتور، ثم لآدم… عيونها اتسعت، قلبها بيخبط بجنون، ما كانتش جاهزة تسمع الكلمة دى… أبداً.
عبير اتحركت من مكانها زي اللي اتخبطت…اتمسكت فى الحيطة، وشها شحب، بصت لأسير بنظرة فيها ألف سؤال.
عبير (بصوت مخنوق لنفسها:– إزاي؟… إزاي أسير… إنتِ...معقول؟…يعني… العيب مكانش منك يا أسير؟! كان من ابنى
آدم واقف، ملامحه بين الذهول والفرحة، بيكرر الكلمة بصوت مش مصدق:
– "حامل؟… إنتي حامل؟!"
بيبص للدكتور وقال بنبرة متوترة:– "حضرتك متأكد؟"
الدكتور بهدوء مهني:
– "آه،… واضح إنك ماكنتش تعرف، على العموم مبروك مقدماً."
آدم اتحجر لحظة، رجع يبص لأسير الى نظرت له بخوف، عنيه اتملت دموع فرحة،لف ناحيتها بسرعة، وقال بضحكة باهتة وهو بيقرب منها:
– "سمعتي؟ قال إيه؟ إنتي حامل يا أسير… حامل! أنا هكون أب
أسير عينها كانت زائغة، قلبها بيرتعش، مش قادرة تنطق،كل حاجة في وشها كانت خوف… مش فرح.، معقول يظنه ابنه
آدم ماخدش باله من ده كله، قرب منها وضحك قال
– "أنا هبقى أب… ياااه، إنتي متخيلة؟!"
الدكتور ابتسم لنفسه وقال وهو بيقوم:
– "أنا هسيبكم… ألف مبروك."
آدم بسرعة قام معاه، قال
– شكرا يدكتور، عارف انى جبتك ف وقت متأخر
آدم خد الدكتور للباب، وهو بيحط في إيده مبلغ أكبر من الكشف،
قال له بابتسامة واسعة:– "معلش، سامحني… أنا حاسس إني طاير! ربنا يباركلك ع الخبر ده."
الدكتور حاول يرفض بلطف:– "بس دي زيادة…"
آدم:– ده قليل على تعبك وطمنتنى على مراتى
الدكتور أخد الفلوس،ومشي وهو بيهز راسه بابتسامة
عبير بتبص لأسير، والنظرة في عينيها مش مجرد صدمة…ده سكوت ما قبل العاصفه فلقد انهار كل شيء، بتكون هى بتموت بدالها ميت مره..ه وجع، وندم، وذنب بيخنقها والهول فى عين اسير كأنه هول يوم القيامخ،
آدم بيخش بخطوات سريعة، عنيه على أسير بيقرب منها، ويمسك إيدها بحنية وهو بيقول:
– "الحمد لله ع السلامة، يا حبيبتي…كنت قلقان تكونى تعبانه بس الحمدلله... طلع الزعل الى ماكنتش فاهم، كل ده كان من الحمل، من الهرمونات."
بيضحك بخفة وقال بنبرة دافئة:
– "أنا آسف… معلش، مكنتش فاهم مالك. بس أوعدك، من النهاردة هستحملك أكتر،وهكون جنبك خطوة بخطوة، كل لحظة."
أسير بتبص له… لكن ساكتة.عينها زائغة، ملامحها متخشبة، ووشها مفهوش غير صمت رعب.آدم استغرب من سكونها، قرب منها أكتر وقال بابتسامة متحمسة:
– "مالك؟ طب قولي أي حاجه… عارف إن الفرحة كبيرة، بس لازم نخطط لحاجات كتير،نعمل لحظات حلوة… نجهز للمولود."
بيلف يبص على أمه بابتسامة:– ماما أنا عايز أوزع حاجة بالمناسبة، ولا نستنى لما يوصل بالسلامة؟"
عبير اتكهربت من السؤال،بصت له وابتسامة باهتة على شفايفها، لكن عينيها دمعت فورًا،كأن كل جزء جواها بيتكسر قدامهم ميت حته فهذا ضناها الذى تقت.له
قالت بصوت مخنوق: "مبروك يا آدم."
آدم بابتسامه– "الله يبارك فيكي يا ماما
وهو بيتكلم، كانت أسير بتبص لعيونه…شايفة فيه كل البراءة، وكل الجهلوكل العذاب اللي جاى.
عبير بتخرج من الأوضة خطواتها تقيلة، عينيها بتدمع،مش قادرة تكمّل تمثيل الفرحة،بتسيب المكان كله لانخا مش قد تشيل الوجع ده… وترميه كله على أسير وكانما تحمل العاقبة بمفردها
اسير بصّا في الفراغ كأنها بتتفرج على كابوس مالوش نهاية،لسانها ساكت، حرفيًا كأنها فقدت القدرة على الكلام،كل صوت في الدنيا بقى بعيد…فيه بس خبطات قلبها، ورعب بيصرّخ جواها.
آدم بيدخل الأوضة بهدوء،في إيده كوباية عصير عملها بنفسه بكل حب… مش عارف إن حضوره بس بيعذبها فكيف حبه الذى تراه
بيقرب منها، يحط العصير جنبها، ويبتسم وهو بيقول:
– اشربى عقبال ما أعملك الاكل، تحبى تاكى حاجه معينه… الأكل من برا غلط وانتي تعبانة عشان كده مش هنكلب وهنكنسل الخروجه حاليا"
أسير فضلت ساكتة، ولا كلمة
بيبص ادم فى ااساعه قال-ااساعه٢ ها… عايزه تاكلي إيه؟ ماينفعش تفضلي كده… الدكتور قال لازم تاكلي وتغذي نفسك، انتي مش لوحدك دلوقتي.
أسير بتبص له، بسكات، بصّة ازاى قادر يحبها كل الحب ده؟ إزاي مش شايف؟
كل كلمة بيقولها بتهز جواها جبل من الذنب والخوف،كل وعد بيقطعه بيمزقها أكتر،عينها بتدمع… مش من فرحة،من عجز، من ثقل الحب ده اللى هي مش قادرة تقابله إلا بالسكوت.كيف يمكن لشخص ان يحب احد كل هذا الحب كيف بمكن للقلب ان يسيطر على الاقل والمنطق، كيف تلك الثقه العمياء تجعله ساذج وينسي حقيقته
آدم مش بيلاحظ وجعها، بيكمل بحماس صادق:
– "نفكر في اسم بقى… إيه رأيك في زياد؟ أنا بحبه من زمان."
– "ولو بنت… انتي تسميها، اسم من اختيارك."
– "وهكلم دكتورة كويسة تتابع معاكي، ولو عايزة شقة تانية، هبيع دي وهجبلك اللي نفسك فيه… يب بيت نعمره انا وانتى
كان يريد أن يفعل لها كل شي كل شيء يريده تقديمه تحت قدماها
-ازاى قادر تكون كده
بصلها آدم فلقد تحدثت اخيرا قالت اسير
-ازاى فى قلبك حب يخليك مغفل لدرجه دى
نظر لها من ما قالته قال- بتقولى اى يا اسير
-بقولككك تسكتت كفايه تتتكلم كفايه انا بت.قتل انت عذاب ليااا عذاااب
قرب منها قال-اسير مالك
-ازاى قادر تصدق نفسك وانى حامل منك
تعجب منها قال- انتى مراتى
-وانت عارف انك مش بتخلف
-عادى ياحبيبتى ربنا لو عاز حاجه بتحصل، معجزات ربما كتير المهم ان...
صاحت فى وجهه قالت- المعجزات خلصت من ايام الانبياء، مفيييش معجزات دلوقتى ... فى واقع
نظر لها قليلا بصتله فى عينه قالت- انت مش بتخلف يا ادم مش بتخلف
-الدكتور قال انك حامل؟!
-بس مش منك، الحمل من اسبوعين يا ادم... من اسبوعين قبل ما ترجع انت اصلاااا
وهنا صمت لبيهه من جملتها يستوعبها قال
-م.مم.مش منى ازاى؟!
بتنزل دموعها وكأن حان الوقت لتبوح وتزيل تلك العاتق من عليها
ادم-فهمينى كلامك يا اسير يعنى اى
-يعنى الى سمعته انا مش حامل منك
-يعنى اى مش حامل منى...... يعنننننى اييييه
قالها بانفعال صمتت بحزن بصلها آدم ليبحث عن كلام ف عينها قال
-عارفه معنى الى بتقوليه، عارفه انتى بتقوليه اى يا اسير
نزلت دموعها قال بامفعال -ردى عارفه بتقولى على نفسك ايههه... لى بتقولي كده
-بقولك الحقيقه يا ادم، الحقيقه الى حاولت اخبيها عليك زى مقلولى بس مقدرتش، مش قادره احس انى بخو.نك
آدم بيكون فى حاله من الصدمه قال- مخبيه اى.....
مرظتش صاح فيها بجنون وقد احمرت اعينه-اتتتتتكلمى، لو الى ف بطنك مش منى امال ابن ميييين
-عاصم
هنا انقطعت احبال صوت ادم وتبدل عروقه البارزه للعرشه غريبه سارت فى جسده وكأنها افاقه عقله ليستوعب ما تقوله
اسير-ع..ع.عااصم....
بتنزل دموعها قالت-ايوه عاصم، عاصم هو الى عمل فيا كده..
بصتله فى عينه وصاحت منفجره بانهيار- اخو.ك اغت.صبنى
أسير العشق
رواية أسير العشق الفصل الثامن والعشرون 28 من هنا
اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية أسير العشق)