رواية الرحله المخيفه بقلم قصص وحكايا من العالم الآخر
رواية الرحله المخيفه
يوم افتتاح مترو الأنفاق ، لم يحضر سوى عشرين راكباً ممّن شكّك بالإشاعة : بأن نفق القطار يمرّ في منتصف جبل الجن الفاصل بين الولايتين الأمريكتين .. حيث يتواجد الجبل الضخم وسط صحراءٍ قاحلة .. والذي عرفه الهنود الحمر بمسكن الجن والشياطين ، فكل من حاول تسلّقه : إما اختفى او وُجدت اشلائه متناثرة اسفل الجبل !
ورغم الحوادث العديدة التي حصلت للعمّال اثناء حفرهم النفق مع بداية مشروع سكّة الحديد ، إلاّ أن اعداد الموتى والمفقودين ظلّ مخفيّاً عن الإعلام ، بأوامر من رئيس الحكومة الذي وعد كلا الولايتين بإنشائه القطار السريع لضمان انتخابهم له في ولايته الثانية
ورغم ضخامة الإعلان عن بدء الرحلات بنصف ثمن التذكرة ، إلاّ أن معظم سكّان الولايتين فضّل إنتظار نجاح الرحلة الأولى قبل المغامرة بركوب المترو المشكوك بأمره !
***
ورغم وجود عشر مركبات للقطار ، لكن الركّاب العشرين حشروا أنفسهم في مقطورةٍ واحدة ، رغبةً في البقاء معاً أثناء مرورهم داخل جبل الجن المخيف ..محاولين الإنشغال بجوّالاتهم ، كلما اقتربوا من النفق المرعب !
وكان من بين الركّاب ولدٌ في العاشرة ، وثلاثة نسّوة وعجوزان ..والبقيّة من الشباب .. وثلاثة من الرجال بأوشامهم المخيفة ، وهيئتهم التي تشبه عبّاد الشياطين ! وكانوا الوحيدين المتحمّسين لرؤية الجبل من الداخل .. بعكس بقيّة الركّاب الذين ابتهلوا الى ربهم بصمت ، لمرور الرحلة بسلام .. إلاّ أن هذا لم يحصل ، بعد صراخ الصغير الذي يضع نظّارته الإلكترونيّة (التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء ، هدية عيد ميلاده) والذي صار يلّوح بيديه برعبٍ شديد فور دخولهم النفق وكأنه يحاول إبعاد شيءٌ عنه ، وسط قلق الركّاب الذين لم يفهموا ما رآه !
وعلى الفور !! أزالت امه النظّارة عن وجهه ورمتها أرضاً ، لتحضنه وهو يبكي بخوف :
- امي ! هم في كل مكان ، ويتحضّرون للهجوم علينا !!
وفجأة ! تلاعبت الأنوار داخل المقصورة ، مع ارتفاع صرخات النساء.. وسرعان ما توقف القطار وسط النفق ! لتنطفأ الأنوار ، وتُضاء اضواء الطوارىء الخافتة
فأسرع شابٌ عربي (أحمد) بالتقاط نظّارة الأشعة الحمراء ، لرؤية ما شاهده الصبي ! وقد ارعبه وجود عشرات الكائنات الغريبة وهي تطفو داخل القطار ، وهي تنتظر عودة قائدها من مقطورة السائق
فعرف أحمد إن الجنّ استولت على القطار ، حيث شعر الركّاب بإرواحهم الثقيلة وهي تحوم حولهم ، فانتابتهم القشعريرة المرعبة !
وحين رأى أحمد قائد الجن يخترق بوّابة مقصورتهم ، رفع صوته بتلاوة القرآن .. ليسمع الركّاب صراخ الجن الذي تضاعف صداه داخل النفق ، حتى ضجّت بها اركان القطار .. وكان صراخهم حادّاً ومزعجاً ، جعلت الركّاب يغلقون أذانهم بقوةٍ وخوف !
وهنا اقترب قائد الجن من وجه أحمد (الوحيد الذي رآه بشكله الحقيقي بالنظّارة) وهو يأمره :
- توقف حالاً !! وإلاّ سأقتلكم الواحد تلوّ الآخر
أحمد بتحدّي : انا لا اخاف إلاّ من خالقي ، ولن أتوقف عن القراءة قبل الظهور لنا وإخبارنا عمّا تريدونه
القائد : إن ظهرنا للركّاب بشكلنا الحقيقي ، سيموتون من الرعب
أحمد : اذاً تشبّهوا بنا
وهنا عادت الأنوار من جديد .. مع ظهور اشكالٍ بشريّة شاحبة الوجه ، كأنها خرجت من مقبرة ! والتي طفت مباشرةً امام الركّاب الذين فقد بعضهم وعيّه ، بينما ارتجف البقيّة دون قدرتهم على مغادرة كراسيهم من شدّة الخوف ..
فيما عدا الرجال الثلاثة الذين سجدوا لقائد الجن ، وهم يترجّونه أن يأخذهم لرؤية ابليس
القائد باستغراب : إبليس مرةً واحدة !
أحد عبّاد الشياطين : نعم سيدي !! نحن نعبده منذ سنوات ، وركبنا القطار على أمل رؤيته
القائد : ابليس لا يترك مملكته بهذه السهولة ، وحتماً لن يفعل لرؤيتكم ايها الحثالة
صديقه : اذاً خدنا اليه ، رجاءً
صديقه الثاني : نعم ، سنفعل أيّ شيء لإرضائه
القائد : حسناً ، هذا قراركم
وأشار بعصاه نحو الرجال الثلاثة (عبّاد الشياطين) ليتحوّلوا لظلالٍ سوداء ! ثم أمر مساعده بإنزالهم لباطن الأرض لرؤية عالمهم ..
فلحقت الظلال ، مساعده الى خارج النافذة .. ثم اخترقوا سويّاً جدران النفق ، واختفوا تماماً !
فقال قائد الجن للركّاب : الأغبياء ، يظنون إن ابليس سيفرح برؤية الخونة من ذريّة آدم
أحمد : خونة !
- بالطبع !! الم يخونوكم باتباعهم لعدوّ والدكم آدم ؟
أحمد : وماذا سيحصل لهم ؟
القائد : الأمر يعود لزعيمنا إبليس : إمّا أن يستغلّ غبائهم في مهمّاتٍ ضدّكم ، او يتحولوا لقرابين في حفلات نسائه ، وهو الأرجح .. المهم لنكمل عملنا
فسأله العجوز بقلق : وماذا تريد منا ؟
القائد بغيظ : جميعكم مخطئون لعدم إعتراضكم على مشروع المترو.. فرغم وجود هذه الصحراء الشاسعة ليمرّ قطاركم فيه ، إلاّ أن رئيسكم الغبي أصرّ على اختراقه مدينتنا !
العجوز : وهل اخترقها القطار بالفعل ؟
القائد : أنظروا بأنفسكم !!
فنظر الركّاب من النوافذ ، وهذه المرة لم يروا الظلام في النفق .. بل رأوا انوار منازل الجن المُتهدّم أجزاءً منها ، بعد قطع السكّة الحديديّة مدينتهم لنصفين !
القائد : ارأيتم ماذا فعلتم بمدينتي المبنيّة منذ ملايين السنين !!
إمرأة : كل ما اردناه هو الوصول للولاية الثانية بوقتٍ قصير
فاقترب منها وهو يقول بلؤم : ما رأيك أن أوصلك لعالم الأرواح بوقتٍ أقصر ؟
المرأة بخوف : آسفة ! لم أقصد شيئاً
- لا تسمعيني صوتك يا امرأة .. وانت يا أحمد !! إيّاك قراءة القرآن ثانيةً ، فأنت تؤذي شعبي
أحمد : اذاً دعنا نمرّ في النفق بسلام
القائد غاضباً : على جثتي !!
أحمد : لماذا ؟!
القائد : لأنه لوّ مرّت رحلتكم على خير ، فلن نرتاح من صوت القطار وهو يهزّ عالمنا كل ساعة .. لهذا قرّرت قتلكم لتكونوا عبرة للجميع !! وحينها يفشل المشروع ، وأستعيد الأمان لمدينتي
أحمد : وكيف ستقتلنا وانتم اطياف بالنسبة لنا ؟
القائد : سنُسقط الأحجار الثقيلة فوق القطار ، لحين تدميره بالكامل!!
أحمد : وهل تظن الحكومة ستوقف مشروعاً كلّفها ملايين الدولارات بسب حادثة قطارٍ واحدة ؟
القائد بقلق : ماذا تقصد ؟
أحمد : سيتحججّ المسؤولون في الإعلام عن مشاكل طفيفة بالسكّة الحديد او بجدران النفق ، وسيفتتحون رحلات جديدة بعد إنهاء إصلاحاتهم الوهميّة
القائد بحزم : اذاً سندمّر جميع القطارات !!
أحمد : أظن الأمر مُنهك لشعبك .. هناك حلٌ أسهل بكثير
القائد باهتمام : وماهو ؟
أحمد : أن تدعنا نمرّ بسلام .. ثم يقوم كل واحدٍ منّا بكتابة تجربته بوسائل التواصل الإجتماعي ، لتأكيد الإشاعة المنتشرة سابقاً بين الناس .. فيخاف الجميع من إستخدام المترو المسكون .. وبذلك يفشل المشروع ، وتضّطر الحكومة لتغير طريق القطار
القائد بلؤم : وماذا لوّ أصرّيت على قتلكم ؟
فرفع أحمد جوّاله في وجه القائد مُهدّداً :
- حينها أسمعك سورة البقرة كاملة ، لتراقب موت شعبك امام عينيك
فأشار قائد الجن بعصاه على جوّال أحمد ، ليسقط من يده ويتحطّم لقطعٍ صغيرة !
القائد : أرني كيف ستسمعني القرآن الآن
أحمد : انا مسلم وأحفظ العديد من السور ، وسأظلّ أردّدها حتى أحرق اولادك ونسائك
القائد بعصبية : لن تجرأ عل ذلك !!
فإذّ بأحمد يرفع صوته بالآذان ، فترجّت نساء الجن قائدها بالوصول لاتفاقٍ معه قبل موت ابنائهنّ..
القائد وهو يغلق أذنيه : إصمت يا ولد !!
أحمد : هل ستدعنا نكمل رحلتنا بأمان ؟
وقبل أن يجيبه ، أشار ابن قائد الجن الصغير الى الولد البشريّ وهو يقول:
- ابي !! هذا الولد لديه برامج جميلة بجوّاله ، واريد اللعب معه .. كما سأريه تنّيني الصغير
الولد البشري بدهشة : هل لديك تنّين حقيقي ؟!
الولد الجني : نعم !! لدينا العديد من الحيوانات الخاصة بنا ، ونحن نرعاها تحت الجبل .. أتريد رؤيتها ؟
وهنا قال قائد الجن :
- فكرةٌ جميلة !.. حسناً قرّرت أخذكم جميعاً الى عالمنا .. وعندما يصل السائق الى المحطة التالية دون ركّاب ، سيضجّ اعلامكم بخبر إختطافكم من الجن ، ويضغط اهاليكم على الحكومة لوقف جميع الرحلات المشؤومة
أحمد : ومن سيخبرهم إن الجن اختطفونا ؟ ماذا لوّ اتهموا السائق برمينا من القطار ، لتعزيز الإشاعة القديمة ؟ خاصة إن مركز مراقبة الرحلات يعلمون بتوقفنا في منتصف النفق
القائد بعصبية : لما تُفسد متعتي ايها العربيّ ؟!!
أحمد : انا فقط أفهمك طريقة تفكير البشر
فسكت قائد الجن قليلاً ، قبل أن يقول لأحمد :
- حسناً إذاً .. سأخطف الجميع من دونك ، وستكون مهمّتك إخبار الناس بالإنترنت عمّا حصل .. وإن لم تفعل !! ستنهال عليك الكوابيس ، الى أن تصاب بالجنون او تتعرّض لاكتئابٍ شديد يقودك للإنتحار
فقال شاب من آخر المقطورة : هذا ظلم !! لما تترك العربيّ وشأنه ، ونقع جميعنا في الأسر ؟
القائد : هل تحفظ القرآن ؟
الشاب : لا ، انا ملحد
القائد : اذاً لا خوف منك على قبيلتي .. أمّا هذا المسلم ، فسيظلّ يهدّدني بالسور التي يحفظها ، وليس من صالحي أخذه الى عالمي .. (ثم نادى) ..ايها الجنود !! إخطفوا جميع الركّاب
أحمد : ماذا ستفعل بهم ؟
القائد : سيبقون عبيداً عندي ، الى أن اختار طريقة عودتهم .. ولا اظنهم سيعودون بكامل عقلهم .. هذا إن لم يخترهم ابليس كأطباق رئيسيّة لمأدبته ، كما سيحصل قريباً مع عبّاد الشياطين الأغبياء .. هيا يا ابنائي !! خذوهم الى عالمنا
فهجم الجن على الركّاب الذين ظلّوا يصرخون ، قبل إختفائهم من القطار ! ولم يبقى في المقطورة سوى أحمد وقائد الجن الذي قال له:
- لا تنسى ما اتفقنا عليه ، إخبر العالم بما حصل وإلاّ ستندم على تلاعبك بقراري .. (ثم اقترب منه مهدّداً) .. معك محاولةً واحدة ، وبعدها أدمّر جميع الرحلات !!
أحمد : سأفعل إن تحرّك القطار من جديد
- لا تقلق ، سأوقظ السائق الآن
وانطلق القائد بسرعة باتجاه المقطورة الرئيسيّة ، ووضع عصاه على رأس السائق الذي استعاد وعيه ، ليجد القطار متوقفاً في منتصف النفق ! فأدار المحرّك دون تذكّره ما حصل ، ودون علمه بنقله لراكبٍ واحدٍ فقط
***
فور وصول القطار الى المحطة الثانية بالولاية المجاورة التي امتلأت بالمسافرين ووسائل الأعلام الذين صُعقوا بنزول أحمد وحده من القطار !
فلحقه المذيع وهو يسأله :
- سمعنا إن هناك اكثر من 20 مسافراً ، فأين ذهبوا ؟!
فأخبرهم أحمد بما حصل .. فسخر المتواجدون بالمحطة من كلامه ، وبدأوا بركوب القطار فور استبدال السائقيّن ، للعودة للمحطة السابقة
فحاول أحمد إيقافهم ، قائلاً بعلوّ صوته :
- ألم تكونوا متردّدين من ركوب القطار بسبب جبل الجن ؟ وهآ انا أؤكّد إن الإشاعة صحيحة ، وبأنهم اختطفوا 19 راكباً الى عالمهم .. عليكم مقاطعة المترو ، لإجبار الحكومة على إغلاق المحطّة !!
فقام راكبٌ ضخم ، برميّ أحمد ارضاً (بعد محاولته منعهم من دخول المقصورات) ليتابع مع بقيّة المسافرين الركوب فيه !
وآخر ما قاله المذيع قبل إنهاء البثّ المباشر :
- يبدو لدى الراكب أحمد مُخيّلة واسعة ! أمّا عن ركّاب الرحلة الأولى ، فسنعرف إن كانوا نزلوا من القطار قبل إكماله رحلته ام لا.. تابعونا بنشرتنا القادمة
فابتعد أحمد عنهم وهو مغتاظ من تصرّفهم الغير مسؤول ، وقال في نفسه:
((إن كنت تسمعني يا قائد الجن .. حاولت منعهم من إزعاج مدينتك ، فلا تلمني على حماقتهم))
وقبل خروجه من المحطّة ، سمع صوت ارتطامٍ هائل !
فعلم أحمد بانتقام رئيس الجن وقتله جميع الركّاب داخل النفق المرعب ..
***
بعد سنة .. إستيقظ أحمد وهو يتصبّب عرقاً ، بعد رؤيته كابوساً وهو عالقٌ وحده بالنفق المظلم !
وما أن نهض من سريره ليلاً لشرب الماء ، حتى ارتعب برؤية قائد الجن مع زوجته ، ومئة جني آخرين يطوفون في منزله !
فصرخ أحمد مرتجفاً : ماذا تريد مني !! قمت بدوري ونشرت تجربتي مراراً بالإنترنت .. ولم يأخذوا كلامي محمل الجدّ ، إلاّ بعد وقوع الكثير من حوادث تحطّم القطارات في النفق .. وهاهو المشروع توقّف اخيراً بعد تشاؤم الناس منه ، فلما أنتم هنا ؟!
القائد : الم تسمع آخر الأنباء ؟ .. (ثم تنهّد بضيق) .. بعد فشل مشروع القطار ، خسر رئيس البلاد ترشيحه لولايةٍ ثانية ! فصبّ غضبه على جبلنا ، ودفع من ماله الخاص لتفجيره بالديناميت
أحمد بدهشة : لم أعرف هذا !
القائد : لأنه منع الصحافة من نشر الخبر
أحمد : وهل أصبحتم بلا مأوى ؟
القائد : مات الآلاف من شعبي تحت الأنقاض ، وكذلك الأسرى البشريين .. ولم أستطع إنقاذ سوى مئة من ابنائي .. وعليك مساعدتي بإيجاد منازل جديدة لهم
أحمد : وكيف أفعل ذلك ؟!
القائد : تدلّنا على اماكن مهجورة في مدينتك والمدن المجاورة .. وكل ولدٍ لي يجلس مع زوجته وابنائه في منزلٍ بمفرده.. يعني نحتاج تقريباً لأربعين منزلاً مهجوراً
- 40 ! هذه مهمّة مستحيلة
- الأمر ليس بهذه الصعوبة مع وجود الإنترنت .. هيا قمّ الى جهازك وابدأ البحث فوراً ، وإلّا سأجبرك على حفر نفقٍ عميق بمفردك
أحمد : لا ، إيجاد الأماكن المهجورة اسهل بكثير
القائد : ممتاز !! واريدك أن تجد لي ولزوجتي الجديدة قصراً مهجوراً ، فأنا والدهم ويجب أن يكون منزلي الأفخم بينهم..
أحمد : وماذا ستفعلون لحين إنهائي المهمّة ؟
- سنبقى في بيتك ، فلا مكان آخر نذهب اليه.. وإيّاك التفكير بتشغيل القرآن ، وإلاّ سأؤذي جميع أحبّائك ، مفهوم !!
ثم قام القائد بتوزيع 100 جنّي في ارجاء الشقة الصغيرة .. حيث نام بعضهم في زوايا السقف ، وتكدّس الأطفال في الحمام ، والنساء في المطبخ ..
بينما انشغل أحمد طوال الليل بالبحث في الإنترنت عن أقرب الأماكن المهجورة لإرسالهم اليها..
وبعد ارتفاع شخيرهم المرعب بزوايا المنزل ، تنهّد أحمد بضيق :
((يالا هذه الورطة اللعينة !))