رواية ابن الشيطان الفصل الأول 1بقلم ياسر عوده
رواية ابن الشيطان بقلم ياسر عوده
الاول اذكر الله وصل على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين .
فى اشخاص مستحيل تنساهم مهما مرت السنين ، ودا اللى حصل معايا لما قبلت الطفل عمر ، ودا مكنش طفل طبيعى ، لو حبيته اوصفه ليكم هقولكم لو الشيطان ليه ابن من البشر هيكون عمر ، عارف ان كلامى ميبنش منطقى ، بس لما هحكلكم حكايه عمر ساعتها ممكن تصدقونى .
الحكايه بداءت من كام سنه ، كنت مدير لدار الايتام ، كل حاجه كانت ماشيه كويس اوى وبشكل طبيعى ، كل الاطفال بنعاملها بحب ورعايه ، بس ديما كنا بنهتم بالاطفال اللى عندها مرض اكتر ، علشان دوول بيحتاجوا اهتمام ورعايه اكتر من الاطفال التانيه ، اما باقى الاطفال فكلهم بيتعاملوا زى بعض ، واوقات كتير كنا بنلاقى اطفال محطوته قدام باب الدار ، ودا اللى حصل مع الطفل عمر ، لما لقيناه محطوت قدام باب الدار وكان عمره وقتها حوالى سنتين .
خدا عمر وملقناش اى حاجه تدل على اسمه او هو ابن مين ، كل اللى كان معاه عمله من النحاس ومكتوب عليها كلام غريب مش مفهوم ، وكان الغريب لو حد حاول ياخد منه العمله دى كان بيعيط بحرقه شديده ومكنش بيسكت الا لما نرجعله العمله ، ولو حبيت اوصفلكم عمر فهو طفل وسيم اوى ، شعره اشقر وعيونه زرقا ، ولون بشرته بيضه ، وملامح وشه جميله جدا ، ورغم ملامحه الجميله دى بس الطفل دام كنش بيضحك ابدا ، ولو ابتسم بتبقى ابتسامته مصطنعه ولو ركزت فيها هتلقيها ابتسامه مخيفه .
طبعا الدار هى اللى سمت عمر بالاسم دا ، وعمناله شهاده ميلاد باسم عمر محمد مختار ، واغرب حاجه حصلت لما حولت وحده من اللى شغالين فى الدار تحمى عمر ، علشان تتصدم لما تلاقى على ضهر عمر مرسوم وشم غريب ومخيف فى نفس الوقت ، كان عباره عن جمجم بشريه وعيونها بتنزف دم ، وساعتها طلبونى اروح اشوف الرسمه اللى على ضهر عمر ، واول لما شفتها حسيت باحساس غريب ، حسيت ان الرسمه دى مرتبطه بالسحر الاسود ، ومكنتش عارف ليه كان عندى الاحساس دا ، ومع انى معرفش حاجه عن السحر الاسود ، دا غير انى اول لما شفت الوشم زى ما يكون سمعت صوت بيهمس فى ودنى بيقولى :
-اتخلص منه بسرعه، الطفل دا هيكون وباء على الدار كلها .
انا معرفتش الصوت دا كان بتاع مين ، بس حسيت بخوف لما سمعته ، ومش عارف ليه كنت مصدق الصوت اللى سمعته .
حاولت اقنع نفسى ان اللى سمعته وهم مش اكتر ، الطفل دا ذنبه ايه لو فى حد مش طبيعى رسم على ضهره الوشم الغريب دا ، وطلبت من كل اللى شافوا الوشم ميتكلموش عنه ، وطلبت ان باقى الاطفال ميعرفوش حاجه عن الوشم ، مكنتش عاوز عمر يتعرض لاى نوع من انواع التنمر ، وفعلا كل اللى شاف الوشم التزم بالسريه ، بس الوشم مكنش الحاجه الوحيده الغريبه اللى تخص عمر ، هو بس كان مجرد البدايه مش اكتر .
مشاكل عمر الحقيقية بداءة لما كان عنده سبع سنين ، واول مشكله قبلتنا ان عمر ظهرت عليه حاجه غريبه ، مستواه فى التعليم كان سيء جدا ، ورغم دا كان بيعرف اكتر من لغه بشكل مذهل ، ومنهم لغه منعرفش دى لاى بلد ، وضعفه فى التعليم دا خلى مدرسين كتير يشتكوا منه ، واكتر مدرس اتشتكى من عمر كان مدرس اسمه حسن ، وديما كان بيجيلى ويشتكى من عمر وانه مش متجاوب معاه ، ولما حاولت اقعد مع عمر واطلب منه يهتم بالدراسه ، بس عمر مهتمش بكلامى نهائى ، ولما حاولت اشد عليه فى الكلام ساعتها وش عمر اتغير ، ونظرته بقت حده اوى ، وقالى بصوت شخص بالغ وبشكل غريب :
- ميهمنيش اللى بيقوله اللى اسمه حسن ، ولا فارق معايا اتعلم تعلمكم التافه ، العلم اللى اعرفه اكتر من اللى انتم تعرفوه كلكم .
كنت مصدوم من صوت عمر اللى اتغير ، دا غير الكلام اللى هو قاله ، وفهمت ساعتها ان عمر مش مجرد طفل عادى ، ولولا انى مش بأمن بالخرافات كنت اعتقدت ان عمر ملبوس بالجن ، وان اللى اتكلم معايا دا الجن اللى جواه .
- العلم مش حاجه تفهه يا عمر ، وبعدين صوتك عامل كدا ليه ، اسمع يا عمر لو الاستاذ حسن اشتكى منك تانى هيبقى ليا تصرف معاك تانى .
- ماشى ، اكيد مش هيشتكى تانى .
مشى عمر بس طريقه كلامه بان الاستاذ حسن منش هيشتكى منه تانى ، كنت حاسسها زى ما يكون تهديد ، بس شلت الفكره دى من دماغى ، عمر مجرد طفل بايده يعمل ايه ، اكيد انا بتوهم مش اكتر .
بس مكنتش عارف ان الطفل دا يقدر يعمل كتير اوى ، واول حاجه حصلت للاستاذ حسن انه ديما كان بيشتكى لزمايله انه بيحلم بكوابيس مرعبه ، وبعد كدا بقى يشوف هلاوس تانيه وهو صاحى ، ولما عرفت بعتله فى مكتبى وطلبت منه يحكيلى اللى بيشوفه وقال :
- خايف انام يا استاذ خالد ، كل لما انام اشوف كوابيس مرعبه ، كنت بشوف نفسى متكتف بسلاسل حديد ، وواقف فى بحر من الدم ، والدم واصلى لغايه وشي ، وشفت طفل ملوش ملامح ، كان شكله يخوف ، وكان ماشى على بحر الدم ومش بيغرق ، وكان بيقرب منى لغايه لما وصلى ، ومد ايده وخنقنى ، وكان قوى اوى وحاولت اقومه بس كنت عاجز ، وبعد كام ثانيه ابتديت احس بالاغماء ، وقبل ما يغمى عليا يسبنى لغايه لما افوق ، وبعد كدا يرجع تانى يخنوقنى ، واحاول اقاوم وبردو مقدرش ، وحاولت استنجد باى حد بش الدم مخلينى مش قادر ، وبعد عذاب لفتره كبيره افوق ، ولما افوق من النوم الاقى جسمى فيه علامات ، والعلامات دى شبه سلاسل الحديد ، ومش بس كدا بلاقى على رقبتى علامات صوابع مكان الخنق الطفل ، والموضوع منتهاش لغايه كدا ، وانا قاعد فى الفصل وبدرس للاطفال بقيت اشوف ان وشوش الاطفال بتتغير ، وبيتحولوا كلهم زى الطفل اللى بشوفه فى الحلم ، واوقات بشفهم كلهم قايمين وجيين نحيتى ويحاولوا يخنقونى ، ولما بروح البيت وادخل الحمام بشوف الطفل فى مرايه الحمام ، انا مابقتش عارف اعيش يا استاذ خالد ، اوقات بسمع صوت فى ودنى بيقولى ، لو عاوز تخلص من العذاب اللى انت فيه انتحر .
لما خلص الاستاذ حسن كلامه كنت فى صدمه حقيقيه ، معرفش ليه كل اللى فكرت فيه ساعتها عمر اللى قالى ان الاستاذ حسن مش هيشتكى منه تانى ، معقول عمر هو اللى عمل كدا فى الاستاذ حسن، طيب عمل كدا ازاى ؟
ومكنش بايدى حاجه اعملها غير انى اطلب من الاستاذ حسن انه يروح لدكتور نفسى ، وكمان بلغته انه فى اجازه لغايه لما يتحسن ، وخرج الاستاذ حسن من مكتبى، واول لما خرج سمعت صوت ضعيف اوى بيهمسلى وبيقولى :
- دى اخر مره هتشوف فيها حسن، هو مش راجع تانى .
اتفزعت لما سمعت الصوت ومعرفتش دا صوت مين ، واتفزعت اكتر لما ركزت فى الكلام ، وجالى احساس ساعتها انى فعلا مش هشوف الاستاذ حسن تانى ابدا ، بس بعد دقيقه بقيت شاكك هو انا فعلا سمعت صوت ، ولا دا كان مجرد تفكير جوه عقلى مش اكتر ؟
الحقيقه الاستاذ حسن مكنش المشكله الوحيده اللى حصلت بسبب عمر ، يدو بدا كان البدايه فقط، اما تانى مشكله ظهرت كان الاطفال اللى موجودين بالدار ، فى يوم حصلت حاجه غريبه اوى، كنت ساعتها فى البيت ، وجالى اتصال الساعه 3 بعد نص الليل ، وكان من واحد من الى شغالين فى الدار ، وبلغنى ان كل الاطفال صحيوا فى نفس الوقت وهما بيصرخوا ويعيطوا ، وكلهم ظهر على ايديهم علامه غريبه ، ساعتها نزلت من بيتى وروحت الدار بسرعه علشان اطمأن على الاطفال ، ولما دخلت لقيت كل الاطفال بيصرخوا لسه من الالم ، وعلى ايديهم علامه غريبه ، بس لما ركزت فى العلامه حسيت انى شفتها قبل كدا ، وفضلت اركز فالعلامه لغايه لما عرفت انا شفتها فين ، كانت شبه العمله المعدنيه اللى كانت مع عمر اول لما جه الدار ، وساعتها روحت للمكان اللى فيه عمر بسرعه ، ولما وصلتله شفت منظر غريب ، شفت عمر قاعد ومغمض عينه ومش بيصرخ زى باقى الاطفال ، ومش بس كدا شفته عمال يتمتم بكلام غريب مش مفهوم ، وكان ماسك فى ايده العمله المعدنيه بتعته ، وساعتها ناديت عليه بس هو مردش عليه ، وفضلت انادى عليه بس حسيته مش سامعنى اصلا ، وساعتها حطيت ايدى على كتفه علشان ينتبه ليا ، ولما حطيت ايدى شفت حاجه وكانها حلم ، شفت عمر قاعد فى مكان ضلمه وحوليه اشخاص من غير ملامح ، وكأن عمر كان بيديهم أوامر وهما بيسمعوله بانتباه وتركيز ، وفى اللحظه دى بصلى عمر ، وفى الوقت دا خرجت من الحلم ولقيت عمر بيقولى :
- انت شفت حاجه مكنش لازم تشوفها .
وفى الوقت دا لحظت ان الاطفال بطلوا يصرخوا خالص ، ومش بس كدا لما قربت من طفل لقيت العلامه اللى على ايده اختفت ، وساعتها رجعت لعمر وقولتله :
- مش هسمحلك تعرض الاطفال فى الدار للخطر ، لو منتهتش من اللى بتعمله هطردك بره الدار .
فى الوقت دا حسيت ان عمر سمع كلامى فعلا ، ومكنتش عارف ايه السبب ، وحسيت انه مش عاوز يخرج من الدار ، ولاول مره الاقى عمر سمع كلامى وقالى :
- حاضر .
مكنتش فاهم هو ليه سمع كلامى ، بس مش دا المهم ، والمهم انه هيبطل يعمل اللى بيعمله ويعرض الاطفال للخطر ، ومن اليوم دا محصلش اى حاجه غريبه لاطفال الدار، وبعد الحادثه دى بشهر تقريبا جالنا راجل عجوز وكان عاوز يتبنى طفل من الدار ، ولما اتفرج على معظم الاطفال رفضهم واول لما شاف عمر اختاره ومن غير تفكير، وحتى عمر اول لما شاف الرجل دا مرفضهوش ، ووافق انه يروح معاه من غير اعتراض ، ودى كانت حاجه مش مفهومه ، بس انا كنت مبسوط ان عمر هيخرج من الدار ونخلص منه للابد ، او دا اللى كنت بتمناه ، بس ديما الواقع بيختلف عن الامانى ، وبعد ما خلصنا اجراءات التبنى مشى عمر مع الراجل العجوز ، ومعرفناش عنه حاجه لمده سنه تقريبا ، وفى يوم لقينا عمر جاى بنفسه للدار مره تانيه ، استغربت لما شفته ، وكان طبيعى اسأله ايه اللى رجعه والعجوز اللى تبناه راح فين ، وساعتها قالى :
- مات .
ومنطقش باى كلمه تانى ، وكنت مضطر انى ادخله الدار واقبله ، وحاولت اعرف اى اخبار عن العجوز لانى مكنتش بثق فى كلام عمر ، واللى عرفته مكنش حاجه مطمنه ، وعرفت ان العجوز مات فعلا ، بس مات بشكل غريب ، وانه مات وكان على وشه علامات فزع وخوف ، وكانه شاف حاجه مرعبه ومات منها .
بس دا كل اللى قدرت اعرفه ، اما اللى حصل مع عمر فى السنه اللى غاب فيها ، محدش يقدر يحكيها غير عمر نفسه ، وهو اللى هيحكلكم دلوقت :
يتبع