رواية زائر الليل الفصل الثاني 2 بقلم دعاء سعيد
رواية زائر الليل بقلم دعاء سعيد
اضطربت ناهد بعد ماسمعته من صغيرتها واعادت عليها السؤال ..(((قصدك عمو مين يا كارلا... ؟؟؟))) أجابت الصغيرة ..((منا لو قلت لك مش هينفع يجى يلعب معايا تانى ..هو قال لى كده..))) لم تشأ الام ان تنقل خوفها لأطفالها فانهت الموضوع امام ابنها وقد عقدت النية ان تحاول أن تعرف من طفلتها بطريقة غير مباشرة...
فما ان جاء المساء وحل الظلام وذهب كل من الطفلين إلى غرفته ..دخلت الام لغرفة كارلا وجلست معاها ع السرير وبدأت تتحدث معاها بهدوء ..فتسالها عن العابها وعن الشخصيات الخارقة المحببة لها ...وفى أثناء الحديث
سألتها عن صديقها الذى تحدثت عنه قائلة..(((ماتحكيلى كده يا كارلا عن عمو اللى بيجى يلعب معاكى..علشان عايزة العب معاكم ..هو بيجى امتى؟؟)))..ابتسمت كارلا وهى تنظر لامها قائلة...(((بيجى بليل يلعب معايا ويحكى لى حدوته قبل النوم زى ما بابا كان بيعمل....)))..زاد اضطراب الام وخوفها وبدأت تتساءل هل من المحتمل ان تكون
طفلتها تتوهم وان تكون أصيبت بمرض نفسى بعد وفاة والدها فقد كانت شديدة الارتباط به ..ولكن حديثها عن المشروب الذى اعده هذا الشخص الذى تتحدث عنه ..كيف يكون وهم ..لقد رأت الكوب الفارغ بنفسها....وبينما كل هذه التساؤلات تدور فى رأسها. غلب النعاس صغيرتها
كارلا.....فاطفات المصباح فى الغرفة وذهبت لغرفتها وقد اعتزمت ان تبقى مستيقظة لعلها ترى مايحدث ليلا فى غرفة طفلتها ..وبالفعل جلست فى هدوء فى انتظار ان تسمع اى صوت فى الغرفة ولكن لم يحدث اى شئ غريب طوال الليل..وفى صباح اليوم التالى بعدما ذهب مجد للمدرسة ..توجهت ناهد لغرفة كارلا ..فوجدتها قد
استيقظت ..فقبلتها وأخذتها لتناول الفطور بحديقة المنزل ..ثم اخذت تلاعبها ع الارجوحة ..ثم تذكرت انها تركت براد الشاى ع الموقد ...فاسرعت لتطفئ عليه ولما عادت للحديقة وجدت كارلا تجلس بجوار الارجوحة التى انقطع حبلها....فركضت مسرعة نحوها لتطمئن عليها ..(((كارلا انتى كويسة ..حصل لك حاجة . )))
فاجبتها ...(((شوفتى ياماما حبل المرجيحة اتقطع وكنت هقع واتعور لولا عمو جه بسرعة ولحقنى..)))
اصبحت ناهد متأكدة من وجود شخص او شئ ما داخل
المنزل..ولكن ماذا تستطيع ان تفعل؟؟؟ ... فليس لها مأوى اخر هى واطفالها.....وبينما هى تفكر فى الأمر ويملؤها الخوف والتوتر ...أيقنت كيف ان مشاعر الخوف بداخلها قد سيطرت ع مشاعر الحزن ...فالحزن الذى كان يملأ كل قلبها منذ رحيل زوجها قد أخذ فى التقلص واصبحت مشاعر الخوف ع أطفالها تسيطر عليها ...
عزمت ناهد ان تتحدث مع ابنها مجد فليس أمامها سواه لتخبره بمخاوفها وتطلب منه مساعدتها للوصول لحقيقة امر هذا الشخص الخفى الذى تتحدث عنه كارلا ...
وبالفعل ما أن عاد مجد من مدرسته ..حتى قصت له ناهد كل ماحدث ومخاوفها وطلبت منه ان يساعدها للوصول لحقيقة الأمر....وبدأا يبحثان فى ارجاء المنزل عن أى شئ قد يساعدهم فى الوصول له ...وبينما مجد يبحث مع امه فى أرجاء المنزل عثر فوق دولابه ع صندوق قديم به بعض الاوراق والصور القديمة ..فاسرع لأمه حاملا اياه ..قائلا..(((شوفتى ياماما لقيت ايه..)))
فأمسكت الام الصندوق وبدأت تتفحص مابداخله ..
فوجدت عقد بيع المنزل من مالكه الذى كان صديق زوجها لزوجها ....ثم وجدت بعض الصور لرجل وزوجته يبدو أنهما كانا يقيمان بالمنزل ..واخيرا وجدت صورة استوقفتها....
وجدت صورة زوجها مع الشخص الذى يظهر مع زوجته فى صور المنزل ..وعندما قرأت الأسماء ع الصور أدركت ان هذا الشخص هو صديق زوجها الذى باع له المنزل من خمس أعوام وتذكرت ان زوجها كان قد أخبرها أنه توفى فى حادث بعدما اٌتهم بقتل زوجته ...وبينما هى تحقق وتنظر للصورة وتتذكر الأحداث...أقبلت الصغيرة كارلا وتناولت منها الصورة وابتسمت لامها قائلة ..(((ايه ده ياماما انتى لقيتى صورة عمو ..............
يتبع