📁 أحدث الفصول

رواية زائر الليل الفصل الثالث 3 والأخير بقلم دعاء سعيد

رواية زائر الليل الفصل الثالث 3 والاخير بقلم دعاء سعيد

رواية زائر الليل بقلم دعاء سعيد 




باتت ناهد متأكدة ان الشخص الذى تتحدث عنه ابنتها كارلا ماهو الا شبح صديق زوجها الذى باع لهم المنزل ...كما تذكرت أيضا ان الشخص الذى أتى لمساعدتها عندما كانت السيارة معطلة هو نفسه ولذلك اختفى سريعا دون أن تشكره بعدما أصلح السيارة ...


وع الرغم من حالة الرعب والقلق التى انتابتها بعدما أدركت الحقيقة الا أنه كان يدور بذهنها سؤال محير..لماذا هذا الشخص يظهر لهم ليساعدهم الآن بعد وفاة زوجها ولم يظهر لهم سابقا ...((هل ثمة رابط بين وفاة زوجها وظهوره المفاجئ؟؟)))


أقبل الليل وناهد لا تدرى ماذا تفعل وكيف تحمى نفسها وأطفالها من هذا الشبح وبينما هى جالسة مع طفليها والأفكار المتتابعة تعصف برأسها ...سمعوا جميعا أصوات عالية خارج المنزل ..فأقبلوا لينظروا من الشرفة ع مصدر الأصوات....فوجدوا مجموعة من الرجال والفتيات الذين يضحكون ويصيحون بأصوات عالية وكأنهم مخموريين ..وبدأوا بالطرق بعنف ع أبواب المنزل دون مراعاة لاى شئ منادين.. 


(((افتحوا يا أصحاب البيت . عايزيين نبات هنا الليلة دى..)))

وتعالت أصوات الضحكات...

شعرت ناهد وطفليها بالخوف من هؤلاء الزوار الغير مرغوبين......ولكن ناهد لم تجد أمامها الا ان تنزل وتتحدث إليهم قبل أن يكسِروا عليهم باب المنزل ..وبالفعل نزلت وتركت طفليها بالأعلى..وما ان فتحت الباب وبدأت بالحديث معهم ..حتى بدأ بعضهم بالاقتراب منها والنظر اليها بطريقة أخافتها ولكنها لم تكن تدرى ماتفعل..فبدأت بالصراخ عليهم ليبتعدوا عنها ..وهم يزدادوا  ضحكا واقترابا......

.

وفجأة سمعت طلقات نارية تأتى من حديقة المنزل الخلفية...ثم ظهر أمامهم ذلك الرجل وبدأ بالصياح والتهديد لهم ...فاسرعوا بركوب سيارتهم وانطلقوا مبتعدين........

اقتربت ناهد من ذلك الرجل وضربات قلبها تكاد تكون مسموعة من شدة الخوف ......ونظرت إليه فى رعب 

.....ثم سألته.. 



(((انت مين..؟؟؟)))  اجابها ..(((انا عامر صديق أحمد زوجك. )))  فنظرت له باندهاش ..((بس عامر توفى من خمس سنين تقريبا ..بعد ما باع البيت لزوجى.. انت شبحه؟؟؟)))


فابتسم لها وقال ..(((طيب ممكن ندخل البيت الأول نطمن ع كارلا ومجد ...أكيد ميصحش تقفى تتكلمي مع شبح برا البيت فى الوقت ده ..بقية الأشباح تقول علينا ايه.......)))

 ثم اخذ بالضحك.......


 فأشارت له بامتعاض ان يتفضل داخل المنزل ..وبالفعل دخلا المنزل واطمئنا ع الطفلين ..ثم أعدت له كوبا من الشاى وجلسا فى بهو المنزل للتحدث ..قالت له ..(((لو سمحت عايزة أعرف حكايتك ايه بالظبط انت انسان ولا شبح..؟؟؟)))


بدأ بالحديث ... (((متخافيش ..انا انسان زيكم بس محكوم عليا اعيش شبح .....))) وبدأ بالسرد...


(((انا ومراتى اتزوجنا من عشر سنوات وجينا نعيش هنا .....وكانت حياتنا سعيدة جدا وبعد بضعة سنوات ... بدأت تصرفات زوجتى تتغير معايا ......ع طول عصبية ..مش بتحب تقعد معايا زى الاول ..ولما حاولت أقرب منها واعرف السبب ..مكنتش بترضى تقول غير انها تعبانة شوية ..بعد فترة بسيطة قررت اراقب تصرفاتها ..وكانت الصدمة لما عرفت ان فيه علاقة بينها وبين جارنا الجديد ...واجهتها فبكت وطلبت الطلاق وبالفعل اتفقنا ع الطلاق ..ولكن قبل حدوث الطلاق رسمياً.. ..عرفت ان جارنا ترك منزله وسافر ...طبعا هى اتصدمت و فضلت تتوسل لى


 مطلقهاش.....بس انا كنت اخدت القرار ومعنديش استعداد اكمل معاها حتى لو كانت زى ما قالت لى انها مغلطتش معاه ....وكانت مجرد مشاعر فقط....بس انا اعتبرتها خيانة ...))) ثم دمعت عيناه وهو يتحدث عنها وكأن لهيب تذكره للخيانة قد اشتعل بصدره من جديد رغم مرور كل هذا الوقت ...ثم أكمل......


((المهم اتفقنا ع موعد الطلاق ..بس  طلبت منى نتعشى اخر مرة مع بعض ...وبالفعل جلسنا للعشاء  سويا ..واثناء العشاء كانت تبكى وتعتذر وتتحدث بندم ..ثم اخبرتنى انها انهت حياتها لأنها أدركت انها لن تستطيع ان تعيش دونى وبالفعل سقطت ع الارض ..وانخفض نبضها حتى أختفي وقبل أن انقلها للمستشفى كانت قد لفظت أنفاسها...


معرفتش اعمل ايه ؟؟؟ وهل ستلحق التهمة بيا ولا  هتتسجل انتحار.....بلغت الشرطة وقبل مايجوا... تواصلت مع أحمد صاحبى ....فنصحنى أستخبى لحد مانعرف نتيجة التحقيقات...)))


فقاطعته ناهد.....((أحمد زوجى هو اللى نصحك بكده....)))اجابها..((ايوة ..أحمد فضله عليا كبير ..)))

ثم أكمل..


((كتبت له عقد شكلى ببيع المنزل من غير اى مقابل ....وكنت عامل فى المنزل طابق سحري علشان لما أحب استجم بعيد عن الناس..استخبيت فيه ..واحمد جابكم تعيشوا هنا للتمويه ...وكان دايما بيهتم بيا ..بيجيب لى اكل ويغسل لى هدومى ويجيب لى كتب اقراها وطبعا بيبلغنى نتيجة التحقيقات وعرفت منه انه تم ادانتى والحكم عليا بالاعدام....فاضطريت اقعد هنا ع طول..وطول الفترة اللى فاتت كنت براقبكم دايما من الطابق السحرى..وشفت سعادتكم ..وحبيت أسرتك واطفالكم  اوى ....واتمنيت لو كنت سامحت زوجتى وبدأنا من جديد وكونّا اسرة جميلة زى أسرتكم...


ولما عرفت بوفاة أحمد..قررت اخلى بالى عليكم ..علشان أرد الجميل لأحمد..))) كانت ناهد تستمع اليه والدهشة والحيرة تبدو عليها..ثم سألته باستغراب..(((يعنى انت بقالك خمس سنوات عايش معانا هنا فى البيت.... )))اجابها..(((ايوة..))) ثم اكملت ..(((وانت كل ده كنت فاكر انك محكوم بالإعدام.. )))..قال لها..((ايوة للأسف. )))


 فاحمر وجهها وكانها اخذت صدمة عمرها ونظرت اليه فى اسف ورجاء..(((انا بعتذر لك جدا ..مش عارفة اقولك ايه ...الواضح ان احمد زوجى خدعك طوال السنين الماضية..))) فنظر لها باندهاش. (((يعنى إيه؟؟؟. )))


اكملت (((بعد ماانتقلنا هنا ع طول.... كانت التحقيقات شغالة فى وفاة زوجتك....وعرفت بعد فترة قصيرة ان التحقيقات اثبتت براءتك وان الوفاة اتسجلت انتحار.....وبعدها بفترة أحمد قال لى انك توفيت فى حادث ....))) نزلت هذه الكلمات وكانها سكاكين تطعن قلب عامر.....فقد عاش فى محبسه خمس سنوات بسبب طمع صديق عمره....استطردت ناهد فى حديثها ..(((أرجوك تسامحه ..انا عارفة ان اللى عمله مايتنسيش لكن أرجوك سامحه علشان ربنا يغفر له...)))



سكت عامر ولم يجيبها ..فالصدمة أكبر من استعابه ثم استأذنها فى المبيت الليلة بإحدى غرف المنزل..فوافقت وذهبت لاطفالها وحكت لابنها حقيقة الشخص المختبئ دون أن تذكر له مافعله ابوه...حتى لاتلوث سيرته



 وفى الصباح ..أتت  لايقاظ عامر ودعته لتناول الفطور معهم ..فنهض من سريره يجر جسده وكانما تكالبت عليه السنوات الماضية... ..ثم جلسوا جميعا بالحديقة لتناول الفطور.....


فما ان جلس معهم حتى نظرت له كارلا مبتسمة قائلة..((عمو ..هتلعب معايا بعد الفطار..؟؟)) فاسرعت امها فى الرد..((لا.. ياكارلا ياحبيبتى..عمو تعبان..واحنا  خلاص هنمشى من البيت وننقل بيت تانى..))) فتعجب عامر من كلامها.........وطلب الحديث إليها منفرداً ليسألها..


(((ازاى هتسيبوا بيتكم وانتم ملكوش مكان تانى؟؟؟؟!!!..)))..اجابته..((ده بيتك انت ..كفاية الخمس سنوات اللى فاتت..وعمرك اللى ضاع... ))) فاسرع مجاوبا..((وانتى عايزة تضيعى منى اللى باقى... ))..اندهشت من كلامه..فاكمل قائلا..(((انا طول الخمس سنوات اللى فاتت مكنتش بتمنى من ربنا الا أنه يرزقنى اسرة زيكم .....ليه عايزة تحرميني من اللى باقى لى من امنيات فى الحياة.....)) ..


ثم أكمل ووهو يتصبب عرقا..((تسمحيلى ابقى والد مجد و كارلا... ))) فاضطربت واحمر وجهها وبدا الحزن فى عينيها ثم اجابته..(((بس انا مش سهل انسى أحمد وحياتى وذكرياتى معاه.....)))


فاسرع قائلا..(((ولا انا سهل انسى الفترة اللى فاتت..

بس ارجوكى ..ادينا فرصة جديدة للحياة..))) فنظرت لطفليها وهزت رأسها

...... بالموافقة  ......قائلةً

((((  فلنحاول من جديد ...............

مجمع الرواية من هنا 


Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات