رواية عذاب وانتقام الفصل الخامس عشر 15 و الأخير بقلم هنا عادل

رواية عذاب وانتقام الفصل الخامس عشر 15 والأخير بقلم هنا عادل



عذاب وانتقام 

الفصل الخامس عشر والاخير

لقيت ناس كتير ملمومة حوالين باب الشارع بتاع البيت اللى ابويا ساكن فيه، وهي حاطة كرسي قصاد الباب وابويا واقف قدامها زى العيل الصغير، وصوتها مسمع الشارع كله وهى بتزعق وتشتمه وتهينه بكل الالفاظ اللى ممكن تيجي او متجيش على بال حد، كان المنظر يكسف اي حد فى الدنيا، ورغم ان انا عندي جفاء من ناحية ابويا بسبب اللى حصل فيا بسببه، لكن مقدرتش اشوف الناس وهي بتتفرج عليه واقف ساكت، لقيت نفسي بمشى ناحيتها وجوايا غ ضب اللى عيشته على ايدها كله، مش عارف ازاى ه ج مت عليها وجيبتها من على الكرسي اللى هى قاعدة عليه للأرض، كنت بض رب فيها وكأن الطاقة اللى جوايا دى مش طاقة بني ادم، لاء دي طاقة مشحونة بغضب  وكره وحق د وعذ اب خلتني بقوة عشرة مش واحد بس، ونزلت فيها ض رب مش عارف ازاى، والناس من كرهها فيها كانوا بيتفرجوا وبس، حتى ابويا كان واقف بيتفرج من بعيد، عملت اللى كان نفسي اعمله فيها من زمان لكن برضو مش زى اللى هي عملته فيا ولا خلتني اعاني منه.
كنت بض ربها وحاسس أن ايدي بتولع فى جسمها زى ما امي ولعت فى نفسها زمان ولقيت نفسي بنهار وانا بزعق واقولها:
- أنتي ايييييه؟ ش يطان؟ ياشيخة ده الش يطان مبيعملش عمايلك، ق تلتي امي، يتمتيني، عذبت يني، وأذيتي عمي، حصلت انك قت لتي ابنك! أنتي ايه يا شيخة ايييييييه؟
الناس واقفة تتفرج وانا حاسس ان الكلام مش خارج من لساني ده خارج من جوة قلبي، لكن اللى فاجئني بجد انها بطلت تدافع عن نفسها وفى وسط ما انا بضر بها لقيتها علقت على جملة واحدة:
- أق تل ابني! ابني مين اللى اق تله ده؟
خالد بأنفعال و غضب:
- انتى فاكرة اننا مش عارفين انك عملتي عمل لعمي وروحتى ربطتي فكه بحياة ابنك، اعوذ بالله موتي يا شيخة موتي.
فى اللحظة دي لقيت ايد بتسحبني لورا وكان عمي كمال:
- تعالى يا خالد يابني، ميصحش اللى بيحصل ده، الناس اتفرجت بما فيه الكفايا.
سيدة بانفعال:
- لاء، خلي الناس تكمل فرجة، قصدك ايه يا ابن حنان بأني قتلت ابني، وعمل ايه اللى ربطته بحياته.
كمال:
- خلاص يا سيدة، اللى عملتيه مكشوف من زمان، بس أحنا فوضنا ربنا فى امرك.
سيدة بصراخ:
- أنا عايزة افهم انت قصدك ايه منك له بالكلام ده؟
كمال:
- ألعمل اللي انتي عملتيه يا سيدة ورقدتيني بيه شهور فى سرير المرض، اللى ربطتى الفك بتاعه قبل الميعاد اللى يتجدد فيه بروح ابنك، جالك قلب تضحي بأبنك علشان متفكريش انك تفكي العمل، طيب ايه مفكرتيش اننا ممكن نعرف احنا ونفكه زى ما حصل.
سيدة فى الوقت ده لطمت على وشها:
- أبني! انا اعمل كده فى ابني؟ انتم بتقولوا ايه؟ يخربيتك يا مبروك، يخربيتك ياملعون، قتلت ابني، ضيعت ابني اللى كنت عايزاك تشفهولي؟
كانت سيدة بتقول كده وبتشد فى شعرها فى نص الشارع، والناس واقفة تتفرج وتضرب كف على كف، كنت مبسوط من الحالة اللى هي فيها، لكن فى نفس الوقت لاحظت انها متعرفش حاجة عن موضوع عادل وعلاقته بالعمل اللى هي عملته لعمي.
كمال:
- يلا يا جدعان كل واحد يشوف حاله، المولد انفض، يلا يا مجدي ادخل بيتك وخد الست اللى مش غاوية غير فضايح دي جوة.
سيدة:
- لاء مش داخلة البيت غير ورجليكم على رجليا كده تفهموني ايه دخل ابني فى العمل؟
كمال:
- ياست فضحتينا بقى محدش كان بيسمعلنا حس، ادخلي البيت نتكلم جوة، سيرتنا بقيت على كل لسان.
فعلا دخلت سيدة ودخلت انا وعمي كمال وابويا، كانوا اخواتي جوة البيت، أنا بحبهم والله مش بكرههم بس حقدى على امهم وعلى ابويا خلانى اتجاهلهم.
سيدة بصريخ:
- أيه اللى اتقال ده؟
خالد:
- ايه غريب على ودانك؟ مش انتي اللى عملتي كده؟
- مش انتي اللى روحتي للشيطان علشان تأّذي عمي؟
سيدة:
- أه روحت، ولو عليا هأذيكم كلكم، انا بكرهكم كلكم، امك اللى كانت متعرفش السما من العما جه اتجوزها واحد من اسكندرية، واهله شرفوها قصاد البلد كلها، وابوك اللى رايح جاي يبعزق فى فلوس بيت هنا وبيت هناك ليه يبقى ليها هي، انا بكرهها وبغير منها من زمان، علشان كده خطفت جوزها، علشان كده عملتلها العمل اللى يخليها تتجنن وتخلص من حياتها، واهل ابوك دول اللى بيعاملوني على اني اقل منهم من ساعة ما دخلت بينهم علشان انا فلاحة يعني ولا ايه؟ ما التانية كانت فلاحة، عملت ايه علشان يتعالوا عليا ويبصولى من فوق؟
- مرات عمك اللى الكل حاططها على دماغه ومكبرها، فيها ايه زيادة عني؟
- أنا بكرهكم كلكم وبكره ابوك اللى زى خيال المأته ده، لا بيهش ولا بينش كنت مش طايقاه علشان من بين كل البنات جاي ياخد ويعزز الوحيدة اللى طول عمرها الكل بيحسسني انها احسن مني، وفى الاخر طلع مالهوش لازمة، اهو فى ايدي زى الخاتم، اما انت بقى كل ما بشوفك بشوف وش امك فيه، الطيبة والهبل اللى كانوا بيخلوا الكل يقول عليها احسن مني واحلى مني خلوني مش طايقة اشوفك قدامي، انتم كلكم بكرهكم، لكن ابني مالهوش دعوة بكرهي ليكم، أبني كان عيان ومرمي فى المستشفى لما روحت عملت كده.
كانت بتقول كل ده بحرقة وكره طالعين من عنيها، واحنا واقفين نبص لبعض انا وابويا وعمي ومش عارفين نرد عليها، ولا لاقيين حاجة نقولها على كم السواد اللى شايلاه فى قلبها ده، لكن بعد ما عملت كل ده ولقيتنا ساكتين ومش عارفين نرد عليها راحت سحبت ايشارب وحطيته على راسها واخدت البوك بتاعها وطلعت تجري من البيت.

كمال:
- روح يا مجدي الحق مراتك شوفها رايحة تفضحنا فين تاني.
خالد:
- هاجي معاك انا يابابا.
كمال:
- طيب انا هاخد العيال معايا عندي فى البيت لحد ما ترجعوا والدنيا تهدا.
مجدي بقلة حيلة:
- ماشي.
فعلا طلعت انا وابويا وراها علطول وعمي اخد اخواتي وراح بيهم على البيت عنده، ركبت العربية اللى رايحة البلد عندهم، ركبت انا وابويا جنب السواق علشان منبقاش جنبها وتفضل تندب وتفضحنا وسط الركاب، مش عارف هي كانت رايحة تعمل ايه لكن كان لازم نحصلها، وراحت على البلد، ونزلت من العربية ونزلنا وراها.
مجدي:
- يا سيدة كفاياكي بقى شحططة وفضايح، ايه اللى جايبك هنا دلوقتى انتي؟
سيدة بعيون حمرا وكلها غل:
- انت ايه اللى جابك ورايا يا جدع انت ها، ابعد عني احسنلك.
مجدي بضعف:
- مش هينفع اسيبك فى الوقت ده لواحدك، خلاص طيب امشى لواحدك واحنا وراكي اهو مش هنضايقك.
كنت هموت من الغيظ بسبب طريقة ابويا معاها، لكن الفضول خلاني عايز اعرف هي جاية هنا ليه دلوقتي، تقريبا دي اول مرة انزل البلد ولان الوقت كان ليل فكانت فاضية تقريبا الا من ناس قليلة اوى راجعة من اشغالها اللى برة البلد، سبتنا سيدة وفضلت تمشي بيت الاراضى الزراعية والضلمة مش فارقة معاها كأنها حافظة مكان الخطوات، وكنا احنا ماشيين على خطواتها، لحد ما راحت عند بيت كده فى وسط الاراضي الزراعية دي من دور واحد وفضلت تهبد على الباب، واتفزعنا لما شوفنا اللى فتحلها...كان راجل فى الخمسين من عمره، وشه مليان تجاعيد وعنيه جاحظة واسنانه خارجة لبرة، استغفر الله كان شكله قبيح وكأن غضب ربنا من عمله الاسود طلع على وشه، وقفت قصاده وبتتكلم معاه بصوت مسموع واحنا واقفين بين الزرع هو مش واخد باله مننا، لكن ده مكانش قصدنا انه ميشوفناش، احنا بس كنا عايزين نعرف هي ناوية على ايه لقيناها واقفة تصرخ فيه:
- أنت عملت ايه يا مبروك؟ أيه دخل ابني فى العمل اللى عملته لكمال؟
مبروك بغضب:
- ايه يا سيدة الغاغة اللى انتي عملاها على المسا دي؟ انتي اتخبطتي فى نفوخك يا ولية ولا ايه؟ جاية تتشاكلي مع الشيخ مبروك فى قلب داره فى عز الليل؟ لولا ان بينا عشرة كان زماني حرقتك فى مكانك دلوقت.
سيدة بغضب وكأنها مسمعتش تهديده:
- كلمة واحدة يا مبروك، ايه دخل ابني فى العمل اللى انت عملته لكمال؟
مبروك بهدوء:
- مدخلهوش حاجة، بعد ما عملنا العمل ومشيتي، جالي الرصد وطلب مني ضحية فك العمل قبل الميعاد، وانا معرفتش اقوله ايه، ماهو لازم يبقى فيه حاجة تضحي بيها لو حبيتي ترجعي فى عهدك معاهم، وعلشان يفكولك العهد قبل الميعاد يبقى تقدمي تضحيتك، وملقيتش غير الأطر اللى كنتى جيباهولي لأبنك، وانا عارف ان انتى هتجددي العمل مش هتفكري فى حله، قولت مفيش خوف على ابنك، وده اللى حصل، خلاص سمعتي اللى عايزة تسمعيه؟
سيدة بتلطم:
- قتلت ابني يا مبروك، قتلت البكري بتاعي يا سحّار يا بتاع العفاريت.
مبروك بأنفعال:
- وبعدين بقى فى الليلة السودة على دماغك دي، غوري يا ست انتي من هنا بدل ما اسلطهم عليكي يخلوكي مش عارفة قدامك من وراكي.
سيدة:
- هيعملوا ايه اكتر من اللى اتعمل، ده انا هفضحك وهبلغ عنك الحكومة كمان.
مبروك:
- سيدة، اوعى تكوني نسيتي التمن اللى دفعتيه علشان العمل ده كان يتعمل، روحي بلغي الحكومة وشوفي ساعتها مين اللى هيروح فى توكر.
أفتكرت سيدة موضوع امها اللى خلصت منها علشان تلاقى الجتة اللى تدفن تحتها العمل من غير ما حد يقف قصادها، وده اللى خلاها تهدا من الانفعال اللى هي فيه وتقول بصوت ضعيف:
- ضحيت بابني ليه يا مبروك؟ كنت ضحيت بيا انا، العيل ذنبه ايه؟ كسرت ضهري.
مبروك:
- هو انتى عايزة كله لصالحك وخلاص يا سيدة ولا ايه؟ كل حاجة ولها تمن، وتمن اذيتك للناس أذى أبنك، ايه اللى مزعلك بقى ولا انتى عايزة تأذي وخلاص؟
سيدة:
- مش ابني، مش ابني يا مبروك.
مبروك:
- يلا يا سيدة امشي من هنا، وخليكي عارفة ان اللى جرى ده انا مش هعديه بالساهل.
دخل مبروك بيته وقفل الباب فى وش سيدة اللى فضلم واقفة تلطم على وشها وتخبط على رجليها وتخبط على دماغها وتعيط، كنت واقف انا وابويا بنتفرج بس كان هاين عليا ادخل اسأله العمل اللى معمول لابويا يتحل ازاى؟ بس برغم الفضول اللى جوايا الا ان الراجل ده شكله خوفني، اضطر ابويا بهدوء يمشى ناحية سيدة وسندها ومشى بيها فى اتجاهي علشان نرجع مكان ما جينا، رجعنا على الموقف وهي ساكتة مش بتنطق بحرف واحد، ركبنا العربية كنت قاعد لواحدى وابويا قاعد جنبها وكأنها معملتش فيه اي حاجة، كان بيسايسها وكأنها هي اللى مجني عليها مثلا، مشغلتش بالي انا عارف انه هيفضل معاها كده الا لو لعنتها اتحلت من عليه، وصلنا على البيت من تاني بس اخواتي كانوا عند عمي.
خالد:
- هروح انا بقى ياابويا.
مجدي:
- تروح فين دلوقتي يابني؟ ادخل نام معانا والصبح ابقى اتوكل على الله.
كنت مش عايز ابات فى البيت ده تاني، لكن فضولي فى اني اعرف هى هتعمل ايه خلاني اقبل، ودخلت اوضة عادل، الاوضة اللى كنت بنام على الارض بتاعتها وقت اتفرج على الاوضة وافتكر اللى كان بيحصل فيا، وافتكر عادل وطيبته عليا، سمعت صوتها برة بتتكلم بصوت مسموع:
- أنا خدت تمن د م ابني اللى كنت سبب فى موته؟ أنا اللى قتلته انا اللى كنت ادفع التعويض مش اللى ضربوه، اتاريني انا السبب.
مجدي:
- ياسيدة الاعمار دي مش في ايد حد، وبعدين ابسطي بقى ده انتي مسكتي مبلغ متحلميش بيه، اهو شوفتي ازاى مو ت الواد جه عليكي بمنفعة، وبعدين ما انتى جيبتي الواد والبت من بعده زعلانة ليه بقى؟
سيدة بصوت تخين عن صوتها:
- أنت العن مني، انت تستاهل تفضل تايه فى الدنيا كده علشان انت متستاهلش الرحمة يا رعرة الرجالة، ابني ايه اللى تمنه فلوس ابني ايه؟
ودى كانت اخر جمله قالتها سيدة وبعدها مقالتش غير كلمة واحدة ولسانها بيتقل ومن بعد الكلمة فقدت النطق:
- مبروك.
مجدي:
- الله يبارك فيكي يا سيدة، مالك.
بتزوم وكأنها عايزة تتكلم ومش قادرة، ساعتها خرجت من الاوضة.
خالد:
- مالها في اايه؟
مجدي ببلاهة:
- مش عارف، لقيتها بتباركلي ولسانها تقل كده ومن بعدها بتزوم زى الكلب زى ما انت شايف كده.
خالد بضيق من سلبية مجدي:
- بتباركلك ايه يابويا بس؟ دى بتقول اسم الراجل بتاع الاعمال اللى كانت عنده، اه شكله عمل بالتهديد اللى هددهولها، تلاقيه عملها عمل يربط لسانها.
قولت الكلمة دى وانا ببصلها وهي هتموت وتتكلم ومش قادرة وعنيا بتلمع من السعادة، ااااااه شمتان اوي فيها، حقي ومش قادر اسامح او اتهاون.
مجدي:
- احيه يا خالد، اتخرست ولا ايه؟
خالد بشماته وابتسامة:
- من اعمالكم سٌلط عليكم.
- يلا حلال فيها.
بالفعل كانت طول الوقت بتزوم فى الليلة دي، مبروك ربطلها لسانها وسلط عليها زى ما سلطت على ابويا وعمي وامي زمان، لكن هي مماتتش كانت قاعدة قصادنا طول الوقت شبه المجانين، او مجنونة من المجانين، وجودي قصادها كان بيعكنن عليها وده خلاني اقنع بابا يوسف انى لازم ابقى فى بيت ابويا مع اخواتي بعد اللى حصل، كنت فرحان اوى ان وجودى قصادها غايظها ومش قادرة تعمل حاجة، كنت اروح شغلي واخدت فلوسي من بابا يوسف وفتحت محل صغير جنب البيت بتاع معدات كهربا والدنيا مشيت من تشطيب العماير شوية على المحل شوية، كنت بساعد مع ابويا فى مصاريف اخواتي، واتعمد اقعد قصادها اضحك واهزر معاهم طول الوقت علشان يزيد الغل اللى فى عنيها، فضلنا على كده زمن هي كل يوم عقلها بيطير جزء منه، ابويا عايش حياته مع الحريم بعيد عنها لكن ييجي قصادها يبقى زى الكتكوت، لا قادر يطلقها ولا قادر يخليها تسيب البيت وتمشي، بس قاعدة زى قلتها، اختي كانت هي اللى بتحاول تراعيها، كلنا بنكبر يوم بعد يوم وهي بتعجّز قصاد عنينا يوم بعد يوم ولسه لسانها مربوط وعقلها طار علطول قاعدة مبحلقة فى الهوا وكل ما اختى تلملها شعرها تفكه هي من تاني وتسيبه هايش زى المجانين بالظبط، وافرح انا لما اشوفها بالشكل ده، حسيت ان حقي بيرجع بعذابها قصادي، لكن مع الوقت اللى كان بيمر، كان اخويا بيكبر...والغريب انه طلع بنفس سواد القلب بتاع امه، رغم انه سمع تفاصيل عمايلها من وقت ما دخلت علينا، الا انه كان اقرب حد ليها وعلطول صعبانة عليه وحسيت بالكره من ناحيته ليا، وده خلاني اتجنبه لحد ما لقيته فى يوم بيقولي:
- هو انت مش ناوي تفارقنا بقى؟
خالد:
- افارقكم يعني ايه؟ واروح فين؟ ده بيتي.
أخويا:
- لاء البيت ده بيت امي، ابوك كان واخده ايجار ومن فلوس دم اخويا عادل امي ملكّت البيت وبقى ملكها هي، يعني انت مالكش فيه.
خالد:
- ماهو عادل اخويا زى ما هو اخوك، انا اللى شوفته مش انت، وده بيتي زى ما هو بيتكم ومش خارج منه، لو مضايق من وجودي امشي انت.
اخويا:
- أنا بكرهك انت واهلك بسبب اللي عملتوه في امى.
خالد:
- أمك هى اللى عملت فينا، واللي هى وصلت له دلوقتي ده بسبب لجؤها للسحرة وبتوع الاعمال، لكن احنا محدش فينا عمل فيها جزء من اللى شوفناه منها، حتى ابوك لحد النهاردة مربوط بسحرها.
اكتفى بأنه يبص ليا بكره نفس نظرة مرات ابويا وسابني ومشي، بس نظرته نستني انه اخويا وفكرتني بس بأنه ابن سيدة، الست اللي حرمتني من كل حاجة، وده خلاني ابدأ افكر في انى انتقم من سيدة بالفعل بقى، هنتقم منها في ايه غير في ابنها الحيلة، هو ده الوحيد اللى خيخلصني منها خالص، اصل عقاب مبروك لها مش كفايا على اللى عملته فينا.
بس انا نسيت نفسي وانا بدور على الاذى لأخويا الوحيد، من العمال اللي بيشتغلوا معايا عرفت طريق المخدرات وبقيت احطهاله في الاكل، لحد ما بقى مدمن من غير ما يعرف انى السبب، ولما وصل للمرحلة اللى انا عايزها فى انه لازم ياخد البرشامة بدأت اقوله انى عندى علاج للوجع اللي بيحس بيه في جسمه بس بفلوس وانا الشغل مش ماشي معايا علشان اقدر اجيبه، بقى يدور على الفلوس في كل حتة، كنت بشوف نظرة الحسرة في عين سيدة وبفرح اوي وبشمت في اخويا بسبب انه طالع لامه، بدأت اعلمه السرقة...مش عارف انا نفسي جبت الخبرة في السرقة منين لكن باين عليها كده هي في دمنا بسبب انها متأصلة في ابويا، اصل احنا الدم اللي بيجري فينا اصله نجس، علشان اعلمه السرقة سرقت علشان يشوفني ويتعلم مني، علشان اشربه مخدرات ابتديت اعرف مجالها لدرجة انى بقيت بتاجر فيها هي كمان، هو كان بيخسر كل حاجة وامه بتموت على نفسها من حسرتها وهى بتتفرج من غير ما تقدر تعمل حاجة تنجده بيها، وانا دخلت سكة مكنتش حابب لنفسي اني ادخلها، بس فكرة انتقامي خلتني اقرب للشيطان وابعد عن ان ربنا هو اللى هيجيبلي حقي، كنت بكبر وكل اللى حواليا بيكبروا، علاقتي بقيت مصلحة وبس مع كل اللى حواليا اللى هعرف اطلع منه بفلوس اقرب منه واعمل قرش واحوش واكبر شغلي، واللي ماليش معاه مصلحة ابعد عنه حتى لو كان عمي كمال وماما فاطمة، حتى بابا يوسف اللي ساعدني اقف على رجلي، لحد ما لقيت اللي عرفت تلف عليا وتوقعني في اني اتجوزها، كانت مش تمام بس لأن الشيطان بقى قريب مني قدر يزين الطريق ليها، حتى النجمة اللي كنت بحلم بيها واشوفها بطلت تزورني كأنها بتعاقبني على الطريق اللي مشيت فيه، لكن مش مهم، انا بقى معايا فلوس، انا ضيعت اخويا وخليته رد سجون بسبب المخدرات مرة وبسبب السرقة مرة، انا اللي خليت سيدة تموت وعنيها هتطلع من مكانها وبتزوم زى الكلب كأنها بتتوسل ليا اني اسيب ابنها وانتقم منها هي، لكن لاء...هي وابنها يستاهلوا، وانا كمان استاهل اني ابقى طول الوقت مش حاسس بالراحة، لاني بقيت اصرف على ابويا وعلى البيت قويت وقلبي جمد، اخواتي زى الخدامين تحت رجلي، ابويا لا بيروح عليه حال ولا بييجي عليه حال، اللى بيعرف يسرقه بيسرقه لكن انا اللي بصرف علشان اكسر مناخيرهم، مبقاش ليا كبير وده كان سبب فى ان اهلي يقاطعوني بعد ما حاولوا ينصحوني كتير...طول الوقت شاكك في مراتي اللي مرة واتنين امسك عليها مكالمات ورسايل لرجالة تانية غيري خلتني احس ان ولادي مش ولادي، يمكن انا كنت استاهل اكون احسن من كده، يمكن لو مفكرتش في الانتقام وسيبت كل حاجة على ربنا كان بقى حالى احسن من كده، لكن انا كمان خدت طريق الشيطان علشان اشفي غليلي من سيدة، ابويا فضل على حاله ويمكن ده مش بسبب العمل اللي سيدة عملاه لاء ده بسبب السرقة والمال الحرام اللى بيدخل جوفه، سيدة ماتت وقبرها بقى يخرج منه الدود بسبب سواد عملها...محسيتش بالندم للحظة في كل اللى عملته او اللى انا وصلتله، بس النهاردة بالذات قررت اكتب لان دى اول مرة تظهر النجمة بعد سنين طويلة في حلمي مرة تانية علشان تحاول تفوقني قبل ما يفوت الاوان:
- خالد، بلاش الطريق ده، الشيطان خلاني ضعفت ومشيت وراه وخسرت روحي وغضبت ربنا... الشيطان هو اللى ابوك ضيع عمره كله في طريقه لما استحل الحرام... الشيطان هو اللى حلى لسيدة كل اللى كانت بتعمله، الشيطان هو اللي وصلك للي انت فيه، فوق يابني قبل فوات الاوان رحمة ربنا تستاهل انك تتعب علشان توصلها، فوق يا خالد قبل فوات الاوان، انا امك وخايفة عليك.
اختفت امي، النجمة اللى طول عمري مش عارف هي مين طلعت فى الاخر امي، جت وطلبت مني طلب لازم انفذه، كان نفسي تبقى عايشة وتطلب مني الدنيا بحالها مش هتأخر عنها فيها، لكن جاتلي من عالم تاني علشان تفوقني لنفسي، لكن مش عارف احس بالذنب وقولت اتكلم مع ناس معرفهاش يمكن انتم تعرفوا تصحوني لنفسي وترجعوني للصح، يمكن اقدر ارجع بني اادم، وانا حاسس انى خدت حقي وزيادة، يمكن جه الوقت اللى المفروض اصلح فيه الغلط بس انا م ستني الايد اللى تزقني للصح...دعواتكم ليا واتمنى ان ييجي الوقت اللى اعرف اقف بين ايد ربنا واطلب السماح منه.

تمت

يارب تكون عجبتكم..
يتبع
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-