رواية الهالكون الفصل الثالث 3 بقلم ياسر عوده
الهالكون ( الجزء الثالث )
توقفنا فى الجزء السابق لما راح نوح للدكتور كمال وحكاله اللى هو بيشوفه .
اذكر الله وصلى على الحبيب وادعوا لاخوانكم بفلسطين وكل بلاد المسلمين .
كمال سكت ثوانى وبعدين قال : بص يا دكتور نوح ، انت عندك عقل خياله خصب جدا لدرجه انه بيقدر يتصور الجرائم اللى بتحصل ، بس ده مش دليل ان اللى اتخيله كله صح ، ممكن يكون غلط او حتى جزء منه غلط .
نوح : بس انا مفيش مره طلع اللى شفته غلط .
كمال : ايه دليلك .
نوح : مش فاهم تقصد ايه ؟
كمال : يعنى مثلا انت بتقول شفت واحد قتل مراته وعياله وهتكتب تقريرك ان ده اللى حصل تمام ؟
نوح : تمام .
كمال : ايه اللى يثبت ان اللى شفته كان الحقيقه ، يمكن يكون الراجل ده مقتلش مثلا ، هو اعترف انه قتلهم فعلا ؟
نوح : هو قال فى الاول انه مش عارف اللى حصل ده حصل ازاى ؟
كمال : جميل يعنى ممكن نقول انه مكنش فى وعيه مثلا ، او ممكن نشك انه بريء ومعملش حاجه مثلا ، مش كل اللى بتشوفه عنينا تبقى كل الحقيقه ، ممكن تكون جزء منها ولما بتكتمل الصوره اللى فهمينه بيتغير نهائى .
سكت نوح وهو بيفكر فى كلام الدكتور وابتدى يشك فى كل حاجه كان متأكد منها .
كمال : بص يا دكتور نوح ، انا هكتبلك على علاج تنتظم بيه وتخده كل يوم .
نوح : العلاج ده عباره عن ايه ؟
كمال : متقلقش ده علشان تسترخى وعقلك يهدى شويه ومع الوقت هترتاح عليه ، وعوزك تجيلى بعد 15 يوم .
بعد ماكتب كمال العلاج فى الروشته واداها ل نوح ، سعتها استأذن نوح ومشى .
رجع نوح لبيته ورغم صعوبه النوم بس العلاج اللى كتب عليه الدكتور سعده انه ينام فعلا .
تانى يوم راح نوح لمكتبه ، وبعد شويه دخل عليه طارق وقاله : جمعت كل المعلومات المطلوبه يا باشا .
نوح : اتكلم يا طارق .
طارق : عادل شغال محاسب فى بنك ، ومستوى المعيشه كويس ، وهو ومراته اتجوزوا بعد قصه حب ، والعلاقه بنهم كويسه ، ونتيجه التحلاليل للاطفال هما فعلا ولاد عادل ، ونتيجه التحريات ان مراته سمعتها كويسه اوى ومفيش اى شك انها تكون على علاقه بحد غيره ، من الاخر كده يا باشا مفيش سبب للجريمه اللى حصلت .
نوح : هو فى حاجه اسمها جريمه من غير سبب او دافع ، جرى ايه يا طارق انت لسه مفطرتش ولا ايه ؟
طارق : زى ما بقولك كده يا باشا ، كل ما نمشى ورى اى سبب يكون دافع للجريمه نوصل لحيطه سد .
نوح : دور كده يكون فى ورث هيخده مثلا او بيحب وحده تانيه او فى تأمين على حياه حد من الاطفال .
طارق : شكلك انت اللى لسه مفطرتش ، انت ناسى ان القاتل مايورثش القتيل .
نوح : عندك حق شكلى لسه ماصحتش من النوم .
طارق : رغم كده يا باشا احنا افترضنا ان عادل مايعرفش القانون ده ودورنا ورا الموضوع وملقناش اى حاجه .
نوح : يعنى بتقفلها فى وشى .
طارق : ليه بس يا باشا ، طيب مش ممكن يكون هو مقتلش من الاساس ؟
نوح : مبقتش عارف ، لغايه امبارح لما اتكلمت معاه كنت واثق ان هو اللى قتلهم ، بس دلوقتى مبقتش واثق خالص .
نوح : هاتلى عادل .
طارق : حاضر .
خرج طارق علشان يجيب عادل ويحقق معاه نوح .
اذكر الله وصلى على الحبيب .
بعد كام دقيقه رجع طارق ومعاه عادل وطلب منه نوح انه يقعد ، وطبعا فضل طارق معاهم .
نوح : عامل ايه دلوقتى يا استاذ عادل ؟
عادل : زى ما انت شايف . قالها وهو فى حاله اعياء شديده وانهيار من كتر البكاء طول الليل .
نوح : عوزك تساعدنى علشان اقدر اسعدك .
عادل : انا خلاص اتدمرت ، اعدمونى انا استاهل الموت .
نوح : عوزك تهدى علشان نقدر نفهم ايه اللى حصل .
عادل : تفهم ايه انا اللى قتلتهم ، عاوز تفهم ايه تانى .
طارق : طيب قتلتهم ليه يا استاذ عادل ؟
عادل : تصور معرفش انا قتلتهم ليه ، معرفش كان عقلى فين سعتها ، ومش عارف ليه عملت كده ، ليه دمرت حياتى ، معرفش حاجه ، معرفش حاجه .
نوح : طيب عوزك توصفلى اللى حصل ؟
عادل : انا مش فاكر اللى حصل سعتها ، بس لما بفكر بفتكر اللى حصل وكانه زكريات فى دماغى ، بس زكريات معرفش حصلت ازاى .
نوح قعد باهتمام وقاله : يعنى افهم من كلامك ان انت مكنتش فى وعيك سعتها ، او حسه مثلا حلم حصل وكنت بتعمل حاجه جواه من غير ارادتك .
عادل : ايوه بالظبط ده اللى حصل ، انا كنت زى اللى مغيب بالظبط .
نوح بص ل طارق وقاله : تحليل المخدرات اللى اتعمل على عادل ظهر ؟
طارق : حصل يا باشا والنتيجه ان مفيش اى اثر لاى مخدر فى دمه نهائى .
نوح بص لعادل وقاله : مش لقيلك مخرج يا عادل ، لازم تقولى ليه قتلتهم .
عادل : معرفش .
اتعصب نوح على عادل سعتها وقاله بصوت عالى : كل حاجه متعرفش ، متعرفش ، متعرفش ، انت عبي ط ولا بتسطعبط ؟
سكت عادل ومردش على نوح .
نوح بص ل طارق بعصبيه وقاله : خده رجعه الحبس يا طارق ، انا خلاص هـــتجنن من الراجل ده .
خرج طارق ومعاه عادل وسعتها سند بكوعه على المكتب وحط ايده الاتنين على وشه وهو مغمض عينه وبيفكر فى القضيه بتاعت عادل .
فضل نوح على الوضع ده حوالى خمس دقائق ، وبعدين مسك ملف القضيه بتاع عادل وفتحه وفضل يقراء الاوراق اللى فيه اكتر من مره ، نوح كان عاوز يلاقى سبب للجريمه اللى حصلت ، مهو مش معقول واحد يدبح مراته اللى بيحبها وعياله اللى بيحبهم من غير سبب ، فى حاجه غامضه فى الموضوع مش عارف يوصلها .
بعد ساعه تقريبا نوح اتكلم مع نفسه وقال : بردو ملقتش حاجه تعرفنى سبب اللى عمله ، كل الامور كانت طبيعيه ، كانوا سعداء وعملين حفله وفرحنين بيها ، وكل حاجه معمول حسابها حتى الاب بيشرب عصير فراوله وعلشان مراته وعياله عندهم حسسيه منها بيشربوا هما عصير تانى يعنى الاب والام منظمين اوى ، طيب اللى حصل ده حصل ليه ؟
قام نوح وخرج من مكتبه علشان يروح لمكان الجريمه مره تانيه بس قبل ما يمشى قال لعسكرى من العساكر : هات سيجاره .
خد نوح السيجاره ومشى .
وصل نوح لبيت عادل ودخل الشقه وفضل يبص حوليه فى الشقه وبعدين حط السيجاره فى بوقه من غير ما يولعها طبعا وفضل قاعد مسهم وبيفكر وفجأه شاف اللى حصل فى الجريمه مره تانيه .
نوح شاف اللى حصل قبل الجريمه وكان مركز جدا يمكن يلاحظ حاجه مكنش واخد باله منها قبل كده ، كل حاجه كانت ماشيه كويس ، اتعملت الحفله والتورته اتكلت ومحصلش حاجه ، واتوزع العصير وكله شرب ، بس لاحظ نوح ان عادل بعد ما شرب العصير بكام دقيقه زى ما يكون سهم شويه وبعدين مسك السكينه اللى اتوزع بيها التورته وابتدا يقتل ويدبح مراته وعياله .
وخلص الموضوع ومبقاش فى دماغ نوح غير فكره وحده كانت امل بالنسباله انه يكتشف سر الجريمه دى .
راح نوح للطب الشرعى وقعد مع الدكتور المسئول عن قضيه عادل وقاله : انا كنت عاوز من حضرتك تعيد التحليل بتاع العصير اللى شربه عادل .
الدكتور : ليه يا نوح باشا ؟
نوح : حاسس ان فيه حاجه مش مظبوطه .
الدكتور : حاجه ايه فهمنى يا نوح باشا علشان اقدر اسعدك .
نوح : انا حاسس ان عادل كان تحت تأثير مخدر معين وكنت عاوز اتأكد من المعلومه ديه .
الدكتور : بس احنا حللنا المشروب قبل كده وطلع سليم زى ما مكتوب فى التقرير .
نوح : معلش يا دكتور عاوز تحليل تانى وتشرف عليه بنفسك .
الدكتور : انا تحت امرك يا نوح باشا .
نوح : التقرير هيكون جاهز امتى ؟
الدكتور : ساعتين زمن بس .
نوح : هستنى التقرير بتاعك يا دكتور فى مكتبى لو تكرمت ، والف شكر ليك .
الدكتور : العفو يا باشا .
راح نوح مكتبه واستنى يجيله الدكتور بالتقرير وبعد ساعتين تقريبا دخل الدكتور مكتب نوح وسعتها نوح سأله بلهفه : خير يا دكتور النتيجه ايه ؟
اذكر الله وصلى على الحبيب .
الى هنا يكون نهايه حديثنا اليوم ولكن لم تنتهى روايتنا بعد ، ارجوا ان تنال اعجابكم ويسعدنا مشاهده تفاعلكم وتعليقاتكم .
لو اى حد حابب ينشر الروايه بصفحته او باى جروب يتفضل ، بس فضلا انسبهالى لانها مجهودى .
اترككم فى رعايه الله
yasser oda
يتبع
رواية الهالكون الفصل الرابع 4 من هنا