رواية إيلول عبر روايات الخلاصة بقلم ٱلين روز
رواية إيلول الفصل الخامس 5
_ أبعد عني بقي و طلقني!
بعدت عنها لما نفرت مني!، مكنتش مصدق اللي وصلنا ليه بسببي!، معترف إني غلطان بس…، بصيت عليها بحزن عليها وعلي اللي أنا بقيت فيه وخرجت.
أترميت علي الأرض وأنا بعيط بحرقة من اللي بيحصل، ليه بيحصل ليا أنا كده وأنا أطيب من كده بكتير!، غمضت عيني وأنا بتحامي فيها وحسيت كأني مكسوره ومحتاج الطيب بتاعه، بادلتني حضنها وهيا بتطبطب عليا بقلة حيلة ودموعها نازلة بكسره علي قلب بنتها، وقتها أتكلمت ببحة من بكائها
_ قومي يا بنتي، قومي أرتاحي ربنا يريح قلبك!.
قومت بعدما أخدتني ودخلتني الأوضه وبدأت تقرأ قرآن لكن الغريب إني مكنتش قادرة أو كأن حاسه بنفور من السمع!، رغم إن صوت ماما حلو!، غمضت عيني بتعب وأنا حاسه كأن التعب بيزيد لحد ما صرخت وأنا بقول
_ خلاص!، خلاص يا ماما كفاية!.
تقوس حاجبيها بإندهاش لما قلت كده حتي أنا!، لكن مقدرتش أتكلم ونمت على طول من غير ما أفسر اللي حصل وكان آخر حاجة حسيتها لما الباب أتقفل بعد خروجها.
كنت نازل من عندها وأنا مش عارف أروح فين، مكنش ليا مكان أروح أشتكيله من الهم والتقل اللي بقيت فيه، من أول ما هيا رجعت وخاصة بعد الحفله اللي عملتها في الشقة بمناسبة عيد ميلادها وأنا حياتي بقت أشبه بالدمار…
كنت حاسس بالنقص لما جه في بالي المسجد!، قصرت في صلاتي وأتذكر إن أنا و إيلول كنا بنكسل الفترة دي، دخلت أقرب مسجد وأنا حاسس بتيه لكن قبلت شيخ كان قاعد في ركن هادئ تمامآ علشان كان قبل المغرب بساعة فمحدش موجود غيره.
قربت منه وأول لما أخد باله مني أبتسم بهدوء وشاور إني أقعد فقعدت، كان قاعد وأنا مش عارف أقول إيه فقابلني بسؤاله وقال
_ تايه؟، علشان كده جيت هنا، صح؟
أومأت بهدوء ليه، من غير ما أتكلم فبدأ بقوله تاني وهو محافظ علي أبتسامته
_ أحكِ، يمكن فيه حل.
بدأت أحكيله كل حاجة من أول لما رغد بقت في حياتي وأزاي حياتي أتنقلت 180 درجه بعد دخول إيلول واللي عادت القسوة والغضب تاني وقت ما رغد رجعت، مش هقدر أقول إني قلت كل حاجة لكن قلت اللي أقدر عليه، بينت عيوبي كاملة من غير ما أخاف علشان حاجة واحده وهي النصيحه!، حكيتله قد إيه بقي في كسل وتنميل في جسمي وبعد ما بقيت أنا وإيلول بنصلي مش بنصلي!.
مش عارف أزاي مرت ساعة كاملة وأنا بتكلم من غير ما أزهق أو هو يمل وبعد كل كلامي قال جمله متكونه من كلمتين صغيرين بس هما كُبار
_ أرجع لربنا يا سيف أرجع له وخد بإيد مراتك معاك.
وقتها حسيت كان روحي رجعت يمكن دي أكتر حاجة كنت محتاجها وجت قمنا صلينا المغرب وبعد ما خلصت لقيته قرب مني وقال وهو بيطبطب علي دراعي
_ أنت باين عليك أبن ناس لكن أحذر من تقع فالنفس فهي ليست سهلة!، زي ما نصحتك أرجع لربنا وصلي وأخرج صدقه وصدقني وقتها ربنا هبعتلك الحل، لو أحتاجت أي حاجة فأنت هتلاقيني.
أبتسمت ليه وانا بهز راسي علي كل كلمة قالها وهي صح!، خرجت وأنا حاسس إن كل حاجة هتتصلح وأولهم إيلول.
مر أسبوع علي فقدانه!، كان بيجي لكن كنت برفض أخرج، كان بيجيب حلويات وكل حاجة بحبها لكن كأن فيه حاجه جوايا أتكسرت من ناحية أو خوف منه!
خايفه بعد كل ده أرجع ويحصل اللي يحصل، يمكن فعلآ أتغير تمامآ حتي بقي بيبعت أقوم أصلي وكنت بحاول علي قد ما أقدر، لكن نفس الشعور موجود بس بحارب.
ومع آخر يوم في الأسبوع مشي ووقتها بابا دخل وقرر يتكلم معايا، قرب مني بإبتسامة وقال بهدوء
_ عارفه إني بحبك ومستعد أعمل أي حاجة علشانك؟
هزيت رأسي تأكيد ووقتها هو كمل وقال
_ حابب أتكلم معاكِ من غير زعل، دلوقتِ سيف بيجي كل يوم وأنتِ رافضه تخرجي، أنا مش هقدر أقرر مكانك علشان دي حياتك، ومش عاوز أدي رأي بعد رأيك علشان لو قلت أي قرار هيتنفذ وأنتِ متأكده من كده، أنا عاوز أعرف هل أنتِ لسه بتحبي جوزك؟، أو مستعدة ترجعي بس بشروط المرة دي ولا لا؟.
قربت منه بدموع وحضنته بحب وأنا حاسة بإيه إني عندي عيلة بجد بيحبوني!، خرجت من حضنه وأنا بمسح دموعي اللي غرقت وشي وقلت
_ بحبه!، للأسف لسه بحبه، قلتله إني بكره وجودة وأنا حاسه كأن حياتي فضيت من غير وجوده ، كأنه حياتي!، بس خايفه لو رجعت يحصل اللي حصل، أنا خايفه أوي يا بابا!.
قلتها وأنا بقرب منه تاني علشان أحس بالأمان اللي بقيت عاوزاه ولقيته!، ومجرد فكرة الأمان غمضت عيني وأنا عارفه إن مفيش حد معاه يطبطب عليه!، حتي في حزني منه خايفه عليه!، مفتكرش غير كوبليه جه في بالي وكانت أم كلثوم بتقول
_ هُوَ حنانيّ عليك قساك حتي عليا؟.
رجعت تاني لما سمعت بابا بيقول
_ من الناحية دي متخافيش خالص أنا هربيهولك وخليه يبقي زي الألف، بس عاوز رد ترجعي ولا لا؟
_ أرجع يابابا.
قلتها بتنهيدة، وأنا عندي ولو أمل واحد يكون كويس أو يرحع ويكون كويس ولكن سمعت صوت ماما بتصرخ ووقتها خرجت أنا وبابا علي صوتها واللي قالت ونظرها عليا
_ سيف أتقبض عليه بتهمة التعدي بالضرب المبرح علي رغد!
يتبع.....
