رواية نبض من غربة عبر روايات الخلاصة بقلم دعاء دفيع
– مين الأخ؟ عايز إيه؟
فتحت الباب شابة في أوائل العشرينات، لابسة خمار على بنطلون بجامة، وفي إيدها عصاية كأنها كانت بتأدّب بيها الأطفال من شوية.
وقف أمامها شاب وسيم الملامح، في عينيه نظرة هدوء غريبة رغم التعب الواضح عليه.
قال بابتسامة مهذبة:
– أنا لسه مأجر شقة في الدور الخامس، وكنت حابب أسأل عن بصمة الأسانسير والإنتركم، من وين ممكن نجيبهم؟
رفعت حاجبها باستغراب وقالت:
– هو حضرتكوا فلسطينيين؟
ابتسم وقال بفخر بسيط:
– إيوا، إحنا من فلسطين.
تبدلت ملامحها على طول، ووشّها بقى أهدى وابتسمت بلُطف:
– نورتوا مصر والله.
لمحت أمه قاعدة على كرسي متحرك، فوسّعت الباب وقالت بسرعة:
– اتفضلوا استريحوا لحد ما أشوف البصمة الزيادة اللي عندنا.
آدم رفع إيده باعتذار:
– لا والله ما في داعي، بنستنا هون.
لكنها ما استنّتوش، سحبت كرسي الأم المتحرك وقالت بابتسامة تلقائية:
– احنا أهل، مافيش بينا الكلام دا، ادخلوا بيتكم ومطرحكم.
دخلوا الشقة، وقعدوا على الأنتريه.
في الوقت دا كانت شمس اختفت جوا الأوضة، بينما طفلين قاعدين على الكنبة، ساكتين ومربعين إيديهم كأنهم في امتحان مصيري.
آدم حاول يكسر الصمت وقال بلُطف:
– أهلًا يا حلوين، كيفكم؟
ما فيش رد.
ابتسم وسأل:
– ليه ساكتين؟
ردّ واحد منهم بصوت واطي جدًا:
– شششش، ماما شمس لو سمعتنا بنتكلم، هتتحول لغول وتبلعنا!
ضحك آدم وقال ساخرًا:
– واضح إن مامتكم عنيفة .
يتبع...
فصول رواية نبض من غربة بقلم دعاء دفيع
اضغط على الفصل الذي تريد قراءته:
جاري كتابة باقي فصول الرواية.. عاود زيارتنا..