📁

رواية علي ونور الفصل الثاني 2 بقلم نورهان علام

رواية علي ونور عبر روايات الخلاصة بقلم نورهان علام

رواية علي ونور الفصل الثاني 2

وصلت بيت أهلي، وخبطت على الباب، فتحت مرات أخويا دعاء، سلمت عليها ودخلت على طول لأوضة ليلى.


" ليلو ... يا ليلو، أنتِ هتعملي فيها مقموصة ولا إيه؟ "

أول ما سمعت صوتي، قامت بسرعة من السرير وفتحت لي وهي بتحضني وقالت:


" والله كنت عارفة إنك هتيجي، عمرك ما سبتني في يوم مكسورة الخاطر. "


حضنتها وخرجت بيها بره وبقولها:


" فين الأكل؟ خلصتوه ولا إيه، دا أنا أرتكب جناية فيكم. "


ضحكت وهي بتقولي:


" أنا شيلته في الفرن لما ماما اتعصبت بعد ما أنت مشيت، واتصلت بمحمد قولت له ميجيش هو وأهله، وكمان رنا بنت خالتنا قولت لها إنك مشيت. "


" طب أنا هراضي ماما وبعدين أتصل بخطيبك وهحل المشكلة دي، متشغليش بالك. ركزي بس في الأكل. "


ضحكت ودخلت المطبخ وأنا روحت البلكونة، أكيد ماما هناك.


" يا سلام، بقى تتقعدي القعدة الريقة دي من غيري يا غالية؟ "


" زي أقعدها بيك ليه؟

إنت مش مراتك هي أهلك وكل ما ليك؟ جاي بيتي ليه؟ "


" يوه عليكِ يا غالية، هو إحنا لينا غيرك، أنتِ الكل في الكل يا باشا. "


" عاوز إيه يا علي؟ "


" أنول الرضا وآكل البشاميل، اللي أكيد حزين على فراقي زي ما أنا حزين على فراقه. "


" هتاكله بس بشرط!

تقعد لغاية بليل معانا. "


" أنا بتاعك النهاردة يا باشا. "


ضحكت وبوست إديها ورأسها، وبعدين كلمت خطيب ليلى اعتذرت له، وقدامهم نص ساعة وهيكونوا هنا. كنت طبعًا قاعد بلقط رزقي من الأكل في المطبخ، لغاية ما الجرس رن، روحت أفتح الباب. كنت فاكر إنه خطيب ليلى، لكن طلعت رنا. ابتسمت بهدوء وبوست لها مكان عشان تعدي وقلت:


" إزيك يا رنا ... نورتي. "


" بخير يا علي، إنت أخبارك إيه؟ وأخبار مراتك إيه؟ سمعت إنها حامل. "


كانت بتقولها وهي بتمد إيدها تسلم، فرفعت إيدي على صدري ورديت عليها:


" الحمد لله كويس، وربنا يقومها لي بالسلامة هي وابني. "


فضلت رافعة إيديها مستنياني أسلم، وهي بتقول بضحك خفيف:


" أكيد مش هتكسفني يا علي؟ "


" أنا مكسفتكيش، أنتِ عارفة إني مش بسلم على ستات، ومع ذلك مديتي إيدك. يبقى أنتِ اللي كسفتي نفسك مش أنا. "


قلتها بهدوء وابتسامة راقية، فرفعت حاجبها ونزلت إيديها وقالت بهزار:


" مش فاهمة محبكة ليه يا أستاذ علي، ما الناس كلنا بتسلم، مش لازم اللي يسلم عليك نيته تكون وحشة. "


اتنهدت وقلت:


" يا رنا، الموضوع مش في النية. الموضوع في إنه حرام، وفي قول النبي ﷺ:

«لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له».


فمعلش يعني، لا أنا ولا غيري نقدر نستحمل إن سيخ حديد مولع في دماغي عشان مكسفش واحدة مدت إيدها، ولا عشان أبان إني جينتل ومتحضر. ومش معنى إن معظم الناس أو الناس كلها بتعمل حاجة غلط، إني أعملها أنا كمان!


اللي يعمل كده بيبقى ماشي ورا القطيع ومغمي عينه كمان، ومش فاهم إن أخرة الطريق ده حاجة مش هتعجبه. وبعدين النبي ﷺ نفسه قال: «إني لا أصافح النساء». يعني الراجل يحس على دمه شوية. "


اتكتمت؟

ايوه، ودي أحسن حاجة، سبتها ودخلت المطبخ، وقبل ما أوصل الجرس رن، رجعت تاني وفتحت لخطيب ليلى وأهله وسلمت عليهم. اتلمينا على السفرة وكنت ببص على الكرسي جنبي وسرحان، مش متعود آكل من غيرها، مش متعود أكون في مكان من غيرها، على طول بتكون معايا في كل حتة، قطع سرحاني رنا اللي جات قعدت جنبي!

اتضايقت وهاين عليا أقومها عادي بس الضيوف موجودين.


" الأكل تحفة يا طنط، تسلم إيدك أنتِ وليلى حقيقي. "


قالها خطيب ليلى فردت عليه ماما وقالت:


" بالهنا والشفا يا حبيبي، والله لولا مساعدة رنا امبارح مكنّاش لحقنا نعمل حاجة. "


بصيت لماما باستغراب!

مستحيل تقول إنها احتاجت لمساعدة حد. كنت مستغرب أصلًا من معاملة ماما ورنا، في ود زيادة، وبيتوشوشوا كتير.


الأكل خلص وقعدنا نشرب الشاي ونأكل الحلويات.


" صحيح فين مراتك يا علي، حقيقي هي بنت رقيقة ولذيذة أوي؟ "


ابتسمت لها وعيوني جات في عين ماما لحظتها، كانت لسه هتدخل وأكيد هتقول حاجة مش هتعجبني، عشان كده سبقتها وقلت:


" في البيت، أنتِ أكيد عارفة شهور الحمل الأولى صعبة ومحتاجة راحة، وصعب عليها إنها تطلع السادس برضو، بس هي منسيتش ليلى. صحيح يا ليلى، هدية نور في أوضتك. "


————————————————————————


الضيوف مشيوا، وعلى شرط ماما قعدت معاهم نسهر شوية، بس أنا كنت ماسك التليفون بطمن على نور.


" حبيبتي، أخذتي الفيتامين؟ "


" كلتي السلطة طيب؟ "


" معلش يا عمري، أنا هسهر مع ماما شوية، بس يوم إجازتي هعوضك والله. "


" يا نور، بتعملي إيه؟ أوعي تكوني نسيتي تصلي العشاء، والله فيها عقاب المرة دي. "


ابتسمت لما شوفتها بتكتب، وبقيت أقرأ ردودها السريعة جدًا:


" أولًا أنا صليت، وبلاش سوء الظن ده.

ثانيًا أخذت الفيتامينات كلها وأكلت السلطة.

وأهم من ده كله... وحشتني. وخليك عارف إنك لما تيجي مش هسيبك تغمض عينك... اعتبرني روتانا سينما. "


ضحكت وأنا بكتب لها:


" وأنتِ وحشتيني أكتر. أروح بس ومش هخرجك من حضني. يلا روحي اقرأي وردك من القرآن وأنا أخلص الشاي وأحاول أخلع بدري. "


" سلام يا عيوني. "


كتبتها وأنا مبتسم، ولسه هسيب التليفون على الترابيزة، لقيت صوت رنا:


" هو أنت قاعد معانا ولا مع الموبايل يا علي؟ "


أخذت كوباية الشاي وأنا بقول:


" كنت بطمن على نور عشان قلقان عليها. "


" أما هدية نور جميلة أوي يا علي، اشكرها لي كتير. "


" اشكريها بنفسك، هتفرح أكتر. "


" ما تقلعي الطرحة دي يا رنا، الجو حر ومافيش حد غريب قاعد، أنا اتحريت لك! "


رفعت حاجبي وأنا برد بضحك:


" مافيش حد غريب إيه يا ماما؟ أنا مش مالي عينك يعني! "


" يا ابني هو أنت هتبص لبنت خالتك بصّة وحشة؟ وبعدين الجو حر عليها. "


" خلاص، لو الجو حر، تفتحوا التكييف، نجيب لها مروحة، أو أقوم أنا أقعد في حتة تانية. في حلول كتير أوي على فكرة. "


————————————————————————


اتحججت وروحت البيت بسرعة البرق. أول ما دخلت، من غير كلمة، شلتها على مهل ودخلت أوضتنا، وبقفل النور لقيتها ولّعته في نفس اللحظة.


" أنت فاكر إني هسيبك تنام ولا إيه؟

أنا مقعدتش معاك النهاردة ساعة على بعض.

حتى ما حكيتش لك عملت المكرونة إزاي، ولا حكيت لك إني اتعلمت حركة جديدة في الرقص! "


" نعم يا روح أمك!

إنتِ رقصتي النهاردة!؟ "


بلعت ريقها بخوف وهي بتحاول تفلت من إيدي، لكني نشفت عليها شوية وكررت سؤالي، فقالت كالقطة وهي بتهمس:


" حركة بسيطة والله، من غير حركة كتير، أصلًا ضبطت معايا من تاني مرة. "


" طب اسمع تاني إنك فكرتي ترقصي وإنتِ حامل، وغلاوتك عندي أربطك في السرير وأنا نازل. "


ضحكت على تهديدي وهي متعلقة في رقبتي وقالت:


" خلاص، عفوت عنك. هتجيب لي الرواية اللي عجبتني من كام يوم وخليك تنام. "


" من عيوني، لكِ من رواية لخمس روايات. بس عارفة لو حبّيتي البطل!

هيبقى مصير الروايات دي زي اللي قبلها. "


" اسكت يا مفتري، أنت حطيت روايتي في الفرن. "


————————————————————————


صحيت تاني يوم، فطرت بسرعة مع نور ونزلت الشغل. بعد الشغل عديت على ليلى عشان ننزل نشتري هديتها، واتفاجأت إن معاها رنا!


نزلنا من العربية وكانت الكرافات مفتوحة كعادتي بعد الشغل، لقيت رنا بتقرب وبتقول:


" هي مراتك حتى ما بتعرفش تربط كرافات! أعملهالك؟ "


زفرت بخنقة وأنا بقول:


" مراتي بتعرف تعمل كل حاجة، ولو مش بتعرف دا شيء يخصني أنا وحياتي، مش يخصك. أتمنى ما تجيبيش سيرتها بطريقة تستفزني، عشان ما تشوفيش رد مش هيعجبك. "


أنا فاكر كويس، إنه عدى شهرين وما جابتش سيرة نور على لسانها أصلًا، بس كانت فعلًا غريبة ومزعجة. من شهر ماما جات الشركة وخليتني أعيّنها تشتغل معانا. هي كفء وشاطرة، بس أنا مش عاجبني الوضع، عدى الشهر وكانت شغالة في الفرع كويس،بس انا مش مرتاح


" علي... عاوزة أعمل حاجة بس ما تزعلش. "


بصيت لها بحنية وأنا بسيب المعلقة وبقرب منها وأقول:


" أزعل منك؟ صعب. دا مستحيل أزعل. قولي يا عمري عاوزة تعملي إيه. "


ضمتني أكتر وقالت:


" حاسة إني مش كويسة. حلمت حلم وحش أوي وحاسة إني عاوزة أعيط من الصبح. ومستنياك تنزل عشان أعيط براحتي. "


اتنهدت. طول الشهر اللي فات كان في كل شوية سبب مختلف للعياط. بس أنا متفهم، تغيرات جسمها بتطغى عليها، وأصلًا نور خفيفة وأي حاجة بتأثر فيها. كنت مضايق عليها، مش منها، لا... عليها، عشان ما بحبهاش تنغمس في الحزن. بس مش لازم دايمًا أعمل اللي في وجهة نظري أنا، يمكن الصح إني أسيبها تخرج مشاعرها بطريقتها.


قعدت في حضني تعيط شوية، وبعدها بعدت وقالت وهي بتمسح دموعها، لكني سبقتها ومسحتهم:


" يلا قوم بقى عشان شغلك، الساعة قربت على 8. "


ابتسمت لها وأنا بقول وأنا حاشرها في حضني:


" لا، ما فيش شغل النهارده. في يوم كامل معكِ ولكِ بس. حتى كمان هقفل الموبايل عشان الإزعاج. "


" بلاش تقفله، عشان لو في حاجة مهمة. وبعدين ممكن تشتغل شوية من البيت عشان ما يحصلش مشكلة في شغلك. "


قضينا اليوم ما بين إني قاعد بسمعها، أو محاولات إني أضحكها. والجميل إن بعد فقرة العياط غسلت وشها وبقت مبسوطة جدًا، وبتشكرني إني احتويت ساعات حزنها. وهدف اليوم كله كان إنها تبسطني بكل الطرق. وقررنا نعمل بشاميل سوا.


" حبيبي، موبايلك بيرن بره. "


" طب معلش، هاتيه عشان لو سبنا البشاميل من غير تقليد هيتقل أوي. "


سابت المواعين اللي بتغسلها وخرجت تجيب الموبايل، وكان المتصل رنا. جات جنبي وفتحت المكالمة على الاسبيكر عشان أرد، لأنها توقعت إنها عاوزة حاجة للشغل.


" فينك يا لولي؟ عديت على مكتبك من شوية ما لقيتكش، وقالوا إنك أخذت إجازة النهاردة. خير، إنت تعبان أو في حاجة؟ "


أول مرة أسمع منها الكلمة دي!

ديما بتحاول تلطف، لكني بصُدّها. بصيت لنور اللي مستنية رنا تخلص كلامها، وقبل ما أرد قالت هي:


" والله يا رنا، لولي مش فاضي النهاردة. كنت تعبانة أنا والبيبي مقدر يسبنا … عبالك أنتِ كمان ربنا يرزقك بزوج صالح زي علي كده، ولما تبقي حامل هتفهميني أكيد. معلش علي مشغول عشان بنعمل أكل أنا وهو. بكرة ابقوا اتكلوا… سلام. "


ومن غير ما تستنى الرد، قفلت الخط على طول. وأنا كنت سامع صوت رنا من هنا، أكيد كانت بتشتمها. ضحكت على برود أعصابها وهي بترد، لكن لما ملامحها اتغيرت والابتسامة اختفت، سألتني:


" لولي! ممكن أفهم إيه دا! "

يُتابع…

رواية علي ونور الفصل الثالث 3 من هنا

رواية علي ونور كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات