رواية حب عبر الحدود الفصل الثامن عشر 18 بقلم إسراء هاني شويخ

رواية حب عبر الحدود (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم إسراء هاني شويخ

رواية حب عبر الحدود الفصل الثامن عشر 18

" ماحدش ليه دعوة بيا أنا هشتغل وأصرف على نفسي وهأدفع أجار الملحق "

غصة مريرة اجتاحت حلقه وقف ببرود ظاهري وقال " وهتشتغلي ايه "

ردت بتحدي " اي حاجة هفتح كشك أبيع فيه ولو هأشتغل خدامة ما عنديش مشكلة مش عايزة جميلة حد "

سكت قليلا ينظر لها يفكر في طريقة لقت.لها دون أن يكتشف أحد ليسألها مجددا " تمام أنا مبدئيا هاخد أجار الملحق ٢٠ الف دولار "

نظرت له بصدمة وعدم تصديق لتهمس بصوت مختنق " خلاص هاخد هدومي  وأجر أوضة على سطح "

قالت جملتها وطارت الى الملحق حتى تبكي بكل صوتها أغمض عينيه يأخذ نفسا ثم وجه أنظاره لأخيه وسأله " طبعا الحاجات اللي باعتها انت رجعتها "

هز رأسه بثقة وأخرجهم من جيبه وأعطاهم له ثم نظر لليلى وسألها بجدية مصطنعة " دلوقتي انا لو قت.لتها هتتطلقي من مروان "

ضحكت بخفة وهزت رأسها بلا مد يديه يطرقع أصابعه وقال " اتوكلنا عالله "

قال جملته ومشى بهدوء الى الملحق يفكر كيف يداوي جر..حها ويطمئنها .. 

ليلى باستغراب " هو في ايه "

مروان بابتسامه " أبدا خاف عليها فقالتله مش عايزة حاجة من حد وعايزة تصرف على نفسها "

ابتلعت غصة مريرة وقالت بهمس " هيا تمارا ممكن تكون متقلة عليكو أو... "

اقترب منها ووضع يده على فمها " هششش متقلة ايه دي ليلى وأي حد من طرفها أشيله على راسي العمر كله بعدين دي خالة بنتي فلازم أتحمل جنانها "

ابتسمت بسعادة وسألت " وايه اللي مخليك متأكد انها بنت "

مروان بضحك " أصل معايا فرمان لازم أخلف بنت لو مش دلوقتي يبقى اللي جاي على طول عشان خليل باشا يجوزها لابنه "

ضحكت بخفوت وقالت بغرور " والله بنتي انا ما جوزهاش لأي حد واللي يخطبها لازم أطلع عينيه الأول "

ضحك على مشا.كستها وقال بعشق " طبعا دي مامتها فلس.طينية يعني لازم يدفع كتير اوي "

أمسكت ياقة قميصه وقالت بحب " ان مروان الصغير طلع زيك هجوزها ليه ببلاش وأدفع ليه كمان "

دق قلبه لتلك الجميلة فسألها بحنان " بجد يا لولة انتي شايفة اني أستاهلك "

وضعت رأسها على صد..ره تنهدت وردت بصدق " عارف اللي بيتعب كتير اوي اوي وبيلاقي في الآخر نتيجة التعب ده مكافأة كبيرة انت كنت المكافأة دي يا مروان "

قاطعهم صوت صغير يعشقه أكثر من والده فهو في مدرسة خاصة يأتي كل اسبوع يومان ترك ليلى وذهب يحت.ضنه بقوة ويقب.ل كل انش بوجهه وقال بحب شديد " وحشتني اوي اوي يا مارو "

مارو بضحك " وأنت ايضا متى ستأتي ابنتك لتلعب معي "

ضحكت ليلى ومروان ليجيب " لسة عايزة ٦ شهور وشويا ان شاء الله "

صفق مروان بسعادة وقال " سأسميها تمارا وأتزوجها عندما تكبر "

رغم الغيرة التي نشبت في صد.ره على صغيرته التي لم يراها بعد الا انه أجاب " يبقى نسميها تمارا لأجل عيونك بس ما تطلعش مجنونة لخالتها أما حكاية نجوزهالك فأكيد طبعا ده خليل شويا يكتب كتابها قبل حتى ما نعرف ولد ولا بنت "

لم يفهم الصغير بعض كلماته لكنه ابتسم وسأل  " أنا جائع جدا وأين أبي "

ذهبت ليلى مسرعة تجهز له الغداء ورد مروان عليه " بيعمل حاجة وجاي بسرعة تعال بقى قولي عملت ايه الاسبوع اللي فات "

وصل غرفتها دق الباب ودخل وجدها تجلس في سريرها تبكي بانهيار اقترب ينظر لها بندم جلس امامها وسحبها لحض.نه لأول مرة كان من المفترض ان يفعل ذلك يوم خوفه عليها وكأنها ما صدقت ذلك ما هذا الدفئ الذي شعرت به وما هذا الأمان الذي أحاطها شعرت بأنها في حض.ن أبيها

لتبكي بشدة لدرجة أن جس..دها كان يهتز كان يمسد على ظهرها بحنان وقلبه نار تشتعل بصد.ره حزنا عليها يعلم ان ذلك البكاء ليس بسببه وحده بل بسبب كل ما مرت به ..

ابتعد قليلا ينظر لوجهها الذي زاد بهاءا بسبب بكاءها وقال بهمس دافئ " للدرجة دي كان خليل وحش "

ردت بشهقات " انا مش كدة انا كنت عايشة مبسوطة عندي بيت وأهل عندي كل حاجة حياة حلوة مدرسة صحاب كل حاجة بطلبها باخدها كنت مدللة كنت بنت عز والله العظيم فجأة الدنيا تقلبت وبقيت في الشارع من غير اي حاجة بعدها ماما وأختي راحوا بعدها اخويا وبابا وبقيت أنا وليلى لوحدنا من غير حد ورغم كدة ما مديناش ادينا لحد مرينا في مجاعة صعبة اوي ما كناش بناكل باليومين بس نفسنا كانت عزيزة ليلى قبل است..شهاد ماما كان عندها صفحة انستا فكرت تعمل حاجة تساعد الكل فيها وفعلا اشتغلت مبادرة والله العظيم كانت تبدي الناس علينا احنا اخر حاجة تحط لينا الأكل آخر حاجة وعمرنا ما اخدنا اكتر من الناس عشان خوفنا من ربنا "

سكتت تخرج شهقات حارقة ثم تابعت وهيا تنظر له " فأنا مش عايزة أكون عالة على حد حتى لو هموت من الجوع انا هكفي نفسي بنفسي مش عايزة أتقل عليك ولا على أخوك واسفة على الفترة اللي فاتت اني تقلت عليكوا وان شاء الله أول ما أشتغل هأدفع تمن كل ده "

ولأول مرة تمتلأ عينيه بالدموع التي أحر..قا عينيه هل كل هذا مرت به هذه الطفلة يالله صبرا ولطفا بها وبأهل غز..ة تنهد بأسى قال بندم ووجع " هو خوفي عليكي كان غلط عشان تفكري كدة "

نظرت له بعدم فهم ليكمل هو بغصة " انا خوفت خوفت اوي ولما بخاف بستغبى غصب عني ولو انك متقلة عليا يا تمارا هشيل يدي تروحي تيجي مش مشكلتي تتخطفي تتأذي مش مشكلتي بس انا خوفي عليكي خلاني قولتلك كدة ايه اللي يجبرني لو متقل منك أخاف عليكي وأوصلك وأرفض ترجعي لوحدك أسهل حاجة أعمل حالي مش شايف بس ما قدرش أنا قلبي تقبض فجأة وعرفت انك مش كويسة جريت زي المجنون ايوة ردت فعلي كانت غبية بس والله انا كدة طول عمري أما بخاف على حد بضايقه وبزعله "

راحة شديدة اجتاحت اوصالها ودق قلبها بشدة من شدة سعادتها بكلامها لتسأله بهمس " يعني أنا مش متقلة عليك "

مسح دموعها بحنان ورد بصدق " انتي اللي ليكي جمايل علينا مش احنا "

نظرت له بعدم فهم ليكمل بامتنان " ابني اللي نسيت صوت ضحكته بقيتي حد مهم عنده أوي بتدرسي بتلعبي معه بتهتمي بأكله وباللي بحبه لولاكي ما كنتش عرفت انه المربية بضايقه ولا عرفت اني مقصر في حاجات ما كنتش أعرفها "

سكت قليلا ثم تابع " وأنا كنت أفضل في اليومين بدون أكل لأني ما بحبش آكل لوحدي حتى لو ميت جوع بقيتي طول الوقت بتعملي أكل بحبه وبتجمعينا وانا متأكد عشاني أنا "

أغمض عينيه وتابع بألم " من وأنا صغير ما كنتش بحب آكل وحدي كانت ماما الله يرحمها دايما بتاكل معايا "

نظرت له بصدمة هل مارتينا ليست والدته فهم نظرتها هز رأسه وقال " أيوة انا يتيم الأم ماما مرضت بالسر...طان بعد أما خلفتني بسنة وفضلت تتعالج سنة وبعدها ترجت بابا يتجوز تاني عشان تتطمن عليا تجوز بنت خالتها بس للأمانة رغم أنها اهتمت للفلوس والشهرة وكل حاجة الا أنها كانت تحبني اوي حتى بعد أما خلفت مروان وتاج أختي بس انا شافت فيا بابا لأنها كانت بتحبه أوي فكانت بتحبني وبعد اما بقى عمري ٦ سنين ماتت بعد أما تعبت اوي "

هبطت دمعة حا..رقة من شدة اشتياقه لها ثم تابع " تمارا رغم اني انا اللي أكبر منك بس شوفت فيكي أمي كانت صغيرة زيك شوفتك بتهتمي فيا بتنصحيني دايما جمبي فمين اللي ليه جمايل عند التاني "

كانت دموعها تهبط حزنا عليه لتمسحها وتهمس بمشا..كسة حتى تحسن نفسيته " ربنا يخليني ليكوا انا بجد مش عارف من غيري كنته هتعملوا ايه عشان كدة بدال ما اشتغل واغلب نفسك هاخد الراتب من حضرتك فأنا هعملك تخفيض وهاخد في الشهر مية ألف دولار كويس "

صدحت صوت ضحكته في المكان " مية ألف ده أنا ما بقبضش المبلغ ده "

ردت بمزاح " خلاص يفتح الله اشوف حد تاني يقدر مجهودي ده انا جايين عروض بأكتر من كدة بس انا قولت انت أولى "

خبط رأسها ورد بضحك " يا شيخ اتلهي هو حد يعرفك غيري "

سكتا قليلا ينظرا لبعضهم ليهمس بحنان " خلاص صافي يا لبن "

تمارا بدلال " لا ماليش مزاج أصالحك دلوقتي "

رفع حاجبه وقال بسخرية " ده آخر اللي يدلع حد بياخد على دماغه "

" عاجب ولا مش عاجب "

أخرج من جيبه سلسلتها والحلق وألبسهم اياهم وقال بصوت حنون " ده عاجب وعاجب وعاجب المهم ما تزعلش حقك عليا وأوعدك ان خوفتيني عليكي تاني هك..سر دماغك برضو "

ضحكت بخفوت ليتفاجأ بها تعود لحض.نه وتشدد من ضمه ابتسم وأحاطها بذراعيه ليسمع انتظام أنفاسها عدل من نومها وقب.ل رأسها وغادر توقف في المكان يريد المغادرة لكنه لم يقوى على تركها وحدها في الملحق قرر أن ذهب شقته يجلب بجامة بيتية ويعود للغرفة المجاورة وينام بها خوفا عليها ...

***

كانت تجهز الأكل لزوجها لمحته يقف يراقبها اقترب يريد أن يأخذ كأسا من قربها لتفاجأه بردت فعله عندما خبأت وجهها .. 

صعق بل تجمدت اطرافه حدق بعينيه ينظر لخوفها ... 

ليهتف بصعوبة " ليلى انتي فاكراني هضربك "

فركت يديها بتوتر بسبب صدمته اقترب يحت.ضن وجهها وقال برجاء " ليلى قولي انك ما خبتيش وشك خوف مني اني أضربك"

همست بخجل " مروان اهدى مش ... "

تركها وغادر بسرعة لا يصدق أنه بسبب غباءه وتسرعه فقدت الأمان برفقته قابله خليل بطريقه وتفاجأ بغض.به أوقفه ينادي عليه لم يجيبه وغادر بسيارته ...

ضيق عينيه ثم صعد غرفته يجلب بجامته لتوقفه ليلى بحزن " خليل ينفع تكلم مروان تهدي "

" ليه ايه اللي حصل انا شوفته خارج متضايق وما ردش عليا "

قصت له ليلى ما حدث تنهد بتعب وسألها " انتي بجد افتكرتي هيضر.بك "

ليلى بصدق " أنا والله عشان عمرو ماحد عملها فلسة الرهبة موجودة انه يعيدها تاني بس كان رد فعل تلقائي غصب عني كلمه يرجع والله ما أخاف منه تاني "

هز رأسه وصعد يكلم شقيقه ليحثه على العودة 

في اليوم التالي فجاءه اتصال من تمارا " مروان الحق ليلى هترجع فلس.طين دلوقتي هيا بالمطار "

ركض للمطار ليجد الطائرة تحلق في السماء وخليل يقف ينظر لها .. 

اقترب من أخيه وسأله بعدم تصديق " ليلى فين "

خليل ببرود " ما قدرتش تنسى انك ضر.بتها فطلبت مني ارجعها بلدها "

يتبع...

رواية حب عبر الحدود الفصل التاسع عشر 19 من هنا

رواية حب عبر الحدود كاملة من هنا