رواية فرحة لم تكتمل عبر روايات الخلاصة بقلم ليالي ديسمبر
رواية فرحة لم تكتمل الفصل الرابع 4
مريم فضلت ساكتة شوية، وبعدين قالت بصوت واطي:
مريم: "أنا مشكلتي إني باحب بسرعة… وبصدق… وكل مرة بتنتهي بكسرة جديدة."
بدأت تحكي، عن أحمد، عن آدم، عن خيبتها في كل اللي ادتهم أمان وهي ما كانتش لاقية الأمان حتى في بيتها.
والدكتور كان بيسمع من غير ما يقاطع، بس عينيه كانت بتلمع بالتفهم.
دكتور هشام: "إنتي عارفة يا مريم إنك مش غلطانة إنك بتحبي؟ الغلط إنك بتنسي تحبي نفسك قبلهم."
مريم لأول مرة تحس إن فيه حد فاهمها بجد، مش بيشفق عليها ولا بيأمرها، بس بيشوفها… بيشوف الطفلة اللي كانت بتدور على حب يطمنها، واللي كبرت وهي بتتألم في صمت.
دكتور هشام: "لازم تدخلي الكلية، لازم تخرجي."
مريم: "مش هينفع."
دكتور هشام: "ليه؟ عشان مامتك؟"
مريم: "لا."
دكتور هشام: "أومال إيه؟"
مريم: "تعرف يا دكتور؟ كل الأحلام اللي كنت باتمناها من وأنا صغيرة، بقت كوابيس دلوقتي. أنا با كره كل حاجة دلوقتي."
دكتور هشام: "هو إيه السر اللي خلا مامتك تحبسك كده في البيت طول السنين دي؟"
مريم: "ما فيش الكلام ده."
دكتور هشام: "قولي، ما تخافيش مش هاقول لحد، أنا دكتورك."
مريم (بتوتر): "أنا اللي ما عملتش، ماما اللي عملت… خانت بابا."
دكتور هشام: "إزاي؟"
مريم: "كانت بتكلم صاحب بابا على التليفون، وأخويا عرف وعمل خناقة معاه، ومريم أختي كمان كانت عارفة. بس أدهم أخويا جاله عقد عمل بره وسافر وما بقاش يكلم ماما، وأختي نفس الحوار ما بتكلمهاش. هما حاولوا يداروا الموضوع عليا عشان الكلام ما ينتشرش لأني كنت طفلة، بس عرفت بسبب الكلام اللي كان بيدور وبابا مسافر."
دكتور هشام: "أبوكي عرف حاجة طيب؟"
مريم: "لا طبعًا، ده كان فيه قتل لأمي."
دكتور هشام: "طب إيه اللي دخل ده في أن أمك تحبسك في البيت؟"
مريم: "عشان ما أسافرش وأبعد عن أمي وما أكلمهاش زي ما إخواتي ما عملوا معاها."
الخروج من السجن
دكتور هشام (بهدوء واهتمام): "طب إيه دخل ده في إنك تدفني نفسك بالشكل ده؟ ليه تقبلي إن حياتك كلها تتعاقب عشان ذنب مش ذنبك؟"
مريم (بصوت مرتعش): "ما كنش قدامي اختيار... كنت باشوفها بتنهار، وكنت خايفة أكتر من إني أبقى سبب في وجعها... قلت يمكن لو فضلت جنبها، ما تتغيرش زيهم."
دكتور هشام (وهو بيهز راسه بتفهم): "بس في الحقيقة، إنتي اتعاقبتي زيهم، ويمكن أكتر… لأنك فضلتي تعيشي في سجن من سكوتك، ومن خوفك، ومن ذنب مش ذنبك."
مريم (والدموع بتلمع في عينيها): "كنت باحبها، وكنت باقول هي أمي، يمكن تتغير…"
دكتور هشام (بنبرة أحن): "وهو ده أصل وجعك يا مريم… إنك بتحبي الناس حتى وهما بيكسروكي، وبتصمتي وتضحي ورا ضهرهم، بس نسيتي تحبي نفسك وتدافعي عنها."
(يسكت لحظة، وبعدين يكمل)
دكتور هشام: "إنتي عندك موهبة، وعندك قلب جميل، وعندك جمهور بدأ يحب اللي بتكتبيه… تعرفي ده معناه إيه؟" مريم (بدهشة): "إيه؟" دكتور هشام: "معناه إنك قادرة توجعي القلم بدل ما يوجعك حد. قادرة تعيشي، تخرجي، تتعلمي، وتكملي الطريق بطريقتك. بس محتاجة تاخدي أول خطوة…" مريم (بتردد): "أول خطوة؟" دكتور هشام (بابتسامة دافية): "..." (مريم تنظر له للحظة طويلة، وكأنها لأول مرة بتشوف نفسها بعيون حد شايفها فعلًا... بعدين تهمس)
بداية جديدة
دكتور هشام (وهو بيقوم من مكانه بابتسامة تشجيع): "اتفضلي يا مريم، يومنا يوم التلات الجاي… عايزك تكوني قدمتِ في الكلية اللي بتحلمي بيها، حتى لو أونلاين، حتى لو من غير دعم حد… بس تعمليها لنفسك، مش لحد تاني… ماشي؟"
مريم (بابتسامة بريئة وعيونها فيها دمعة فرح طفولية): "ماشي…"
(الدكتور بيقف جنب الباب، وبنبرة جادة فيها حنان بيقول:)
دكتور هشام: "نادي أهلك، عايز دقيقة معاهم…"
مريم (وهي بتقوم بتردد): "هاتقول لهم إيه؟"
دكتور هشام (بنظرة ثابتة دافية): "هأقول لهم إنهم عندهم كنز… بس الكنز ده لو فضل محبوس، هيصدي. وأنا مش هأسمح بكده."
(مريم تخرج، وصوت خطواتها بيسبقها وهي داخلة تنادي على أمها… وفي عيونها للمرة الأولى، فيه لمعة أمل صغيرة… يمكن تكون بداية لحكاية جديدة.)
مواجهة قاسية
(دخلوا البيت. مريم قاعدة على الكنبة ساكتة، ووشها شاحب. إبراهيم - أبوها - واقف قدامها بشنطة هدومه وهو بيحاول يخبي قلقه بابتسامة خفيفة.) أبو مريم: "أنا اطمنت عليكي يا مريومة.. هأروح الشغل وهأجي الشهر الجاي إن شاء الله تكوني بقيتي أحسن." قرب منها، وبص في عينيها: "أوعي تسكتي تاني، فاهمة؟ أي حد يزعلك، كلميني على طول." مريم هزت راسها بهدوء، لكن ما اتكلمتش. وقامت دخلت أوضتها.
أبو مريم: "أنا اطمنت على مريم، وهأروح الشغل وهأرجع إن شاء الله. خلي بالك من بنتنا، ماشي؟" (أم مريم - أحلام - هزت راسها بس، من غير ما تبصله. هو قرب منها، باس راسها بسرعة، وخد شنطته جنب الباب وخرج.)
(بعد لحظات… الباب اتفتح تاني، أحلام - ملامحها ناشفة شوية، لكن عينيها بترقب مريم بفضول.)
أم مريم (وهي بتقفل الباب وبتقلع الشبشب): "هو مشي؟"
مريم (من غير ما تبص فيها): "أيوه… مشي."
أم مريم (بتقرب منها، ونبرة صوتها مش مفهومة قوي): "يعني أنا وإنتي بس في البيت بقى؟"
(مريم بتبلع ريقها، بتحس بخوف داخلي مش عارفة سببه، لكنها ساكتة.)
أم مريم (وهي بتحط الشنطة اللي كانت جاية بيها على الترابيزة): "اسمعي بقى يا مريم، أنا مش زي إبراهيم، ما بأحبش الدلع والكلام الفاضي. البيت ده له نظام، ومش عايزة مشاكل. مفهوم؟"
(مريم بتبص لها للحظة، عينيها فيها لمعة خوف.)
مريم (بصوت واطي): "أنا ما بأعملش مشاكل…"
أم مريم (وهي بتمسك الطرحة وتربطها على راسها): "كويس… خليكي كده، ساكتة وسمعة الكلام. وبالمرة، شوفيلي هدومي اتغسلت ولا لأ، وإياكي تكوني ناوية تروحي الكلية وتسيبيني لوحدي!"
(مريم بصمت تام… بتحاول تستوعب الوضع الجديد اللي داخلة عليه. من جوه قلبها بيرتجف… لكنها بترد بكلمة واحدة بس.)
مريم (بهدوء غريب): "أنا هاروح… غصب عنك."
(الأم بتلف لها بحدة، ووشها بيشد: مش متعودة مريم ترد… لكن مريم خلاص، مش هي نفس البنت اللي كانت ساكتة طول الوقت.)
(الأم واقفة مصدومة من رد مريم، عينيها وسعت، مش مصدقة إن البنت اللي كانت دايمًا ساكتة ومكسورة ترد بالشكل ده.)
أم مريم (بصوت عالي فيه غضب): "إنتي بتقولي إيه؟! غصب عني؟! إنتي اتجننتي يا بت؟!"
(مريم وقفت، وشها هادي بس عينيها فيها وجع سنين، قلبها بيدق بسرعة بس مش ناوية ترجع في كلامها.)
مريم (بنبرة قوية لأول مرة): "أيوه… هاروح الكلية، وده مستقبلي… لا إنتي ولا غيرك هاتمنعوني. بابا وعدني، ومش هأرجع في كلامي."
(الأم قربت منها، ووشها بيحمر من العصبية، ورفعت إيدها تفكر تضربها… بس مريم مسكت إيدها قبل ما توصل لوشها.)
مريم (بنبرة حاسمة وهي ماسكة إيدها): "ما تمديش إيدك عليا… عشان من النهار ده أنا مش البنت اللي كنتي بتستقوي عليها زمان."
(الأم شدت إيدها بغضب)
(الأم بتصرخ، وعيونها مولعة غضب، قربت من مريم وهي بتشاور بإيدها)
أم مريم (بصوت عالي وعصبية): "إنتي واحدة فاشلة! حتى اللي بيدخلوا حياتك عشان ينسوا بيكي اللي بيحبوهم، ما بيقدروش يحبوكي! تعرفي ليه؟! عشان ما فيش فيكي حاجة تتحب!"
(مريم رفعت عينيها فيها، لأول مرة نظرتها كانت قوية، مليانة وجع مكبوت اتحول لبركان.)
مريم (بصوت هادي بس بيزلزل): "يمكن... يمكن أنا فعلًا ما أستاهلش الحب… يمكن فعلًا كلهم كانوا بيستغلوني… بس إنتي؟! إنتي أكتر واحدة علمتيني إني أكره نفسي… كل يوم كلمة تهز ثقتي… كل يوم نظرة تقولي إني مش كفاية… وها روح كليتي غصب عنك وغصب عن أي حد. أنا خارجة، ولما أرجع… لازم ألاقيلك حل!"
(مريم فضلت واقفة، عينيها بتدمع بس الدموع مش بتنزل. وشها ثابت، كأنها لأول مرة بتواجه نفسها.)
(في اللحظة دي، مريم انهارت على الأرض، حضنت رجليها، وبدأت دموعها تنزل بهدوء، بس ما كنش بكاء عادي… مشيت لحد المراية، بصت فيها…)
مريم (بصوت متكسر): "أنا فعلًا ما أستاهلش الحب؟… ولا أنا اللي فضلت أدور عليه في قلوب غلط؟"
(راحت على سريرها، خدت كيس صغير من تحت المخدة… فتحته…)
(جواه كان خاتم من أحمد، سلسلة من آدم، ورقة فيها كلمة “بحبك” بخط باهت.)
مريم (بصوت شبه هامس): "كلكم كدابين… بس أنا اللي صدقت. كلهم مشيوا… حتى اللي وعدني إني مش لوحدي… حتى اللي كنت بأفكر إنه مختلف… حتى إخواتي مشيوا... حتى أبويا… مشي."
(رمت كل الحاجات دي في كيس زبالة… مسكته بإيديها المرتعشة…)
(آخر لقطة في البارت: مريم واقفة قدام المرايا، عينيها مليانة سواد، وبتضحك ضحكة واهية… وهي بتقول:)
مريم: "أنا خلاص… مش هاستنى حد يحبني… أنا كمان مش هأحبني…"
قبل ما تقوم
جالها رساله من علي الوتس
([ب] انت مش لوحدك انا علي طول جنبك سامحيني)
مريم خدت الرقم وبحثت عنه الرقم بسم مين
مريم بصدمه وقالت مش معقول أنـ............
... يتابع