📁

رواية "سيليا "بقلم شهيره عبد ابحميد

رواية" سيليا" بقلم شهيره عبد الحميد


رواية" سيليا " بقلم شهيره عبد الحميد

 الصورة دي وراها حكاية كارثية للأسف مش كتير يعرفها وبيستخدمها كنوع من أنواع التعبير عن الاكتئاب الالكتروني زي ما بيقولوا.


لكن الحقيقة هتكون صادمة لما تعرف أن صاحبة الصورة دي بنت سورية ماتت بأبشع طريقة تتخيلوها في الحياة.


البنت دي تبقى "سيليا" واللي تبلغ من العمر خمستاشر سنة فقط.. دلوقتي عقلك هيقولك ازاي طفلة خمستاشر سنة وصلت للأكتئاب اللي طلع تريند فجأة بالشكل ده وأيه اللي حصلها؟


سيليا بنت حياتها طبيعية جداً عندها صحاب في المدرسة وعايشة مع اسرة مكونة من اب وام واخت صغيرة خمس سنين.


معندهاش أي مشاكل نفسية ولا جسدية ولا حتى عاطفية.. الله؟؟ طب هي اكتئبت من أيه ؟؟!


سيليا اكتئبت من استقرار حياتها والروتين الممل المستمر، كل يوم بتقوم تروح مدرستها ترجع تريح شوية وتقوم تذاكر وتاكل وتنام وهكذا النمط مبيتغيرش.


لما فكرت إزاي تكسر الروتين ده بدأت تتجه لحاجات غربية جداً.. زي أنها تحلق شعرها نهائي فبالشكل ده روتينها هيتغير أنها تهتم بشعرها ويكبر كل يوم عن التاني.


أو أنها تعور أيدها بمسمى "كاتينج" كنوع من أنواع التجديد الجسدي واللي بالفعل بدأت تحس انها بتتبسط وبتحس بتغيير لما بتأذي نفسها.


والدة سيليا بدأت تشك في تصرفاتها وتلاحظ قد ايه بنتها بتتصاب بشكل شبه يومي على عكس العادة وكل ما بتسألها كانت بتقولها أنها في مسابقة جري في المدرسة وبتقع كتير في التدريبات وده أمر طبيعي.


لما والدتها ضغطت عليها انها تبطل اللعبة الملعونة دي وتحافظ على نفسها سيليا اتقيدت ومبقتش عارفة تختار حجة تقولها قدام أهلها.


رجعت تحس بالروتين البشع بيطاردها من تاني بعد ما كانت حست انها هربت منه ولقت طريق ترتاح فيه.


لكن المرادي قررت سيليا إن قبل ما الروتين يقتلها.. هي اللي تقتل نفسها..!!


غيرت صورة حسابها الشخصي للصورة اللي قدامكوا دي وكتبت عليها باللغة الأجنبية "الموت ليس لي، إذا هناك شخص منكم يعرف ما هي أخطر الاشياء على وجه الحياة فليرشدني لها كي أجربها وأثبت لكم أن الموت ليس حقيقي"


سيليا مكانتش كافرة.. لكن حبت تستفز اللي حواليا عشان يرشحولها أبشع الطرق اللي تقدر تستلذ بيها وهي بتنتحر وبتخلص من نفسها.


وبعد ساعة دخلها شاب أجنبي ماسنجر بيقولها " هناك تجربة إذا استطاعتي النجاة منها ستربحين مليون دولار.. ما رأيك بالمشاركة؟"..


ردت عليه وقالتله "وما هي التجربة؟"


رد عليها بسرعة كأنه روبوت مش إنسان طبيعي وقالها "سأرسل لكِ رابط.. كل المطلوب هو مشاهدة الڤيديو للنهاية وتنفيذ ما يريد منكِ بالحال"


سيليا عينها اتزغللت بالفلوس.. معقول ممكن تكسب مليون دولار؟ يعني لو جربت تدخل على اللينك وماتت هتكون عملت اللي نفسها فيه. ولو عاشت هتكسب فلوس كتير قادرين يغيروا حياتها للأفضل.


معترضتش لحظة وردت عليه وقالتله "أرسل الرابط.. جاهزة "


بعتلها لينك كبير لكن باللون الأسود.. لينك غريب أول ما فتحته لقت قدامها شخص مقنع قاعد ثابت مكانه مبيتحركش.


كانت فكراها صورة ولسه هتخرج لقيته بيقولها "متخرجيش وإلا هتخسري.. ولو خسرتي ومكملتيش هنبعت اللي يخلص عليكي.. اللعب هنا يا قاتل.. يا مقتول"


بدأت سيليا تحس انها اتورطت وقالتله "أنا مبخافش من الموت، دانا ريحاله بنفسي. لكن على أي حال هلعب معاك"


رفع الشاب قناعه وكان عبارة عن شيطان وشه دايب وعبارة عن أنسجة فقط اللي واضحة وقالها "حلو.. بحب البنات الجريئة اللي زيك واهو نلعب ع المكشوف"


سيليا مكانتش متحملة أنها تبص في وشه وقلبها اتقبض لكن مضطرة أنها تكمل اللي بدأته وقالتله "وأي المطلوب"


رد وقالها بابتسامة خبيثة "أختك الصغيرة سيرا "


اتعجبت أوي هو ماله ومال أختها ؟ ثم أنها طفلة مش هتعرف تلعب معاهم وقالتله "سيرا؟ لكن دي طفلة هتعمل إيه"


رد وقالها "بعشق الأرواح الطاهرة، تمنها غالي أوي في عالمنا. المطلوب منك هو قتل سيرا"


سيليا اتصدمت.. إزاي يطلب منها تقتل أختها ؟ هي كانت عايزة تلعب صحيح لكن بدون تدخل أرواح.


حاولت أنها تخلص منه وقالتله "أنا مش هكمل لعب.. ولو حبيت تبعت حد يقتلني مش مهم لكن أنا مش هنفذ اللي بتقوله ده في أختي أبدًا"


كانت على وشك أنها تقفل السكة في وشه لكن اتصدمت لما ضحك وقالها "لكن لو جيتلك دلوقتي مش هاخد روحك بس.. هاخد الأول روح ماما حبيبتك وبابا ثم روحك.. لكن اوعدك هنسيب سيرا تعيش في ملجأ أيتام وتتهنى بدنيتها عشان أختها المضحية رفضت قتلها"


سيليا خلاص وقعت في فخ الشيطان، ومضطرة أنها تكون القاتلة والمقتولة في نفس الوقت. فكرت لوقت قليل وقالت لنفسها أنها لو نفذت الشرط بتاعه وقتلت أختها بالفلوس هتقدر تسعد أهلها ويجيبولها أخوات غير سيرا كتير.


ثم إن سيرا لسه صغيرة وأهلها مش هيزعلوا أوي عليها.


محبتش أن الشيطان ينتصر عليها وقامت دخلت أوضة سيرا ومسكت سكينة وكتمت أنفاسها وقامت قتلاها اكتر من مرة والتليفون موجه عليها عشان يشوف بعينه.


ورجعت قعدت قدام الشيطان من تاني وهي بتقوله "ها؟ اظن كده إني كسبت"


ضحك وهو بيسقفلها وقالها "شكلك كده كسبتي بالفعل. لكن ناقص خطوة بسيطة اوي هتنفذيها وهسلمك الجايزة واختفي"


كانت متحمسة أنها طلعت اقوى من الشيطان وانتصرت عليه وقالتله "قول.. أنا جاهزة"


رد وقالها "مينفعش حد يقوم يلاقي سيرا مقتولة كده في سريرها وإلا هتتسجني وجايز يقتلوكي.. أنتي لازم تقومي تاكليها عشان لما يشوفوكي يقولوا انك ملبوسة ومش في وعيك والموضوع ينتهي"


سيليا على حافة الانتصار لكن ده طلب يفوق عقلها وجحودها.. راحت ناحية سيرا الغرقانة في دمها وحاولت تعض في دراعها لكن مش متحملة وفضلت تتقيئ.


الشيطان بقا يحفزها ويقولها "افتحي بطنها وكلي من امعاءها.. كلي منها وهتتعودي على طعمها"


سيليا جالها حالة صعر والشيطان هو اللي مُسيطر عليها.. وبقت تشد في أمعاء أختها بوحشية وتاكل فيها زي الحيوانات المفترسة.


وأول ما انتهت رجعت وهي بتمسح الدم من بوقها وخلاص مبقاش في حاجة ممكن توقفها وقالتله "دلوقتي كسبت؟"


رد وقالها "كسبتي يا سيليا.. كسبتي الدنيا وخسرتي الأخرة..حاولي تتخلصي من نفسك لأن ربك مش هيسامحك على اللي عملتيه دلوقتي خلاص.. أنا بريء منك" واختفى.


مسكت سيليا التليفون زي المجنونة وهي بتصرخ وبتكسر فيه ومنهارة.. امها وأبوها صحيوا على صوتها العالي ودخلوا شافوا منظرها ومنظر سيرا.


وقفت قدامهم سيليا وهي بتبصلهم وبتبص على أختها، وفي لحظة مسكت السكينة وفتحت بطنها بغضب وهي بتطلع في احشائها وبتشد فيها وبتفرفر على الأرض قدامهم. 


ولأخر نفس هي بتشد في أحشاء بطنها لحد ما فارقت روحها جسدها.


ومهما بلغ جبروت وقسوة البني أدم، الشيطان هيفضل وراه لحد ما يفقده نفسه وبعدين يتبرأ منه.


اصل الشيطان يا صاحبي هدفه واحد من وقت نزوله للأرض.. وهو أنه يغوي الإنسان وينسيه فطرته اللي اتخلق بيها ودينه.


متخليش نفسك فريسة سهلة للشيطان، وأشكر ربك على أي حال واختبار وضعهولك في الدنيا وسيطمئن فؤادك بإذن الله. 



Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات