📁

رواية لغة بِلا أحرف الفصل السادس 6 بقلم روزان مصطفى

رواية لغة بِلا أحرف عبر روايات الخلاصة بقلم روزان مصطفى

رواية لغة بِلا أحرف الفصل السادس 6

إتعرفت على منصور هنا في القاهرة، مُحافظتي 

بطريقة غريبة.. هو بيقول إنها كانت صُدفة، بس بعد كُل اللي إكتشفته عنه مش حاسة أبدًا إنها صُدفة.. 

كان تايه! أنا كُنت قاعدة على ترابيزة خارجية لكافيه وهو كان واقِف قصاد السور القُصير بتاع الكافيه، عمال يتلفت يمين وشمال ويبص في فونه ويرفع نظارة الشمس على شعره عشان يقدر يشوف كويس الفون

شربت من قهوتي وأنا ببُصله من وقت للتاني، لإنُه وترني! الساعة كانت 6 الصُبح، وقت بدري بس كان لازم أصحى بدري عشان ورايا مشاوير بدل فاقد وتجديد بطاقة لإن بطاقتي ضاعت ومشاوير كتيرة، نظره أخيرًا ثِبت.. عليا! 

قرب مني وقالي بهدوء: السلام عليكم (اللهم قوي إيمانك) 

بصيتلُه بخوف عشان الخطف والحاجات دي مُنتشِرة اليومين دول، لقيته هو شخصيًا متوتر فـ رديت وقولت: عليكم السلام ورحمة الله؟ 

قالي بضيق: من فضلك أروح مصلحة الأحوال المدنية منين؟ 

إستغربت لأني ناوية أخلص قهوتي وأروح، قولتله بهدوء: هتركب ميكروباص مـ.. 

قاطعني وقال: لا أنا معايا عربيتي، عايز بس توصفيلي المكان لأن القاهرة كبيرة وتتوه، وأنا مش باجي هنا كتير. 

قولتله بتوتُر: جربت تفتح جوجل ماب؟ 

قالي ببديهية: أكيد طبعًا بس الشبكة وحشة فـ غالبًا النت سيء مش لاقِط، خلاص شُكرًا. 

إداني ضهرُه فـ قولتله بهدوء: مُمكِن تسيب عربيتك وتركب معايا الميكروباص اللي هيوديني؟ هي كذا مواصلة بس هنجزك، ولو حابب ترجع لعربيتك إركب تاكس وقوله قُصاد كافيه "..."  اللي في الـ "...." 

قالي بهدوء: طب ما تركبي إنتِ معايا أسهل؟ أنا معايا عربيتي بدل ما نركب كذا مواصلة. 

رفعت حاجِب مِن حواجبي وسحبت شنطتي من جنبي، طلعت فلوس مِنها وحطيتها تحت طبق الفنجان بتاع القهوة وقومت من مكاني، جِه عشان يكلمني بعدت خطوتين لورا وقولت: أقسم بالله لو حاولت تلمسني لا اصوت وأفضحك، أنت عاوز إيه بالظبط!! 

رفع إيديه الإتنين علامة الإستسلام وقال: إهدي بس، والله ما أقصد أنا إتكلمت من غير تفكير وبعتذرلك، خلاص موافِق قوليلي نركب إيه طيب عشان نروح. 

بصيتلُه بـِ شك وقولت: أومال كُنت بتجدد وتظبط أوراقك إزاي طول السنين اللي فاتت؟ 

إبتسامة جانبية لإنه فهم ذكائي وبعدها قال: بظبطها في السجل عندنا في البلد، أنا من الأرياف وجاي هنا عشان قريبي بيشتغل هناك، وطلب مني حاجة من بيته اللي في البلد خدتها من أهله وجاي أسلمهالُه، وضحت الرؤية؟ 

قولتله وأنا ببل شفايفي بلساني: تمام، بس متمشيش ورايا عشان متخوفنيش. 

ضحك وقالي: طب يعني أسيبك تصلي إستخارة تتأكدي إني مش هأذيكِ؟ دا أنا اللي غريب في بلدك. 

كان لطيف، إستلطفته بصراحة، وركبنا الـ كذا مواصلة لغاية ما وصلنا، أول ما شاف المبنى والزحمة بص ليا بإمتنان وقال: أنا مش عارف أشكُرك إزاي الحمدلله إني قابلتك كان زماني لسه واقِف مكاني. 

إبتسمت ليه وقولت بهدوء: ربنا معاك، عن إذنك. 

كان يوم طويل أوي، وتناحة موظفين السجِل لا يُعلى عليها، والأسوأ إنه يوم من أيام الصيف.. كُنت لابسة دريس لونه سوفت بينك في أبيض، عشان بشرتي بيضا كان لايق عليا..  وطرحة رمادي فاتح وشنطة وشوز لون الطرحة.. 

حسيت إني مهبطة شوية فـ وقفت بعد مشي كام خطوة قصاد معصرة في شارع جانبي ووقفت قُدام الراجِل وأنا بقول:  لو سمحت عايزة كوباية عصير قصب كبيرة. 

ببُص جنبي لقيت منصور! واقِف بيشرب الكوباية بتاعتُه بإيد وماسك الفون بالإيد التانية، رفع راسه عشان يكمِل شُرب فـ شافني وقال بصدمة:  إيه دا! معقولة حصلك هبوط من ريحة  الناس والزحمة زيي؟ 

ضحكت على كلمة ريحة الناس، وجت كوبايتي مسكتها وشربت منها كتير على بوق واحد، بعدين نزلتها عن بوقي وانا باخُد نفسي وبقول: إنت لسه مخلص؟ دا إنت حتى مش داخِل تعمل إجراءات إيه اللي أخرك كُل دا؟ 

قالي بتعب: عملت مليون مشكلة جوة، واحِد واقِف بيقولي الطابور يا استاذ قولتله داخِل أسلم حاجة لموظف وامشي بدأ يعلي صوته، روحت مديلُه كلمتين حلوين. 

خرجت منديل من شنطتي وجففت بيه وشي من العرق البسيط، وطبعًا شعري عرِق وبان على الطرحة بُقع عرق وكان شكلي ميسُرش عدو ولا حبيب. 

خلصت كوبايتي وقولتله: فُرصة سعيدة، عن إذنك. 

نزلت السلم بتاع المعصرة فـ نزل ورايا وهو بيقول: لو سمحتي! 

لفيت وبصيت ليه فـ قالي: هو إنتِ ساكنة قُريب مِن الكافيه اللي شوفتك فيه؟ 

الكافية كان تحت بيتي، نفس العمارة! بتاع جارنا لأنه... لكن محبيتش يعرف عنواني فـ قولتله: أه شوية، إشمعنى؟ 

قالي بهدوء وهو بيبلع ريقُه: نرجع مع بعض في نفس المواصلات عشان أرجع لعربيتي، لو مش هزعجك. 

 قد كان، بس ممشيناش سوا.. وصلنا عند الكافيه وقف عند عربيتُه وهو بيبُص ليا ماشية دايخة ومش قادرة من الحر..

وطلعت بيتنا، أول ما دخلت رميت الشنطة وخلعت الطرحة وإترميت على الكنبة، الواحد بينزل متشيك بيرجع متمرمط. 

خدت شاور وصليت ونمت، صحيت على الساعة 7 بالليل أكلت حاجة سريعة وقولت أطلع البلكونة لإن الكافيه هيشغل أغاني محمد فؤاد دلوقتي وأنا بعشق أغانيه.. أخدت طبق ترمس من اللي ماما عملاه وقعدت وانا لابسة الخمار البيتي بتاع ماما فوق البيچاما وقاعدة ببص لتحت وأنا بسمع الأغنية ( زي الليلة قابلتها، زي الليلة عرفتها.. وإتولدت جوايا مشاعِر لقتني بحبها) 

قولت بمزاج: يا سلام عليك يا فؤش وعلى إحساسك. 

لفت نظري حاجة غريبة في الشارع، الرصيف اللي قصاد رصيف عمارتنا من الجهة التانية، اللي بيننا وبينه شارع.. راكِن قصاده عربية شبه بتاعة الجدع اللي قابلته الصبح وخلصنا المشوار سوا، إتعدلت في قعدتي على الكرسي وأنا بضيق عيني وبحاول أطلع الترمساية من قشرتها بسناني، بتأكد دي عربيته ولا لا..  لقيته جاي من الشارع الفرعي التاني وشايل كيس في حاجات أعتقد من الماركت الكبير اللي في الشارع الجانبي، مياه وحاجات اعتقد.. بس إيه اللي مقعده لحد دلوقتي!! 

ركب العربية وإتحرك بيها.. ومشوفتوش لمدة إسبوعين 

بعدها جه إسبوع بقيت كل ما أنزل اروح شغلي (اللي منعني عنه بعد الجواز)  ألاقيه قاعد في الكافيه دا.. 

بعدها طلب يقابل بابا، وأنا كـ اي بنت كنت مبسوطة يعني إنه بيحاول يشوفني وبيقطع المسافة دي بين محافظته ومحافظتي عشاني، طبعًا كان في رفض من عيلتي إني أتنقل من مدينة لأرياف، بس أنا كُنت معمية حرفيًا في حُبه، وكُنت بتحايل على ماما تساعدني نمشي الأمور وتقنع بابا بس هي شخصيًا مكانتش مقتنعة، مع الوقت بابا وثق في منصور وحبه جدًا خصوصًا إنه راجِل شيك ولبق في الكلام وصوته هادي

إتخطبنا، وكان مستعجل على الجواز بس أنا اخدت وقتي، ست شهور وإتجوزنا. 


-الوقت الحالي


فوقت من شرودي دا وأنا سامعة صوت الدوش في الحمام شغال، بياخُد شاور بعد اللي عمله فيا! ولا كإني بني أدمة بمشاعر وبتحِس. 

صوت خبط على باب السويت خلاني إتعدلت في السرير بألم، قومت سحبت هدومي من الارض ولبست بسُرعة وانا بترعش وببُص على باب الحمام خايفة يخلص ويطلع، أو يسمع الخبط ويمنعني من فُرصتي الوحيدة. 

حطيت الطرحة على راسي بعشوائية وجريت ناحية الباب فتحته من غير ما أسأل مين

خدمة تنظيف الغُرف، لما شافتني وكان رقبتي باينهمن لفة الطرحة العشوائية وباين عليها علامات إبتسمت بخجل وقالت: هاجي كمان ساعة أنظف الأوضة يافندم. 

مسكت معصم إيديها وقولتلها: ممكن تساعديني؟؟ 

ملامح وشها بهتت، لقيت منصور في قفايا بيقولها: المدام عيزاكِ تحجزيلها في السبا والمساچ، لإننا بنجدد شهر العسل بتاعنا..

يتبع..

رواية لغة بِلا أحرف الفصل السابع 7 من هنا

رواية لغة بِلا أحرف كاملة من هنا

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات