📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثالث 3 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثالث 3 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثالث 3

 3 ابتسمت رحمة، واقتربت من أذن طاهر بكل براءة وعفوية وقالت: – هبقى أقولك بعدين، ما تبوظش الشغل... أبوس إيدك.


ابتسم طاهر وهو بيراقب من طرف عينه نظرات يمنى، الغيرة كانت واضحة في ملامحها، كانت بتبص للفتاة دي وتسأل نفسها: مين البت دي؟ إيه علاقتها بطاهر؟ وليه بيبتسم لها كده؟ وليه بيتكلم معاها بالراحة دي؟ ومتى عرفها؟


فضولها قهرها، فقربت منهم، وكأنها بتعترض الهدوء، وقالت بابتسامة متصنعة: – إزيك يا طاهر؟ أخبارك إيه؟ كنت فين طول وقت الفرح؟


رد طاهر بجملة جافة، ابتسامة مجاملة رسمها على وشه وقال: – عادي يا بنت عمي، كنت مشغول.


الجملة نزلت على رحمة زي الدوش البارد، قالت بخجل وهي بتحاول تستوعب: – هو حضرتك... تقرب للعروسة؟ آسفة، آسفة حضرتك...

بودي جارد الفستان الأبيض الفصل 3

الكاتبة صفاء حسنى 

قبل ما تكمل، حط طاهر إيده على فمها بلطف، وقرب منها وهمس عند ودنها وقال: – ممكن ننسحب من هنا بسرعة؟ ولا أسيبك تدوري انتي على توصيلة؟


هزت رحمة راسها بالرفض، كانت محرجة لكنها وافقت بصوت واطي: – تمام يا فندم.


وبسرعة وجهت كلامها لأبو العروسة: – فين اللي طلبته من حضرتك؟


رد الأب، اللي هو كمان عم طاهر، بخجل: – كنت هسأل مدير الفندق لو وافق تاخدي باقي الأكل اللي تبقى من الفرح... بس...


تنهدت رحمة، وملامح الحزن على وشها: – هو مش موافق يعني؟ طب هو فين؟ أكلمه بنفسي؟ الموضوع مش هيخسركم حاجة، الأكل ده هيروح الزبالة، غيركم يستفيد منه.


وبصت لطاهر وقالت بنبرة فيها رجاء: – ولا رأيك إيه يا فندم؟


هز طاهر راسه بالموافقة وقال: – تعالي خدي اللي انتي عاوزاه، وأنا هكلم المدير.


ابتسمت رحمة بفرحة طفولية، ومسكت إيده بعفوية وقالت: – بجد؟ طيب يلا بسرعة عشان متأخرش.


وفعلًا نزلت رحمة مع طاهر، والكل كان بيتفرج عليهم، مش قادرين يصدقوا طاهر، اللي دايمًا ماشي بشياكة وجدية، نازل المطبخ مع بنت بسيطة، بيمسك شنط وبيبتسم.


يمنى كانت بتبص عليهم   في قلبها، نار  بس حاولت تبرر: أكيد البنت مش عارفة إنه المدير، بس واضح إن في معرفة مسبقة. شكلهم مش أول مرة يشوفوا بعض.


الكاتبة صفاء حسنى 

وتذكرت موقف مع طاهر 

وفى يوم كانت الشمس نازلة بهدوء على الجنينة الخلفية في قصر العيلة،

و"يمنى" قاعدة على السور، رجلها بتلعب في الهوا،

وشعرها مفكوك ووشها فيه براءة الأطفال.


طاهر كان واقف قدامها، ماسك وردة سودة من الجنينة،

وقال وهو بيقدّمها لها:


– دي شبهك.


اتضحكت وقالت بدلعها المعروف:


– سودة؟ إنت بتغلط فيا يا طاهر؟!


قرب منها، ووشه على وشها، وقال بهمس:


– لا، بس زيك نادرة…

جميلة، ومش بتعيش كتير…

وأنا عايز أحتفظ بيك قبل ما الدنيا تطفيك.


حطت راسها على كتفه، وقالت:


– متسبنيش أبدًا…


رد وهو بيحضنها:


– لو العالم كله قلب عليا… عمري ما هسيبك.

أنتي بنت عمي… وأكتر من كده، أنتي روحي.


رفعت وشها له، وسألته بنبرة رقيقة:


– بتحبني قد إيه يا طاهر؟


قرب على ودنها وقال:


– قد عمري اللي جاى كله… ولو الزمن خانا، أنا هغلبه.


ضحكت وقالت:


– طيب، لو حصل مشكلة ما بين باباك وبابايا، هتختار مين؟!


اتوتر للحظة، وبعدها شدها على صدره وقال:


– اختار اللي ما اقدرش أعيش من غيره…


– يعني أنا؟


– أنتي... دا قرار قلبي، مش دماغي.

الكاتبة صفاء حسنى 

📍باك 

📍 في المطبخ...


دخل طاهر وقال للطباخ: – ادّي كل باقي طعام النهاردة للمدام رحمة.


ردت رحمة بسرعة، وبراءة خبطت طاهر في قلبه: – آنسة يا فندم.


وبعدها التفتت للطباخ وقالت بحماس: – ممكن تجهز خمسين طبق، وكل طبق فيه نفس الأكل متسوى، وكل طبق بسلطته في كيس، لو سمحت.


الطباخ بص لطاهر مستني التأكيد، لكن طاهر كان سرحان.


كان بيبص لرحمة، وهي واقفة وسط المطبخ، بتشاور وتوزع المهام بثقة، شعرها مغطى، بس عيونها فيها نور. في اللحظة دي، حس إنها مختلفة… حاجة غريبة، عفوية، وطيبة مش متصنعة.


هز طاهر رأسه بالموافقة، والطباخ بدأ التنفيذ.


بعد دقائق، جهزوا كل حاجة. رحمة خدت 25 شنطة، ومدّت لتطاهر 25 شنطة تانية، وقالت بابتسامة كلها فرحة: – خُد دي... اسمك بقى معايا. دا أول خطوة نرمي همومنا مع بعض.


اتصدم طاهر وسألها: – فاضل حاجة تاني؟


نظرت له رحمة، ونظرة عنيها فيها حنية فطرية، وكسفت وشها وهي بتقول بهمس: – كتير... بس كل حاجة بتيجي في وقتها.


ابتسمت رحمة وقالت:


– طبعًا الحلو.


ابتسم الطباخ وقال:


– شنطة الحلو.


ابتسمت رحمة وشكرته وقالت:


– شكرًا جدًا.


ووجّهت حديثها لطاهر:


– يلا معايا علشان اتأخرنا أوي.


كان الطباخ والعمال وكل الموجودين في المطبخ مستغربين جدًا من طاعة طاهر لرحمة بالبساطة دي. واحد زي طاهر محمد سليمان، مدير سلسلة فنادق، ماشي ورا بنت بسيطة زيها؟ ده اللي كان في عيونهم.


وحتى طاهر نفسه كان محتار من نفسه، وفضوله مجننه… عايز يعرف هي واخداه على فين بالضبط، وإزاي دخلت حياته كده فجأة واحتلت جزء من تفكيره في لحظة.

الكاتبة صفاء حسنى 

فعلاً مسك الأغراض وخرج معاها، وطلب من السواق ييجي بسرعة.


في دقايق كان أخد كل الشنط منها.


نظرت له رحمة وهي متسمّرة مكانها، تنحت فجأة.


استغرب طاهر وقفتها وسألها وهو بيقرب منها:


– انتي واقفة ليه؟ مش كنتِ متأخرة؟


تحدثت رحمة وهي في حيرة ووجهت له الكلام:


– انت اتصلت بأوبر ليه؟ بيكون أغلى من التاكسي العادي، وكمان العربية كبيرة، هتدخل إزاي الحارة؟ ولو دخلت ممكن يسرقوها…


ابتسم طاهر على براءتها وقال:


– أوبر طيب، اركبي يا ستي، ونركنها بعيد، ولو على الحساب متقلقيش.


وجّهت رحمة كلامها للسواق وقالت:


– معلش هتعبك معايا، شوف مكان للعجلة، وممكن توديني للأتيلية عشان أرجّع الأمانة.


ابتسم السواق وقال:


– حاضر يا بنتي.


لحظة رحمة إنها شافته قبل كده، وسألته:


– حضرتك أنا ركبت قبل كده معاك، صح؟ ووصلتني على الأتيليه… أنت تعرف؟


كان طاهر بينظر لهم باستغراب، بيحرك عيونه ما بين السواق ورحمة، ومستني يسمع.


رد السواق بابتسامة طيبة:


– فعلًا يا بنتي، من شهور تقريبًا، كنتِ ماشيه في الشارع وكنت هخبطك وقتها… انتي وقعتِ بالعجلة، انتي كويسة دلوقتي؟


ابتسمت رحمة وقالت:


– ربنا بيحبني، وقتها الحمد لله مكنش معايا فساتين. والعجلة عملتها، كنت راجعة من الجامعة بسرعة عشان ألحق ميعاد شغلي… ووقعت.


رد السائق:


– الحمد لله… بس انتبهي يا بنتي، عشان سواقة العجل وسط العربيات بيكون صعب.


ضحكت رحمة وقالت:


– سيبها على الله، يا راجل يا طيب… انت أنقذتني وقتها.


كان طاهر بيتابع الكلام في صمت، وعقله بيلف… تذكّر لما طلعت إشاعة عليه في الجرائد إنه يعرف بنت من الأتيليه، وإنه اتعاقد معاهم عشان يسكت الكلام الكتير.


مكنش يتصور إن البنت اللي طلعت عنها الشائعة… هي نفسها البنت اللي قاعد معاها دلوقتي، واللي أول مرة حس إن فيها حاجة مختلفة… بريئة، بس مش ساذجة، عفوية، بس مش قليلة.


قطع حيرته صوت رحمة وهي بتكمّل كلامها للسواق:


– أنا بقى هروح أعلّق الفستان، وهتستنى لحد ما أخلص، وبعد كده هتوديني على الحارة… وهتستنى الكابتن الجدع ده توصلّه بعد ما نخلص شغلنا، أوعى تنسى… وأنا هرضيك، وملكش دعوة باللي يظهر في الأبلكيشن، تمام؟

الكاتبة صفاء حسنى 

أنصدم طاهر، بص لها بذهول:


– كابتن؟ ويرضيك؟… هي البت دي هبلة؟ ولا بتمثّل؟!


وكانت دي أول مرة يحس فيها إنه تايه بين مشاعر متناقضة… استغراب، فضول، إعجاب، وابتسامة مش عايزة تفارق وشه.


دخلت يمنى الغرفة وهي ماسكة طرف فستانها بإيد، والتانية بتمسح عرق توترها… الجو كان فيه ريحة برفان إياد الطاغية، لكنها مش قادرة تميّز إذا كانت مرتاحة ولا مخنوقة.


الباب اتقفل وراها، وصوت "تكة القفل" حسّت بيه كأنه بيقفل على حريتها، على كرامتها… على نفسها.


إياد كان بيتكلم، بيضحك، بيقول كلام من اللي بتقال بعد كتب الكتاب…

لكن هي؟

كانت واقفة قدام المراية، بتبص على نفسها…

مش شايفة عروسة

ولا شايفة فرحة

كانت شايفة بنت ضايعة

وشايفة انعكاس ملامحها ودموعها اللي بتلمع بس مش نازلة

وشايفة ملامحها اللي بتسأل: "عملت كده ليه؟"

"كنت مستنية طاهر ينقذك؟ طب ما عملش… طب ليه؟ طب انتِ ليه كمان وافقتي؟"


كان صوت إياد حوالين ودنها، بس قلبها في حتة تانية…

بتفتكر حضن طاهر، صوته لما كان بيقولها: "أنتِ ليا… ومش هتكوني لحد غيري"

بتفتكر غيرته… خوفه… صمته وقت الجد

ولما سكت وسبها، كان ده أكتر صوت وجعها في حياتها.


حاولت تفوق من أفكارها،

ضحكت ضحكة مصطنعة لإياد،

بس حتى إياد حس إن الضحكة دي مش ليه…

ولا عمرها كانت له

لأن عيونها لسه هناك،

عند الراجل اللي وجعها وسابها، ومع ذلك، قلبها لسه معاه…


قرب منها إياد،

حاول يطبطب عليها،

بس هي اتراجعت،

مش بخوف…

بندم

عارفة إن اللي حصل مش ممكن يتصلح،

بس قلبها بيرفض يصدق إن اللي بينها وبين طاهر انتهى.


دخلت على الحمام

قفلت الباب

وبكت

بكت بصمت

وكل دمعة كانت بتنزل تقولها:

"كان لازم تصبري…"


عشقت بودي جارد الفستان الأبيض 

الكاتبة صفاء حسنى انتهى الفصل 3


يتبع...

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الرابع 4

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات