رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم صفاء حسني
رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثالث والعشرون 23
#الفصل 23
#الكاتبة #صفاء حسنى
#ردّت حنين بغضب، عينيها كلها نار ووشها احمرّ من القهر:
ـ الأستاذ بيضايقني... وعايزين نسكته بأي طريقة.
#انصدم طاهر، تجمّد مكانه كأنه مش مصدّق، وبصّ بسرعة ناحية حازم، وصوته اتغير بين الشك والخوف:
ـ إيه الكلام ده يا حازم؟... انت فعلًا عملت كده؟
#حازم اتوتر، عينه بقت تهرب من عيون أخوه، لكن قبل ما يرد، دخل نامق بابتسامة حاول يغطي بيها التوتر وقال:
ـ أنا أفهّمك الموضوع... الاتنين عملوا مقلب في بعض... كل الحكاية مش أكتر.
لكن رحمة، اللي كانت متابعة الموقف، نظرت لحنين بتحذير، وحاولت تهديها:
ـ أنا حذرتك يا حنين... بالله عليكي مش عايزين مشاكل تاني.
كلامها كان زي صاعقة على قلب حنين، اللي وشها اتبدل من الغضب للصدمة والخذلان. رفعت عينيها المليانة دموع ووجهت كلامها لأختها بعتاب مرير:
ـ اختك بتقولك إن شاب ضايقها... وكان عايز يلمسها بالعافية... وانتي بكل بساطة تقولي "بطلي مقالب"؟! في لحظة صدقتيهم وكذّبتيني أنا!
ثم التفتت ناحية نامق، وصوتها بيترعش:
ـ وحضرتك! مكنتش مركز معانا... كنت بتتكلم مع ماما عن السفر والدكاترة... ومشفتهوش زي ما أمي ما شافتهوش.
كشر نامق، نبرة صوته عليت وهو متضايق من التشبيه:
ـ أنا قعيد... مش كفيف يا آنسة، مفهوم؟! وبعدين أنا ظابط... وبركز في كل كبيرة وصغيرة. وأنا عارف كويس إنه لمسك. بس ليه مش انتي اللي علمتِ الأطفال إن الأب يكون حازم، والأم انتي؟!
حنين اتقدمت خطوة، ملامحها متحدية وصوتها بيترعش بين الغضب والكرامة:
ـ حضرتك... مش معنى إني براضي أطفال صغيرين وأشركهم في لعبة... يدي الحق لحد إنه يمد إيده عليا!
تنهد نامق، وحاول يتكلم بعقلانية أكتر، لكن نظراته كانت فيها صرامة:
ـ طبعًا مالوش حق... وأنا فعلًا واجهته واعتذرلك بعد ما أنا عاتبته. لكن انتي... واضح إنك بتحاولي تخلقي مشكلة من ساعة ما جيتي هنا، وكأنك عايزة توصلي رسالة لاختك... إن مفيش مكان ليكم وسطنا.
دموع حنين كانت خلاص بتغلبها، صوتها بقى مخنوق:
ـ هو صحيح... ملناش مكان هنا. انتو ناس مريضة... تشوفوا الغلط وتسكتوا عليه عادي. تقطعوا في بعض وتسكتوا عادي.
ثم وقفت، ونبرة صوتها ارتجفت أكتر وهي ترمي الكلام كالسهم:
ـ طبيعي جدًا... زي ما سكتوا على بنت عمكم... بعد ما جوزها اعتدى عليها بالضرب والعنف، بس عشان اسم العيلة! اتفقتوا تلغوا القضايا مقابل إنها تتنازل عن حقها. وطبيعي كمان... إن لما الأستاذ يتعدى حدوده... تسكتوا! أهو عادي عندكم.
خيم الصمت على الغرفة، الكل كان بيناظر بعض، وصوت أنفاسهم هو اللي مالي المكان... والجو تقيل كأن الكلام اللي خرج من حنين وقع زي الحجارة على قلوبهم.
---
بعد كلام حنين، الجو بقى مكتوم، كأن الكلام قطع النفس من كل اللي قاعدين.
طاهر وقف مذهول، عينه بتتنقل بين أخوه حازم وبين حنين. حس إن قلبه بيتشد ناحيتها، عايز يصدقها، لكن عقلُه رافض يتهم أخوه.
بصّ لها بصوت هادي لكنه متوتر:
ـ حنين... الكلام ده كبير أوي... إنتي متأكدة؟
حنين مسحت دموعها بسرعة بإيدها، ورفعت راسها بكرامة:
ـ متأكدة! أنا اللي عشت الموقف... مش محتاجة أجيب شهود.
حازم بقى مش قادر يسكت، اتكلم بعصبية وصوته عالي:
ـ انتي بتتبلّي عليا ليه؟! أنا ما عملتش حاجة... ولو في لمسة حصلت، كانت غصب عني وسط الزحمة واللعب!
قاطعته حنين، صوتها مليان وجع:
ـ غصب عنك؟! الراجل الحقيقي يعرف يسيطر على نفسه... مش يستغل لحظة!
طاهر شد نفس عميق، كأنه بيحاول يسيطر على أعصابه، وصوتُه اتكسّر وهو بيكلم أخوه:
ـ يا حازم... إنت عارف إنك لو عملت كده... مش هسامحك أبدًا.
حازم بصّ له بعيون مليانة غضب وجرح:
ـ إنت بقى مصدّقها؟! أنا أخوك يا طاهر... ولا أول غريبة تيجي تفرّقنا!
هنا نامق اتدخل، صوته كان تقيل وحاسم:
ـ كفاية! الموضوع لازم يتقفل دلوقتي... مش عايز مشاكل تفرّق البيت أكتر ما هو مكسور.
لكن رحمة، اللي كانت ساكتة ووشها شاحب، دموعها نزلت فجأة وقالت بصوت واطي:
ـ يمكن حنين معاها حق... يمكن إحنا بنتجاهل حاجات كتير عشان نرضي نفسنا ونحافظ على صورة مش حقيقية.
الجملة دي نزلت على الكل زي الرعد.
طاهر حس قلبه بيتقبض، بين حبه لأخوه، وبين نظرته لحنين اللي كانت واقفة قدامه زي جبل متحدية الكل، رغم دموعها.
---
انصدم حازم، وشه اتبدّل لونه من الغضب للاستفهام، صوته كان مبحوح وهو بيقول:
ـ إنتي بتقولي إيه؟! وليه محدش قالي إن أختي حصل فيها كده؟!
حنين رفعت حواجبها وبصّت له بسخرية، ضحكة قصيرة طالعة من قلب موجوع:
ـ هي طلعت أختك؟! سبحان الله... دلوقتي بس افتكرت!
الجو اشتعل. رحمة اتقدمت بخطوة سريعة، مسكت إيد أختها بشدّة، وصوتها عالي ومليان قلق:
ـ حنين! إنتي لسه صغيرة... فاهمة يعني إيه؟! كل تفكيرك وعقلك في الكتاب بس... لكن تغلطي في الناس؟! تتعدي حدودك؟ أو تهيني الناس؟ مش هاسمح.
ثم التفتت لــ حازم، بعينين فيها رجاء وخوف من تفاقم الموقف:
ـ حضرتك، اعتبر أختي أختك... إحنا ضيوف عندكم فترة، وبعد كده محدش عارف المكتوب إيه. فبلاش القسوة... بلاش التعدي أو التنمّر فينا.
حازم كان نفسه بيتنفس بسرعة، بيحاول يسيطر على غضبه، وبيدافع عن نفسه بحرقة:
ـ أنا ما اتنمّرتش على حد... هي اللي بدأت!
رحمة هزت راسها بالنفي، عينيها دمعت وهي بتقول:
ـ حضرتك من وقت ما شفتونا وانتَ قلت علينا خدم... وتنمّرت على أمي المريضة... وأنا سكت!
هنا حازم وقف متشدّد، نظرته متحدّية، صوته مزيج بين التبرير والعناد:
ـ لكن أنا ما كنتش أقصد تنمّر! على فكرة أنا ما كنتش أعرف إنتوا مين... والسؤال كان عادي. لكن أختك حضرتك... قالت عليا "ابن البوّاب"! وبعد كده لقّحت كلام، وفي الآخر قالت لــ كيان وكنان إني أمثل معاهم دور الأب وهي الأم... وكل ما كنت أقول حاجة... تضحك عليا! وتقدمني بطريقة تصغرني... ده كان بيضايقني.
شد نفسه بغيظ وهو بيكمل:
ـ فقربت منها، حطيت إيدي على كتفها... وقربت جسمها عليا، وهي ضحكت! فقلت عادي... هو عيب الزوجة تضحك على جوزها؟!
رحمة كانت واقفة متصندقة بين الاتنين، نظراتها متلخبطة بين تصديق حنين والدفاع عن أختها، وبين حيرة من كلام حازم اللي بيبان واثق.
سألت بنبرة مترددة:
ـ حنين... عملت كده؟
حازم رد بسرعة، نظرته صريحة وعينيه مغيّمة بغضب:
ـ وأنا أكذب عليكي ليه؟!
اللحظة دي اتجمّدت، كل واحد فيهم شايل غُصّة جواه، وكل كلمة نزلت زي السهم في قلب التاني. الجو مليان توتر، والسكوت تقيل كأن الجدران نفسها بتسمع وتشهد.
---
السكوت كان خانق، لدرجة إن صوت النفس بقى مسموع.
طاهر ما قدرش يسكت أكتر، بص لــ حازم بحدة وعينيه كلها قلق:
ـ استنى يا حازم... إنت متأكد من كلامك؟ يعني إنت مش بتزوّد ولا واخد الموضوع هزار؟
حازم رد بعصبية، وشه محمّر:
ـ أنا أزوّد؟! يا باشا أنا مش ناقص! أنا قلت اللي حصل بالظبط.
طاهر عضّ على شفايفه، قلبه مش مرتاح، كان حاسس إن فيه حاجة ناقصة في القصة.
في الوقت ده، نامق اتدخل، صوته هادي لكن نبرته حاسمة، زي ضابط بيحقق:
ـ أنا سمعت جزء من اللي حصل... وبصراحة يا حنين، أسلوبك مستفز أوقات. مش معنى إنك صغيرة تلعبي بالنار وتفتكري الناس كلها هتضحك معاكي.
حنين اتلفتت له، عينيها بتلمع من الغضب والدموع، ردّت بسرعة:
ـ حضرتك يا نامق مش شايف إن اللي حصل غلط؟! مش معنى إني بهزر مع عيال صغيرة يبقى حد يستغل ده ويلمسني!
نامق تنهد، عينيه غاصت في الأرض كأنه بيحاول يلاقي كلمات موزونة:
ـ عندك حق... هو غلط، وما حدش قال غير كده. بس يا أنسة حنين... طريقتك دايمًا فيها تحدي، وكأنك بتدوري على مشكلة. أنا ظابط وعيني على كل حاجة... هو فعلاً لمسك، بس كنتِ تقدري توقفّي ده بكلمة حازمة من غير ما تخلي الموضوع حرب.
رحمة قطعت الحوار وهي متوترة:
ـ بلاش نزود! يا ريت كلنا نفهم إن الغلط حصل... وخلاص اتعالج. مش لازم نحوله حرب.
حازم انفجر فيها بغضب:
ـ إنتي بتقولي اتعالج؟! أنا اللي طالع في الآخر متهم! طب هو أنا هفضل ساكت والكل يرميني بالتهم؟!
طاهر رفع إيده عشان يهدّي الموقف، صوته كان فيه قوة وكأنه بيحكم بينهم:
ـ كفاية بقى! الموضوع كده خرج عن حجمه الطبيعي... يا حازم، اللي عملته مش سليم، حتى لو كان هزار. ويا حنين... إنتي كمان لازم تفكري قبل ما تتكلمي.
الجو سكت لحظة، كل واحد فيهم غرق في أفكاره. طاهر عينه راحت على رحمة اللي كانت بتحاول تمسح دموع أختها وتخفي ارتباكها... اللحظة دي وجعته من جواه. كان بيتمنى يكون هو اللي يسندها.
أما نامق، فكان بيبص على الكل بعين الراصد... قلبه مشغول بالصورة الأكبر: البيت مليان توتر... وكل كلمة ممكن تولع نار. انا احكى الا حصل
---
فلاش باك
جلست حنين وسط كنان وكيان، وشها كله حماس فضولي وهي بتسألهم:
ـ طب احكيلي بقى… المسرحية دي عن إيه؟ تخص الأب والأم إزاي؟
رد كنان بعفوية وهو بيضحك:
ـ قولى دور الأسرة، وتحتوي على كام فرد ونقلدهم… كده يعني.
حنين ضحكت بسخرية وهي تميل عليهم:
ـ يا ساتر! لو قلدتوا بجد، المدرسة هترفضكوا حرفيًا!
حازم اللي كان قاعد قريب، شهق وهو متضايق:
ـ ليه إن شاء الله؟ شايفاني تافه ومش مسؤول؟
ابتسمت حنين بخبث وهي بتتفرج على عصبيته:
ـ شوف نفسك كده! شعرك منكوش، عامل زي العفاريت.
شهقت حنين بسخرية أكتر:
ـ شعري أنا منكوش؟! حوش حوش! ده شعرك إنت زي شعر الخرفان.
وكمان مطوله مش عارفة هتوديها على فين! اغسل المواعين بيه نوفر صابون.
حازم نفخ بضيق، خدها على صدره ورد بخشونة:
ـ إنتِ أصلًا متنفعش تكوني زوجة ولا أم، إنتي لسه طفلة!
حنين انفجرت ضاحكة بصوت عالي:
ـ وعلى أساس إنك إنت راجل بقى؟ روح يلا، مش كل ما شاب يفتكر نفسه رجل يبقى كده!
قرب منها حازم فجأة، مسكها من إيديها وجذبها ناحيته، صوته عالي وغاضب:
ـ أنا راجل غصب عنك! ومفيش زوجة محترمة تشتم جوزها!
انتفضت حنين تحاول تفلت، وصرخت:
ـ سيبني! إنت مجنون ولا إيه!
في اللحظة دي، دخل نامق بالعربية المتحركة بتاعته، صوته جه ساخر:
ـ إيه يا ولاد! زودتوها جامد، والعيال ناموا مش فاهمين حاجة، وإنتوا قاعدين مقضينها خناقة بجد… أب وأم يشرفوا!
ضغط على الزر، وجت الخدامة، فرد عليها بهدوء:
ـ ابعتي المربية تشيل العيال على أوضهم، وتعالي ساعدينا هنا.
في نفس التوقيت، خرجت رحمة من الباب الخلفي، سمعت آخر جزء من الخناقة. أول ما استوعبت المشهد… فطست من الضحك!
فضلت تضحك بصوت عالي، ضحكة هستيرية، كأنها بدل ما تصرخ من الغيظ، طلع معاها ضحك غريب، بيخفي خانقة كبيرة جواها.
قامت حنين بسرعة، مسكت إيد أختها وسحبتها برا للحديقة قبل ما تنهار وتعيط.
جلسوا الاتنين على الأرض، قمر الليل منورهم، ونسمة هوا باردة عدت كأنها تهدي غضبهم.
من بعيد، الشباب كانوا بيراقبوهم من ورا الزجاج.
طاهر عينه ما سابتش رحمة، مش فاهم إيه اللي جواها، بس حاسس إنها ضحكتها دي تخبي وراها دموع كتير، دموع هتنزل قريب… زي اللي حصل جوه.
نامق كان بيتكلم مع حازم بحدة:
ـ نفسي أفهم… إيه اللي استفدته من اللي عملته ده؟ هو لازم كل شوية تفتعل مشكلة مع حد؟ متعرفش تقعد هادي ساعة واحدة؟
ابتسم حازم بخبث وهو رافع حواجبه:
ـ أنا بريء يا باشا، إنت شايف البت لسانها إزاي؟ متبري منها، عكس أختها الهادية.
رد عليه طاهر، صوته مليان جدية:
ـ لسانها ده هو الحماية الوحيدة ليها.
البنت دي يتيمة، أبوها مات وهي عندها سنة ونص، ورحمة كان عندها ست سنين.
كبروا الاتنين في حضن أمهم لحد ما تعبت، نظرها ضعف من قعدة على المكنة وخياطة الليل والنهار. بعدها رحمة شالت الحمل كله.
سكت لحظة وبص في عينيه:
ـ يعني حنين اتربت لوحدها في منطقة شعبية، مليانة شباب… فيهم الكويس وفيهم اللي ميعرفش لا عيب ولا حرام. كان لازم تبقى كده، لسانها سلاحها، وتاكل أي حد بأسنانها قبل ما يقرب منها.
حازم بص عليهم من ورا الزجاج، واتفاجئ وهو شايف حنين، الطفلة اللي بتزعق طول الوقت، وهي بتتحول لأم…
كانت ضامة رحمة، بتمسح دموعها، ورحمتها بتعيط بحرقة.
طاهر حس بدقة قلبه تتسارع. المشهد ده وجعه…
شعر إنه ضغط عليها زيادة الفترة دي، وهي أصلًا حساسة وبتتأثر بسرعة.
لحظة خياله سرح… كان عايز هو اللي يكون مكان حنين، هو اللي يمسح دموعها ويحطها في حضنه.
حنين رفعت وشها، اعتذرت لأختها بعفوية:
ـ أنا آسفة… والله العظيم ما قصدتش أضايقك. هو الوضع كله غريب عليا زي ما غريب عليكي.
إحنا طول عمرنا بناكلها بدقّي يا أختي، ومش تحوجنا لحد.
فاكرة وإنتي في ثانوي؟ كنتِ تعملي ملازم وتبيعيها عشان تدفعي فلوس الدروس. كنتِ صلبة زي الحديد…
ولما جبتي مجموع عالي، اخترتي أدبي مش علمي، عشان توفري المصاريف. مع إن حلمك تبقي دكتورة. حتى بعد الثانوي، مجموعك كان يدخلك اقتصاد وعلوم سياسية… لكن دخلتي حقوق، قولتي كلية الشعب، أرخص!
دمعت عينيها، وضمتها رحمة من تاني.
ـ محدش يقدر يكسرني يا أختي. إحنا هنا كرامتنا أهم من أي حاجة. ومحدش يقدر يهينك طول ما أنا موجودة.
بس تعبت… تعبت من الجري ورا لقمة العيش.
كل شغلانة اشتغلتها كنت بدوس على كرامتي عشان ناكل. بس عمري ما قبلت الغلط.
دموعها نزلت، قلبها بيصرخ:
ـ نفسي ماما ترجع تشوف… والبيت يترمم.
نفسي إنتِ تدخلي كلية الطب، وأنا أخلص حقوق وأتعين معيدة، أو على الأقل أكون محامية شاطرة زي بابا الله يرحمه.
مسكت إيد أختها:
ـ أنا هنا عشانك إنتِ وماما… زي ما طول عمري بعمل المستحيل عشانكم. بس المرة دي لازم تساعديني…
إنتِ في أولى ثانوي. السنة دي حققي حلمي. ذاكري وادخلي علمي. جيبي طب.
فاكرة نفسك كنتي بتشتكي مني عشان ما بدفعلكيش دروس في كل المواد؟ أهو دلوقتي الفرصة قدامك. هنا بعيد عن قرف الحارة… بعيد عن الوحوش اللي هناك.
حنين نفخت بملل:
ـ لا طبعًا، هو أرحم هنا… بس مستفز برضه.
مش زي الوحوش اللي كانوا هناك، بس يعني… برضه يقرف.
رحمة مسحت دموعها، وتنهدت بتعب وابتسامة صغيرة:
ـ يبقى إيدك في إيدي.
وعايزاكي تعرفي إني أفدي روحي ليكي… بس بالمقابل، ما تصغرنيش قدام حد.
تتبع
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )
رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الرابع والعشرون 24