📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم صفاء حسني

 رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الرابع والعشرون 24

#الكاتبة صفاء حسنى 

#الفصل 24


#هزّت حنين راسها باعتذار خفيف، صوتها كله رجاء:

ـ حاضر يا رحمة… بس عشان خطري، بلاش تيجي على نفسك. أنا حاسة إنك مضايقة وكاتمة حاجة جواكي.


#مسحت رحمة دموعها بسرعة، حاولت تخفي ارتباكها بابتسامة ضعيفة:

ـ لا يا قلبي، أنا كويسة… إنتي مش عارفة أختك، لمّا بتكون تعبانة أو جعانة أو عايزة تنام وفات الميعاد… بتوتر وأتعب.


#هزت حنين راسها بعدم اقتناع، ونظرتها فيها غصة:

ـ أعمل نفسي مصدقاكي… مع إن واضح العيلة دي بخيلة! محدش عبرنا ولا جاب أكل من الصبح. والعشا أذّن ومحدش قال: "الناس دي أكلوا ولا لأ".


ضحكت رحمة رغم الدموع، كأنها بتحاول تخفف الجو:

ـ آه والله… تصدقي! بس أنا عاملة حسابي على فكرة.


بصتلها حنين بلهفة، عينيها بتنور فجأة:

ـ إيه! معاكي أكل ومخبيه ومقولتيش ليا؟! يلا بسرعة، أنا هموت من الجوع. بس الناس اللي لازقين جوه دول… هيمشوا امتى؟ وإنتي حاطة الأكل فين؟


ردّت رحمة وهي بتحاول تتكلم بهدوء:

ـ موجود في الشنطة. هتلاقي جبنة وعيش وبيض وخيار وطماطم… حاجات كتير. يعني أختك لمّت كل حاجة من البيت، متقلقيش.


ضحكت حنين، وهي ماسكة بطنها من شدة الجوع:

ـ والله برافو عليكي… يبقى كده فاضل نكتشف مطبخ ونعمل فيه أكل. بس إزاي والناس اللي لازقين دول قاعدين زي التماثيل؟ جاتلي فكرة… اعملي نفسك مغمى عليكي بسرعة!


رحمة اتسعت عينيها بدهشة، وبعدين انفجرت ضاحكة:

ـ ليه! هتشحتي عليا يا بت؟! بقولك الأكل موجود… دخلي اتسحبي على الأوضة وافتحي الشنطة، طلعي جبنة وعيش وكلي. بس أوعي البيض يتكسر، فاهمة؟


حنين وضحت بحماس، وكأنها بتحط خطة حرب:

ـ يا حبيبتي… لازم نعمل لينا ألف حساب هنا. دول معتبرين نفسهم العيلة الكبيرة، وبيأكلوا مال النبي. هنستنى ونشوف… لو حاسّوا على دمهم وجابوا أكل، تمام. محسوش؟ يبقوا يخلعوا ويسيبونا نرتاح.


رحمة ضحكت وبعدين مسكت راسها من الصداع:

ـ بطلي عبط، واسندي إيدي… بسببك عيطت وصدّعت.


مسكتها حنين من إيدها بحنان، وساعدتها تقوم. رحمة وقفت، عينيها راحت ناحية بيت الاستقبال، لمحت طاهر بيتابعهم من بعيد، وده خلّاها تتوتر أكتر. قلبها اتخض وفكرت إنها تهرب من أي رد لحد ما تاخد رأي أمها الأول.


التفتت لحنين وقالت بخفوت:

ـ بصي… إنتي روحي قولي لهم إني تعبانة شوية، واسيبنـي هنا أتنفس هوا وأفكر. إنتي روحي شوفي أمك… حطّتلكوا أكل والعلاج ولا لأ.


---


هزّت حنين راسها، صوتها واطي ومليان قلق:

ـ حاضر… بس لو تسمعي كلامي.


رحمة قامت بسرعة، وقفت قدامها وعينيها حادة:

ـ اسمعي إنتي الكلام.


حنين ما كملتش خطوتين وسبتها. رحمة حسّت الدنيا بتلف بيها، قلبها اتقبض من كتر التوتر، والدوخة مسكتها بجد.


اتجهت حنين ناحيتهم، ووشها متماسك قدام الكل:

ـ هي عايزة تنام شوية، فبعد إذنك يا طاهر شوفلنا مكان…


قبل ما تكمل كلامها، طاهر اللي كان متابع من بعيد جري بخطوات سريعة، عينه ما بتفارق رحمة. شافها بتهتز ومش قادرة تقف، والدنيا بتلف حواليها، وكانت هتقع على الأرض.


حنين اتفاجئت، اتسعت عينيها وهي شايفة طاهر بيجري. أول ما بصت وراها شافت أختها فعلاً بتتهاوى، اتلخبطت… لحظة افتكرت إنها بتمثل الخطة اللي اتفقوا عليها، بس سرعان ما ابتلعت ضحكتها وقالت بين نفسها:

ـ برافو عليكي يا رحمة… كده تنبلعي أكتر.


في لحظة، طاهر مد إيده وحمل رحمة بين دراعاته، صوته قلقان وهو بيسأل حنين:

ـ إيه اللي حصل؟! قولتِ لها إيه… زعلتيها؟!


ردت حنين ببرود مصطنع، عينيها ثابتة فيه:

ـ قولت لها نرجع بيتنا… عشان جينا بيت بخيل جلدة. كله مشاكل وحوارات… من صلاة الجمعة لحد دلوقتي محدش أكل لقمة! حتى الأطفال المساكين أكلوا بسكويت كان معاهم وناموا جعانين. وأمي الكفيفة عايزة علاج ومكلتنيش… عرفت بقى ليه أغمى عليها؟


كلامها نزل على طاهر زي الصاعقة. اتجمد في مكانه وهو فاكر إنه وسط الدوشة والمشاكل نسي أبسط حاجة: إن البيت له نظام صارم في الأكل. الغداء الساعة 3، العشاء كل واحد يطلب لغرفته… لكن الضيوف؟! محدش فكر فيهم.


شد أنفاسه وهو شايل رحمة ودخل بيها على الغرفة. صوته اتغير وبقى فيه حدة وهو بينادي على حازم:

ـ اطلب من الناس اللي في المطبخ يجيبوا أكل… نسيتوا الضيوف بسبب مشاكلكم!


حازم اتجمد مكانه، مش مستوعب:

ـ إيه! هي أغمى عليها عشان الجوع؟!


وبص لحنين بعصبية:

ـ طيب وإنتي يا غلباوي… مش عندك إحساس؟ ولا لازم يغمى عليكي علشان تفوقي؟


حنين نفخت وهي تكتم غضبها، وقالت بين نفسها بتهكم:

ـ الله… ما أطولك يا روح.


وبصوت عالي قالت بحدة:

ـ سبيني أدخل عند أختي.


---


---


ضحك حازم وهو بيبص لحنين:

ـ هو أنا حاشك؟ أنا بسأل عشان أقولهم يعملوا حسابك.


نظرت له بغيظ، وصوتها متحدي:

ـ الله! إنت متعرفش إني زي الجمل؟ لا بجوع ولا بعطش.


ضحك حازم وهو يهز راسه:

ـ طيب… كويس، كده توفري.


حنين عقدت إيديها ببعض وسألته وهي رافعة حواجبها:

ـ هي العيلة الكريمة المصونة… أصلها منوفي؟


حازم فكر لحظة وقال باستغراب:

ـ مش عارف… بس إيش معنى؟


ضحكت حنين بخبث:

ـ عشان البخل… جدًا.


وجريت وهي تضحك، وسبته واقف لوحده، ودخلت بسرعة على رحمة تطمّن عليها.


دخلت وهي متصورة إن رحمة لسه بتمثل، وبصت لطاهر وقالت ببرود:

ـ سيبها حضرتك معايا النهارده، وأنا أتابعها. بس خد أسرتك الكريمة معاك.


هز طاهر راسه وهو واقف متسمر مكانه، عينه معلّقة برحمة، ملامحه مرعوبة عليها. كان جواه عاصفة من الأفكار، مش عارف ليه قلبه اتقبض كده. هو عارف إن وجودها في حياته مجرد مهمة وهتخلص، لكن عمره ما اتصور إن الخروج يكون بالسرعة دي.


مجرد ما الكل عرف إنهم متجوزين… الدنيا قلبت، الأسرار انكشفت، والمستور ظهر. دلوقتي مابقاش فاضل غير خطوة واحدة، "العينة". لكن يا ترى… هتوافق؟ ولو وافقت، هو فعلاً هيقدر ينفذ وعده ويخرجها من حياته؟


هز راسه بقوة يحاول يهرب من أفكاره: "لا طبعًا… صحته ضعيفة، مش هتقدر تتحمل. أقولها تنسي؟ طب ولو طلبت الطلاق؟ الحل إيه؟".

قعد يعاتب نفسه بصوت واطي: "أنا بفكر في كل ده ليه دلوقتي؟… الحق أجيب دكتور الأول أحسن".


خرج طاهر من الأوضة وعقله رايح جاي، خطواته متوترة وكأنه تايه في بحر قرارات.


قربت حنين من رحمة، حاولت تفوّقها، وقالت بعصبية وهي تهزها:

ـ قومي فوقي بقى يا رحمة… فين الأكل؟ أنا جعانة في أم الصحرا دي.


لكن رحمة ما كانتش بتفوق معاها.


شهقت حنين بخوف، عينيها اتسعت وهي تهز أختها أقوى:

ـ رحمة! ردي عليا بالله عليكي… إحنا اتفقنا تمثيل مش حقيقي. طيب أتصرف إزاي دلوقتي؟


---


---


كان طاهر ماشي متخبط، خطواته سريعة لكن عقله مشوش، مش عارف يتصرف إزاي غير إنه يفرغ غضبه في اللي حواليه. وشه متجهم، وإيده بتشد في القميص من التوتر.


طاهر وهو واقف جنب السرير، إيده ماسكة إيد رحمة الباردة، حس بارتجافة قلبه لأول مرة من سنين. عينيه مثبتة على ملامحها الشاحبة، وصوته اتكتم في صدره. في اللحظة دي، عقله سرح ورجع وراه… أيام قليلة بس، لكنها كانت كفاية تخليه يحس إنه اتغير من جواه.


افتكر أول مرة بصت له بعينيها الهادية… كانت نظرة نقية، فيها خوف بسيط بس مليانة صدق. النظرة دي بالذات فضلت محفورة جواه، كأنها بتكلمه من غير ما تنطق.

افتكر لما كان صوته بيهدّيها، وهي ترد بكلمة صغيرة بصوتها الرقيق… كلمة كانت تخليه ينسى كل اللي حواليه.


ابتسم وهو فاكر لحظة بسيطة… لما وقعت منها طرحة راسها وهي بتضحك بخجل وتداركت نفسها بسرعة، قلبه وقتها دق دقة غريبة، حس إنه عايز يحميها من كل الدنيا.

هو نفسه مش مصدق إزاي في أيام قليلة بس قدرت البنت دي تسرق قلبه… تسكن جواه من غير استئذان.


هو ماشي اصطدم بيمنى، اللي كانت لسه خارجة من أوضة رحمة. اتفاجئت بيه وهو هيوقعها لكنها لحقت تتماسك. بصتلُه بارتباك:

ـ طاهر… خبطتني!


لكن هو كمل من غير ما يركز معاها، عيناه بتدور حوالين القاعة وهو صوته طلع عالي يهز المكان:

ـ إنتي يا ست هالة… إنتي فيييييين؟!


جت هالة بخطوات مترددة، ملامحها فيها خوف وقلق، قالت بصوت منخفض:

ـ نعم يا فندم، تحت أمرك.


صرخ طاهر، نبرته قاطعة:

ـ مش عارفة إن في الاستراحة مراتي وأهلها؟! ليه لحد دلوقتي محدش ودا لهم أكل؟!


هالة اتلخبطت، إيديها بتتحرك بسرعة من التوتر:

ـ أصــل…


قاطـعها طاهر وهو بينفخ غاضب:

ـ أصل إيه وفصل إيه؟! عايز دلوقتي صينية أكل توصل لهم… إزاي أولاد عمتي يناموا من غير لقمة أكل؟!


اترددت هالة وهي تحاول تدافع عن نفسها:

ـ حضرتك وقت الغدا الست يمنى ماكنتش كويسة… ومحدش اتجمع على الأكل، فات الميعاد ومحدش طلب.


طاهر صفق بإيده بسخرية وهو بيبص لها من فوق لتحت:

ـ برافووو عليك… ملتزمة أوي بالقواعد! على حساب إن مش كل واحد أخد وجبته في جناحه… بس اللي قاعدين في الاستراحة ما يخصونكيش! أهم حاجة عندك تخدمي الست يمنى وست والدتها… والباقي يولع صح؟!


هالة دمعت عينيها:

ـ والله ما قصدت يا بيه…


طاهر قطع كلامها وهو بيرفع صوته أكتر:

ـ تمام… مدام كده يبقى إنتي مطرودة… أو روحي اشتغلي عند ستك أروى وبنتها، وأنا أشوف حد غيرك!


في اللحظة دي، نزلت كلمة فريدة زي مطر يطفي النار:

ـ إهدى يا طاهر… مالك يا ابني؟


بص لها بعصبية، صوته فيه حشرجة من القهر:

ـ يا أمي… الكل هنا خنقني! حتى الخدم مش بيسمعوا كلامي.


فريدة مالت عليه بخوف، إيديها على كتفه:

ـ لا عاش ولا كان اللي يعمل فيك كده… قوللي فين المشكلة؟


تنهد طاهر بقهر وقال وهو بيحاول يمسك نفسه:

ـ رحمة يا أمي… أغمى عليها، جالها هبوط عشان ماكلتش من الصبح، ولا حتى حد من أهلها لاقى لقمة أكل. والهانم (وأشار لهالة) بترد تقوللي محدش طلب منها!


شهقت فريدة، وضربت كفها في كفها:

ـ يا خبر! آسفة يا ابني… الحق عليا أنا. كنت مع المحامي في المكتب مع عمك ياسر وأياد… كنا بنمضي على التراضي وهيتقدم بكرة. والله نسيت أبلغ هالة.


طاهر مسح على وشه وهو متوتر:

ـ خلاص يا أمي… أنا هشوف دكتور ييجي حالًا.


فريدة:

ـ وأنا هجهز لهم الأكل بإيدي.


وفعلاً خرج طاهر وهو ماسك تليفونه وبيكلم الدكتور، وصوته مليان استعجال.


في الناحية التانية، كانت يمنى واقفة وبتتفرج على المشهد كله من بعيد. عينيها فيها لمعة خبث وهي بتكلم نفسها:

ـ والله جاتلك يا يمنى على الطبط… خصوصًا بعد ما عرفت سبب جوازه من رحمة. لسه فاكرة لما كنت ورا باب الاستراحة وسمعت حوارهم؟! آه يا طاهر… عمري ما هسيبلك الساحة. هي عينة علاج عند عمي نامق… لكن أنا لأ، أنا حبي ليك أكبر. ولو عرف إنها مريضة، دورها هيخلص… لازم أستغل الموضوع.


ابتسمت يمنى بخبث وهي متجهة ناحية أوضة رحمة.


وفي نفس الوقت… دخلت فريدة المطبخ مع هالة، نظراتها غاضبة وهي بتقول:

ـ بلاش أسلوبك ده يا هالة… أقسم بالله لو ماكانش باقي بينا عِشرة سنين، لكنت طردتك زي ما قال طاهر. إنتي تبعتي الأكل لمصطفى ومراته… ليمنى… لأيمن وزوجته… لكن مرات طاهر تنسيها؟!


هالة اتلخبطت، عينيها توسعت وهي بتحلف:

ـ والله ما كنت أعرف إنهم من العيلة! افتكرتهم عمال… استنيت تعليماتك.


شهقت فريدة بغضب:

ـ يا نهار اسود! ده إنتي حتى بتخبي الأكل من العمال كمان؟! لا، حسابك معايا كبير… بس الأول حضّريلي أطيب ما عندك بسرعة.


وفعلاً… بعد دقائق دخلت فريدة بنفسها ومعاها صينية مليانة أكل، وهي بتعتذر:

ـ سامحوني يا بناتي… التأخير ده غصب عني، والله كنت مشغولة واعتمدت على العمال.


حنين دموعها نازلة وهي بتبص على رحمة:

ـ رحمة يا طنت… كل ما تتوتر بتُغمى عليها… والنهاردة ما أكلتش من الصبح.


فريدة قلبها اتقبض وقالت بمرارة:

ـ لا حول ولا قوة إلا بالله… أنا الغلطانة. كل اللي حصل النهاردة مش هيتكرر أبدًا.


بعد ما دخل الدكتور يكشف على رحمة، خرجت حنين تقف برا الغرفة، تحاول تكتم شهقاتها. مسحت دموعها بسرعة عشان محدش يشوفها، لكنها ما قدرتش… نزلت دمعة تلو التانية وهي تبص ناحية الباب.


حازم كان واقف على بعد خطوات، بيراقبها من غير ما هي تحس. استغرب إن البنت اللي طول الوقت بتتكلم بتهكم وضحك وبتعمل روحها قوية، واقفة دلوقتي منهارة كطفلة صغيرة.


اقترب منها بهدوء وقال بصوت خافت:

ـ انتى كويسة يا حنين؟


هزت راسها وقالت وهي بتحاول تخفي صوت بكاءها:

ـ أنا كويسة… بس اختي جوه… رحمة مش أخت وبس.


سكتت  لحظة، وبعدين خرجت الكلمات من قلبها:

ـ رحمة هى أمي وأبوي… هى أختي وأخويا… هى كل حاجة ليا. من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا لاقياها جنبي. حتى لما الدنيا قست عليا، هي اللي حضنتني… هي اللي علمتني أضحك. لو حصل لها حاجة… أنا حرفيًا هضيع.


سكتت لحظة، غلبتها دموعها ونزلت غزيرة من عينيها.


حازم حس قلبه اتقبض، ولأول مرة يشوفها من غير قناع السخرية اللي دايمًا بتلبسه. قرب أكتر وقال بحنان ما عادتش متعود عليه:

ـ حنين… ولا حاجة هتجرى لأختك. صدقيني… رحمة قوية، ويمكن أقوى مننا كلنا.


بصت له بدموعها وقالت بحرقة:

ـ يا ريت كلامك يطلع صح… لأنى مش متخيلة حياتي من غيرها.


في اللحظة دي، حازم حس إنه لأول مرة شايف حنين على حقيقتها… بنت ضعيفة من جواها، محتاجة اللي يطبطب عليها، زي ما هي بتحاول تطبطب على الدنيا كلها بالضحك والهزار.

... 

دخل طاهر مع الدكتور، والدكتور أول ما كشف صرخ:

ـ لازم تتنقل المستشفى فورًا… ده عندها هبوط سكر خطير.


مسح على وشها بخفة وهو يهمس بينه وبين نفسه:

ـ رحمة… إوعي تسيبيني دلوقتي… أنا حتى ما لحقتش أقولك إنك بقيتي كل حاجة ليا.


صوت الدكتور قطع شروده وهو بيقول بحزم:

ـ لازم تتحجز في المستشفى فورًا.


طاهر شد نفس عميق، مسح دمعة كانت على وشه بسرعة، كأنّه مش عايز حد يشوف ضعفه، وقال بعصبية يخفي بيها خوفه:

ـ يلا بسرعة… مش هسيبها دقيقة كمان هنا.


---


تتبع

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الخامس والعشرون 25

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات