📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الابيض الفصل الثاني والعشرون  22 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثاني والعشرون 22

 

عشقت بودي جارد الفستان الأبيض

 

الكاتبة: صفاء حسني

 

سألته رحمة بذهول: "يعني والدتك فريدة هي اللي طلبت منك تعمل علينا تجارب، وأنت وافقت عادي؟"

 

رفض طاهر بشدة، وطلب منها برجاء: "ممكن تهدي وتقعدي وأنا أحكي لكِ بالتفصيل كل الموضوع؟ استني."

 

أخرج محفظته، وكان يقلب في الكريدت كارد.

 

شهقت رحمة بذهول، وقامت منتفضة. شعرت بالإهانة والغضب. "أنت شايفني رخيصة أوي لدرجة دي؟ عايز تسكتني بفلوس؟"

 

استغرب طاهر ردة فعلها. "ليه بس؟" وأخرج صورة والده. "تعرفي الشخص ده؟ أو شفتيه قبل كده؟"

 

نظرت رحمة إلى الصورة وهي تتأملها، أمسكتها في يديها وهي تتذكر وتنهدت. "آه طبعًا، بيكون أخو مدام منال... ده والدك؟ الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته."

 

ردد طاهر الدعاء بأسى: "آمين يا رب العالمين. آه، والدي."

 

سألته رحمة بفضول: "إيه علاقة والدك ومدام منال بالعينة؟"

 

تنهد طاهر بضيق. "هو الموضوع كبير، وأنا مش فاهم أوله من آخره. كل اللي أعرفه إنه خلال سنة عمي اتصاب في الشغل، ولما عمتي عرفت وراحت عشان تزوره عملت حادثة هي وجوزها وماتوا. وقتها أبويا مستحملش وجت له جلطة، وركب دعامة في القلب، ولما حصلت مشاكل مستحملش الضغط ومات. لكن اللي أمي حكيته لي إن في يوم عمي كان عندي، عمتي منال جات له اتصال وتعب، وأنتِ كنتِ معاه، وأنتِ اللي اتبرعتِ بالدم لعمي نامق."

 

بدأت رحمة تتذكر الموقف. "آه فعلًا، وقتها جات له اتصال إن في حد عمل حادثة وفي المستشفى، ولما سمع كان هيقع من طوله."

 

فلاش باك

 

"نعم؟ بتقول إيه؟ مستشفى إيه؟ تمام أنا جاي." ومسك إيده الشمال وكان هيقع.

 

سندته رحمة بخوف. "على مهلك يا بيه."

 

نظر لها محمد بود. "مش قولت لكِ بلاش بيه، قولي يا عمي أو بابا، أنا عندي بنت من سنك."

 

سمت الله. "بسم الله ما شاء الله تبارك الله... اسم جميل، ربنا يحفظها ليك. حاضر يا عمي. أنت كويس؟"

 

نظر يمينًا ويسارًا. "هما كيان وكنان ناموا؟"

 

هزت رأسها رحمة. "آه، وكنت هستأذن من مدام منال وهمشي، تحب أوصلك؟"

 

هز رأسه وقال: "يا ريت، بس متعرفهاش إني تعبت، أنا أقولها إني أوصلك."

 

دخلت عليهم منال بغضب مصطنع. "هي رحمة بقت الكل في الكل، وكل شوية وديني يا محمد، وأنا اتركنت على الرف؟"

 

ضحك محمد. "يخرب على الغيرة! طيب لو بقت مرات ابني هتعملي إيه؟"

 

ابتسمت رحمة بمجاملة. "ده شرف لي حضرتك، ربنا يحفظهم ليك."

 

نفخ محمد. "قولنا تقولي إيه؟"

 

هزت رأسها رحمة باعتذار. "عمي أو بابا."

 

ابتسم محمد. "بابا طلعت منك زي السكر. يلا بقى يا بنتي أوصلك عشان في ناس هتحسدني."

 

شهقت منال. "يخرب هي حصلت؟ ماشي يا محمد، أنا هخصمك، خلي مرات ابنك تنفعك."

 

ضحك محمد. "يسمع منك ربنا" وغمز ليها. "أوصلها عشان أطلب إيدها من أمها."

 

ابتسمت منال. "مش الأول تقنع العريس؟ ده لازق في يمنى."

 

ضحك محمد. "يقتنع بطلي أنتِ بس نبر."

 

ضحكت منال. "ربنا يهني سعيد بسعيدة."

 

ضحك محمد. "هو ده المثال ولا عكسته؟"

 

ضحكت منال. "والله ما عارفة، يلا سلام أروح أنام شوية قبل ما يجي جوزي."

 

ضحك محمد. "سلام اطرديني يا بنتي."

 

ضحكت رحمة. "واضح يا عمي، لكن أنت لازم تروح المستشفى."

 

طلب منها تخفض صوتها. "وطي صوتك، أنا هروح لكن مش عايز تعرف، أنتِ شايفها مجهدة وهتصمم تيجي معايا."

 

هزت رحمة رأسها بتفهم. "تمام، أسند عليا يا عمي، مش أنا بنتك؟"

 

ابتسم محمد. "مش هسند إلا لما تقولي يا بابا."

 

نظرت له بحزن. "أبويا ميت من وأنا صغيرة، وصعب أقول لحد غيره، اعذرني."

 

تنهد محمد ما بين نفسه. "وخصوصًا اللي قتله وكان سبب موته."

 

هز رأسه محمد. "الله يرحمه ويبارك فيكِ."

 

وفعلًا ركبوا ووصل إلى المستشفى، وهي سندته لفوق، لكن فوجئت إنه مستشفى شرطة.

 

وفي ظابط قرب منه.

 

سأله محمد. "إيه اللي حصل؟"

 

تنهد الظابط. "طلق نار من مجرمين في ظهره وهو جوة في العمليات."

 

كان هيقع مرة ثانية.

 

مسكته رحمة. "اتفضل اقعد يا عمي."

 

نزلت دموعه. "ده أخويا، ومكنش ينفع أقول لـ منال عشان توأمها، وهتزعل جدًا، وخصوصًا الحمل تعبها، وعشان كده أنتِ بتهتمي بالأطفال معاها."

 

هزت رحمة رأسها بتفهم. "ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة."

 

خرجت ممرضة ملهوفة. "محتاجين دم فصيلة O سلبي."

 

ردت رحمة. "أنا نفس الفصيلة وتحت أمرك."

 

وفعلًا اتبرعت بالدم رحمة.

 

مرت أيام.

 

الكل عرف، ولما عرفت منال كانت زعلانة إن أخوها من أيام ومحدش قال ليها. تركت أولادها مع رحمة.

 

"ممكن تنتبهي من كيان وكنان يا رحمة؟ أخويا في المستشفى، والكل خبى عليا، وأنا لازم أروح."

 

طلبت رحمة منها تهدأ وقالت: "هيكون بخير بإذن الله، أرجوكِ اهدي، ولما جوزك يرجع روحي معاه."

 

كانت منال ترفض. "ده توأمي، أنتِ مش عارفة روحي فيه إزاي، أنا مش مسامحة محمد إنه خبى عليا."

 

دافعت رحمة عنه. "والله لا، هو ميقصدش، هو كان خايف عليكي وخصوصًا عشان حملك."

 

نظرت لها منال بغضب. "يعني اليوم اللي أنتِ نزلت معاه كان عارف وسبتوني دخلت نمت على ودني ومقلش لي، وأنتِ كمان خبيتِ، آخر شغل ليكِ معايا النهارده. هو مش قرف هو فرضك عليا ومش عارفة ليه، وديما يتكلم معاكي ويدفع ليكِ راتب أعلى من أي حد."

 

لم تكن فاهمة رحمة الهجوم بتاعها وسألتها: "آسفة حضرتك، أنتِ اللي عرضتِ عليا الشغل مش أنا، ومش فرض نفسي عليكِ، وأنتِ اللي عرضتِ الراتب كمان، وقولت ده حقي عشان طول اليوم معاكم وأنا مقصرتش. لكن حضرتك شكرًا جزيلًا على معروفك، أنا مش بحب حد يمن عليا، ولولا الظرف اللي أنتِ فيه مكنتش أقعد. لكن ترجع بالسلامة، وآخر يوم لي معاكم."

 

في الوقت ده دخل زوج منال، اترمت بين ذراعيه وهي بتعيط. "شايف محمد عمل إيه؟ مقلش لي أنا، نامق تعبان ومحجوز من أسبوع ومعرفش، خدني عنده."

 

ربط على كتفها وقال: "كان خايف عليكي يا منال. يلا نروح ومتزعليش نفسك."

 

ونظر إلى رحمة وغمز. "أرجوكِ متزعليش من منال، هي متوترة ومش عارفة بتقول إيه، خالي بالك من الأولاد."

 

هزت رحمة رأسها بالفعل، وجلست مع الأطفال.

 

خرج نامق هو منال على العربية.

 

جات نتيجة تحليل كانت طلبتها منال من المعمل.

 

شهقت منال. "كان عندي حق وأنا بقول إيه، خالي إياد فجأة قلب وطلب ورث وهيج الكل، طلعت اللي مسلطاه جيهان أمه، عشان عارفة إن إياد مش ابن أخويا، وعايزة توش على كل حاجة قبل ما حد يكشفها، لكن أنا كشفتها."

 

انصدم زوجها وقال: "بالله عليكِ بلاش الكلام كتير أو تفكير أو توتر، عشان الحمل يا قلبي."

 

هزت رأسها منال. "حاضر."

 

وفعلًا ركبت وراحت عند نامق وشافته وهو نايم عاجز، وكانت حزينة جدًا.

 

وأغمى عليها، نقلها زوجها على السرير وطلب الدكاترة.

 

هو خرج من هنا، وهي فتحت عيونها واتصلت بـ جيهان.

 

"أنتِ يا قليلة الأصل، طلعتِ ورا الحريقة اللي قامت في البيت، أقسم بالله لأفضحك أنتِ وابنك بس أفوق ليكِ عقل إياد، وخليه يتنازل عن القضية، وإلا أقسم بالله لأخلي أخويا نامق يوديكِ وراء الشمس."

 

ضحكت جيهان وقالت: "لو لحقتِ يا منال، أنا جيهان ومش هضيع حق سنين السجن اللي اترميت فيهم، وهاخد كل حاجة تملكوها ومبخفش من التهديدات."

 

زعقت منال وقالت: "هتشوفي يا جيهان، مش أنا كنت غبية وصدقت إنكِ توبتي وعايزة تشوفي ابنك، وخليتكِ تقابليه، لكن كانت مقابلة الشؤم، لكن وقتها سمعتكِ وأنتِ بتعترفي إنه مش ابن ياسر وعايزة تستغليه، وقتها حبيت أتأكد وعملت تحليل ليهم وطلعت صح، وحقيقتك هتظهر وهرمي ليكِ ابنك" وأقفلت التليفون.

 

دخل عليها الزوج والممرضة واطمنوا عليها وطلب منها يروحوا البيت وترجع تشوفه بكرة علشان نايم بسبب المهدئات.

 

هزت رأسها منال بالغصب، وفعلًا نزلوا.

 

في نفس الوقت اتصلت جيهان بشخص. "العب في فرامل العربية."

 

"لسه؟"

 

صرخت جيهان. "أنت غبي، لازم تحصل أخوها قبل ما تعرف محمد، وإلا كل مخطط هتروح، أنجز."

 

رد المتصل. "تمام أنا وصلت خلاص وهظبط الدنيا."

 

كان فعلًا لعب في السيارة.

 

ركبت منال وجوزها وهما في الطريق يضغط على الفرامل مش بتشتغل، انصدمت منال. "يبقى عملتها جيهان، أنا لازم أتصرف، أبعت التقرير لـ مين؟ مفيش غيرها رحمة، أعمله فايل مضغوط وأبعتها على الواتس بتاعها، عشان بعد كده تحمله، عشان عارفة إني أخويا مش هيسيبها إلا لما تكون مرات طاهر."

 

فعلًا اتأكدت إنه وصل، وكتبت رسالة: "سامحيني يا رحمة، مقصديش، أولادي أمانة في رقبتك، والملف ده وصليه لـ محمد" ضغطت على الإرسال، لكن السيارة انقلبت قبل ما تحمل.

 

وصل الخبر لـ محمد، مستحملش وجت له جلطة، ولما فاق وفتح عيونه كانت فريدة معاه، وهو كان حزين ومنهار. "أختي ماتت هي وجوزها، ونامق مشلول، أنا مش عارف هفضل أدفع دم قد إيه، أقدم دمه، الذنب ده بياخد كل اللي بعزهم، الكارثة إن اللي أنقذت أخويا بنت الراجل اللي موته."

 

تكلمت فريدة بحزن وقالت: "قضاء ربنا مش هنقدر نقول عليه حاجة، هات البنت بنته جوزها لـ أخوكِ نامق، وتكون في وسطنا، مدام طاهر مفيش أمل منه."

 

تنهد محمد. "نامق أكبر منها 16 سنة، هي 22 وهو 38 طبعًا صعب، وكمان بدل ما أساعده أقولها تعالي اتجوزي أخويا المشلول، عشان يعمل عملية كمان 8 شهور ومحتاج زرعة نخاع، والدكاترة بتفضل يكون أنسجة متطابقة، والدم فصيلة واحدة، وأنتِ المتاحة، صعب."

 

باك

 

أكمل طاهر. "لما أمي شافتك حكيت لي الموضوع ده، وأنا تذكرت فصيلة دمك في شهادة الميلاد، لكن أقسم بالله أنا فعلًا قبل ما أعرف من أمي كنت ناوي أسفر والدتك تعمل عملية في نفس المستشفى، واتفقت مع دكتور هناك أون لاين، وبعت تقرير والدتك، وكنت هسألك لو موافقة هناك نعمل لـ أخويا، لو مش موافقة ندور هناك على متبرع."

 

وقبل ما ياخد منها الرد سمعت رحمة صوت حنين وهي بتزعق. "أنت قليل الأدب وسافل!"

 

شهقت رحمة وخرجت وزعقت لـ حنين. "أنا حذرتك يا حنين، لكن أنتِ مش بتفهمي بالذوق."

 

عيطت حنين. "بدل ما ينضرب بالقلم عشان اللي عمله تعاتبني فيا؟"

 

سألها طاهر. "عمل إيه حازم؟"

 

 

 

تم الفصل 22

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

يرواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثالث والعشرون 23

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات