📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الواحد والعشرون 21

 الكاتبة صفاء حسنى 

الفصل 21

 

كانت رحمة شاردة الذهن، تفكر في دنيا أخرى، حين اصطدمت بشاب يجلس على كرسي متحرك، يحمل جيتارًا. وقع الجيتار، فانحنت رحمة لتلتقطه واعتذرت قائلة بأسف: "آسفة جدًا!"

 

ابتسم الشاب وسألها بود: "من أنتِ؟ بالتأكيد أعجبك اللحن ودخلتِ لتستمعي؟"

 

ابتسمت رحمة بمجاملة وانخفضت لتكون في مستواه، لكنها لم تستطع الكذب عليه، فقالت: "ممكن أسمعها تاني؟ الصوت كان بعيدًا."

 

ابتسم الشاب وقال: "طبعًا!" وبدأ يعزف لحنًا على الجيتار. كانت رحمة تستمع إليه بانتباه. كان مقطعًا من أغنية تحبها. شعرت رحمة بنشوة الحنين تغمرها.

 

نسيت نفسها وبدأت تغني بصوتها العذب:

 

"أنا شكلي هحبك ولا إيه؟ إيه إيه إيه إيه إيه... في حاجة في قلبي جديدة عليَّ... قلبي مسهرني... قلبي محيرني... أنا إيه غيرني وبسأل عنك... بسأل ليه حالي مش حالي؟ إيه اللي جرالي؟ سهرني ليالي وأنا كان مالي أسهر ليه؟ طول عمرك قدامي يا عمري وعمري ما كنت ليكي، بقى دلوقتي كلامي يا عمري كله كله عليكي. إيه اللي اتغير فيا؟ إيه اللي اتغير فيا قوليلي... وإيه اللي اتغير فيكي؟ قلبي مسهرني... قلبي محيرني... أنا إيه غيرني وبسأل عنك... بسأل ليه حالي مش حالي؟ إيه اللي جرالي؟ سهرني ليالي وأنا كان مالي أسهر ليه؟ كنتي قصادي بعيد عن قلبي، والمرة دي بقيتي مالكة حياتي وساكنة في قلبي. سهرتيه ومشيتي! كنت هقولك ع اللي حصلي... كنت هقولك ع اللي حصلي لو كنتي استنيتي... قلبي مسهرني... قلبي محيرني... أنا إيه غيرني وبسأل عنك... بسأل ليه حالي مش حالي؟ إيه اللي جرالي؟ سهرني ليالي وأنا كان مالي أسهر ليه؟ أنا شكلي هحبك ولا إيه؟ في حاجة في قلبي جديدة عليَّ."

 

في نفس الوقت، اقترب طاهر لمّا سمع صوتها وهي تغني.

 

صفق الشاب وهو سعيد وقال: "أنتِ صوتك حلو أوي! اسمك إيه؟"

 

اقترب طاهر ورد: "دي زوجتي رحمة يا عمي نامق."

 

انصدمت رحمة وسألته باستغراب: "مش فاهمة! ده سنكم قريب من بعض جدًا!"

 

ضحك نامق وقال: "مش للدرجة دي يا رحمة! طاهر عنده 28، وأنا 36، يعني أنا أكبر منه بـ 8 سنين."

 

ابتسمت رحمة وقالت: "استحالة! اللي يشوف حضرتك يقول إنك أصغر من طاهر أو أخوه الصغير كمان."

 

كان طاهر واقفًا متغاظًا 😡 وسألها: "يعني أنتِ شايفاني عجوز؟"

 

هزت رحمة رأسها وقالت: "أنا قلت كده يا عمي نامق؟"

 

ضحك نامق: "طيب إزاي أنا عمك وأصغر منه؟"

 

وضعت رحمة يدها على رأسها وقالت: "موضوع محير فعلًا! طيب أنادي عليك بإيه؟"

 

كان طاهر يغلي من الغيرة بسبب هزار رحمة مع نامق، ولم يفهم سبب هذا الشعور رغم يقينه أن رحمة تفعل ذلك لتراعي إعاقة نامق، لكن مشاعر غيرة غير مبررة ظهرت في داخله. فقال: "تقدري تقولي النقيب نامق."

 

كان فاكرًا طاهر أنها ستخاف أو على الأقل ستأخذ جنبًا عندما تعرف أنه ضابط، لكنه صُدِم من رد فعلها.

 

شهقت رحمة وابتسمت بفرحة وقالت: "أنت ضابط بجد؟ أنا طول عمري نفسي أشوف ضابط وأتعامل معاه! ودخلت حقوق مخصوص عشان أتعامل مع الضباط!"

 

ضحك نامق وقال: "اشمعنى؟ ليكي تار معاهم؟"

 

ضحكت رحمة وقالت: "لا يا حضرة النقيب! أنا مهووسة بيهم أقسم بالله!"

 

سمعت صوت أمها: "يا رحمة! أنتِ روحتي فين يا نور عيني وسبتيني؟"

 

اعتذرت رحمة وقالت: "دقيقة هجيب لماما عشان تسلم عليك."

 

وانسحبت وراحت عند أمها. اتجهت نحوها وقالت: "يا ماما مش هتصدقي! عمو طاهر ظابط والله العظيم!"

 

ضحكت الأم ومسكت يدها وقالت: "طبعًا أنتِ كده هتغيري رأيك! أنا عارفة إنك مهووسة بالضباط!"

 

هزت رحمة رأسها وقالت: "طبعًا! تعالي معايا تتعرفي عليه."

 

وفعلًا اتجهت نحوهم.

 

سألتهم نيرة: "أنتم رايحين فين؟ أنا جاية معاكم."

 

زعق فيها طاهر: "وهتسيبوا العيال لمين؟"

 

ضحكت نيرة وقالت: "هسيبهم لأبوهم."

 

"صح يا كنان وكيان! يلا اعملوا زي ما قلت ليكم."

 

جرى كنان وكيان وهما يمثلان دور المسرحية.

 

ابتسمت حنين بخبث وهي تتذكر...

 

لمّا كان كنان وكيان يتحدثان بحزن:

 

"دلوقتي لازم نمثل مسرحية عن الأب والأم."

 

"إزاي هنعرف وبابا وماما ماتوا؟ فأنت هتكون بابا وحنين ماما."

 

ضحك حازم بخبث وقال: "وهي قالت ليكم كده؟"

 

"طيب يلا نروح لماما."

 

سمعتهم حنين وشعرت بالأسى تجاههم، خصوصًا أنها تربت بدون أب وتعرف معنى الحرمان.

 

اقتربت منهم وقالت: "فين المشكلة؟ البيت كله ناس كبيرة! اختاروا أي حد يكون في دور أب وواحد في دور أم."

 

فكر كيان وقال: "أنا كنت هاختار عمو طاهر وميس رحمة، لكن هم مشغولين دلوقتي. احنا هننام بدري."

 

رد كنان وقال: "إيه رأيك تكوني أنتِ تقومي بالدور؟"

 

انصدمت حنين وقالت: "أنا؟ هكون صعبة جدًا وهزعق فيكم على طول."

 

ولمحت حازم قادمًا من بعيد وهي متغاظة منه فابتسمت وقالت: "طيب متزعلوش! أنا هكون دور الأم وحازم الأب، إيه رأيكم؟ واهو جاي ابدوا معاه على ما أروح أسأل أمي إزاي أقوم بدور الأم."

 

جرى كنان وكيان نحو حازم: "بابا جه! تعال يا بابا العب معانا دور الأب."

 

انصدم حازم ومن الصدمة خاف يتكلم ويزعلهم.

 

سألهم حازم: "دور الأب إزاي بس؟"

 

ردت كيان: "عندنا في المدرسة مسرحية بتتكلم عن دور الأب والأم."

 

وانت عارف...

 

إزاي هنعرف وبابا وماما ماتوا؟ فأنت هتكون بابا وحنين ماما."

 

ضحك حازم بخبث وقال: "وهي قالت ليكم كده؟"

 

"طيب يلا نروح لماما."

 

انصدم طاهر أنها رجعت مع أمها، وكمان نيرة جات معاهم. لمّا شافهم جايين وكمان حازم وراهم، وكمان كنان وكيان... وهو يتجنن وعايز يتكلم مع رحمة.

 

اتجمعوا كلهم في البيت الخارجي.

 

رحمة ببراءة: "حضرتك بقى بقالك كام سنة شغال في الشرطة؟ والإصابة دي أكيد من الشغل صح؟"

 

ابتسم نامق وقال: "آه من الشغل. لكن عندي عملية بإذن الله هعملها في أمريكا كمان أسبوعين، نقل نخاع قريب مني. طاهر لاقى إن النخاع بتاعه قريب جدًا. بنسافر هناك، وبإذن الله هرجع ماشي على رجلي."

 

تذكر طاهر...

 

لمّا عملوا إجراءات كتب الكتاب، طلب المأذون شهادة الميلاد.

 

مسك طاهر شهادة ميلاد رحمة وانصدم لما عرف نفس فصيلة دم عمه نامق بالظبط، وممكن تنفع تاخد منها عينة.

 

وقتها فاجأهم أدهم بأنهم سيسافرون إلى أمريكا كمان أسبوعين...

 

عشان عملية أمه.

 

نظرت رحمة إلى طاهر وهو في حالة ذهول واحتقار، وظنت أنه استغل مرض أمه ليدخلها العملية عشان يعالج عمه.

 

وقبل أن تتكلم، فهم طاهر ما تفكر فيه، فمد يده وطلب منها أن تأتي معه قليلًا.

 

"ممكن نتكلم جوة؟"

 

هزت رحمة رأسها وهي على آخرها، لكنها خائفة أن تتكلم أمام أمها. دخلت معه وزاحت يده وقالت: "ماما الكفيفة هي اللي هتاخد منها النخاع؟ عشان كده اتجوزتني؟"

 

تكلم طاهر بهدوء: "لا طبعًا مش هي."

 

انصدمت رحمة وسألته: "طيب مين؟"

 

تنهد طاهر وقال: "أنا لسه مش متأكد، وعشان كده هتكلم معاكي قبل أي خطوة."

 

ضحكت رحمة بسخرية: "أوعى تكون حنين البت الصغيرة! أو ناوي تعمل حقن تجارب في ناس فقيرة؟"

 

غضب طاهر من اتهامها له وتعصب وقال: "أنا مش وحش يا رحمة! أو أستغل فقر حد. الظروف هي التي رمتنا أمام بعض بالصدفة أو بتدبير من اللي حوالينا. لكن الموضوع ده عرفته بالصدفة من أمي."

 

انصدمت رحمة وسألته: "فريدة هانم هي اللي اقترحت عليك تجرب فينا؟ ما دام بقينا عيلة واحدة حتى من غير ما تسألني؟ رد عليا!"

 

تم الفصل 21

 

الكاتبة صفاء حسني

يتبع

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثاني والعشرون 22

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات