📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل العشرون 20 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل العشرون 20 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل العشرون 20

الفصل 20

 

عندما اشتد الحديث بين العائلة، انسحبت رحمة، وأخذت أمها وأختها إلى الخارج. أجلست رحمة والدتها على كرسي في حديقة خارج المنزل، وجلست بجوارها. أما حنين، فجلست مع كيان وكنان.

 

سألت رحمة أمها: "هو إحنا ليه موافقين نيجي هنا؟ طول عمرنا عندنا عزة وكرامة. آه، كان نفسي أعمل لك العملية، آه كنت نفسي أصلح البيت المتهالك، لكن مش بالطريقة دي."

 

تنهدت الأم وقالت: "يا بنتي، أنا زمان اتعرض عليا مساعدات كتيرة من ناس أبوكي كان ماسك ليهم قضايا كبيرة، ورفضت، وقلت آكل ولادي من عرق جبيني، وعمري ما احتاجت لحد. لكن الظروف أحيانًا بتحكم علينا نستسلم، والموضوع مش فلوس، ولا عملية، ولا ترميم بيت."

 

استغربت رحمة وسألت أمها: "طيب الموضوع إيه هو؟"

 

نزلت دموع الأم وقالت: "الشرف يا بنتي. أنا ما كنتش أسمح لأي حد يطلع كلمة عليكِ أو إشاعة، أقص لسانه. الدنيا كانت كلها ضدك لشهور، إشاعة مع صاحب فندق كبير، وبعد كده تصمم صاحبة العمل إنتي بالتحديد تروحي هناك يوميًا مع أي عروسة، عشان اللي فهمته منك إن عاملين بزنس مع بعض، لو جه أي حد الأتيليه يرشح ليه قاعات الأفراح الخاصة بالفندق والعكس، فكنتِ مجبرة تكوني في المكان اللي بتشتغلي فيه، وإنتي سمعة العيب فيهم."

 

توضحت الأمور لرحمة.

 

"أنا قلبي مش مرتاح لكل ده، لكن أنا السبب ولازم أنهي الموضوع مع طاهر."

 

 

 

في لحظة، عاد ياسر للواقع، وهو كان يتخيل أن يفضح ابنه أمام الكل، ويقول لهم إنه قتل أمه، لكنه تراجع لأنه عارف إن ابنه استحالة يقتل. وتذكر لما اتصلت به طليقته وقالت:

 

"بلاش تقفل التليفون لو سمحت، أنا عاوزة أعترف ليك بكل حاجة عملتها يا ياسر."

 

رفض ياسر وقال: "أنا مش عايز أعرف حاجة، ولا عايز أشوفك."

 

ابتسمت بسخرية وقالت: "كنت عارفة إن ده رد فعلك، بس اللي غايب عنك إن ابنك شريك معايا في كل حاجة، من قتل أختك وجوزها."

 

شهق ياسر وقال: "هو إنتي ورا ده كمان؟ منك لله يا شيخة."

 

ابتسمت بسخرية وقالت: "نصيبها بقى. عرفت إن ابنك مش ابنك، وكانت ناوية تبلغ أخوك محمد، يعني ابني يطلع من المولد بلا حمص."

 

صرخ فيها ياسر: "منك لله يا شيخة، يعني مش كفاية ربيته ليكِ، واعتبرته ابني، رغم إني متأكد إنه مش ابني."

 

ضحكت الأم وقالت: "ما هي دي غلطتك، كنت فاكر إن هيخرج من رحم الفاسد عالم، وراهنت إنه يكون أحسن الناس، ونسيت المثل يا مربي في غير ولده، يا زارع في أرض مش أرضه. وأنا في لحظات عرفت ألعب في ودنه، وأنا ورا كل المشاكل اللي حصلت، كل ده من تخطيطي، وابنك خاتم في صوابعي، لكن ممكن أسيبه ليك زي ما سبته زمان، ومش هقول لحد إنه مش ابنك، وكمان أساعدك إنه يكرهني وأكسرها ليك عشان ترجع تربيه من تاني، لكن شرطي تحول لي كل شهر 100 ألف جنيه من الفلوس اللي بيحولها ليك طاهر. فكر، ولو وافقت نتقابل في المستشفى عند ابنك."

 

وبعد ما راح واتأكد إنه ابنه فعلًا متورط معها، اتوجع وسابهم، لكن ما تصورش إن إياد زرع الغل والحقد لدرجة يقتل أمه ويتهم زوجته.

 

مسك إيد إياد ابنه.

 

 

 

باك

 

"ابني يتنازل عن القضية اللي مرفوعة بتاعت التقسيم، وكمان التشهير بطاهر، كل القضايا هتتقفل، وهو كمان يقفل أي حاجة حصلت ما بينهم. السوسة اللي كانت بتحفر في البيت ماتت وراحت لحالها، لو الكل موافق."

 

نظرت لها يمنى وقالت: "ويطلقني، عشان أنا مش هعيش معاه لحظة تاني بعد اللي عمله، كان بيديني مخدرات، وكمان أخذني بالغصب."

 

هز رأسه ياسر بالموافقة.

 

"ابني موافق، حتى لو عايزين نخرج من البيت كمان، أنا تحت أمركم."

 

نفخ إياد من كلام أبوه، وقبل ما ينطق، بعت أبوه فيديو دليل على قتل أمه وطعنها على الواتساب، وكتب: "اوعى تفتح بوقك، ووافق على كل حاجة."

 

هز رأسه إياد بالموافقة.

 

"أنا موافق، لكن عندي شرط واحد."

 

نظر له ياسر وضحك مع نفسه، وافتكر إنه كان عامل فيلم الفيتشوب ده، وإلا كانت في الشنطة مانيكان ومركب وش أمه عشان يخوف أبوه، لكن الست أمه فعلًا خفها وحطها في مصحة نفسي عشان ما تفكرش تأذي حد تاني.

 

سبقه إياد وقال: "أنا عايز يمنى تديني فرصة تاني، ما أنكرش إني غلط، لكن الموضوع غلط من البداية، أمي فهمتني إن طنط أروى والدة يمنى هي السبب في طلاقها من بابا، والسبب حرماني منها، وإن العيلة اتبلت عليها واتسجنت ظلم، كانت لحظة صعبة عليا وأنا بنصدم في أهلي اللي بحبهم، وكنت عايز انتقم وأكسر الكل. عارف هتقول إيه، ليه ما سألتش أو اتأكدت؟"

 

وانتقل ما بينهم وهو بيتكلم لحد ما وصل عند فريدة وهو بيسأل:

 

"مين فيكم ما غلطش في صغره أو ارتكب حاجة كانت السبب تمغص عليه عيشته، وتسرع في قراراته، أو كانت السبب في أذية ناس مالهمش ذنب، وبيحاول يكفر عنهم؟ أنا أقدمك عايز أكفر على كل أخطائي، وأكون جزء منهم."

 

صفق طاهر وهو بيضحك وقال: "أقسم بالله أوسكار يا ابن عمي، إيه رأيك أنتج لك فيلم وتكون ممثل؟"

 

أدخلت قلب وقالت: "وليه لأ؟ هو فعلًا موهوب، ومش ممكن هو ما لقاش نفسه في شغلكم أو في أي حاجة، وهو عنده حاجة كده وهي لفت النظر، والكل ينتبه منه، وعشان كده دايمًا يعمل أي حاجة غلط، صح خير شر مش بيحسبها."

 

ابتسمت فريدة وقالت: "تصدقي يا قلب، عندك حق، ممكن فعلًا مشكلة إياد إنه ما كانش موهوب غير في المقالب وهو صغير، وكنا نقول فرض حركة طفل شقي، لكن ما قدرناش نوفر ليه المجال اللي يناسبه."

 

ووجهت كلامها لطاهر وقالت: "ابدأ في اتصالاتك مع متعهد للتمثيل، وكمان ينزل إياد يشتغل مع أي مخرج من اللي كانوا يمثلون أفلام عندنا، وبإذن الله يكون نجم."

 

في لحظة، إياد اللي كله إجرام ودموي، أو مثل إنه مجرم وعمل جريمة كاملة، لكن بالعكس هو عنده موهبة الفيتشوب والتركيب، وعمل كده عشان يجبرهم يرجع، لكن هو أخذ أمه في مكان تاني.

 

جرى في حضن فريدة بفرحة وقال: "شكرًا يا ماما فريدة"، وكأنه طفل صغير.

 

كشرت يمنى وبغضب قالت: "يضحك عليكِ يا مرات عمي، ديل الكلب عمره ما يتعدل."

 

وفجأة مد إيده مصطفى وكان عايز يضرب يمنى، ويصرخ: "مش كنت فرحان بيه ومصدق لعبته، دلوقتي بتقولي كده؟"

 

وقبل ما يضربها، مسك إيده إياد وقال: "بلاش يا عمي تمد إيدك عليها، كلنا غلطنا وأنا ما أسمحش لحد يعمل كده في مراتي."

 

ضحكت يمنى وقالت: "واللي عملته في وأنا معاك كان إيه؟"

 

اعتذر إياد وقال: "عارف إني غلط في حقك، وموافق أتنازل عن كل القضايا، وأعتذر من الكل، وأعتذر من يمنى وتديني فرصة تاني. ربنا ما يوعد حد بنار الغيرة، بتدمر الإنسان، وتزرع في قلبه الحقد، ورفضها لي ومن أول يوم وهي بتعمل كل ده علشان يرجع ليها طاهر، كانت فاكرة بتحرقه بالغيرة، لكن اللي كان بيتحرق هو أنا."

 

رفضت يمنى وقالت: "لكن ما كناش اتفقنا تاخدني غصب عني أو تجبرني، أنا كنت بعمل كده عشان كنت فاكرة إنك صح أنت وماما، أنتم السبب، لعبتوا في عقلي وفهمتوني إن بيضحكوا علينا وحاطين كل الفلوس في جيبهم وإحنا مهمشين وبيترمى لينا فتات، صح يا أمي؟"

 

أقسمت فريدة وقالت: "أقسم بالله العظيم محمد عمره ما ظلم حد، وكل واحد بياخد حقه بشرع ربنا زي ما ذكر في القرآن الكريم، الذكر مثل حظ الأنثيين، وكانت الأرباح بتتقسم على هذا الكلام، وراح محمد لشيخ وسأله إن الأصول صعب نقسمها أو نفصلهم عن بعض، ومحتاج إخواتي الصبيان وأختي يكونوا معايا، لكن في نفس الوقت أديهم حقهم، ووقتها حقهم يكون محفوظ ومكتوب وقت اللي يحتاجوا، ولازم يكون بالتراضي ويتقيم بالمال لو خايف على الأصول."

 

وسأله محمد: "طيب الأرباح أقسمها إزاي؟"

 

رد الشيخ وقال: "يتقسم بالشرع زي ما ربنا أمر، لكن مش معنى كده إن حقهم يكون مضمون ونفس الأسلوب يا ابني."

 

نزلت دموع يمنى ونزلت تحت رجل طاهر، أقدام الكل وهي بتعتذر.

 

"أنا آسفة يا طاهر، أنا بعتذر إني ظلمتك وجرحتك، بالله عليك سامحني، لو في غلو في قلبك ما ترجعنيش لإياد، أنا عارفة إني غلط، وإن ده عقابي، لكن..."

 

قطع حديثها طاهر وقال: "لكن إنتي اختارتِ يا يمنى، وغيبتِ عقلك، ورغم كده ما حدش يجبرك إنك ترجعي لإياد، لكن لو في عقلك أو مهيأ ليكِ إني أكون معاكي لأ."

 

"كده خلصت المناقشة الحلوة دي، وعيوب أهلي اللي الحمد لله ما قدروش حتى يستنوا أرحب بزوجتي وأهلها."

 

وانتبه إن رحمة وأمها وأختها انسحبوا، وقال لهم: "أروح أشوف مراتي وأهلها، وأي قرار أمي وأعمامي اتفقوا عليه أنا موافق عليه، أنا كل اللي كنت عايز أوصله للكل إن إحنا أسرة واحدة، مهما قطعنا في بعض، في الآخر البيت ده هو اللي جمعنا ويفضل مجمعنا، استأذن أنا أشوف زوجتي وأهلها."

 

"آه، في حاجة نسيت أقول لكم عليها، رحمة هتكون مسؤولة عن العلاقات العامة في السلسلة بتاعتنا."

 

شهقت يمنى وهي رافضة: "لكن ده مش من العيلة، وأنتم كنتم متفقين إن أي حد في العيلة هو اللي ليه منصب."

 

ضحك طاهر وقال: "رحمة زوجتي يعني أصبحت من العيلة، زي مرات عمي هي كمان ما كانتش في العيلة، لكن يوم ما اتجوزت اشتغلت في السلسلة."

 

كانت غيرانة يمنى وقالت: "لكن ده كان منصبي أنا وأنت كنت متفق معايا عليه."

 

هز رأسه طاهر وأيدها وقال: "كان يا بنت عمي، سلام."

 

في نفس الوقت، كانت قامت رحمة تتمشى في حديقة الفيلا وهي بتعيد حساباتها وبتشوف إيه اللي هيحصل، وفجأة انصدمت في شخص.

 

تابع

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الواحد والعشرون 21

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات