📁

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الخامس عشر 15 بقلم صفاء حسني

رواية  بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الخامس عشر 15 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الخامس عشر 15

الفصل 15 

وقفت عربية طاهر فجأة، وأوشك شخص على الاصطدام بها.

نزل طاهر ورحمة وجريت الأم لترى من في السيارة.

فوجئت الأم أنها يمنى.

انصدم طاهر من الدم الذي يغطي ملابس يمنى ووجهها المجروح، وتحدث بغضب شديد:

"يا ابن ***، أنا قلت لكم ده إنسان مش طبيعي، محدش صدقني!"

صرخ طاهر على الجميع، على عمه ياسر وعمه يوسف وعمه مصطفى الذي كان مسافرًا وعاد.

صُدمت زوجات الأعمام عندما وصلن.

جرى يوسف على ابنته وهو مصدوم.

"حبيبتي، مين عمل فيكِ كده؟"

سأل ياسر:

"فين إياد ابني؟"

صرخ فيهم طاهر:

"دلوقتي بتسأل عن ابنك وأنت منهار على بنتك؟ شوفتوا أولاد العيلة الكريمة اللي بيورثوا الشغل!"

حمل طاهر يمنى ونسي رحمة الواقفة.

خرجت حنين وهي تسند أمها.

وقفت حنين وأختها وأمها بجوار السيارة.

كانت رحمة تتابع طاهر، ثم انتبهت.

نظرت رحمة إلى حنين:

"ارجعي للعربية أنتِ وماما، واضح إن العروسة رجعت والشغل بتاعي انتهى قبل ما يبدأ."

دخل طاهر وهو يحمل يمنى ويصرخ:

"حد يتصل بالدكتور فوار، الدكتور الخاص!"

اقترب مصطفى الذي عاد بالأمس من الفرح وسأل:

"إيه اللي حصل يا طاهر؟ ومين الناس اللي كانت معاكِ بره؟"

بدأ ينتبه طاهر أنه ترك رحمة وأهلها من لهفته على يمنى.

ترك طاهر يد يمنى وقام ووقف.

"طيّرتوا عقلي ونسيت مراتي وأهلها!"

شهق الجميع وكانوا مصدومين.

سألته أم يمنى:

"أنت اتجوزت إمتى؟"

نظر لها طاهر:

"شوفي بنتك يا مرات عمي، وافهمي منها لما تفوق فين المحروس وعمل فيها إيه."

تركهم طاهر وخرج وهو غير قادر على استيعاب ما حدث ليمنى، والجروح التي في جسدها ووجهها.

كتم طاهر غيظه وضغط على أسنانه.

"أيامك قربت يا إياد يا ابن ***!"

كانت رحمة واقفة تتابع من بعيد وفهمت لماذا كان يريد الرجوع اليوم، متزوج ولو لم تكن هي لكانت أي واحدة، لأنه في لحظة قلبه وقع وشال حبيبته أمام الكل.

"يا ترى يا رحمة هتقدري تساعديه ولا المهمة صعبة؟ وإزاي العريس يعمل كده في زوجته؟ آه أنا مش ارتحت له، لكن متصورتش يكون كده."

اقترب منهم طاهر واعتذر:

"أنا آسف جدًا."

سألته رحمة:

"مالها يمنى هانم؟ حصلها إيه؟"

نظر لها طاهر بغضب:

"أنتِ دلوقتي زيك زيها، مسمعكيش تقولي لحد هانم، تمام؟ يلا معايا."

اتجه بهم طاهر إلى الملحق.

كان طاهر متوترًا ويجن على يمنى، لكن كرامته لا تسمح.

مسكت يد طاهر رحمة:

"هتكون بخير بإذن الله، تعال نصلي العصر وندعي لها. شوفت لما صليت العشاء ربنا فتح لك عيونك وعرفت مكيدة ابن عمك، ولما صليت الفجر ربنا يسّر لك أمرك، ولما صليت الجمعة ربنا فرّق ما بينهم وظهر الحقيقة قدام الكل. أنت عارف مكنش ناقصك غير ربنا، هو اللي بودي جارد ليك وحاميك وبينور بصيرتك، لكن أنت كنت غايب عنه، ولما رجعت له استقبلك وأعطاك إشارات كثيرة."

شعر طاهر بهدوء غريب من كلام رحمة وابتسم.

"ما أنتِ الإشارة الأولى، الملاك اللي ربنا بعته لي. أنتِ عارفة لما كنت واقف على الروف كنت ببكي وبصرخ وبقول يا رب، طلعها من قلبي أو خدني، قلبي مش قادر يستحمل، يا رب أنا حاولت كتير."

نزلت دمعة غصبًا عنه ومسحها بسرعة وقال:

"أنتِ عارفة كام مرة فكرت أفركش الفرح وأشيلها وأقول للكل دي بتاعتي أنا وحبيبتي أنا؟"

سألته رحمة باستغراب:

"طيب ليه معملتهاش؟ مدام كل الحب اللي جواك ليها، كان ممكن تنقذها من اللي هي فيها دلوقتي."

تنهد طاهر بوجع:

"مكنش ينفع، هي اللي وجعتني وصدقته، هي اللي رمت حب الطفولة والمراهقة، سمعت كلام أمها وإياد، كانت عاوزة أكون خاتم في صابعها تمشيني زي ما هي عاوزة، وأنا مش النوع اللي ست تمشي كلامها عليا أو تحركني بإشارة."

انصدمت رحمة:

"حضرتك اوعى تفهمني غلط عشان طلبت منك تصلي يبقي بـ..."

قطع حديثه طاهر:

"أنتِ عبيطة صح؟ هو طاعة ربنا فيها تحكم وسيطرة؟ السيطرة في حاجات تانية، يعني تقف تعاندني، وتواجهني قدام الكل وتكسر كلمتي وتنصر إياد عليا."

هزت رأسها رحمة وفهمت.

"آه صح، المفروض مدام بتحبوا بعض تقولك رأيها ما بينكم وتتناقشوا، لكن تخجلك غلط، لكن المشكلة عندكم معقدة شوية."

نظر لها طاهر باستغراب:

"إزاي يعني؟"

بلعت ريقها رحمة:

"أنا معرفكمش أوي، لكن تحليل من اللي أنت حكيته مع نظرتي للعائلة في الفرح خلتني أعرف إن حياتكم كلكم مع بعض في بيت واحد وورث وشراكة خلقت ما بينكم أضداد."

استغرب طاهر:

"وضحي أكتر."

أكملت رحمة:

"يعني المحبة والكره، التجاهل والاهتمام، الطمع والكرامة، الكرامة وحب الذات، وفي نفس الوقت الطيبة والاستسلام. يعني ممكن تكون ما بينكم مشاكل للحداد، لكن اتعودتوا تتلموا مع بعض في مكان واحد وتاكلوا مع بعض، وقت الفرح اللي يشوفكم يقول أسرة مثالية. أنا حضرت أفراح كثيرة وشغلتي المراقبة، كنت بشوف النفوس المريضة والحقد، لكن في وسطكم بجد شوفت المحبة."

تنهد طاهر بحزن:

"فعلا كنا أسرة مثالية لحد ما فرّقنا الواطي إياد عشان أغراض شخصية في نفسه."

تحدثت رحمة بهدوء وقالت:

"مش ممكن يكون ضحية؟"

انصدم طاهر أنها تدافع عن إياد ونظر لها بغضب.

"ضحية إزاي ممكن أفهم؟"

وضحت رحمة:

"أفهمك، تعال نصلي الأول وهقولك اللي لاحظته، ممكن صح ممكن غلط، مش أنت بتقول أنا الإشارة اللي ربنا بعتها ليك؟ ممكن فعلا زي ما أمي بتقولي أنتِ نور عيني، ممكن أكون نور ربنا أراد يدخلك حياتك عشان ترجعي عائلتك تاني، وأنتم أصلًا بتحبوا بعض وسهل جدًا كل الخصومات تنتهي."

هز رأسه طاهر بالموافقة.

ذهب طاهر ليجهز نفسه للصلاة.

في نفس الوقت كانت والدة رحمة وحنين دخلوا غرفة النوم.

طلبت منهم رحمة ألا يخرجوا إلا لما تفهم.

خرجت رحمة ورأت طاهر يسلم.

قالت رحمة:

"حرمًا."

ابتسم طاهر في وجهها وهو يشعر بالهدوء.

"جميعًا إن شاء الله."

جلست رحمة على الأريكة.

جلس طاهر بجوارها وطلب:

"عايز أسمع بقيت تحليلك، ليه شايفة إياد ضحية؟"

هزت رأسها رحمة:

"حاضر. أولا، أنا لاحظت في فرح إياد أن أمه مش موجودة، حتى أبوه مكنش مهتم، كأنه ضيف بيتفرج، ممكن مكنش موافق أو منتظر يشوف ابنه هيعمل إيه."

هز رأسه طاهر مؤيدًا كلامها.

"فعلا عندك حق، والدة إياد سابت العائلة من زمان أوي، ويعتبر عمي ياسر وإياد روح واحدة، لكن إياد اتغير عن طفولته."

ابتسمت رحمة وقالت:

"جاوبت بنفسك، إياد فقد حب الأم، وللأسف أنتم الاثنين وقعتوا في حب واحدة بس هي يمنى، وممكن شوية غيرة من إياد منك."

استغرب طاهر:

"هي الغيرة ممكن توصل إنه يعمل كده في بنت عمه؟"

هزت رأسها رحمة بالنفي:

"لا طبعا، لكن في حاجة دمرت إياد خليته يكره الكل، مكنش بيحب غير يمنى وعايز يوصل ليها، حاول يكون صورة منك عشان يلفت نظرها، معرفش فـ حاول يكسر صورتك أنت قدامها، وفي نفس الوقت يمنى كانت عايزاك تكون أنت معها، لكن بروح إياد. عشان هي حبة قوتك وحمايتك، وفي نفس الوقت حبيت المرح والفرفشة بتاعت إياد، غير بيتكلم بهدوء ومش بيغضب كل شوية."

نظر لها من فوق لتحت وقال:

"ده تلقيح كلام يا رحمة ومش هفوته، بس أفوق ليكِ."

ابتسمت رحمة:

"أنا مكملتش كلامي. هي نسيت إن اللي بيغضب بسرعة بيكون قلبه كبير وطيب جدًا وممكن يهدى بسرعة."

ابتسم طاهر وقال:

"أوي كده لحقتي نفسك."

قطعت حديثهم فريدة:

"لحقتي نفسها بإيه إن شاء الله؟"

في مكان آخر، كان إياد موجودًا في مستشفى بجوار شاب وسأله:

"مين عمل فيك كده يا وحش؟"

صرخ فيه إياد وقال:

"ملكش دعوه، اتصل بأمي حالًا مفهوم؟"

بدأ يتذكر إياد قبل ساعات:

(فلاش باك)

عندما اقترب إياد من يمنى وكان عنيفًا معها وهي تصرخ وتشتمه، وكان يضربها بالقلم وقال:

"خليكي حلوة معايا، اللي كنت مستني اتجوزها خلاص."

استغربت يمنى وسألته:

"تقصد مين اللي اتجوز؟"

ابتسم إياد وقال:

"حبيبي القلب كتب كتابه النهاردة، والله طلع نصيب ومش هتصدقي مين."

كان قلب يمنى فيه نار وندم ومش مصدقة أن بدل ما يجي يخطفها ويتجوزها يروح يتجوز غيرها وسألته:

"مين؟"

ابتسم إياد وقال:

"مش هقولك إلا لما ترقصي لي."

هزت رأسها يمنى بالموافقة عشان تخلص من تحت قبضته وسألته:

"طيب مش تجيب حاجة نشربها الأول؟"

ضحك إياد وقال:

"طبعا وده حاجة تغيب عني."

ابتسمت يمنى بمجامله:

"طيب ما تطلب لنا مازة كمان علشان القعدة تحلى وفواكه."

استغرب إياد:

"إيه التغير ده؟"

ضحكت يمنى وهي عاملة نفسها مش في وعيها.

"والله ما عارفة، حاسة إني عاوزة أرقص وأغني وأعمل كل حاجة معاك."

ابتسم إياد وما بين نفسه.

"واضح مفعول العلاج اشتغل اللي كان في العصير. يا حلوتك!"

اتصل إياد بالمطبخ وطلب ما طلبته يمنى.

دخلت يمنى لتغيير ملابسها.

أمسكت يمنى التليفون وبعتت رسالة لفتاة في المطبخ.

وصل الأوردر للمطبخ ونفذت البنت اللي انطلب.

فتحت يمنى التليفون على تسجيل.

اقتربت يمنى منه وهي ترقص وبتحرك نفسها يمين ويسار وسألته:

"أنت فعلا بتحبني يا وحش؟ ولا اللي يحب حد يعمل فيه كده؟"

ابتسم إياد:

"أنتِ مش عارفة عملت إيه عشان تكوني معايا. أنا بعشقك يا يمنى، لكن في نفس الوقت بكرهك وبكره أمك اللي كانت السبب إن أمي تخرج من البيت، اتهمتها أبشع التهم ورميتها في الشارع."

انصدمت يمنى من كلامه:

"أمي أنا؟ إزاي بقى؟"

 

تابع إياد:

"إمضاء صفاء حسني. بودي جارد الفستان الأبيض."

انتهت الحلقة ١٥. لمتابعة كل جديد تابعونا على صفحة روايات الكاتبة صفصف.

يتبع

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )

رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل السادس عشر 16

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات