رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثاني عشر 12 بقلم صفاء حسني
رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثاني عشر 12
✨ عشقت بودي جارد الفستان الأبيض
الفصل 12 – الكاتبة صفاء حسني
في لحظة كانت الدنيا هادية، فجأة صوت طاهر دوّى في الأوضة وهو بيصرخ في وش أمير:
– اطلع برا يا أمير، أنا غلطان افتكرتك راجل يتعتمد عليه!
ملامحه كانت متجهمة، عروقه بارزة من الغضب، وصوته مليان قسوة.
اتصدم الكل من انفجاره المفاجئ، خصوصًا رحمة اللي قلبها اتقبض وهي شايفة اللي بيحصل قدامها، حسّت للحظة إنها داخلة في أكبر غلطة في حياتها.
أمير حاول يكسّر حدّة الموقف وضحك بخفة وهو بيرد:
– خلاص يا عم حقك عليا، هو الهزار اتمنع ولا إيه؟
لكن طاهر زاد غضبه أكتر، رفع صوته وهو يقول:
– خلّصني يا حضرت الشيخ، الواحد تعبان وعايز ينام ساعة!
الشيخ اتفاجئ من عصبية طاهر، والجو بقى متوتر. رحمة اتلخبطت ما بين خوفها من قراره ووجع قلبها من طريقته. حاولت تقنع نفسها إن ده مش مهم… المهم إن أختها تعيش مرتاحة، وأمها تلاقي راجل يسندها بدل البلطجي اللي ما كانش بيسيبهم في حالهم.
المأذون بدأ يكتب الكتاب بسرعة، ولما خلص خرج، وقال لهم إن القسيمة هتكون عندهم بكرة أو يمكن النهاردة لإن الساعة كانت قربت على ٤ الفجر.
نزلت الأم مع رحمة والاتنين مش مصدقين إن اللي حصل كان حقيقي. هل فعلاً كتبوا الكتاب ولا مجرد حلم غريب؟ قلب الأم اتملأ باللوم لنفسها، إزاي شجعت بنتها على كده؟ إزاي كانت أنانية للدرجة دي؟ يمكن علشان كانت مستنية اللحظة دي من زمان… حد ينقذ بناتها من الفقر والذل. دموعها نزلت وهي فاكرة دعواتها في سجودها إن ربنا يفتح لهم باب رحمة.
رحمة دخلت أوضتها، وقلبها بيوجعها. قعدت تبكي بصوت مخنوق وهي بتقول لنفسها:
– متخيلتش كتب كتابي يكون كده… على الساكات… من غير زغروطة ولا معازيم. كأني بسرق، هو أنا كده بدمر حياتي ومش واخدة بالي؟
مسحت دموعها بسرعة، وبصت لنفسها في المراية. كانت عيونها حمرا وتعبانة، بس في وسط وجعها قالت:
– برده مش مشكلة… المهم إن حياتهم تتأمّن. من زمان وأنا مستنية اللحظة اللي أقدر أتحمل فيها المسؤولية دي.
في الوقت نفسه، كان طاهر نايم على الكنبة، غارق في أفكاره. كان بيفكر في رد فعل أمه وأخته لما يعرفوا اللي عمله، هل هيغضبوا؟ ولا هيفهموا إنه مضطر؟ النوم غلبه وهو مشغول بالمستقبل اللي مجهول.
الليل عدى بسرعة، وبعد ساعات قليلة صحّى الكل صوت صريخ عالي في الشارع.
الناس اتجمعت بسرعة، والبلطجي – اللي تابع إياد – كان واقف قدام بيتهم وبيزعق:
– إنتي يا أم رحمة! فاكرة بنتك ملاك من السما؟ دي كل يوم مع راجل شكل، وترجع نص الليل متوحشة! وف الآخر تقول عليا بتحرش ببنتها! بنتك دي بتجيب الرجالة البيت عينك عينك! لو عايزة فلوس كنتِ قولتيلي، وأنا ما كنتش اتأخرت! يا مصونة يا عفيفة! شوفوا يا أهل الحارة…!
البلطجي كان صوته مليان خبث واستفزاز، ووشه متشمّر بالوقاحة.
رحمة أول ما سمعت الكلام ده، دموعها اتفجّرت من عينيها، شهقت وبكت بحرقة، وجريت على حضن أمها تدور على أمان وسط كل الزحمة. قلبها كان بيتقطع، كانت متوقعة يحصل حاجة من البلطجي، بس مش بالشكل الفاضح ده.
البلطجي كمل كلامه وهو يشاور ناحية البيت:
– الراجل اللي كان نايم عندكم امبارح يخرجلنا بقى! مش كفاية فضايح؟! بقالكم سنين بتوزعوا الأكل على الناس علشان تعموا عيونهم، وفي الآخر يطلع بنتكوا بتلعب على الحبلين!
طاهر صحى على صوت الصريخ، رفع نفسه من على الكنبة اللي كان نايم عليها، جسمه متكسر من التعب ولسه مش واخد راحته في النوم. بص على الساعة لقاها ١١، مسح وشه بإيده وهو يتنهد:
– مش بتضيّع وقتك يا إياد… تمام، أهلاً بيك. دلوقتي وقت الملعب وأنا فوقتلك خلاص… قلبي خلص دوست عليه.
دخل الحمام غسّل وشه، واتصل بأمير يجيب القسيمة بسرعة، وبعدها خد شاور ولبس هدومه ونزل. وهو نازل، قرب من باب أوضة رحمة، قلبه كان بيقول إن المفروض تبقى أقوى من كده، هو كان مهيّأها إن حاجة زي دي ممكن تحصل. لكن لما شافها من بعيد، اتصدم وهي منهارة، شهقتها بتتقطع من العياط وهي بتحلف:
– أنا مش كده يا ماما… والله العظيم ما كده!
طاهر اتشد جوه قلبه. كان غضبان، آه، بس جواه نار تانية… كان عايز ياخدها في حضنه ويقول لها: إنتي أطهر من كل دول… ودموعك دي غالية مينفعش تنزل عشانهم.
لكن الغضب غلب عليه. خرج من البيت بخطوات سريعة، ووشه أسود من العصبية.
برا، لقى الحارة كلها متجمعة قدام البيت. الناس بتبص باستغراب، كل واحد بيقول كلمة:
– دا طلع كلام شحيتي صح! في شاب في البيت!
– لأ يا جماعة، دي يمكن مأجّرة أوضة… إنتو عارفين أم رحمة مريضة.
– استحالة! هو جه امبارح مع رحمة في عز الليل! أكيد فيه بلاوي.
البلطجي ابتسم ابتسامة خبيثة وهو شايف الناس بدأت تصدق كلامه. رفع صوته وهو يتكلم بوقاحة أكتر:
– لمّا أوسّخ سمعتك، الكل هيتبرّى منك… ومحدش هيقبلك! ساعتها مش هتلاقي غيري… يا رحمتي يا قلبي!
✨ عشقت بودي جارد الفستان الأبيض
الفصل 12 – الكاتبة صفاء حسني
في لحظة كانت الدنيا هادية، فجأة صوت طاهر دوّى في الأوضة وهو بيصرخ في وش أمير:
– اطلع برا يا أمير، أنا غلطان افتكرتك راجل يتعتمد عليه!
ملامحه كانت متجهمة، عروقه بارزة من الغضب، وصوته مليان قسوة.
اتصدم الكل من انفجاره المفاجئ، خصوصًا رحمة اللي قلبها اتقبض وهي شايفة اللي بيحصل قدامها، حسّت للحظة إنها داخلة في أكبر غلطة في حياتها.
أمير حاول يكسّر حدّة الموقف وضحك بخفة وهو بيرد:
– خلاص يا عم حقك عليا، هو الهزار اتمنع ولا إيه؟
لكن طاهر زاد غضبه أكتر، رفع صوته وهو يقول:
– خلّصني يا حضرت الشيخ، الواحد تعبان وعايز ينام ساعة!
الشيخ اتفاجئ من عصبية طاهر، والجو بقى متوتر. رحمة اتلخبطت ما بين خوفها من قراره ووجع قلبها من طريقته. حاولت تقنع نفسها إن ده مش مهم… المهم إن أختها تعيش مرتاحة، وأمها تلاقي راجل يسندها بدل البلطجي اللي ما كانش بيسيبهم في حالهم.
المأذون بدأ يكتب الكتاب بسرعة، ولما خلص خرج، وقال لهم إن القسيمة هتكون عندهم بكرة أو يمكن النهاردة لإن الساعة كانت قربت على ٤ الفجر.
نزلت الأم مع رحمة والاتنين مش مصدقين إن اللي حصل كان حقيقي. هل فعلاً كتبوا الكتاب ولا مجرد حلم غريب؟ قلب الأم اتملأ باللوم لنفسها، إزاي شجعت بنتها على كده؟ إزاي كانت أنانية للدرجة دي؟ يمكن علشان كانت مستنية اللحظة دي من زمان… حد ينقذ بناتها من الفقر والذل. دموعها نزلت وهي فاكرة دعواتها في سجودها إن ربنا يفتح لهم باب رحمة.
رحمة دخلت أوضتها، وقلبها بيوجعها. قعدت تبكي بصوت مخنوق وهي بتقول لنفسها:
– متخيلتش كتب كتابي يكون كده… على الساكات… من غير زغروطة ولا معازيم. كأني بسرق، هو أنا كده بدمر حياتي ومش واخدة بالي؟
مسحت دموعها بسرعة، وبصت لنفسها في المراية. كانت عيونها حمرا وتعبانة، بس في وسط وجعها قالت:
– برده مش مشكلة… المهم إن حياتهم تتأمّن. من زمان وأنا مستنية اللحظة اللي أقدر أتحمل فيها المسؤولية دي.
في الوقت نفسه، كان طاهر نايم على الكنبة، غارق في أفكاره. كان بيفكر في رد فعل أمه وأخته لما يعرفوا اللي عمله، هل هيغضبوا؟ ولا هيفهموا إنه مضطر؟ النوم غلبه وهو مشغول بالمستقبل اللي مجهول.
الليل عدى بسرعة، وبعد ساعات قليلة صحّى الكل صوت صريخ عالي في الشارع.
الناس اتجمعت بسرعة، والبلطجي – اللي تابع إياد – كان واقف قدام بيتهم وبيزعق:
– إنتي يا أم رحمة! فاكرة بنتك ملاك من السما؟ دي كل يوم مع راجل شكل، وترجع نص الليل متوحشة! وف الآخر تقول عليا بتحرش ببنتها! بنتك دي بتجيب الرجالة البيت عينك عينك! لو عايزة فلوس كنتِ قولتيلي، وأنا ما كنتش اتأخرت! يا مصونة يا عفيفة! شوفوا يا أهل الحارة…!
البلطجي كان صوته مليان خبث واستفزاز، ووشه متشمّر بالوقاحة.
رحمة أول ما سمعت الكلام ده، دموعها اتفجّرت من عينيها، شهقت وبكت بحرقة، وجريت على حضن أمها تدور على أمان وسط كل الزحمة. قلبها كان بيتقطع، كانت متوقعة يحصل حاجة من البلطجي، بس مش بالشكل الفاضح ده.
البلطجي كمل كلامه وهو يشاور ناحية البيت:
– الراجل اللي كان نايم عندكم امبارح يخرجلنا بقى! مش كفاية فضايح؟! بقالكم سنين بتوزعوا الأكل على الناس علشان تعموا عيونهم، وفي الآخر يطلع بنتكوا بتلعب على الحبلين!
طاهر صحى على صوت الصريخ، رفع نفسه من على الكنبة اللي كان نايم عليها، جسمه متكسر من التعب ولسه مش واخد راحته في النوم. بص على الساعة لقاها ١١، مسح وشه بإيده وهو يتنهد:
– مش بتضيّع وقتك يا إياد… تمام، أهلاً بيك. دلوقتي وقت الملعب وأنا فوقتلك خلاص… قلبي خلص دوست عليه.
دخل الحمام غسّل وشه، واتصل بأمير يجيب القسيمة بسرعة، وبعدها خد شاور ولبس هدومه ونزل. وهو نازل، قرب من باب أوضة رحمة، قلبه كان بيقول إن المفروض تبقى أقوى من كده، هو كان مهيّأها إن حاجة زي دي ممكن تحصل. لكن لما شافها من بعيد، اتصدم وهي منهارة، شهقتها بتتقطع من العياط وهي بتحلف:
– أنا مش كده يا ماما… والله العظيم ما كده!
طاهر اتشد جوه قلبه. كان غضبان، آه، بس جواه نار تانية… كان عايز ياخدها في حضنه ويقول لها: إنتي أطهر من كل دول… ودموعك دي غالية مينفعش تنزل عشانهم.
لكن الغضب غلب عليه. خرج من البيت بخطوات سريعة، ووشه أسود من العصبية.
برا، لقى الحارة كلها متجمعة قدام البيت. الناس بتبص باستغراب، كل واحد بيقول كلمة:
– دا طلع كلام شحيتي صح! في شاب في البيت!
– لأ يا جماعة، دي يمكن مأجّرة أوضة… إنتو عارفين أم رحمة مريضة.
– استحالة! هو جه امبارح مع رحمة في عز الليل! أكيد فيه بلاوي.
البلطجي ابتسم ابتسامة خبيثة وهو شايف الناس بدأت تصدق كلامه. رفع صوته وهو يتكلم بوقاحة أكتر:
– لمّا أوسّخ سمعتك، الكل هيتبرّى منك… ومحدش هيقبلك! ساعتها مش هتلاقي غيري… يا رحمتي يا قلبي!
لكن طاهر انفجر ضحك بصوت عالي، ضحكة خلت الكل يندهش. مشي بخطوات تقيلة ناحية شحيتي، مسكه من دراعه بعنف وقال:
– مين الزانية يا واطي؟ هو إنت تعرف الحلال من الحرام؟ تعرف يعني إيه ترمي محصنات؟ عارف عقوبتها إيه؟ مية جلدة يا أبشع خلق الله! إنت اللي عار، مش هي. دى مراتي على سنة الله ورسوله… إنت يا رخيص اللي لازم تتعلم الأدب.
ومرة واحدة إيده اتحركت، وبدأ يوزّع على البلطجي ضربات وكسات يمين وشمال، وسط ذهول أهل الحارة. الناس اتجمدت في مكانها، مش مصدقة اللي شايفاه، لكن في نفس الوقت جوه قلوبهم فيه امتنان لطاهر لأنه مسك الوغد عند حدّه.
بدأوا يتهامسوا:
– هو اتجوز رحمة؟!
– طب ازاي وإمتى؟ وليه محدش يعرف؟!
– يمكن بيستر عليها؟
– لأ، شكله محترم وبيتكلم كلام موزون.
في اللحظة دي، طاهر رفع صوته وقال:
– أنا هرد على كل سؤال، بس الأول… امسكوا الوغد ده. لازم يتعلم الأدب هو واللي بعتوه.
أربع شباب من الحارة – كانوا أصلًا مش طايقين شحيتي – جريوا بسرعة يمسكوه. في اللحظة دي لمح طاهر صحفي من بعيد بيصور المشهد. الصحفي حاول يزوّغ، لكن طاهر ناداه:
– استنى! متخافش… أنا عندي ليك ديل أحلى من اللي متفقين عليه.
الصحفي اتوتر وقال:
– إزي حضرتك؟
ابتسم طاهر بثقة وقال:
– مش هو متفق معاك تكتب خبر إن أنا مقضي ليلة مع بنت من حارة شعبية؟ طب إيه رايك تغيّر العنوان وتكتب إن طاهر سليمان رجل الأعمال الكبير خطف قلب بنت بسيطة؟ وتاخد صور وفيديو زي ما هقولك دلوقتي.
الصحفي ابتسم وقال:
– قنبلة خبرية! معاك طبعًا.
رجع طاهر قدام الناس، الصحفي بيصوره، وابتدى يعرّف بنفسه:
– أنا طاهر محمد سليمان، صاحب سلسلة فنادق وصالات أفراح "جولدن ستار". أكيد سمعتوا عنها.
الناس بصوا لبعض بدهشة، والهمهمة عليت أكتر. في الوقت ده، رحمة وامها كانوا بيبصوا من الشباك، وحنين صحيت على صوت الخناقة وهي مندهشة ومش فاهمة.
طاهر كمل كلامه بصوت قوي:
– رحمة دي كانت بتشتغل في أتيليه فساتين أفراح، وظيفتها تسلم الفستان الأبيض للعروسة وتستلمه آخر الفرح. غير إنها بتساعد العروسة في لبس الفستان. والبواقي اللي كانت بتجيبها من الأفراح؟ دا كان عمل خير! كانت بتاخده باتفاق مع أصحاب القاعة علشان ميترميش. البنت دي أنضف منكم كلكم.
بص للبلطجي بازدراء وقال:
– إنت حيوان… لكن هي ملاك.
وبعدين وجّه كلامه للناس:
– أنا متابعها من سنة، وبحبها من أول ما شفتها. جيت قبل كده وطلبت إيدها من والدتها، واتفقنا نكتب كتابنا فورًا. وهي دلوقتي مراتي قدام ربنا والناس.
صحفي رفع صوته وقال:
– حضرتك… يعني دي قصة الحب الغامض اللي كانت الصحافة بتتكلم عنها؟!
طاهر ابتسم وقال:
– برافو عليك. أيوة هي. قلبي اختارها، وأخدت القرار رغم إن الكل ممكن ما يصدقش. لكن أنا اخترت بنت بسيطة على حسب قلبي، مش عقل حد تاني.
واحد من الحارة سأله:
– طب فين القسيمة؟ الزواج لازم يبقى فيه إشهار، مش في الخفاء.
ابتسم طاهر وقال:
– أكيد… كلكم معزومين على فرحنا الخميس الجاي في فندق من فنادقي. هتشوفوا فرح ما حصلش. وتنوروني كلكم.
ساعتها واحد تاني صاح:
– طب فين القسيمة؟!
طاهر ابتسم وقال:
– تابع…
📌 انتهت الحلقة 12 – الكاتبة صفاء حسني
#عشقت #بودى_جارد #الفستان_الأبيض
رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثالث عشر 13
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )