رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الحادي عشر 11 بقلم صفاء حسني
رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الحادي عشر 11
✨ بودي جارد الفستان الأبيض – الحلقة 11 (النسخة الكاملة) ✨
بقلم: صفاء حسني
كانت رحمة قاعدة قدام طاهر، عينيها متغرقة بالدموع اللي نزلت غصب عنها، خدودها احمرّت من شدة القهر، وصوتها متهدّج من كتر اللي مكتم جوه صدرها. دموعها نزلت بحرقة وهي بتهمس بصوت مكسور:
"نعم.. ليه كل دا؟ أنا عملت ليهم إيه؟ أنا في حالي!"
طاهر اتنفس بهدوء مصطنع، عينيه فيها مزيج من الشك والخوف عليها، وكأنه بيحاول يخبي غضبه تحت طبقة من السخرية. قال بنبرة واطية:
"علشان كده كنت شاكك فيكي إنك معاهم، لكن من مصدري عرفت إن همّا اللي اختاروا المحل دا. بالرغم إن معاهم يشتروا جاهز، لكن... لمّا حضرتك ركبتي مع عمّي صالح ووصّلك للفندق... وصدفة لمّا خلصتِ طلب منك تركبي معاه ووصّلك للبيت."
رحمة شدّت نفسها خطوة لورا، عينيها اتسعت فجأة وهي بتتذكر الموقف القديم، كأن عقلها بيرجعها ورا بالزمن. مسحت دموعها بسرعة وقالت باندهاش:
"عمّك صالح اللي وصلنا هنا! أقسم بالله كنت فاكرَاه سواق أوبر وقتها، ودفعت له الحساب. آه... أنا استغربت إنه رفض، لكن افتكرت يعني عشان مش كنت طالبة بالاسم أو حاجة... أو يمكن عشان يعوّضني عن الواقعة اللي وقعتها. بس أنا سبت له الفلوس في الدرج."
ضحكة صغيرة ظهرت على وش طاهر وهو بيتذكر اللحظة، كأنه لقى الخيط اللي كان مفتقده. عينيه لمعت وهو يقول ساخرًا:
"هو إنتي قلبتي عربيتي أوبر يا بنتي وأنا مش عارف؟"
صالح، اللي كان حاضر الموقف وقتها، اتصدم من كلام طاهر، عيناه اتسعتا وهو يرفع إيده باعتراض وقال بسرعة:
"لا يا بيه! ليه بتقول كده؟"
طاهر مدّ إيده ناحية الدرج وفتحه، وأشار على الفلوس اللي فيه وقال بنبرة محققة:
"طيب... والفلوس دي بتاعت مين؟"
صالح افتكر الموقف فجأة، عينيه اتقلبت بدهشة وقال وهو بيضرب كف على كف:
"يا خبر... هي بردو دفعت فلوس! أقسم بالله حلفت لها إني مش أوبر، لكن ما صدقتنيش!"
طاهر قرب منه، عينيه بتدقّق في تفاصيل وشه كأنه بيستجوبه، وسأله باستغراب:
"مين دا اللي حلفت له ومش مصدّقة؟"
ابتسامة باهتة ارتسمت على وش صالح وهو يحاول يشرح، لكن طاهر في اللحظة دي كان سرح فجأة في التليفون بتاعه، جات له رسالة خلت دماغه تسيب الحكاية وما يفهمهاش للنهاية.
رجع طاهر ينظر لرحمة، صوته كان فيه نبرة لوم وهو يقول:
"عارفة... بس المشكلة إن لمّا قابلك كذا مرّة عمّي صالح في الفندق، افتكروا إني حبيبتك. الناس كلها في الفندق والكافيه والأتيليه اللي إنتي شغالة فيه طلعوا إشاعة."
رحمة شهقت، قلبها وقع، بس بسرعة رفعت راسها وقالت بصوت بيتوسّل الصدق:
"بس أنا أقسمت إن ماليش علاقة... لكن..."
طاهر ضمّ حاجبيه ساعتها ونظر لها بتركيز، عينيه بتلمع بالجدية، وقال:
"لكن إيه؟ قولي."
رحمة حرّكت إيدها بتوتر، صوتها اتكسّر كأن الكلام طالع من حلقها بالعافية:
"وقتها صاحبة الأتيليه قالت لي: إنتي خسرانة إيه؟ دي كدبة بيضا... إنتي من يوم ما طلع الموضوع ده عليكي والبنات بقوا يجوا يشوفوك ويطلبوك كمان بالاسم. قالت لي مش عاوزة تعملي العملية لمامتك؟"
رحمة وقفت لحظة، عينيها مليانة خجل وغضب، وقالت بصوت واطي:
"وقتها قلت لها مش عاوزة بالطريقة دي... مش هكون فرجة للناس وأسوأ سمعتي أو أخسر شغلي."
ضحكة ماكرة ارتسمت على وش صاحبة الأتيليه وهي بتفتكر كلامها، وقالت لها وقتها:
"فكّري وردي عليا..."
طاهر رجّع ضهره على الكرسي وهو بيبص لرحمة بنظرة كلها تحليل للموقف وسألها:
"عملتي إيه وقتها؟"
رحمة رفعت عينيها فيه بثبات وقالت:
"سبت المكان طبعًا، لكن تاني يوم اتصلت بيا وقالت إنها قابلت صاحب الفندق وشرحت له إن مش ذنبي، وطلبت مني أرجع."
طاهر أومأ برأسه، نبرة صوته جدية وهو يحلل:
"هي كمان استغلت الموضوع وطلبت نعمل تعاقد معاها مقابل إن محدش يعرف بالموضوع... وعشان القضية والشواشرة، وفقتي على عرضها."
رحمة قامت من مكانها بسرعة، وشها اتحمّر من الغضب، عينيها بتبرق بدموع القهر وهي تقول بصوت عالي:
"أقسم بالله لأمسح بيها البلاط! يعني ضحكت عليا!"
ابتسم طاهر بسخرية، مدّ إيده يأشر لها تقعد وهو يقول:
"اقعدي يا بنتي... إنتي أم لسانين وبس. هي استغلتك في كذا حاجة."
طاهر فجأة صوته غلظ، نبرته اتغيّرت وهو يكمل:
"وكمان إياد كان عارف بالموضوع... وكان قاصد يوقعني. وطلعوكي على السطح علشان كانوا عارفين إني فوق."
رحمة رفعت إيديها لوشها، حسّت الدنيا بتلف بيها من كتر الحيرة والوجع، وقالت بصوت مبحوح:
"إيه العالم دا؟ وإيه كل الخطط دي؟ وليه؟ علشان الفلوس؟"
طاهر قطع أفكارها وقال بجديّة، عينيه بتلمع بدهاء:
"رأيك إيه نكتب كتابنا بسرعة قبل ما يتنفّذ خططهم؟ ولا نسيبهم يكملوا ويثبتوا إن الإشاعة حقيقية؟"
قرب منها أكتر وهو يهمس:
"لحظة خروجك من باب البيت، هتلاقي البلطجي جاي يقول أوَسخ الألفاظ... وساعتها سمعتك هتكون في الأرض. وإنتي اللي هتتحيلي عليا نلم الموضوع."
رحمة بصتلُه باستغراب، قلبها بيرتعش، وقالت بارتباك:
"دي تهديد يعني؟ ولا إيه؟ أكيد في حلول تانية."
ابتسامة ساخرة ظهرت على وش طاهر، وقال ببرود:
"هتصوّتي وتصرخي وتقولي حرامي دخل بيتنا... والفيلم الحمضان اللي بيدور في دماغك. وفي الآخر محدش هيصدق. لأنك بغباءك وطيبتك خدّتيني معاكي على بيوت الحارة. وممكن نستغل دا لصالحي بدل ما يكون ضدك."
رحمة رجعت راسها لورا، رفعت إيديها للسماء وهي بتتنهد من كتر القهر وقالت مثل شعبي كده من قلبها:
"ضربوا الأعور على عينه قال: خسران خسران."
ضحك طاهر من طريقة كلامها وقال وهو يميل عليها:
"وإيه معنى الكلام ده بقى؟"
رحمة ابتسمت رغم دموعها، وقالت:
"ده مثل شعبي... يعني موافقة."
طاهر انفجر ضاحك وقال وهو يومي برأسه:
"يخربيت أمثالك الشعبي... إنتي عاوزة مترجم عشان نفهم الحوار بعد كده!"
ضحكت رحمة بدورها وقالت بخفة دمها:
"هنزل أقول لماما."
في اللحظة دي اتفاجئت بصوت عصاية أمها وهي بتخبط على الباب اللي ما كانش مقفول. صوتها جاي من جوه بجدية ممزوجة بالابتسامة:
"مش بقولك يا بنتي فرجة قريب؟ مش صدقتيني؟ هو حكى لي، وأنا زيّك كنت معترضة. لكن من فك ضيق شخص، اتفتحت له أبوابه... وهو لجى لينا."
رحمة جريت على أمها، حضنتها بعاطفة وقالت بصوت باكي:
"فعلاً يا أمي... وأحلى حاجة في الموضوع إنك هتعملي العملية، وهترجعي تشوفي من تاني."
ابتسامة أمها كانت كلها أمل وهي تلمس وش بنتها وتقول:
"وممكن وقتها يحبك ويكون نصيبك."
رحمة التفتت تلقائيًا على طاهر اللي كان ماسك تليفونه بيتكلم باهتمام واضح. قلبها دق بسرعة، وقالت بين نفسها: "صعب... دا مستحيل يحصل." وبصوت مسموع قالت:
"بلغوا الناس اللي جايين ييجوا من شارع تاني... علشان أكيد قدام البيت مترقّب. وأنا هفتح لهم باب البلكونة اللي في المطبخ."
طاهر ما قدرش يخفي إعجابه بذكاءها، ابتسم وقال:
"فكرة ممتازة."
وبالفعل جه صوت الأذان، والجو بقى كله روحانية وهدوء غريب. رحمة كانت لبسة فستان قطن كاروهات أحمر في أسود، مع حجاب أبيض بسيط. جمالها الطبيعي كان واضح، عينيها فيها براءة ووجهها منوّر. السواق وصديق طاهر كانوا موجودين كشهود، وطاهر كان جايب بدلة جديدة مخصوص.
أمير، صديقه الأقرب، قعد جمبه وقال بسخرية ممزوجة بالدهشة:
"ليه يا طاهر كل الفيلم ده؟"
طاهر عضّ على شفايفه، نظر للأرض وقال بنبرة حزينة:
"ربنا ما يوعَدك بكسرة قلب... ولا يرزقك بابن عمي حيوان زي دا. أنا في حرب... ولازم أقفل أي باب يفتحولي."
في اللحظة دي دخلت رحمة... كانت زي القمر. جمالها بسيط بس ساحر، عيونها فيها رهبة وخجل، وكل خطوة بتخطوها كأنها بتدق على قلب طاهر.
أمير اتصدم من جمالها، شهق وقال لنفسه: "دي ملاك!" وبعدها مال على طاهر وقال بخبث:
"البنت حلو أوي... إنت متأكد إنك قد الشرط؟ أنا لو بدالك، بعد كتب الكتاب أخطفها وأهرب."
طاهر رمقه بنظرة حادة، ابتسم بسخرية وقال:
"ما أنا هخطفها... بس مش علشان اللي في بالك. علشان من بعد كتب الكتاب يبدأ الشغل على تقيل."
أمير تنهد وقال بخبث:
"أقولك على حاجة؟ ما تسيب البنت دي وتدور على واحدة تانية للمهمة دي. حرام تدخل ملاك زي دا في اللعبة. أنا... أنا أعجبت بيها من أول نظرة."
وش طاهر اتغيّر فجأة، غضب باين على ملامحه، ومد إيده خبط على كتف أمير بقوة وقال:
"لو ما كنتش عارف طبعك... وإنك بتهزر، كنت قتلتك دلوقتي."
أمير رسم ضحكة على وشه، لكنه كان قصده يوصل له رسالة، وقال متحديًا:
"أراهنك إنك مش هتقدر تكمل الفترة اللي اتفقتوا عليها... وهتقع في حبها. الجواز على الورق هيبقى حقيقي... والنتيجة قدامك، إنت بدأت تغير عليها."
طاهر ضحك بس ضحكته كانت باهتة:
"غير إيه يا بابا؟ دي صفقة... وهي هتاخد المقابل."
أمير رفع حاجبه وقال بجدية ممزوجة بالتهريج:
"طيب، توعدني بعد الصفقة دي... تسيبها ليا زي ما هي؟ أنا وقعت خلاص من أول نظرة."
طاهر قام من مكانه غاضب، صوته عالي وقال:
"اتعدل في كلامك يا أمير، ولا أقطع علاقتي بيك."
أمير استمر يهرّج، يحاول يغيظه وهو يقول:
"مش إنت بتقول إنها صفقة؟ نعمل أنا وإنت صفقة مع بعض. إنك ما تقربش منها... وما تقعش في حبها. وتعتبرها طول الفترة دي أختك. وبعد ما تخلص شغلها معاك... تكون بودي جارد قلبي وعقلي وروحي."
وفجأة...
رحمة وقفت قدامهم، عينيها فيها رهبة وخجل... وطاهر حس بقلبه بيتشقلب.
هنا كانت اللحظة اللي فيها الكل اتأكد... إن الصفقة اتحولت لحكاية حب حقيقية.
عشقت بودي جارد الفستان الأبيض 💔💍
انتهت الحلقة ١١ ✨
بقلم: صفاء حسني
يتبع
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا (رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )