اسكريبت الفصل الأول 1 بقلم زينب حشمت
" صحيت من النوم بدري على غير العادة
ومن دون مِنبه،
وقررت إنُه خلاص كدا
إمبارح مينفعش يتكرر تاني
ولَو محدش كان مُهتم إني أنام معيطة
فَـ أنا مُهتمة ومش مستنية حاجة مِن حَد
وإمبارح هيفضل في إمبارح
و النهاردة هيبقى عكسه "
" الساعة كانت ٦ الصُبح ،
قررت أقوم ألبس وأنزل
قُمت خدت شاور
وفتحت الدولاب طلعت طقم كامل باللون الأسود
من الألوان المُفضلة بالنسبالي
لبست ولفيت الطرحة السمرة، اللي كان إنعكاسها على بشرتي جميل
ولبست الكوتشي
ونزلت .."
" إتمشيت ع البحر شوية
وبعد شوية كنت جوعت
فـ دخلت شارع جانبي، وكنت مقررة أروح على عربية الفول اللي مكانها محفوظ من سنين
لكن وأنا ماشية وقبل ما أوصل لـمكان العربية
لفت نظري محل ورد جميل أوي، ولون الورود فيه مُبهج
ودا كَان أكتر وقت محتاجة فيه الإهتمام، واللي قَررت إني هعطيه لـنفسي
وقفت قُدام محل الورد وكُنت محتارة أشتري أي نوع
وفي النهاية رسِيت وطلبت من عمو يعملّي بوكيه ورد كبير مُتنوع من بين كُل الورود اللي موجودة قُدامي وعجبتني
وبالفعل، قَد كَان
وبعد شوية البوكيه كان جاهز، حاسبت عليه ومشيت
ويلّا إن شاالله ما عَن حَد حوّش
هنعيشها مَرّة واحدة
ورُحت جبت سندوتشات فول وفلافل، وعدّيت جبت قهوة
ورجعت للبحر تاني
قعدت على مَفرش كبير فرشته على الأرض
وبدأت أكُل، وشغلت جمبي أُغنية
الأغنية المُناسبة لإحساسي، واللي عايزاها ترجعلّي شَغفي اللي مات بعد ما سبت الشُغل، عشان لازم أرجع للساحة تاني
" اللي قادرة
ع التحدي وع المواجهة
واللي قادرة
في خوفها تعلن إحتجاجها
تبقى هي دي الأحق إنها تقول ألف لأ
لو لقت أيامها مش ماشية بمزاجها
اللي رافضة وجودها يبقي سَد خانة
صعب تتحاوط بسور
سهل لو تغضب تثور
كبريائها مَانِعها تلعب دور الجبانة
عافية ذوق
طول ما أنا صاحبة حقوق
مش هخاف ولا هبان ضعيفة
عافية ذوق
شايفة إني مكاني فوق
واللي عاشت ملكة مش هتعيش وصيفة .."
" فضلت بسمعها، وفعلاً رجّعتلي طاقتي تاني
خلصت فطاري وقهوتي
طلعت النوت اللي جايباها معايا والقلم
وبدأت أكتب :
ـ الشُغلانة التالتة اللي أسيبها في خلال ٦ شهور
بس مش مشكلة، طول ما اللي بشتغل معاهم مش مقدّرين شُغلي
يبقى أنا صح أني أسيب المكان وأمشي،
لأنه في الأساس مش مكاني ولا دا الشُغل المُناسب ليّا
وأنا مش زعلانة ولا حاجة،
أنا عندي يقين تام إنه خير، وأكيد في حاجات أحلىٰ جاية
المهم دلوقتي هو إنّي مفقدش ثقتي في نَفسي
وأفضل على نَفس المِنوال من تقدير ذاتي
وإخلاصي المُتفاني في العمل، وإتقاني ليه
وشطارتي اللي مش عند حَد، وذكائي
حتى لو دا متشفش من اللي حواليا، ومتقدّرش
أنا كدا كدا مش مستنية حاجة مِن حد
طول ما أنا شايفة إني ماشية صح، وبعيش بالطريقة اللي تريحني
فـ كله كدا تمام -
قفلت النوت ورجعتها الشنطة
وقعدت أفكّر في كُل اللي فات من أسبوع
" من أسبوع حصل مُشكلة بيني وبين المدير
ودا بسبب عدم تقديره لـشُغلي
فـ سيبتله المكان بكل إحترام وخدت حسابي ومشيت
وفضلت ألّف كتير أوي اليوم دا
ومروّحتش البيت إلّا في معاد رجوعي من الشغل
ومقولتش لحد من اللي في البيت
لأن كلهم محدش هياخد صَفي وهسمع نَفس الكلام
اللي نَفسيتي مكنتش هتقدر تستحمله ساعتها
وفضلت بقيت الأسبوع مفهماهم في البيت إني واخدة أجازة ..
لحد إمبارح، بابا سمعني وأنا بتكلم مع صحبتي في التليفون عشان تجبلي شُغل تاني، وحكتلها كُل اللي حصل لما سألتني عن شغلي اللي فات
وللأسف وأنا بحكيلها بابا سمعني
وفي الأخر سِمعت نَفس الكلام اللي مكنتش حابة أسمعه
وهو إني إفضلي على مبادئك دي، لحد ما هتقعدي جمبنا
إنتِ رافعة راسك للسما على الفاضي كدا ليه
متعيشي عيشة أهلك، ما كُل اللي بيشتغلوا تعبانين، وبيستحملوا ذُل وإهانة في شُغلهم، لكن إنتِ إزاي تعملي كدا، ما إنتِ مفكرة نفسك حاجة !
إنتِ من أول مشكلة تسيبي المكان وتمشي!
وبرغم إنها إسطوانة أنا بقيت حفظاها خلاص
إلىٰ إنّي بكيت برضو، وبكيت جامد
وكأنّي بسمعه لأول مرة
مش المفروض أتعود؟
يعني المفروض أني حفظت كل دا، وكل الكلام اللي بيتقال ؟
ليه بعيط بقى !
تقريباً كدا كان عندهم حق لما قالوا إن المُتخاذِل من أهله لا يتعافىٰ أبداً
بعد ما بابا خلص كلامه ساعتها سيبته ودخلت أوضتي
فضلت أعيط لحد ما نمت من تعبي من العياط
ومحدش فكّر يسأل عليّا ليلتها ولا يطمن عليّا
مش عارفة إزاي كنت مستنية كدا، ودا عمره ما حصل
من بعد وفاة ماما، وبابا بقى قاسي معايا أوي
وأنا البنت الوحيدة مع ٣ شباب
محدش فيهم في حِنية ماما
وهي اللي كانت دايماً بتلين قلوبهم عليّا
لكن بعد ما مشيت وكلهم بقوا قاسيين أوي !
نمت ليلتها معيطة،
عشان كدا لما صحيت قررت للمرة المليون اني فعلاً مش هنتظر إهتمام من حد وخاصةً من عيلتي
وأنا اللي هعوض نَفسي الإهتمام دا
" مَر إسبوع كمان بدّور فيه على شُغل
لكن في الأسبوع دا من كُتر الفراغ
رِجعت لهوايتي المُفضلة وهي الرسم
أنا مُحترفة في الرسم من وأنا صُغيرة
ولما كبرت طوّرت نَفسي فيه أكتر وخدت كورسات
لكن وقّفت من سنة لما قررت أشتغل وبدأت شُغل،
ساعتها إتسحلت وبقيت باجي تعبانة ومفيش وقت
وحسيت في الأسبوع دا إنه آن الأوان بقى نرجع نُحيي شَغفنا تاني "
" كان يوم الثلاثاء
صحيت بدري، حضرت الفطار لـ بابا وإخواتي
وبعد كدا كلهم نزلوا على شُغلهم
دخلت أنا أوضتي
لبست سُلبتة قماش باللون الزيتي
ورفعت شعري كحكة
وجبت لوحة الرسم الخشب وعلقتها على الإستاند بتاعها
وجبت ورقة رسم جديدة وحطيتها على اللوح الخشب
وطلعت الفُرَش والألوان
وبدأت أرسم وأندمج في الرسم
وأنا مشغلة الست جنبي وبسمعها - هي وأغانيها العِشق -
" أملي
حياتي
عينيّا
يا أغلىٰ مِنّي، يا أغلىٰ مِنّي عليّا
يا حَبيب إمبارح
وحبيب دلوقتي
يا حبيبي لبكرة
ولآخر وقتي .."
فِضلت مُندمجة لحد آذان الظُهر
ومحستش بنفسي غير لما سمعت الآذان بيأذن
كُنت على وَشك إنهاء اللوحة خلاص
كُنت برسم مَنظر طبيعي خُرافي، جمالهُ خيالي
لكن قطعت الرسم، وقررت هبقى أرجع أكمل الرسمة بعدين
وقمت إتوضيت وصليت الضهر والسُنّة
وبعد كدا بدأت أحضّر الغَدا
قبل وصول بابا وإخواتي
واللي بالمُناسبة مع جفافهم معايا في المُعاملة
إلّا إني شايفة إنهم هيفضلوا أهلىٰ،
وإني كمان بحب الطَبخ جداً
فَـ لازم أنا اللي أجهزلهم السُفرة، فطار وغدا وعشا
وعشان كمان ماما دايماً كانت تقولي إن البنت هي روح البيت
ووجودها أساسي
وكانت دايماً بتعلمني أمور البنات
من الترتيب والتنضيف والغسيل
وإهتمام البنت بنفسها ونظافتها
وعلمتني إزاي أنسّق لبسي
وإزاي أحُط ميكاب
وكُل حاجة مُتعلقة بالبنات
وكان من ضِمن الحاجات كمان اللي أتعلمتها منها
هي إني طبيعة الولاد مُختلفة عن البنات
وإن حسيت بجفا من الجِنس الآخر
دا لأنه عقله هو اللي بيشتغل عنده أكتر من العاطفة
عننا إحنا البنات العواطف هي اللي بتحركنا
وإن كان إني شايفة إنه مش مبرر إنه عشان الراجل بيحركه العقل أكتر، يبقى معنىٰ كدا إنه معندوش عواطف أو مشاعر
أومال الرجالّة الحنينة والطيبين اللي بنسمع عنهم دول موجودين إزاي!
مش دول بردوا العقل اللي بيحركهم
عشان كدا إلىٰ الآن مش قادرة أفهم جفاء بابا وأخواتي
إلّا أني بعمل بنصايح ماما "
" دخلت المطبخ جهزت الغدا
وكان لسة فاضل شوية على معاد رجوع بابا وإخواتي من شُغلهم
فـ دخلت أوضتي
ومسكت الموبايل أشوف جالي رد على أي وظيفة من اللي قدمت عليهم ولا لأ !
لقيت اللي كان غير مُتوقَع بالمرة
كان جايلي مسدج ع الإنستا
عرض شُغل أني أشتغل في مَرسَم، وأعمل تابلوهات
وأرسم لوحات وكدا
وإني هيبقى في مُرتّب ثابت كل شهر
غير إنه مع كل مَعرض هيتعمل ويتعرض فيه تابلوهاتي ولِوَحِي ويتباع منهم حاجة هاخُد عليها نِسبة
والعرض دا كان سببه صور لوحاتي اللي بنزلها دايماً على أكونتات السوشيال عندي، فيس وإنستا
أنا مكنتش مصدقة نَفسي
ومن الفرحة قُمت أتنطط وأجري في الأوضة، وشوية أنام ع السرير وأفرد ضهري وأبحلق في السقف وشوية مستحملش
وأقوم أتنطط تاني
مكنتش مُتخيلة خالص، أنا ياما دورت على شُغل في كدا لكن لما ملقتش فقدت الأمل
لكن دلوقتي دا عرض تُحفة
يعني جالي شُغل زي ما أنا حابة، وكمان في حاجة أنا بحبها
كان مبعوت اللوكيشن، والمعاد اللي أروح أعمل فيه الإنترڤيو لو أنا وافقت
اللوكيشن كان بعيد عن بيتنا لمدة ساعة،
قررت إني هنزل بكرة على طول الإنترڤيو "
" تاني يوم صحيت ولبست
ونزلت طلبت أوبر، شوية ووصل
ركبت وإتحركت وبعد ساعة كنت قُدّام المَرسَم
كنت مبسوطة أوي
ولأن دا الجَو اللي بحبه وحقيقي كان المكان تُحفة
مكنتش مصدّقة أنه عَوَض ربنا هيبقى جميل كدا
وإن دا هيبقى مكان شُغلي
فُقت من تفكيري
وإتحركت بخطوات هادية على عكس الحماس اللي جوايا
لكن لازم أبان تقيلة، وإنِّ مش مدلوقة ولا حاجة على الشُغل
مع إني من جوايا كُنت بزغرط
دخلت المكتب بعد ما دَلّوني عليه
خبّطت ودخلت كان في شاب في أواخر العشرينات كدا باين
قاعد على كُرسي المُدير
- السلام عليكم
= وعليكم السلام، إتفضلي
شاورلي أقعد ع الكرسي اللي قُدام مكتبه، وبالفعل قعدت، وبدأت كلام
- أنا إسمي جميلة،
أنا البنت اللي بعتولها مسدج إمبارح عن عَرض شُغل هِنا في المَرسَم.
= أهلاً يا أُستاذة جميلة،
أنا تميم صاحب المَرسَم دا، وبالصدفة شُفت صور لَوحات ليكِ وتابلوهات ، والرسومات عجبتني خالص، فـ بعت لحضرِتك عَرض الشغل.
- متشكرة جداً لحضرتك، وأكيد أنا يشرّفني إني أشتغل معاكم هِنا.
= تمام، حلو أوي، نتفق ع التفاصيل بقى .
" وبعد شوية بدأت أشتغل على طول
بعد ما أتفقنا على التفاصيل، والمُرتَّب كان كويس الحمدلله
ومواعيد الشُغل وكل حاجة
ولمّا سَألنّي لو حابة أشتغل على طول النهاردة، وافقت وبدأت على طول
باين عليّا مش مدلوقة ع الشُغل، صح يا أخواتي ؟ "
" فهمّني نظام المَكان، وإنه هيبقى في مجموعة من الرسامين هيبقوا زمايلي هِنا، كُل واحد هيبقى مسئول عن اللوحات اللي هتطلب منه تترسم وبس، لما يجلهم أوردرات شُغل
لكن هيبقىٰ في تعاون بيننا لما يجي وقت أي مَعرض للرسومات
ساعتها هنتعاون كُلنا سوا "
" ومرّ ٣ شهور
إشتغلت فيهم كويس، ورسمت لوحات كتير
وكان عندي شُغل كتير الفترة الأخيرة،
وبعد ما أُستاذ تميم شاف شطارتي وإجتهادي في الشغل
بقى يعطيني أوردرات أكتر
- إديني أديني أكتر، أديك الشوق يا سُكر - بصوت عبدالباسط حموده
أخيراً جيه اليوم اللي صاحب الشُغل يقدّر شُغلي فيه
ويهتم بالتفاصيل زيّي،
اللي لاحظته فعلاً إن في شَبَه كبير بينا أنا و تميم
وفينا من بعض كتير
أي اللي بقوله دا ! فوقي يا جميلة دا أُستاذ تميم المُدير ! "
= جميلة !
- نعم يا مُنىٰ ؟
= أُستاذ تميم عايزك في مكتبه .
- مقالش عايزني ليه ؟
= لأ هو طلب يشوفك وبس.
- حاضر يا مُنىٰ .
" دي مُنىٰ زميلتي في المَرسَم واللي بتشتغل معايا فيه، هي في الحقيقة كانت بتشتغل هِنا قبلي، والفترة الأخيرة بقينا صُحاب وقريبين من بعض أكتر
فُقت من تفكيري، وقُمت لـ مكتب أُستاذ تميم
خبّطت ودخلت
- أستاذ تميم حضرتك طلبتني ؟
= أيوا يا جميلة أتفضلي أقعدي.
قعدت - خير !
= أنا شايف أنك تعبتي الفترة الأخيرة، وكنتِ مُجتهدة جداً في شُغلك، وعملتي تابلوهات كتير.
- مُتشكرة جداً يا أُستاذ تميم، دي شهادة أعتز بيها،
بس مش فاهمة، يعني مطلوب مني شُغل أكتر ولا إيه ؟
= حالياً لأ،
بالعكس إنتِ خُدي أجازة أسبوع، إستريحي فيه،
وجهزي نَفسك عندنا مَعرض في سويسرا يوم الأحد الجاي،
والعرض دا مطلوب مني واحد بس يجي معايا يمثّل شركتنا والمَرسَم بتاعنا، وأنا مش هلاقي أفضل مِنّك يمثّل مَرسَمنا.
أنا إتفاجأت من كلامه - هو..وو.. يعني... أنا مش عارفة أقول ايه لحضرتك، دي حاجة جميلة إن حضرتك تخترني، لكن دا صعب أوي
أنا بابا عُمره ما يوافق على سَفري، دي عمرها ما حصلت، وبابا صعب جداً، حتى لو دا كان شُغل،
أنا حقيقي بعتذر لحضرتك، لكن مش هقدر أكون معاك في السفرية دي!
= لو على باباكِ أنا ممكن أكلمه بـنَفسي وأقنعه ؟
- دي تبقى مُشكلة أكبر، أنا أسفة لكن مش هينفع!
وقمت وكنت لسة هتحرك قالي
= ممكن متستلميش على طول كدا، وجربي تقنعي باباكِ، ولو منفعش سبيني أجرب، مش هنخسر حاجة
وساعتها نقرر مين هيسافر معايا المعرض ؟
" وقفت أفكّر
يعني بعد ما العَرض دا يجي ليّا بنفسي
يضيع مني كدا !
وكله عشان بس بابا مش هيوافق
دي كمان سويسرا بلد من البلاد اللي نِفسي أسافرها
طب دا ميستحقش أجرب عشانه ؟
أنا عارفة إن الكلام مع بابا صعب، والمناقشة معاه تقيلة على قلبي
لكن السفرية دي فُرصة، وتستحق المُحاولة عشانها "
- خلاص تمام، مش أجازتي هتبدأ من بكرة!
سيبني يومين كدا، هشوف بابا، وأتواصل مع حضرتك، لو منفعش معايا ممكن حضرتك تتواصل معاه بقى، وربنا يستر !
" خرجت وسيبته وأنا بفكر، يا ترىٰ رد فعل بابا هيبقى عامل إزاي!
هيتعصب عليّا طيب، ولا هيتجاهلني
ولا ممكن ممكن يوافق،
أبتسمت على مُجرد الفكرة، وقد أيه هيكون شيئ جميل
وبعد كدا رجعت كشرت، بس دا مستحيل، يعني أنا مش عارفة بابا؟
وقفت تفكير بعد ما حسيت أني تعبت وانا في الأخر مش هقدر أوصل لـحل وأنا قاعدة كدا يعني ..
خرجت من المَرسَم، وأنا باخد نَفسي بهدوء كذا مرة عشان اتخلص من التوتر اللي أصاب قلبي من فِكرة الكلام مع بابا
لكن قررت أفصل من كُل دا وأكافئ نَفسي على تعب الفترة الأخيرة
وأني مكنش فيه وقت خالص، كنت من الشُغل للبيت أنام وأصحىٰ أروح الشُغل وأرجع أنام وهَمّ بقى ...
فـ كفاية الدوامة دي بقى، وأفصل شوية
رُحت محل عصير قَصب وطلبت واحد وقعدت على كُرسي من الموجودين فيه وإنتظرت على ما وَصل وشربته
وبعد كدا حاسبت وروّحت
غيّرت هدومي، وصليت العِشا ونمت "
" تاني يوم عدّىٰ عليّا حرفياً
معدّاش طبيعي كدا، عدّىٰ بين قلق وتوتر
هقف قُدام بابا إزاي وأطلب منه إني عايزة أسافر، أنا اللي عُمري ما بيّت برا البيت، هبقى عايزة أسافر برا مَصر لوحدي ؟
طب أقوله إيه، بنتك عايزة تسافر سويسرا يا بابا ؟
ولا أقوله أيه أنا مش عارفة..
مَرّ الوقت، وجيه الوقت اللي قبل المغرب
بابا بيقعد في البلكونة ويقرأ الجورنال ويشرب الشاي
وأنا اللي بعمله الشاي
فـ إنتهزّت الفُرصة دي
جهزّت كوباية الشاي وخرجت لـ بابا البلكونة
حطيتها قُدامه على الترابيزة بينا
وقعدت على الكُرسي قُدامه بهدوء، وفضلت ساكتة
وحاسة إن دا هدوء ما قبل العاصفة والله، إستُر يارب
بابا إستغرب إني قعدت من أساسُه، هو متعود أعملّه كوباية الشاي وأطير على أوضتي
عنده حَق يستغرب فعلاً!
ولكن إستغرب أكتر لما لقاني ساكتة
= في إيه يا جميلة ؟
- بابا حضرتك رايق؟
= عايزة تقولي إيه، إخلصي .
- يعني كنت عايزة أخد رأي حضرتك في حاجة !
= إممم.
- حضرتك عارف إني بشتغل في مَرسَم بقالي ٤ شهور ،
المفروض إن بيحصل معارض للرسومات والتابلوهات اللي إحنا بنشتغل فيها دي !
= أيوا مش فاهم برضو عايزة تقولي إيه!
- ما أنا جاية لـحضرتك في الكلام،
المفروض أن فيه مَعرض قُريب، والمَرسَم اللي تبع الشركة اللي بشتغل فيها مقدم على المَعرض دا والمفروض أني رسّامة هناك
وعشان أنا شاطرة ومُجتهدة المدير إختارني أنا أمثّل المَرسَم بتاعه في المَعرض الجاي.
= طيب وانا المفروض أعمل إيه؟
- ما..هو..وو..ال..معر..المعرض دا في ...
" مكنتش عارفة أخرّج الجميلة على بعضها، وخايفة من رد فعل بابا جداً .. فقولت الجملة مرة واحدة وأنا مغمضة عيوني .."
- ماهو المعرض في سويسرا يا بابا، والمفروض أسافرله، لكن مش هبقى لوحدي هيبقى معاي.....
" وقبل ما أكمل الجُملة، سمعت صوت بابا العالي، والقلم اللي نِزل على وشي .."
= سويسرا ؟
للدرجة دي أنا معرفتش أربّي.
يتبع ..
------------------------------------
ملحوظة : الأغاني بدون موسيقى، أنا مُبرأة من كل حد هيسمعها بـموسيقىٰ، ياريت تاخدوا بالكم .