اسكريبت (كامل جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم سوار
اسكريبت الفصل الرابع 4 بقلم سوار
— يا فاطمة خلاص يا حبيبتي ، خلاص يا ماما ....اهدوا .
قولت كلامي وأنا بمسح وشي بنفاذ صبر منهم ، ليهم ساعة إلا ربع قاعدين بيعيطوا جنب رقية .
بصيت ليها وهي بتحاول تهديهم ، وتقولهم أنها كويسة الحمد لله ، ولكن لا حياة لمن تنادي..
مسكت فاطمة وأنا ببعدها شوية عن رقية :
— يا بنتي ابعدي عنها خليها تعرف تتنفس ...
يا ربي أنت تقيلة كدا ليه ؟!
بصتلي فجأة بشر ، ولا كأنها كانت بتعيط ، فاتكلمت بتحذير وأنا لسه ماسكها :
— لو فكرتي بس تعملي حاجة ، هسيبك تاخدي الأرض بالحضن ..
فكت نفسها مني ، واتعدلت وهي بتمسح دموعها ، خدتها في حضني وأنا بطبطب عليها ، عارف أن روحها في رقية ، في الحقيقة هي روحنا كلنا ...دلوعتنا الصغيرة.
بوست رأسها بحب :
— خلاص بقى ، هي بخير الحمد لله...
رجعت عيطت تاني وهي ماسكة في هدومي :
_ أنا اترعبت يا مالك لما قالولي أنها في المستشفى ، طول الطريق أدعي أنها تكون بخير ، ولما جيت وشفتها قلبي وجعني ..
شددت على حضنها وأنا حاسس برعشتها تحت ايدي:
— الحمد لله يا فطوم ، دا قدرها وأنت عارفة ، ومن لطف ربنا أنها منصابتش إصابة جامدة تأذيها ...
وبعدين أنت جاية تهوني عليها ولا تزعليها ، شايفة بتحاول إزاي تهدي ماما وهي تعبانة ، بالله دا ينفع ..
بصت ناحية رقية وهي شايفاها بتحاول تطبطب على مامتهم ، مسحت دموعها ، وراحت ناحية مامتها تهديها .
فضلت تهديها لحد ما ماما هديت ، سمعت رنة تليفوني ، ولقيته خالد ، ضربت بايدي على جبهتي ... أنا كنت نسيت أنه معايا ..
شاورت لفاطمة إني خارج ، فهزت رأسها ورجعت تنتبه لرقية .
خرجت من الأوضة ، وقفلت الباب بالراحة ، أخدت نفس عميق فقابلني ريحة المستشفى ، ريحة كحول و الكلور اللي بينضفوا بيه الممرات ، طول عمري بكره ريحة المستشفيات .
مشيت خطوات بسيطة بعيدة عن الأوضة ، وقفت لما لمحت خالد جاي ناحيتي ، وفي ايده أكل وعصير .
ابتسمت في وشه بتعب ، وبمجرد ما قرب حضنته وميلت رأسي على كتفه براحة ، وأنا سامع نبرة صوته القلقانة وكلماته اللي بيحاول بيها يخفف عني .
———————
حطيت رأسي على المكتب بتعب ، اليوم طويل والحالات كانت كتير ، بصيت في الساعة المتعلقة على الحيطة ، وأنا شوية وهعيط.
= يا الله ... لسه ساعتين ، لسه ساعتين ، هموت وأنام .
شربت من القهوة قدامي ، وأنا بكلم نفسي:
= ساعتين بس يا زينب والشفت يخلص ، استحمليهم ...معلش معلش .
حسيت بالبرد ، فشربت من القهوة تاني ، يمكن سخونيتها تدفيني ، بصيت للمكتب اللي مش كبير ، وللشباك اللي قفلاه كويس ، نفسي افهم الساقعة بتيجي منين ..
انتبهت على صوت الجرس اللي جنبي على المكتب ، ظبطت حجابي وأنا بقوم من مكاني ، علشان أشوف عايزين ايه .
شوفت الحالة وكشفت عليها ، و وصيت الممرضة باللي هيتعمل ، خلصت وطلعت بعدها على أوضة البنوتة اللي عملت حادثة ، اعتقد اسمها رقية ، أخوها كان بيقول كدا ...
وعلى ذكره حسيت بشعور غريب ، بصراحة أول مرة أقابل شخص كدا .
حطيت ايدي في جيوبي ، وأنا بتنهد بتعب ، لأ مش هنفكر في حاجة ، مش هيبقى تعب بدني وعقلي كمان ..
بمجرد ما قربت من الأوضة شفته قاعد هو وصاحبه ، وجنبهم أكل ، ابتسمت ابتسامه خفيفة ، وأنا شايفاه سمع كلامي ..
قام ناحيتي بلهفة لما شافني :
— لو سمحت يا دكتورة ...هي هتنفع تروح معانا ولا لأ.
حركت رأسي بنفي وأنا بشرحله :
= بص يا أستاذ هي زي ما قولتلك حالتها كويسة ، بس هتحتاج تكون في المستشفى كام يوم ، نطمن أن كل حاجة تمام وبعدها تخرج إن شاء الله..
— تمام .
قالها وبعد شوية ، خبطت بالراحة وبعدين فتحت الباب ، اتفاجأت من وجود بنوتة وست كبيرة جوا ، بس تداركت الوضع ، وأنا ببتسم بعملية :
= ايه الأخبار يا آنسة رقية ، حاسة بأي وجع ..
قولتها وأنا بفحصها ، وبتابع عملياتها الحيوية .
ردت بابتسامة:
ـ وجع خفيف بس مكان الجبس ..
اتكلمت وأنا بطمنها :
= دا وجع طبيعي ، وبإذن الله بعد الدوا هتستريحي ...
بصيت في ساعة ايدي:
= ربع ساعة وهتكون الممرضة عندك بالدوا ..
_ طيب وهي كويسة يا دكتور ..
قالتها البنوتة اللي كانت واقفة بقلق ظاهر في عيونها ..
ابتسمت بهدوء:
= متقلقيش هي كويسة ، وكمان مؤشراتها كلها ممتازة ، هي بس محتاجة اهتمام وتاخد الأدوية على الوقت .
كملت كلامي وأنا ببتسم للست الكبيرة ، واللي الواضح من الشبه أنها مامتهم:
= كمان جروح وشها بالعلاج هتروح ، و الممرضة هتعرف الآنسة تدهنها ازاي ...
_ فاطمة ..
عقدت حواجبي باستغراب:
= نعم !
ردت بتوضيح:
_ اسمي فاطمة ، أنا أختها الكبيرة ..
هزيت رأسي بتفهم ، وكملت بابتسامة :
= تمام يا فاطمة ، المس دلوقتي هتعرفك بكل اللي المفروض تعمليه ....
خلصت اللي بعمله ، وخرجت وأنا بتجه ناحية مكتبي ، لاحظت أن أخوهم مش موجود ...بس حركت رأسي وأنا بنفض أي تفكير من عقلي .
حطيت البالطو على الكرسي ، ومسكت تليفوني اتصل بأنس ييجي ياخدني ، لأن الوقت اتأخر ..
= ايوا يا أنوس خلصت اهو ..
هستنى في المكتب ولما تقرب رنلي هطلعلك ..
كملت بمتاوبة بعد ما رد عليا :
= والله ما قادرة أبص تحت رجلي ، هموت وأنام ، وحاسة عضمي قافش نفسي افرده ..
قفلت معاه وقعدت على الكرسي ، حطيت رأسي على المكتب ، وسرحت في الشاب الغريب واللي اتضح أن اسمه مالك ...
بفكر أن الصدف اللي جمعتنا كتير ، يوم الإدارة ويوم العصير وحتى النهاردة ، كل موقف ظهر فيه شخصية مش بشوفها كتير .
خبطت بايدي على المكتب بتعب:
= بس يا ماما مش هنفكر في حد ، عادي شخص كويس ، ربنا يحفظه ... خلاص.
رن التليفون وكان أنس ، فشلت شنطتي وقومت وأنا بحاول أبعد التفكير عن دماغي ، مشيت بخطوات تقيلة من الوجع اللي في جسمي ، مين قال اني عايزة اشتغل ...مين .
——————
عدى أسبوع على وجود رقية في المستشفى ، و النهاردة معاد خروجها ، كنت واقف في طرقة المستشفى مستني ماما وفاطمة وهما بيساعدوها جوا ، وجنبي خالد اللي رايح جاي ، ومش على بعضه ..
اتكلمت بعصبية من حركته الكتير :
— فيه ايه يا خالد ؟!
خيلتني يا أخي ، ما تقف في حتة ...
بصلي بتوتر وبعدين خد نفس عميق وهو مغمض عينيه ، ضيقت عيوني باستغراب وأنا بحاول أفهم ماله ..
فتح عيونه وبصلي بهدوء :
ـ مالك ينفع اجيلكم بكرا أطلب ايد فاطمة ..
عضيت شفايفي بغيظ وأنا بضغط على ايدي ، علشان ما اضربهوش في قلب المستشفى .
— يا ابني أنت عبيط ، هو مفيش نظر للظرف اللي إحنا فيه ...
اتكلم بارتباك :
ـ عارف والله بس ...
— بس ايه ؟!
اتنهد وهو بيبص لبعيد :
ـ السفرية اللي قولتلك عليها قبل كدا ، المدير حدد معادها وهتبقى خلال أسبوعين ..
كمل بتوتر بعد ما رجع بنظره ليا :
ـ فكنت بقول يعني لو وافقت ، نتخطب قبل ما امشي ..
حركت رأسي بتفهم ولو اني حاسس بالضيق :
— طيب ما تستنى على ما ترجع ..
ـ السفرية مش هتاخد أقل من سنة ، وأخاف حد يتقدملها ..
اتكلمت بحيرة وأنا ببص ناحية أوضة رقية :
— بس زي ما أنت شايف رقية تعبانة ، وأكيد قرايبنا هيكونوا عندنا الفترة الجاية ..
سكت شوية وهو بيبص في الأرض بتفكير ، وفجأة وشه نور وهو بيبتسم ابتسامة غريبة .
— فيه ايه ؟! أنا مش مطمنلك..
ـ ممكن أكلمها هنا ؟
وقفت ثواني استوعب :
— تكلمها هنا فين معلش ..
ـ بص أنت قولها إني اتقدمتلها ونقعد هنا قدامك ، أو في الكافتيريا على ما الدكتورة تشوف رقية ..
بصيت له بصدمة :
— هتتقدم لأختي في المستشفى يا خالد ..
شوح بايده وهو بيتكلم بتشنج :
ـ قال يعني قولتولي تعالى البيت ، ومجتش ...
وبعدين أنا بحاول ألاقي حل ، فمشي الليلة معايا الله يسترك ..
فضلت شوية ساكت وأنا بفكر ، مسك دراعي وهو بيبصلي برجاء.
فنفخت بزهق:
— خلاص يا خالد ، هناديلها بس هتقعدوا قدامي هنا ..
هز رأسه بفرحة ، فكملت بتحذير :
— وهي نص ساعة بس ..
اتنطط في مكانه وهو بيحضني:
ـ ماشي ماشي ...المهم نقعد .
بعده بالراحة وأنا ببتسم على سعادته ، اتجهت ناحية الباب اخبط عليه.
جاني صوت فاطمة وهي بتسمحلي ادخل ، دخلت وقفلت الباب ، وأنا شايف رقية قاعدة بفستان جميل من بتوعها ، وماما بتلفلها الخمار ..
مسكت الخمار من ماما ، وأنا بشاورلها إني هعمله أنا:
— يا الله على القمر ، ايه ده ، أول مرة أشوف قمر متجبس ..
وبعد ما كانت ابتسامتها من الودن للودن ، كشرت بغيظ وهي بتضربني بايديها السليمة :
ـ امشي يا مالك متعمليش حاجة ..
مديت ايدي لماما تناولني الدبابيس ، وأنا بتكلم باستفزاز :
— بس يا ماما ، ألعبي بعيد ، مش كفاية هشيلك السلم كله ...
بصتلي بزعل:
ـ خلاص شكراً ، هطلع لوحدي ..
مسكت ايديها بعد ما خلصت ، وأنا ببوس خدها بحب:
— أشيلك العمر كله يا روقي ، هو أنا عندي كام رقية يعني ...
جات فاطمة تقعد جنبي وهي بتزقني بغيظ :
_ اه دلوقتي هتشيلها ، بس لما أنا وقعت مشلتنيش ..
عقدت حواجبي باستغراب وأنا بزقها بعيد عني :
— امتى الكلام ده ؟
_ وأنا في تانية إعدادي ..
عيوني وسعت بصدمة :
— بالله ... وأنت في تانية إعدادي ، هو أنا فاكر كلت ايه امبارح .. وبعدين لحظة .
مش دي لما وقعتي على دراعك ..
هزت رأسها وهي لسه بصالي بقمص ، ضربت كف على كف بذهول :
— يعني حضرتك واقعة على ايدك ، ورجلك كويسة ، أشيلك ليه ولا هو اي وجع ضهر ...
سمعت صوت ضحك ماما وهي بتشاورلي أهدى ..
حركت رأسي بقلة حيلة منها ، ومسكت ايديها اقعدها وأنا مش مصدق إني هقولها على خالد بجد ، هي لسه صغيرة ، صغيرة أوي ..
— بصوا بقى علشان عايزكم في موضوع..
بصولي كلهم بترقب ، ونظرات الفضول في عينيهم..
خدت نفس واتكلمت :
— خالد طالب ايد فاطمة ...
فترة سكون عدت علينا ، ولولا صوت أنفاسهم حواليا لفكرت حصلهم حاجة ، بصيت لماما اللي بصالي باستغراب ، ورقية اللي بترمش بسرعة وكأنها بتحاول تستوعب ، أما فاطمة فكانت بصالي وهي مضيقة عيونها وكأنها بتحاول تستشف اللي في دماغي ..
سقفت بايدي بزهق :
— يا اخوانا اخلصوا ، الواد مستني برا ..
بصيت ناحية فاطمة وأنا بقول بحنية :
— موافقة تقعدي معاه ..
خدودها احمروا ، وحسيت برعشة في ايديها ، غالباً الإشارة لقطت..
اتكلمت بصوت مهزوز :
_ اقعد مع مين ؟!
أنت بتكلم بجد ...
هزيت رأسي وقبل ما اتكلم ، سمعت سؤال ماما المتعجب :
ـ وهو دا وقته يا مالك ..
ضغطت على ايد فاطمة بدعم ، وأنا برد على ماما :
— هقولكم على كل حاجة بس دلوقتي لو فاطمة معندهاش مانع للموضوع ، هتقعد مع خالد شوية ، على ما الدكتورة تفحص رقية .
——————
= بصي يا مس هروح دلوقتي أشوف المريضة في أوضة ١٤ ، وبعدين هجيلك تكوني جهزت الحالة اللي معاكي ..
حركت رأسها بهدوء ، وأنا ابتسمتلها وبعدين كملت طريقي لأوضة رقية .
عقدت حواجبي باستغراب وأنا شايفة فاطمة قاعدة على الكرسي ، وعلى مسافة منها قاعد الشاب صاحب أخوها....
وعلى بعد خطوات منهم ، وفي مكان أقرب للأوضة كان واقف مالك ، وهو بيبص عليهم ...
اتكلمت بهمس وأنا حاسة بالفضول بيعمل عمايله في دماغي :
= ايه ده !
معقول يكون خطيبها ، بس مشوفتش في ايديها دبلة ....يووه وأنا مالي .
بمجرد ما قربت ، انتبهلي وبعد شوية وهو بيبص بعيد .
خبطت بالراحة ، وبعدين دخلت وأنا ببتسم بفرحة وأنا شايفة رقية أحسن :
= الله الله ... إحنا بقينا عال أوي ، وفستان و ورد ..
قولتها بهزار بإشارة على الورد اللي في فستانها ، ضحكت بفرحة واتكلمت مامتها:
ـ الفضل ليكي بعد ربنا يا بنتي ، ربنا يجازيكي خير ...
ابتسمت لها بهدوء ، وأنا بفحص رقية :
= أنا معملتش حاجة حضرتك ، دا واجبي ، ربنا يتم شفاها على خير ..
أمنت على دعائي ، وأنا كملت فحص رقية .
= الحمد لله كله تمام ، هتيجي بس كل عشر أيام نطمن ، وإن شاء الله شهرين ونفك الجبس ..
ردت رقية برقة بقيت متعودة عليها منها :
ـ شكرا يا دكتور ..
= ولا يهمك..
وصيتها بشوية نصايح ، وبعدين خرجت علشان أكمل شغلي ، فطلبت مني ابعتلها أخوها علشان يمشوا .
قفلت الباب وأنا بدور بعيوني عليه ، لقيت واقف بعيد وومحاوط فاطمة بايده ، واللي كان وشها احمر وباصة في الأرض ، وقدامه صاحبه اللي مبتسم بفرحة غريبة ..
قربت من مكانهم بهدوء ، وأنا بحمحم علشان ينتبهوا ، بصولي فوجهت كلامي لمالك :
= أستاذ مالك ..
رقية منتظرة حضرتك جوا .
حرك رأسه بهدوء ، فاستأذنتهم وأنا بكمل طريقي .
يا الله أخيراً مش هشوفه تاني ، خلال الأسبوع اللي فات حرفياً وهو شبه محتل تفكيري ، بيعامل أخواته ازاي و بيتعامل مع الناس ازاي ، النوم اتسرق من عيوني ليلتين بسببه ، حسبي الله .
——————
— ها يا فاطمة ، قررتي ايه ؟!
بصتلها بغيظ وأنا بعدل المخدة ورا ضهر رقية ، بعد ما طلعتها من الأوضة تقعد في الصالة ..
فات على خروج رقية عشر أيام ، ولحد دلوقتي فاطمة مقالتش رأيها ..
ردت بارتباك وكسوف وهي بتشد في مفرش الكنبة :
_ ما أنا لسه بفكر يا مالك ..
رفعت جانب شفتي بتهكم :
— يا نهار على الكسوف ، عشت وشوفتك مكسوفة ..
ملامحها اتبدلت في ثانية للغيظ وهي بتشوح بايدها:
_ ومتكسفش ليه ؟ ! مش بنت يعني ...
شاورت عليها بقرف :
— بمنظرك ده لأ ، اخرك ولية قرشانة ..
والله خالد صعبان عليا ..
_ دا هياخد جوهرة ...
— فالصو .
قامت من مكانها ، وجت حطت رأسها على رجلي ، وفردت نفسها على الكنبة جانبي وهي بتضربني بايديها.
_ لم الدور علشان والله متوترة...
مسحت على شعرها بالراحة وأنا بطمنها :
— عارف أن الموضوع كان بسرعة ، بس خالد كويس ...
فلو حاسة بقبول ، عرفيني علشان هو مستني وسفريته كمان كم يوم ...
مسكت ايدها اللي كانت بتترعش ، وأنا بسألها بهدوء وعيوني بتبصلها بحب :
— ها ...نقول مبارك ولا ايه ..
غمضت عيونها وهزت رأسها بأه ، ابتسمت على طبعها اللي مش بيتغير ، لما بتتكسف مبتعرفش تبص لحد فبتغمض عيونها وبتنام ...
ميلت برأسي وبوست خدها اللي احمر ، اتكلمت وأنا بطبطب عليها :
— مبارك يا عيوني ...
هتنامي ؟
هزت رأسها تاني منغير ما تتكلم ، شاورت لرقية اللي كانت بتبتسم بفرحة :
— ناوليني الغطا من جنبك يا غالي ..
جابت الغطا بايديها السليمة ، فاخدتها وأنا بحطه على فاطمة ، فطلت أطبطب عليها وهي رأسها على رجلي ، وعلى كتفي التاني رقية ساندة رأسها براحة ..
ابتسمت بوجع من فكرة أنها هتمشي ، لسه بدري عارف بس ، ليه تمشي ، بصيت عليها وهي نايمة ، وأنا حاسس بالدموع في عيني ، أول إحساس بالإخوة كان معاها ، وأول إحساس بالمسؤولية ، ضحكت بخفوت وأنا بمسح عيوني ، بفتكر كلام ماما عن اد ايه كنت بغير منها لما اتولدت ، وازاي اتغيرت وبقيت ألزق فيها ومخليش حد يقرب لها .
مسحت على خدها بالراحة ، وذكرياتي كلها بتعدي قدام عيني ، أول مرة ضربت فيها حد عشانها ، ولما كنت ازعق لأي حد يزعلها ، بصيت ناحية رقية اللي غمضت عيونها ونامت بردو ، يبدو أنهم سابوني لنفسي النهاردة...
اتنهدت بحرارة و غمضت عيوني أنا كمان ، بس فجأة زارتني صورتها ، ابتسمت وأنا لسه على حالتي ...بالله الواحد ما ناقص .
— يا الله ..
كتمت ضحكة كانت هتطلع مني ، وأنا بفتكر لما سألت الممرضة عليها ، وفرحتي اللي فضحتني قدامها لما عرفت أنها مش مخطوبة ..
سندت برأسي على الكنبة وأنا بهمس وجوايا شعور جميل :
— ليه لأ ..
يتبع ....