اسكريبت (كامل جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم سوار
اسكريبت الفصل الثاني 2 بقلم سوار
= ايوا يا أنوس ، أنا في الطريق اهو ، خمساية وهوصل إن شاء الله..
عديت الشارع بعد ما تأكدت أن مفيش عربيات بتعدي ، وأنا سامعة أنس بيبشرني بأكتر حاجة بتضايقني ..
نفخت بزهق:
= يعني عمتك وبنتها عندنا ، يا الله علينا ..
طيب أقفل يا أنس وأنا جاية اهو ..
قفلت التليفون وأنا بكمل مشي في طريقي للبيت ، دخلت شارعنا اللي كان فيه دوشة كالعادة ، خالتو سماح جارتنا بتزعق في ولادها ، وعمو محمد بيتكلم عن مغامراته وصوته مسمع الشارع كله ، ريحة البهارات اللي فايحة بسبب محل العطارة اللي في نص الشارع ..
= يا ربي على العبث اللي أنا فيه ، نفسي ارجع مرة من الشغل وألاقي الدنيا هادية ..
استدركت اللي قولته بجملة " في عفو وعافية" ، علمها ليا بابا وأن ممكن دعوتنا تستجاب بشكل يضرنا ، ايوا نفسي في شوية هدوء بس منغير ما حد يكون مأذي .
وصلت قدام شقتنا ، وقفت أخد نفس عميق وأنا بهدي نفسي ، فتحت عيوني بالراحة ، وخبطت بهدوء ، خبطة والتانية وفتحلي أنس .
— حمد الله على السلامة يا زوز ..
قالها وهو بيبوس رأسي ، وبيقفل الباب .
اتنهدت وأنا بقول :
= الله يسلمك يا حبيبي.
اتكلم وهو بيمسك ايدي ، علشان يخلينا واقفين عند الباب :
— استني قبل ما تدخلي ، أنا قولت لبابا أننا خارجين سوا ..
عقدت حواجبي باستغراب:
= خارجين فين ؟!
أنت مجبتليش سيرة قبل كدا .
— يا بنتي ما أنا عملت كدا علشان متقعديش كتير مع عمتك ، أنت بس سلمي واطلعي هتلاقيني مستنيكي على الباب ، هعمل مكالمة على ما تخلصي ..
حضنته بامتنان لأنه بيفكر فيا ، أخويا حبيبي والله .
طلعت من حضنه وانا ببتسمله بكل الحب اللي جوايا ليه :
= تسلم يا غالي والله ، بس أنا جاية من النبطشية مدغدغة وهموت وأفرد ضهري ..
اتكلم وهو بيحاول يقنعني :
— إحنا مش هنبعد يا لوز ، هنتمشى قريب من هنا ، وهعزمك كمان لو عايزة ، واقفي بقى...
وبعدين عمتك لو عرفت إنك جوا ، مش هتحلك غير لما تقعدي معاهم ..
حركت رأسي بهدوء:
= خلاص يا سيدي عروضك مغرية ، فهضطر أوافق ..
ابتسم وباس خدي ، فطبطبت عليه بلطف ، ودخلت وأنا بستجمع كل طرق التحكم في النفس ، علشان القعدة متتقلبش بخناقة زي كل مرة .
دخلت أوضة الضيوف وأنا برمي السلام ، همست بخفوت :
= اهو دا اللي ناقص ، دا مفيش غيرهم ..
هما مستنيني ولا ايه ..
قربت أسلم عليهم :
= ازي حضرتك يا عمتو ؟ ، وازيك يا رحمة ؟.
ردت بهدوء وابتسامة صغيرة:
ـ الحمد لله يا زينب ، ايه كل دا في الشغل ؟!
هزيت رأسي ببسمة وأنا بدور بعيوني على ماما وبابا:
= أومال ماما وبابا فين ؟!!
ردت رحمة المرادي:
_ خالي بيرد على التليفون في البلكونة ، ومرات خالي دخلت المطبخ ..
حركت رأسي وأنا بفكر همشي ازاي ، لما جاني سؤال عمتي بنبرة خبيثة نوعا ما :
ـ وأنت بردو يا زينب مفيش حاجة كدا ولا كدا ؟
خدت نفس عميق وكأني بجمع الهوا من حواليا :
= حاجة زي ايه يا عمتو ؟!
— عريس يعني ، أنت اللي أصغر منك خلفوا دلوقتي...
ضغطت على ايدي بغيظ ، نفس الموضوع هو هو مبيتغيرش ، طب جددي علشان مزهقش .
رفعت حاجبي وأنا ببتسم ببردو :
= لأ يا عمتو ، ولما يكون فيه حاجة هنعرفك متقلقيش ..
لوت بقها بسخرية:
ـ ما أنت لو تتنحرري شوية ..
= اتنحرر إزاي معلش ، أروح أطلب أيديهم ولا ايه ؟!
— لا يا أختي ، تلبسي وتطلعي شبه البنات الناس تشوفك ..
قلبت عيني بملل :
= دا على أساس إني بطير وأنا رايحة الشغل ..
حركت رأسها ببسمة ضايقتني :
ـ لأ تلبسي فستان جميل يبقى مظبوط عليكي شبه البنات ، وتروحي الأفراح اللي حوالينا الناس تشوفك ..
مش فساتينك المهلهلة دي .
قومت من مكاني ، وأنا لسه ببصلها ببرود:
= معلش يا عمتي بس مش أنا اللي ألبس واطلع قدام الناس ، أعرض نفسي عليهم ..
وإن كان على نصيبي فهو جاي إن شاء الله ، متشغليش بالك ....عن إذنك.
قولت كلامي وأنا حاسة جوايا بنار ، مش من كلامها ، لأ من أني متضطرة أكلمها كويس وأكبت كلام كتير في نفسي ، علشان صلة الرحم..
لفيت علشان امشي ولكن يبدو أنها فاضيالي النهاردة ، اتكلمت وهي بتوقفني :
ـ وهيجي منين النصيب وأنت عمالة ترفضي في العرسان ، مش واخدة بالك انك مش لسه صغيرة ..
عضيت شفايفي بغيظ ، وأنا بحرك رأسي بشكل مريب :
= عمتو هو حضرتك معندكيش حاجة تشغلك عني ولا ايه ، وبعدين مش حضرتك اتجوزتي ، وبنتك اتجوزت ، مالك بيا وبجوازي ؟!!
ردت بتوتر وهي شايفاني جبت أخري :
ـ أنا خايفة عليكي العمر يسرقك ..
= متخافيش..
قولتها ببرود ، ورفعت عيوني لبابا اللي دخل و واضح أنه سمع أخر جزء :
= أنا همشي علشان أنس مستنيني يا بابا ..
حرك رأسه بهدوء ، فابتسمت له بلطف وأنا بتحرك من مكاني .
———————
— تصدقي بالله أنا غلطان أني قولتلك هعدي عليكي ..
قولتها بغيظ لفاطمة وأنا بشيل شنطتها ، بعد ما اقترحت عليها اعدي أخدها من الكلية ..
هزت كتفها بلا مبالاة وهي بتقول :
ـ والله يا غالي أنت اللي اقترحت ، يبقى ادفع بقى وبعدين دا أنا بقولك هات عصير وفسحني شوية ، كتير يعني..
— عدي يا فاطمة قدامي ما أنا مش هخلص ..
مسكت ايدها و اتمشينا لحد كافيه قريب ، حطيت الشنط على الطرابيزة ، وهي قعدت وأنا روحت أجيب لنا عصير ..
وقفت مستني الطلب وأنا بنفخ في ايدي من البرد ، أخدت الطلب ولفيت علشان امشي ، بس لمحت رباط الكوتش فك .
— يا ربي على اللي أنا فيه..
فضلت ماشي بالراحة وأنا بتجنب أدوس عليه ، علشان مقعش ، وفجأة حسيت ببرودة على التيشيرت .
بصيت لهدومي البيضا بصدمة وأنا شايف البقع عليها :
— يا مصيبتي فراولة ، دي مش طالعة من الهدوم ..
رفعت رأسي ناحية اللي خبط فيا ولسه هتكلم ، لقيتها بنت فرجعت لورا ولسوء حظي رجلي داست على رباط الكوتش ، فاتشنكلت والعصير في ايدي وقع عليا ..
عيوني وسعت بصدمة وأنا شوية وهعيط:
— دا أنا سمية مش هدخلني البيت على المنظر ده..
= حضرتك كويس ، أنا أسفة والله مكنتش أقصد ..
رفعت عيوني للي بتكلم ، وأنا بمسك لساني اني أهزقها ، عضيت شفايفي بغضب وأنا بقوم :
— خلاص يا أنسة محصلش حاجة..
حطت باقي العصير من ايديها ، وطلعت من شنطتها مناديل ، وهي بتعتذر بإحراج :
= أنا بجد متأسفة أوي ، وممكن أعوض حضرتك عن التيشيرت ، بس قو...
رفعت ايدي وأنا بسكتها :
— حصل خير يا أنسة ، وبعد كدا خدي بالك ..
حركت رأسها بهدوء و وشها أحمر من الإحراج ، شيلت الكوبايات أرجعهم تاني ، لحد ما عقلي نور لذكرى قريبة ، بصيت بسرعة ناحيتها وهي ماشية :
— هي مش دي نفس الأنسة بتاع الأتوبيس!!
رجعت طلبت عصير تاني ، وأنا بحاول أبعد عن عقلي التفكير فيها ، هي بنفس الهدوء و نفس الارتباك ، على الرغم أنها تبان جادة إلا أنك تحسها رقيقة في نفسها كدا ..
— ايه العته اللي بفكر فيه ده ، استغفر الله العظيم..
استغفرت بصوت عالي ، وأنا بمسح على وشي ، غلط خالص اللي بعمله ، مينفعش أسيب نفسي ادخل في السكة دي ، غض بصرك يا مالك ...غض بصرك .
ربطت الكوتش كويس ، وبعدين أخدت العصير ، ورحت لفاطمة اللي انفتحت في الضحك وكانت هتفضحنا ..
حطيت ايدي على بوقها بغيظ :
— صوتك يا بت أنت..
شالت ايدي وهي لسه بتضحك :
ـ ايه ده يا مالك ، وقعتي على نفسك يا بطة ..
ضربتها في كتفها بغيظ وأنا باخد الجاكيت ألبسه ، أداري شوية من المصيبة دي قدام الناس ..
— اتلمي يا بت ...كله منك .
ـ يووه ، وأنا عملت ايه ؟
احكيلي بس حصل معاك ايه ؟!
نفخت بضيق وأنا بحكيلها اللي حصل ، وهي كل مدى تزيد في الضحك ، بصيت لها بقرف ، فحطت ايديها على بوقها وهي بتشاورلي خلاص ..
بس رجعت تضحك تاني ، فبصيت بعيد وأنا مش طايقها..
——————
قلبت عيوني بملل وأنا شايفة أنس بيضحك بقاله ربع ساعة .
= خلاص يا أنس يا حبيبي ، أنا غلطانة إني حكيتلك ..
مسك بطنه وهو لسه مكمل ضحك :
— هموت مش قادر ، دا أكيد كان شكله مسخرة ..
ضحكت غصب عني وأنا بفتكر منظره ، يعني مش كفاية العصير بتاعي وقع عليه ، لأ كمان العصير بتاعه ..
= بصراحة صعب عليا ..
بس أنت عارف هو مين ؟!
عقدت حواجبه باستغراب:
_ لأ أنت تعرفيه ؟!
ابتسامة لطيفة زارت شفايفي ، مش عارفة كسوف ولا إحراج أو ممكن امتنان :
= فاكر الشاب اللي قولتلك ساعدني قبل كدا ، وأنا في الإدارة ؟!
هز رأسه وعيونه وسعت :
— متقوليش هو ده !
اتنهدت :
= هو ...بس غالباً معرفنيش ، والحمد لله أنه معرفنيش ، يعني يبقى مساعدني وأوقع العصير عليه .
— بس أنت مكونتيش تقصدي ..
عدلت خماري باحراج :
= بردو كانت هتكون مش لطيفة بالنسبالي ...
ابتسم وهو بيمسك ايدي:
— سيبك اللي حصل حصل ، دلوقتي قوليلي عمتك قالت حاجة ولا ايه ؟ شكلك من لما نزلنا غريب ..
لعبت بصوابعي في مفرش الطرابيزة ، وعيوني بتسرح في منظر الشارع قدامي من ورا الإزاز :
= يعني هيكون ايه غير نفس الموضوع.
ضحكت بسخرية :
= تصور بتقولي سنك كبر ومبقتيش صغيرة علشان ترفضي عرسان..
ظهر على وشه الغضب ، فطبطبت على ايده علشان يهدى ، يمكن أنا الكلام مش مبيزعلني بالشكل اللي هما متخيلينه ، بس بيقهرني فكرة أن الناس تأذي مشاعر غيرها بحجة أنهم عايزين لهم الخير ، أنا مش هدخل في نيتك وأعرف أنك كويس ، أنا مش هشوف غير فعلك ...اللي للأسف بيأذيني .
مسك ايدي وباسها بحب :
— حقك على قلبي يا حبيبي ، هما أصلا غيرانين منك ، وبعدين مين دي اللي كبرت ، دا أنت لسه ٢٦ ..
ضحكت بخفة :
= اهو ٢٦ دي عندهم كدا عنست ، وقطر الجواز دشملني مش فاتني بس .
٢٦ يمكن محستش بأني كبرت كدا ، بسبب إني انشغلت في دراستي ، دراستي اللي ساهمت بشكل كبير في نضجي ، منكرش أن الأمر صعب خصوصاً مع الاختلاط الشديد ، ولكن اختلاف العقليات و الأفاق اللي بيفتحها العلم للواحد ، بيهون الأمر ..
بصيت ناحية أنس وعيوني لمعت بامتنان ، وحب لدور أنس وبابا وماما أنهم يساعدوني ، ويدوني الحب والاهتمام الكافي ، دا غير تعب بابا وماما في تربيتنا ، علشان نوصل لهنا .
————————
= أنت صغير يا مالك لما ترجع هدومك بالشكل ده !!
جريت وراها وأنا بحدف الجاكيت على فاطمة اللي مش مبطلة ضحك :
— بطلي بقى يا شيخة ..
مسكت ايديها وأنا بستسمحها :
— والله يا ماما هي البنت اللي خبطت فيا ، وقعته عليا ..
بصتلي بطرف عينها ، فاتكلمت بأمل :
— هتعرفي تطلعي البقع صح ؟!!
بالله يا ماما حاولي دا أكتر طقم بحبه ..
فضلت دقيقة تبصلي بتردد ، وأنا مفعل وضعية الجرو اللطيف ، أيوا اللي هو الكلب الصغير .
زفرت بضيق وهي بتشوف البقع :
= هحاول ...بس موعدكش أنها تطلع .
— علشان خاطري يا ماما ..
= ما قولتلك هحاول اهو ، بس مقدرش أوعدك بحاجة مش متأكدة اني هقدر أنفذها .
حركت رأسي بإحباط ، وأنا بلف علشان امشي من قدامها ، بس مسكتني بسرعة وهي بتقول بابتسامة غريبة :
= مقولتليش البنت حلوة ؟
عقدت حواجبي باستغراب:
— بنت مين يا ماما ؟
= البنت اللي خبطت فيك ..
عيوني وسعت بصدمة ، واتكلمت وأنا بشيل ايديها من على دراعي بالراحة :
— بالله ارحميني يا ماما ، أنا مالي بيها حلوة ولا لأ..
كشرت في وشي بغيظ :
= خليك كدا لحد ما تكسر التلاتين ويقولوا عليك المعنس راح ، المعنس جه ..
قالت كلامها وسابتني ومشت ، وقفت مكاني بصدمة ، معنس ومين اللي بتقولها أمي .
طلعت من صدمتي على صوت ضحك جنبي ، وكانت فاطمة بتضحك ورقية حاطة ايدها على بقها تكتمها ..
شاورت لرقية تسيبها، وأنا بقول بسخرية :
— سيبيها لتفطس مننا ، عاجبها أوي اني بتهزق ..
————
ـ بقولك ايه يا مالك ، ما تخرجنا بكرا تفسحنا ، وبالمرة نشتري شوية حاجات محتاجينها ..
قالتها رقية واحنا قاعدين في الصالة قاعدة عائلية ، وكل واحد متكلفت بلحاف من البرد.
بصيت لها من الفتحة اللي مطلع رأسي منها بحنان :
— من عيوني يا حبيبي ، ولكن هنأجلها يوم ولا حاجة علشان متفق مع خالد نتقابل .
حركت رأسها بابتسامة هادية تشبه لها ، في حين فزعتنا فاطمة بصوتها:
_ ايه بقى هو صاحبك دا طالعلنا في البخت ، رايح فين ، رايح أشوف خالد ، جاي منين ، كنت مع خالد ، ايه!!!
بصيت لها بغيظ :
— ورب العزة لولا أني سقعان ، لكنت قومت عرفتك ، أنت اللي حايشني عنك اللحاف ، فكني ها .
_ يا عم بقى ..
— يا بت لمي الدور شوية...علشان حسابك معايا تقل .
_ نينينينيني...
بصيت ناحية ماما بغيظ :
— شايفة يا ماما عمايلها ..
= معلش يا بني ، عقل نسناس هنقول ايه ..
_ ماما !!
= يا شيخة اقعدي بقى ..
لعبتلها حواجبي باستفزاز ، وأنا بضحك ، فنفخت بزهق ، ايوا كدا اتبطي .
——————
= يا الله ..
تنهيدة طويلة خرجت مني وأنا برمي نفسي على السرير ، حاسة بعضمي بيوجعني ، والأفكار في عقلي زي الطواحين ..
بحس إني مش فاهمة الناس ، تفكيرهم وتصرفاتهم اللي أغلبها متناقضة .
قومت مرة تانية بكسل ، وأنا حاسة بحاجة خنقاني ، الأمر مش بيقف على كلام عمتو بس ، وبل ونظرات كتير من اللي حواليا ، لمجرد إني برفض وأنا سني زي ما بيقولوا كبير ، يعني أرمي نفسي لأي حد ..
صوت خبط على الباب فوقني من سرحاني ، مشيت ناحية الباب وأنا شبه بجر رجلي ، من حمل أفكاري التقيلة على دماغي .
فتحت الباب ، فظهر وش بابا البشوش من وراه ، بنظراته الدافية ، ومن غير تفكير ، رميت نفسي في حضنه ، فشد عليه وهو بيطبطب عليا.
دخلنا وقفل الباب ، قعدنا على السرير ساكتين ، عارفة أنه تعب كلام مع عمتو وللأسف اللي فيها فيها .
مسك ايدي وطبطب عليها بالراحة:
— متحطيش كلامها في دماغك يا زينب ، أنت عارفة أن الزواج نصيب ، وأنت لسه نصيبك مجاش ...
اتنهدت وأنا بدخل في حضنه ، ويضم نفسي ليه ، بلمس لقلبي الدفا :
= عارفة يا بابا ومتأكدة ، بس الكلام بيهلك ، غير كدا متأخذنيش يعني ، بس اكمنها عمتي مبعرفش أرد كويس ..
ضحك بخفة على ملامح وشي المتغاظة ، أنا مش اللي بيسيب حقه ، ولو حد تاني كنت رديت رد تاني ، بس للأسف صلة الرحم ، ثم إكراماً لبابا .
— والله يا حبيبي أنا كلمتها تاني ، وإن شاء الله المرادي تبقى غير .
مسح على خدي وباس رأسي:
— المهم أنا مش عايزك تزعلي نفسك خالص ، وبعدين ايه يعني أما تفضلي معانا كمان شوية ..
شددت من حضنه ، وأنا بغمض عيوني براحة :
= بالظبط أنا عايزة أفضل معاكم ، بالله حد يسيب حضنك القمر ده ويروح لغيره ..
قال وهو بيلعب في شعري بلطف:
— وأنا حضني مفتوحلك دايما يا زينب ...
عيوني لمعت بالدموع ، فخبيت نفسي في حضنه علشان ميشوفهاش ، خطر في بالي أنه يا ترى قلبي ممكن يلاقي حد يكون حنين عليه زي بابا .
يتبع ....