اسكريبت (كامل جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم سوار
اسكريبت الفصل الأول 1 بقلم سوار
— السلام عليكم ورحمه الله وبركاته....ايه ده ؟!
عيوني وسعت بصدمة ، وأنا شايف أخواتي الاتنين لافين طُرح أمي الكبيرة على نفسهم شبه المسلسلات اللي بيتفرجوا عليها .
دخلت بخطوات سريعة ناحيتهم وأنا بزعق فيهم ، فجريوا في الصالة .
— هو أنا مش مية مرة قايل المسلسلات النيلة دي متتفتحش في البيت .
قولت كلامي بعصبية وأنا بدور بعيوني على أي حاجة اضربهم بيها ، لحد ما لقيت المنفضة جنب الكنبة فمسكتها وأنا بتجه ناحيتهم .
اتكلمت رقية برعب وهي بتشيل الطرحة من عليها بسرعة :
ـ غلطة ومش هتكرر ، أنا أصلا مكنتش هتفرج بس هي فاطمة اللي اقنعتني ..
ردت فاطمة بردح :
_ نعم يا عنيا دلوقتي فاطمة ، هو مش أنت اللي قولتيلي هنسمع شوية قبل ما مالك ييجي ، وأنه هيتأخر بعد الصلاة فبرحتنا ..
اتكلمت بسخرية :
— اردحوا لبعض أوي ، بترموا التهم على بعض شبه ولاد الكتاب دا أنا هوريكم ..
أومال ماما فين ؟!!
اتكلمت فاطمة وهي بتعوج بقها بسخرية:
_ دخلت تصلي .
عقدت حواجبي باستغراب:
— بس هي كانت بتتوضى وأنا ماشي ، معقول لسه بتصلي لحد دلوقتي!!
ردت بنفس السخرية :
_ لأ دا هي لما سمعت صوتك ، نوت تصلي كل الفروض اللي فاتتها في حياتها ، سنتين كدا وتكون خلصت .
مسحت على وشي بنفاذ صبر ، وأنا بدعي ربنا يصبرني ، بصيت لهم بقرف وأنا بشاورلهم يقعدوا .
— اقعدوا هنا ومسمعش نفس حد فيكم .
—————
بصيت عليهم هما التلاتة وهما باصين في الأرض ، اتكلمت بهدوء وأنا بوجه كلامي لرقية :
— كام مرة قولت يا رقية المسلسلات الهندي دي لأ ؟!!
بلعت ريقها بتوتر وهي بتفرك في ايديها:
ـ كتير ..
كملت كلامي وأنا ببص لفاطمة:
— وكان ايه السبب يا أم لسان طويل ..
بصتلي بطرف عينها ، وهي بتحاول تغطي على خوفها :
_ علشان هما مشركين ، وبيعظموا حد غير ربنا ، والمفروض أننا كمسلمين نغضب لله ..
— بس احنا بنعمل ايه ؟!
فركت في ايديها:
_ بنتفرج عليهم و بنتعود على اللي هما بيعملوه ومبننكرهوش .
رجعت بنظري تاني لرقية :
— وايه كمان يا رقية ؟!
فتحت رقية بقها علشان تتكلم ، بس قاطعتها فاطمة بغيظ :
_ هو اشمعنى بتكلمها بالراحة ، وبتقولي يا أم لسان طويل ؟!
رديت ببرود:
— علشان لسانك طويل فعلاً..
وكني واركني على جنب بقى ، علشان شاكك فيكي إنك صاحبة الفكرة .
رجعت بضهرها لورا بخوف ، فبصيت تاني لرقية اللي قالت :
ـ وعلشان فيها بنات لابسين مش كويس ، وكمان شباب واحنا مأمورين بغض البصر ..
حركت رأسي بهدوء وأنا شايفها باصة في الأرض بخجل ، وجهت نظري لماما اللي غالباً مضيعة حاجة في السقف .
— وحضرتك يا ماما وافقتي ازاي على كدا ..
ردت بسرعة :
= والله يا مالك أنا قولتلهم مش هنسمع هندي وهنغير القناة ..
ابتسامتي وسعت ، بس فجأة انمحت بعد ما سمعت الباقي.
= قولتلهم هنسمع تركي ، على الأقل هما مسلمين زينا ...
حواجبي اترفعت بصدمة ، وأنا شايف بسمتها الفخورة .
— دا أسوء يا ماما ، دا كلهم ناس قالعة ..
ملامحها اتبدلت لقلق ، وفاطمة بتكتم ضحكتها عليها .
رميت عليها المخدة :
— يا شيخة اتلهي بقى ..
مسحت على شعري بتعب ، فكرة أن وقتهم بيضيع مش بس على حاجات مش هتفيدهم ، لأ كمان بتضرهم .
حسيت بماما بتقعد جانبي ، طبطبت على كتفي :
= متزعلش مننا يا مالك ، هي بتبقى حاجة نسلي بيها وقتنا .
رفعت عيوني ليها :
— يا حبيبتي عارف ، بس المسلسلات دي مليانة ذنوب ... وأنا خايف عليكم .
قعدت رقية جانبي من الجهة التانية ، وباست رأسي بلطف :
ـ حقك علينا يا حبيبي ، عارفين والله إنك خايف علينا ، وأحنا هنحاول نبطلها ونستبدلها بحاجات تانية ..
خدتها في حضني وأنا بمسح على شعرها بالراحة ، قاطع اللحظة الهادية دي فاطمة وهي بتشد رقية وبتحضني مكانها .
_ دوري يا روقي يا حبيبتي ، كفاية كدا .
بصتلها بتشنج :
— طب حتى اعتذري يا قادرة ..
ضحكت بشقاوة وهي بتكلبش فيا :
_ اعتبرني اعتذرت ، وبعد كدا اعدل بينا يا أبيه ..
شددت على حضنها بغلب من عمايلها :
— يا سلام على الاحترام ...يا سلام .
خرجتها من حضني بالراحة وأنا بقول :
— ياريت الكلام يتسمع بقى ..
هزت رأسها بسرعة وهي بتضحك ، وبعدين قامت وشدتني :
_ قوم معايا نحط الأكل..
رفعت حاجبي باستنكار:
— ليه مش دا دورك تحطي السفرة ... أنا مالي ؟!
قلبت عينيها بملل :
_ ماما مش هترضى تحطها معايا علشان غسلت المواعين ، ورقية غسلت الهدوم فهحس بالذنب لو طلبت منها حاجة ..
رديت بسخرية :
— وطبعاً أنا طول اليوم على القهوة بلعب طاولة ..
مسكتها من الزعبوط وأنا بهزها:
— ايه يا مفترية دا أنت أقل واحدة في الشغل فينا ، وكمان عايزاني أساعدك ...يا بجاحتك .
ردت وهي بتحاول تشيل ايدي :
_ بطل ترجرجني شبه الأنبوبة اللي بتشطب ، وبعدين ايه يعني لما تساعدني ...وعلى فكرة بقى أنا ضربت الطماطم .
— دا أنت اللي عايزة تنضربي يا قادرة ...عدي قدامي خلينا نخلص ..
زقيتها قدامي واحنا داخلين المطبخ ، وماما ورقية بيضحكوا علينا .
—————
= يعني هركب منين يا أنس ؟!
مسح على وشه بنفاذ صبر ، وهو بيستغفر بصوت عالي ، فابتسمت بارتباك .
— يا زينب ارحمي أمي اللي قاعدة في الصالة دي ، ما قولت مية مرة هتركبي العربية من الموقف وبعدين تنزلي تمشي شارعين ، وتحودي يمين ..
ما تستني لما ارجع من الشغل وأوديكي ..
حركت رأسي بنفي:
= أنت هتتأخر في الشغل هيكونوا قفلوا ، وبعدين صاحبتي قالت مش بيرضوا يدخلوا حد معايا ، فهتقف برا على الفاضي ..
مسك ايدي وطبطب عليها بالراحة:
— أوصلك على الأقل بدل ما تروحي لوحدك ..
= يا حبيبي يعني هتيجي معايا وبعدين ترجع لشغلك ، هي مرمطة وخلاص .
أنا هروح وهتابع معاك على التليفون ، وإن شاء الله خير .
هز رأسه بقلة حيلة ، قام من مكانه وباس رأسي بحب ، وبعدين راح أوضته ينام .
حطيت رأسي على المخدة وأنا بدعي بكرا يعدي على خير ، بكره المصالح الحكومية بحس اني هتشل وأنا بتعامل معاهم .
= يا رب..
———
وقفت قدام الاتوبيس العام ، وأنا بدعي ربنا ألاقي مكان كويس جنب بنات ، لقيت كرسيين فاضيين فقعدت جنب الشباك ، وحطيت شنطتي على التاني.
= يا رب بنت ...يا رب بنت .
همست بيها وأنا بتابع الباب بقلق ، ولأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، دخل شاب طويل ومفاضلش غير المكان جنبي ..
ـ شيلي الشنطة يا آنسة علشان الأستاذ يقعد ، خلينا نمشي ..
قالها السواق بسرعة وهو بيخبط على الباب ..
بصيت للشاب اللي كان واضح عليه الضيق من الوضع ، كنت هقول إني هدفع الكرسيين ، بس افتكرت أن دا الأتوبيس الوحيد دلوقتي ، والطريق على حسب كلام أنس بيأخد أكتر من ساعة.
اتاخرت شوية وحطيت الشنطة بين الكرسيين ، وهو كمان حط شنطته ، وللحق كان محترم وقعد على حرف الكرسي لدرجة إني حسيته هيقع .
ـ الأجرة يا بهاوات ..
حمدت ربنا إني كنت طلعتها ، مديت ايدي ناحية الشاب جنبي بالفلوس ، فاخدها بهدوء ، ورجعت أنا اقرأ في التليفون .
قطع اندماجي كلام الشاب اللي جنبي .
— اه رايح اهو ، يكش المرادي نخلص ، كل شوية اطبع دي واختمها من عند أستاذ سامي ، لأ دا لازم مدام حكمت تديك التمام ...
نفخ بضيق وهو بيسمع كلام الطرف التاني على الفون :
— ادعيلي بس اخلص لأحسن زهقت ..
بصيت من الشباك ، وأنا بفكر أنه ممكن يكون رايح لنفس المكان .
= أنا لو لقيته ماشي على وصف أنس يبقى امشي وراه ، كدا أضمن .
قولت كلامي بهمس وأنا ببص على الطريق بشرود .
—————
قفلت مع خالد وأنا بحاول أظبط قعدتي ، لمحت بطرف عيني الأنسة اللي قاعدة جنبي ، كانت شوية و وهتبقى استيكر على الازاز من كتر ما هي لازقة فيه ، حطيت ايدي على بوقي وأنا بكتم ضحكتي ، وبعدين فتحت تليفوني وأنا بشغل نفسي بأي حاجة.
زفرت بضيق وأنا شايف التليفون بينبهني للمساحة .
— أمسح ايه تاني علشان أفضيكي نفسي أفهم .
فضلت امسح شوية حاجات مش مهمة ، دخلت على برنامج الصور واتصدمت من كمية الصور .
— يا ستير يا رب ،٤٥٠ صورة جديدة ، أنا اتصورت امتى كل ده .
فتحت الصور ، وزي ما اتوقعت كانت هي ، ضغطت على سناني بغيظ وأنا بهمس:
— لما أروحلك يا فاطمة ...صبرك عليا .
بدأت أخفف من الصور ، طبعاً بمسح صوري أنا مش صورها ، دي تقتلني فيها ، رفعت الزعبوط على رأسي وأنا حاسس بالبرد في عضم وشي .
عدت ساعة على الطريق ، ما بين كلام الستات ورايا عن سعر الفراخ النهاردة ، وأن أم حمادة بتبيعها أرخص من أم علي ...وليه أم علي تبيع فراخ أصلا ، ما تخليها في الحلويات .
والحاج اللي بيتخانق مع ابنه في التليفون ، علشان مش عارف يجبر مراته تخدم أمه ، وطبعاً لا ننسى السواق بأغانيه المبهرة .
— مش عارف ليه حاسس أنه طالع من قصة حب مش مكتملة .
ضحكت جوايا ، وأنا بحاول أفضي دماغي من كلامهم ، لسه التقيل جاي لما أروح الإدارة.
بعد نص ساعة كنا وصلنا للمحطة اللي هننزل فيها ، شيلت شنطتي ونزلت بسرعة ، بمجرد ما حطيت رجلي برا الأتوبيس قابلني الهوا البارد في وشي ، وعيوني دمعت .
لبست الشنطة وحطيت ايدي في جيوبي ادفيهم ، ومشيت في الطريق اللي بقيت حافظه أكتر من بيتنا ، من كتر ما باجي ليهم .
وصلت الإدارة ، وطلعت بطاقتي للأمن وبعدين دخلت .
— يا نهار أبيض ...هي الناس دي كلها جات امتى ؟!
قولت كلامي بصدمة ، وأنا بمرر عيوني على الطوابير اللي واقفة ، نزلت الزعبوط لما حسيت بدفا المكان مقارنة بالبرد برا .
المكاتب الصغيرة اللي مالية المكان ، والموظفين اللي قاعدين و واضح من وشهم أنهم مش طايقين حد ، المكان دا اللي يخليك تعرق وأنت في عز البرد .
وقفت في الطابور اللي قدام الشباك اللي هقدم فيه ، كان قدامي حوالي عشرة ، الواحد بيفضل ربع ساعة يختم في الورق ، ولا كأنه بيبيع عقارات .
الحمد لله بعد حوالي ساعتين ونص من الوقفة كان دوري جه ، حسيت برجلي لزقت في الأرض ، والمصيبة إنك لو اتحركت دورك هيتاخد .
حطيت الورق قدام الموظفة ، وأنا ببتسم بسماجة:
— الورق أهو يا مدام حكمت ، وخلصت كل الإجراءات اللي قولتيلي عليها ، ياريت تختميه بقى .
رفعت النضارة وهي بتدقق في الورق:
ـ كدا تمام أوي يا أستاذ مالك ، هختمه و أطبعلك الوصولات دلوقتي..
زفرت براحة ، وأنا حاسس إني وأخيراً انتصرت ، فضلت مستنيها حوالي خمس دقايق وهي بتختم الورق وبتطبعه ، أخدته منها وأنا ببتسم براحة ، ومن جوايا بدعي ربنا إني مجيش هنا تاني.
اتحركت من مكاني علشان أمشي ، وقعت عيوني وأنا بحط الورق في الشنطة على أنسة واقفة في جنب ، ضيقت عيني بتفكير وأنا حاسس إني شايفها قبل كدا ..
— لحظة ! مش دي نفس الأنسة اللي كانت في الأتوبيس .
بصيت ناحية الطابور اللي كله تقريبا رجالة ، وهي واقفة في جنب بتابعهم .
— دي لو قعدت للمغرب مش هتخلص ..
همست بيها وأنا بلبس الشنطة تاني ، فضلت واقف مكاني بتردد إني أساعدها ولا امشي ، بس في الأخر لقيت نفسي رايح ناحيتها .
وقفت قدامها وأنا محافظ على مسافة كويسة:
— يا أنسة ..
رفعت رأسها من الفون بانتباه لصوتي ، فكملت :
— محتاجة مساعدة ؟!
أنت مش هتلحقي لو فضلتي واقفة كدا ، دا غير أنهم على الساعة ٢ وهيقفلوا .
ردت بصوت هادي ، وايديها بتضغط على الورق :
= ما أنا مش هعرف أدخل وسط الرجالة ، فهستنى لما يخلصوا ..
— دورك فين ؟!
= نعم !
عدت سؤالي وأنا بشاور للصف :
— دورك كان بعد مين من الواقفين ؟!
ردت بارتباك:
= حضرتك أنا هستنى عادي ، شكراً..
ضغطت على سناني بنفاذ صبر:
— قولي يا أنسة مكانك فين ، مش هتلحقي حاجة .
غالباً اتخضت من شكلي وأنا متعصب ، مش عارف ليه لازم يجادلوا .
شاورتلي على الراجل اللي جات بعده ، فروحت وقفت في المكان ، طبعاً كان بعد نقاشات طويلة مع اللي بعدها لأنها واقفة بعيد .
فضلت واقف لحد ما جه دورها ، فشاورتلها تيجي تقدم ورقها ، وطلبت من اللي بعدها يقف بعيد شوية علشان متتضايقش .
طلعت برا وأنا خلاص حاسس أن طاقتي خلصت ، حسيت بنقط مايه بسيطة على وشي ومن الواضح أنها هتمطر .
— اللهم صيبًا نافعًا .
همست بيها ، وأنا بمشي بسرعة علشان ألحق أركب العربية قبل ما هدومي تتبهدل .
حسيت بخطوات سريعة ورايا ، فلفيت باستغراب ، وكانت نفس الأنسة .
= يا أستاذ ... جزاك الله خيرا.
يتبع ...