رواية لم يكن لي الفصل الخامس 5 بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل الخامس 5
و كأن الدُنيا بتدور بينا حَسيت بنغزة غريبة في قلبي أطرافي بترتجف شفايفي بترتعش ...
شديت علي التليفون في مُحاولة لتمالك أعصابي و قولت لآدم بأدب..:
_هو مُمكن أستأذن ؟...
عيونة كانت علي تليفوني بعد ما شاف بهتان ملامحي ، أومئ ليا بخفه وقال..:
_نبدأ من بُكرا إن شاء الله ...
سحبت شنطتي و أنا بقف ..:
_إن شاء الله سلملي علي ميرنا...
___________________________
مشيت بفكر شارد لحد ما رجلي تعبتني ، حسن كان في نفس الكليه مع ليلي لكنهم مقولش أنهم يعرفه بعض قبل كِده بحكم أنه أكبر مِنها؟!..
قعدت علي الرصيف و خرجت تليفوني مِن تاني . الصور كانه مجموعة مع بعض بس حسن و ليلي وأقفين جمب بعض كانه تلت صور بنفس الشَكل...
حسيت شكلة مُختلف عيونة بتضحك ملامحه مش بهتانه زي ما بيكون معايا !....
حاوطت وشي و بدأت أعيط مِن قلبي حاسه إحساس غريب جوايا شعور بينهش في قَلبي خايفة أسيبه!...
أنا معرفتش غير حَسن و محبتش غيرو محدش فكر يقرب مني أو يتقدملي غيرو خايفة أسيبه أبقا لوحدي ملاقيش حَد!....
صوتي بقا عالي بفضل شهقاتي حاولت أهدي نفسي بسبب نظرات الناس ليا قاطعني صوت رنين تليفوني كان هو . كُنت هفتح الخط لكني مقدرش ، هقولو أيه؟...مِش قادرة أواجهه دلوقتي ...
ولأول مره أشوف أتصالة و مردش علية بقصد!....
روحت البيت و كانت "ليلي" عَندنا كالعادة دخلت أوضتي و بدلت هدومي ، مش قادرة أقابلها مشاعري أتحولت لضيق مِن نحيتها !...
حاولت أتجاهلها لحد ما أتغدينا سوا ....
كانت واقفة في البلكونة بتشرب شاي وقفت وراها و أنا بتابعها بهدوء ، عيونها خضرا بشرتها أفتح مني بشعرها مِش مُحجبة هي جميلة عكسي....
طب و أنا؟!...عيوني بُني شعري الي مُمكن يظهرني أحلي متغطي بالطرحة! بشرتي قمحيه مش مُميزه زيها!....يمكن أكتر حاجة بحبها غمزاني !...عشان معندهاش زيها...
الخوف زاد جويا مِن أن حَسن يطلع كان بيحبها!...
أو كان بينهم علاقة ...
وقفت جنبها فسألتني بعد ما لاحظت وجودي..:
_سمعت أنك نزلتي شُغل....
_اه نزلت..
أرتشفت من كوبها و قالت بتسأل..:
_طب و حسن وافق؟...
رطبت شفايفي و ألتفت ليها أول مره أحس أن أسلوبها غريب في السؤال عَن حَسن!...
حاولت أفضل ثابتة وقولت..:
_آه أنا و هو أتفقنا علي كُل حاجة
همهمت ليا بخفه و بصت قُصادها متابعة الطريق ...
غضيت علي باطن خدي و أنا عايزة أسألها لكني حاسه لساني متلجم و نبضات قلبي عالية ...
زفرت أنفاسي وقولت بنبرة حاولت أخليها متسأله..:
_أنتِ مكونتيش تعرفي حسن خالص أيام الجامعة؟ ...
حركت أيديها علي المج وقفت و عيونها أتسعت حسيت بتوترها و إرتباكها الظاهر ، ألتفت ليها و هي بتحاول تبتسم بخفة..:
_أيه الي جاب في بالك السؤال ده ؟...اكيد لو كُنت أعرفه كُنت هقولك ...
رفعت كتافي و نزلتهم كدلالة علي عدم المعرفة وقولت ..:
_عادي سؤال جه في بالي تصبحي علي خير ..
نهيت كلامي معاها و دخلت أوضتي تاني أنكرها ميثبتش حاجة غير أن كان في علاقة بينهم !...
طلاما كان يعرفها ليه أتقدملي؟!...
قعدت علي طرف السرير و ضميت جِسمي ليا ، راسي هتنفجر من كُتر التفكير ....
بس لو كان بيحبها كان أتقدملها هي ، هو حبني أنا عشان كده أتقدملي هي الماضي و أنا الحاضر ...
قاطع شرود أفكاري أتصاله فتحت الخط بعد تردد فقابلني صوته الحاد..:
_مش بتردي علي تليفونك من الصُبح ليه يا هَنا ؟!...
أنا هواجهه و هقول الي جوايا
رجعت شعري ورا ودني وقولت:
_أنا زعلانة منك مِن أمبارح يا حَسن أنا خوفت مِنك...
الكلمات مش مساعداني أني أعبر لكني حاولت ..
_ما أنتِ مكنش ينفع تقفي معاه لوحدك
سمعت صوته تنهده أسترسل بعدها..:
_انا بس أتعصبت معلش متزعليش مِني ...
كُنت لسه هتكلم فقال هو ..:
_حازم قالي علي الشُغل، أنا مِش موافق علية...
شديت علي لحاف السرير و انا بحاول أستجمع شجاعتي أنا عايزة الشُغل ده محتاجة عشان نفسي ...
_أنا محتاجة الشُغل ده يا حسن مش عايزة أسيبة لوسمحت أحترم رغبتي ...
صوت أنفاسة كانت دلاله علي رفضة لكنه فاجئني..:
_عشان حازم كلمني بَس ، لكن يكون في علمك بعد الجواز مفيش شُغل....
_____________________
تاني يوم
كُنت قاعدة في نفس الكافية قُصاد آدم بس بعد ما ميرنا أعتذرت !....
بدأ يديني أفكارة فقاطعة وقولت..:
_شايفة أنك لو عملت مكتبه صغيرة وركن هادي منفصل هيكون أحلي ترضي جميع الأطراف بعني..
أبتسم ليا وقال ..:
_فِكره مُمتازة ، نفذيها...
كلمة بسيطة مِنه خلت أبتسامتي تتسع ، لفتني أن الشغلين في المطعم بيناده عليكي كتير و بيسألوه علي حاجة فسألة بفضول..:
_هو أنتَ بتيجي هِنا علي طول ؟...أصل شايفة كًل الي شغالين يعرفوك...
جاوبني و هو بيشاور علي شاب واقف بعيد عننا وقال..:
_انا شريك في الكافية مع صاحبي ده لكن بنسبه صغيرة ...
عيوني أتسعت بإنبهار أن في سنه ده و قدر يعمل كُل ده !..:
_ما شاء الله شكلك مُجتهد أوي ...
_______________________
بعد أسبوعين
علاقتي بحسن لسه متوترة لكني بحاول و لسه هحاول أحسنها ، أتعرفت علي آدم بحدود لكني أكتشفت أنه شخص جميل !....
_فرق السن بينا عامل مُشكلة يا هَنا ، آدم مش قادرة يفهمني في حاجة....
رفعت ايدي و مسحت علي ضهرها بحنان وقولت..:
_هو عايز مصلحتك مش أكتر يا ميرنا خايف عليكي من نظرات الناس خصوصًا لما بيعلق علي لبسك..
رمقتني بحده وقالت..:
_متدافعيش عنه هو عرفني كِده ميجيش يغير فيها ..
_مش بدافع عنه بس هو من الاول قالك شروطة و انتِ قابلتي بيها ، ولا أنتِ بتتلككي عشان علي رجع تاني يكلمك؟....أنتِ كلمتية صَح؟...
دفعت ايدي بحده فاجئتني و قالت..:
_يوهه هو كل شويه علي ؟!...أنا أصلا مش بكلمة أنا غلطانة أني بتكلم معاكي ...
معتطنيش فرصة أتكلم سحبت شنطتها ومشيت ؟!..
عارفة و متأكده أن تغيرها بسبب أنها بتكلمة طب و كِده متعتبرش خيانة لآدم؟!..
_أيه الي حصل ؟!...
جفلت لصوته القريب مني ، بسبب شرودي ملاحظتش قُربة جاوبة و أنا بحاول أكبح دموعي..:
_مفيش حاجة شدينا مع بعض شوية بس ...
أستغربت رد فعلة مرحش ورها و لا اتصل بيها؟...
حطت مفاتيحه علي الترابيزة وقعد..:
_طب روحي الحمام أغسلي وشك و تعالي ...
لاحظ احمرار عيوني و دموعي المحبوسة اومئت و رحت الحمام غسلت وشي و أنا بحاول معيطش بكرهه أني حساسة و بتأثر بِسُرعة...
رجعت تاني و بدأنا شُغل أنسجمنا شوية و لأول مره أخرج عن نطاق الشُغل و سألة بشرود...
_هو الراجل لما بيحب بيعمل أيه للي معاه؟...
سؤالي فاجئه بس أنا محتاجة أجابة ، اعتدل في قعدته و طالعني لثواني بعدها قال..:
_لو يقدر يجبلها حته مِن السما هيجبهلها ...
أجابة كانت جميلة بالنسبه ليا منحتش شعور أنا مفتقداه؟!. رفعت عيوني ليه وقولت..:
_طب و أنتَ عملت كِده مع ميرنا؟...
سؤالي كان فضول لو هو عَمل كُل ده عشانها طب ليه مش مستريحة معاه ؟!...
نظراتة كانت ثابتة زي ما هي ..:
_وحسن ، عمل معاكي كِده؟...
سؤاله كان وره هدف مفهمتهوش كويس ، و لاول مره أحس بالراحة في الكلام معاه و سألة تاني بفضول..:
_لو ميرنا شخصيتها حساسة قصدي يعني بتعيط بسرعة هتتعامل معاها أزاي...
استند بمرفقية علي الطاولة و عيونه لسه عليا وقال..:
_هحاول أتعامل معاها بحرص أكتر يعني أخد موقف بلين بأسلوب تفهمه لكن ميعيطهاش...
قطبت حواجبي و نبست بتسأل..:
_بس أنا شوفتك بتزعق لميرنا ....
رطبت شفايفة و جاوبني بهدوء..:
_ميرنا غير ، كُل واحد عنده أسلوب بيفهم بيه ....
سندت زيه علي التربيزة و فضولي مقلش جوابا يعني لو حسن عارف أني حساسه ليه بيشبهني بالأطفال؟!..:
_يعني لو أنتَ عارف أنها حساسة و بتزعقلها و لما تعيط تشبها بالأطفال كده أنتَ أيه؟ ...
_مُعقد، كده أبقا معقد ...لو أنا عارف أنها حساسه و برضو بزعق فيها و بعاملها بحده و اشبها بالأطفال وقت زعلها بدل ما أحتويها أبقا مُعقد...
رفعت ايدي و عدلت حجابي كعادة بالنسبة ليا و إجابة لسه بتتكرر في راسي ، لو حَسن فاهم كُل ده ليه بيتعامل معايا كِده ليه مش بيحاول عشاني !...
_و لو محاولتش عشانها؟...
جاوبني بكُل برود..:
_أبقا شايف أنها متستحقش أحاول عشانها ، أو محبتهاش كفاية...
كلماته كانت زي الرصاص علي قَلبي عيوني أتملت بالدموع غصبًا عَني ،هل أن فعلًا مستحقش أنه يحاول عشاني أو يحاول يعدل علاقتنا ؟!..مُجرد التفكير خلا غصة تصبني و أحس بدموعي الوشيكة، قومت بسرعة ..:
_هروح الحمام ثواني ...
و غصبًا عني وقعت الكوباية الإزاز علي الأرض ، اتنفضت بخضه و نزلت بسرعة ألم الإزاز من غير تفكير مُتمته بعابرات أسف..:
_مكنش قصدي و الله أنا أسفة..
قرب مِن بسُرعة و هو بيحاول يبعدني..:
_محصلش حاجة سيبي الإزاز...
و أنا بسعي لكبت دموعي عَنه و بضغط علي كفي ، شديت علي ايدي الي فيها الإزاز من غير ما الأحظ...
شهقت بألم و أنا ببعد وبسيب قطعة الإزاز بِسُرعة ، دموعي نزلت لما شوفت الد.م و حسيت بالألم ...
زفر أنفاسة بضيق و هو بيمسك ايدي من كُم البلوزه .:
_قولتلك سيبي الإزاز...
ضميت شفايفي وقولت بأسف..:
_مكنش قصدي و الله ...
سحبني وراه لحد المطبخ ، كان في كام موظف لانه دخلني مكان تحضير المشروبات وجهه كلامه ليهم ..:
_أستأذنكم دقايق برا بَس ...
خرجة بهدوء و هو فتح المايه و سحب ايدي تحتها ..:
_حركي كفك عشان الد.م ينزل..
حركت كفي بخفة لحد ما قفل الماية و ساب كفي علي الرخامة رجع بعد ثواني بأدوات التعقيم ..
حسيت اني فشلة و مليش لازمه ببوظ كُل حاجة ، و فوق كُل ده بعيط زي الأطفال!...
أستنشقت ماء أنفي و انا بكرره أسفي..:
_مكنش قصدي أكسر الكوباية و الله و أتعور أنا بس كُنت بحاول أصلح الي عملة...
تبريري كان لنفسي قبل ما يكون ليه ، اداني مناديل عشان انشف ايدي و فتح علبة التعقيم بهدوء
حط المُطهر في القطنه و مررها علي كفي المسنود علي الرخامة ، تأوهت بخفه بسبب الآلم فقال..:
_معلش أستحملي ثواني ..
بص علي الجرح وقال..:
_الحمد الله مش عميق...
طلع الشاش و بدأ يثبت القطن ..:
_ممكن تبطلي عياط؟...الموضوع مش مستاهل دي حتت كوباية
حسيت ان عيونه ركزت عليا لثواني لكنه بعدها بعد ما بصتلة وقال بمرح غريب عليه!..:
_هي دموعك رخيصة أو كِده بالنسبالك عشان كده كل شوية تنزليها؟...
أبتسمت رغمًا عني مش من كلامة مِن فكره أن آدم بيعرف يضحك و يهزر؟!..
رفعت ايدي و مسحت دموعي بإبتسامة خجلة و انا بسحب كفي بعد ما لفه بالشاش..:
_شُكرًا يا آدم...
همهم ليا بخفة و هو بيوضب الأدوات و قال..:
_هو لو أنا سألتك حاجة حتجوبي بصراحة.؟.
رغم تعجبي من سؤالي إلا أني همهمت ليه بقوة ..:
_اكيد و هكدب ليه عليك أصلًا ؟...
بصلي بعد ما ساب العلبة و ركز علي عيوني ..:
_هي ميرنا بتخوني؟...
يُتبع..
تتوقعة أيه هو رد هَنا؟...