رواية لم يكن لي الفصل الحادي عشر 11 بقلم هنا محمود
رواية لم يكن لي الفصل الحادي عشر 11
_كُنتي هتخبي عليا معرفتك بحسن لحد امتي؟...
التفتت ليا ببطئ شوفت نظرت عيونها المتفاجئه ، رفضت الإعتراف و تمسكت بالإنكار ..:
_انتِ بتقولي أيه يا هَنا؟..
خرجت تليفوني الي أفتكرت أهمية و رجعت أخدو قبل ما أواجها خرجته علي صورتهم سوا...
عيونها أهتزت من الصدمة ..:
_أيه دَه بَقا؟..تعرفية و مِن أيام الجامعة كمان ....
رطبت شفايفها و قالت..:
_كان زميلي و محبتش أقولك عَشان متدقيش...
إبتسمت بسُخرية ..:
_عشان مديقش؟!...و برضو مقولتليش أنه كان بيحبك و بيجري وراكي لحد دلوقتي مقولتيش عشان مديقش برضو؟....
عيونها أتسعت مِن صدمة كلامي و لسانها أتلجم عاجزة عن التَعبير تابعت..:
_ليه تعملي كِده ؟...سبتيه يخطبني شوفتيني و أنا بتعلق بيه و في نفس الوقت تشدية ليكي ....
و أنا بأنبها عن أعملها حسيت بموجة مشاعر خانقة بتداهم روحي ، هي عملت فيا كُل ده؟!..
طال صمتها فزاد غيظي ، دفعتها بقوة لدرجة أن بدنها أرتطم بالحيطة بقليل من القوة وقولت..:
_جاوبيني ...كُنتي بتستني اليوم الي هيجي فيه و تيجي تقعدي عندنا عشان تظهري نفسك تسألي عليه و أنا زي العبيطة كُنت بجاوبك و أعرفك تفاصيلة...
ضحكت بسُخرية من نفسي و دفعتها في كتفها تاني ..:
_انتِ كده خونتيني في كُل مره كان بيحاول يقرب منك و مكونتيش بتصدية تُعتبر خيانه في كُل مره سبتيه يقرب منك و عطيه ريق حلو تُعتبر خيانة ، عملتي فيا كده ليه؟...كنتِ تقوليلي و مكنتش هقبل بيه بس انتِ عجبك شوفتي كده ضَعيفة...
كلامي نابع من غصة قلبي نظراتها مكنتش نادمة !...قولت بنبرة مُتعبة..:
_مفكرتيش ماما لو عرفت هيحصلها أيه ؟...أنتِ أزاي وحشه كِده؟...
و هِنا أنفجرت في وشي، قربت مني خطوة و هي بتردف بإنفعال..:
_انا مش وحشه انتِ الي أخدتي مِني كُل حاجة...
غرزت سبابتها في قلبي و هي بتنغزني بعنف..:
_عندك كُل حاجة ام و اب و اخ بيحبك من صغرنا و انتِ بتلفتي الإنتباه مع انك وحشه و فاشلة فاكره ميس رحاب؟...
قطبت حواجبي بتعجب دي كانت مُدرستنا في ابتدائي !... استرسلت حديثها بحقد..:
_اكتر مدرسة حبيتها في حياتي كانت بتفضلك عليا ، حتي بابا دايمًا يقولي لي متكونيش زي هَنا هادية و بشوشه و بتسمع الكلام !...دايمًا بتقارن بيكي رغم اني الأنحج....
ضحكه ساخرة فرت من بين شفايفي . عايشه دور الضحيه حتي الدور الوحيد الي لقيته لنفسي عايزة تسرقة مني؟!....
_اهمال ماما ليا ، تفضيلك عَني ...يوم حفلة تخرجي من أعدادي ماما اتأخرت عليا لدرجة انها فوتت تكريمي عشان كان عندك مسرحية
حركت ايدي بالنفي و قولت بغضب..:
_لا يا ليلي متفكريش تعيشي دور الضحية عملت كده عشان عجبك فكرة ان حس مختارك انتِ كُنتي مستمعته بمشاعرة ليمي عشان تثبتي لنفسك اني مش مكفياه ،مش خايفة أقول لماما؟..
لمحت إبتسامتها الواثقه و هي يتضم درعتها ليها .:
_قوللها مش هتصدقك...
اكتر كلمة وجعتني من وقت ما واجهتها فِعلًا مش هتصدقني إلا بوجود دليل و وقتها هتكون خسرتني بِجد!...
كلامها معملش حاجة غير انه زود نار غضبي كرهت حياتي اني ضعيفة مش المِفضلة عن حَد شخص ملهوش أهمية !...
غضبي أعماني لدرجة أني رفعت ايدي و شدتها من شعرها بِكُل غيل و كتمت بوقها بالإيد التانية عشان متصوتش ، هسهست قُربها ..:
_حسابي لسه مخلصش معاكي ، ماما هتصدقني و هتطلعك برا حياتنا اصبري بَس عَليا...
كُنت بشد علي شعرها أكتر لدرجة أني حَسيت بصرختها المحبوسة تحت كَفي ..مهتمتش قربتها ليا اكتر بعنف وقولت..:
_لو فكرتي تقولي لحسن حاجة هوري لماما صورتك معاه و وقتها نشوف هتقولي ايه...
دفعتها بعنف لدرجة ان راسها اتخبطت في الحيطة لكني مهتمتش معدتش حاجة تهمني غير نَفسي...
_______________________________
قعدنا زي العادة بنخطط للكافية أنا و هو بأفكار مُشتركة بينا بيسمع رأي بإهتمام!....
حط ايدية تحت دقنه و سأل بفضول ..:
_قدرتي تواجهي؟...بقيتي أحسن؟...
سبت القلم مِن أيدي وقولت بهدوء..:
_قدرت أواجهه آه إنما بقيت أحسن لاء...بس هبقا كويسه كُل حاجة ليها وقتها...
همهم ليا وقال..:
_انتِ سبتي حَسن؟..
لاعبت في دبلتي و قولت بشرود..:
_لحد دلوقتي لاء ، كام يوم و كُل حاجة هتنتهي..
رطب شفايفة و نبس..:
_بتكلمي ميرنا؟...
بعدت عيوني عنه بتوتر و حزن بحاول أخفية..:
_لاء ، مبقناش زي الأول . كُل حاجة أتغيرت بينا...
_أنا و ميرنا سبنا بعض...
رفعت عيوني ليه بتفاجئ..:
_ليه ؟...ايه الحَصل؟..
كان مركز في عيوني كعادة أكتسبها مؤخرًا ...:
_الورق كُله أتكشف خلاص ....
كلامة كلو عبارة عن ألغاز لكني فهمت من نظراته هو عَرف الحقيقة او جزء مِنها ...
حطيت ايدي تحت دقني وقولت بشرود..:
_ليه الي بنحبهم مش بيحبونا؟...
قلد حركتي و سند علي الطاولة و عيونة سرحت فيا ..:
_بيبقو مش نصيبنا ، لو نشوف الصورة كاملة هنلاقي مُقابل لحُبنا...
كلامه ديمًا بيلامس قلبي . بسيط لكنه مُعَبر ...
شاور علي سكتش التصاميم وقال..:
_فاضل كام يوم و شُغلنا هيخلص...
اومئت ليه بحزن حقيقي ، انا حبيت وجودة حوليا و إستماعة ليا كلامتها البسيط دي بتريحني..
_ينفع نفضل علي تواصل يعني أسأل عليكي كُل فترة كِده...
هزيت راسي بالموافقة بإبتسامة بشوشة وقولت..:
_اكيد طبعًا ، ممكن تشوف نفسك معملتش حاجة بس انتَ ساعدتني كتير حقيقي شُكرًا يا لوجودك يا آدم...
ابتسم ليا إبتسامة الهادي الي بقيت بحب اشوفها !...:
_انا الي عايزك اشكرك لانك خلتيني أشوف كُل حاجة بأسلوب تاني ، أسلوب دافي زَيك...
__________
_برجع من الشُغل تعبانة مبقتش قادرة أتكلم ...
_انتَ زهقتني يا حَسن بجد تعبت منك...
_كل شوية زن يا حَسن ؟...انا مِش فاضية ...
_مش هقدر اكمل كده احنا لازم نسيب بَعض...
في طرف اربع أيام خليته يلف حوالين نفسة كُل حاجة كان بيعملها فيا ردتهالو بقلب بارد بقيت بسمع نبرة العاجزة مِش عارف أزاي يراضيني و أيه سَبب تغيري
و مع ذَلك إحنا مختلفين هو كان بيعمل كده عشان في قلبة واحده تاني و أنا بَعمل كِده عشان أرد حق قلبي الموجوع!....
علي قد ما حبيته علي قد ما بقيت بكرهه و عايزة ادوقة من نفس الكاس ....
قاعدة في الكافية بِكُل برود حاطة رجل علي رجل شايفة عيونة التايهه !...
قوتي كانت مُصتنعة قلبي مِش قادر يأذيه لكن عقلي مبسوط!...
_فهمني يا هَنا أيه الي أتغير؟...
إبتسمت بِسُخرية وقولت و انا بكرر كلامه ليا زمان..:
_ليه بتعمل من كُل حاجة مشكله يا حَسن انتَ بجد صعب أوي بطريقة بشعة...
مكنش فاهمني فتابعت..:
_لما نجهز بتنا انا الي هختار عشان انتِ مش هتعرفي ...كفاية زن يا هَنا ، انتِ خنقاني..
ابتسمت بِسِخرية وقولت ..:
_مش كان ده كلامك ليا؟!...
نفي ليا وقال بسرعة..:
_ده كان زمان يا هَنا قبل ما أعرف انا متعلق بيكي قد أيه...
متعلق بيا؟!..حتي مقدرش يقول انه بيحبني؟!..وقد ايه كُنت عايزة اسمعها مِنه عشان اشفي غليلي قولت بخبوث غريب عليا عُمر ما كان ده أسلوبي؟!...:
_متعلق بيا بَس؟...
مسك كفي و قال بسرعة كتصحيح..:
_انا بَحبك يا هَنا...
رجفت ايدي وصلت لقلبي ، لمسه كانت زي النار الي بتحرقني كلمته بقت مِن غير طَعم !...
_مش حاسس انك أتأخرت شوية؟...
ضم ايدي بين كفه اكتر وقال بإصرار غير معهود عَلية..:
_عارف أني اتأخرت بس أنا مُستعد أعوضك أنا بَحبك ، و هتغير انسي الي فات و نبدأ من جديد...
ثواني مرت و انا بدقق في عيوني و هِنا لاحظت قد ايه عيونة قاسية ؟!...حاولت أستشف مصدقيته بس زي العادة كان زي اللغز بالنسبة ليا...
سَحبت كفي مِنه ونبست بثقه زائفة..:
_و انا مبقتش عايزاك يا حَسن أنتَ جيت عليا أوي
كُنت هقلع دبلتي لكن ايده سبقتني و هي بتمنعني ..:
_اديني فُرصة و هعوضك ...
ارتفع طرف ثغري بسُخرية وقولت..:
_و ده من بعد ما ليلي رفضتك ولا قَبل ...
حسيت بأيدة و هي بتفك حصار كفي، و عيونة المتسعة ، نبس بتقطع..:
_تُقصدي أيه؟!...
_قولي كُل حاجة مِن الأول ....
اصرار عيوني خلاه يتنهد بتعب..:
_أمي مش متوفية ، سابتني و أنا صُغير وزي ما انتِ عارفة بابا معايا و مِش معايا ...
اتنهد بثقل و هو بيبعد عيونه عني..:
_ليلي اول بنت اتعرفت عليها في الجامعة لفتتني في كُل حاجة شدتني ليها و قلبي دقلها اول واحده حبيتها بقينا سوا لكنها سبتني مره واحده من دون سبب حاولت بكل الطرق أبقا معاها جريت وراها كُل حاجة اي بنت تتمناها عملتها عَشانها بس مكنتش بتديني وش و كأنها زهقت مِني ....
بعثر خِصلاته و تابع..:
_خلتني احس بإحساس وحش نفس الي حسيته لما ماما سابتني ، مقدرتش ابعد عَنها ملقتش حل غير اني اتقدملك عشان أشوفها و غصبًا عني اتشدتلك مِن أول ما شوفتك كُنت بحس نفسي بخونها و انا معاكي عَشان كِده كنت باخد ببعد عَنك ....
سمعته لحد الاخر بصمت ..:
_لكن اخر فترة انجذبتلك بجد يا هَنا و هي لاحظت ده عشان كِده بقت تحاول تجذبني و تشتتي ليها تاني....
رفعت كفي عشان امسع دموعي الي انسابت رُغمًا عني وقولت..:
_و انا ذنبي أيه؟!..ليه تعمل فيا كِده؟...كُل مره كنت بتعاملني وحش و تأذي مشاعري كُنت بتنام ازاي؟!..تكسر بخاطري و تنيمني معيطة عشان مش عارف تختار بينا صَح ...و لما رفضتك أختارتني...
نفي براسه وقال..:
_ليلي مرفضتني يا هَنا هي أختارتني زي ما كُنت عايز و أنا أختارتك أنتِ....
دموعي زادت وقولت بقلب مجروح..:
_بعد ايه يا حَسن ؟....عُمري ما هنسي الي عملة فيا ...
ربنا يسامحك مش هقول غير كِده...
قلعت دبلة لكنه حاوط كفوفي بسُرعة و شوفت الخوف في عيونة الي كُنت بشحت منها نظرة حُب!....
_عشان خاطري يا هَنا أسمعيني أنا بَحبك و الله ، أسف ...حقك عليا عارف أني غِلط...
طبع قُبلة علي كَفي في نهاية كلامي وقال..:
_متسبنيش أنتِ كَمان....
و هِنا عرفت أنه ميقصودنيش أنا ...هو يقصد وجع الفُراق بيخاف حد يسيبة ...يمكن حَبني لكن الوقت فات ....
دموعي ذات و أنا بتمسح علي كفة برفق..:
_ضحيت بنفسي ليك ، نظرة حنينة منك كانت كافية عشان أحارب الدُنيا علشانك....كُنت شايفاك جوهوة غالية و انتَ شوفتني حَجر في منو كتير ....
سحبت كفي مِنه و انا بقوم مِن مكاني ..:
_انتَ الي أخترت الطريق و مشيت فيه يا حَسن....
طبع قُبلة تانية زلزلت أسوار قلبي وقال بنبرة كُلها رجاء و كأنه طفل صُغير حد اخد لعبة مِنه..:
_مش هقدر من غيريك يا هَنا ، اديني فُرصة تانية...
شديت كفي مِنه و عيوني كُلها دموع بتنسدل بهدوء و قولت..:
_مبقاش ينفع ، شكل حكايتنا ملهاش نهاية يا حَسن...
وليته ضهري و أنا سامعة صوته المُختنق و هو بينادي عليا نفسي ارجع تاني ليه و أنسي كُل الي فات و نبدأ من جديد لكن عقلي رافض مبقتش فاهمه مشاعري كُل الي أعرفة أني محتاجة أبعد...
___________________
كُنت بساعدهم في تحضير الأكل و كأن عندي أنفصام لسه مُفترقة عَن حُب الأول و بحضر الأكل مع أهلي بصمت...
هي دي الشخصية القوية؟!...
لو كِده مش عايزاها ، نفسي الضعيفة كانت بتعبر اكتر عن نفسها بالعياط و الإكتئاب و الصَمت !...
مسكت ماما ايدي و انا بمدها عشان احط الأطباق..:
_قالعة دبلتك ليه غريبة دي؟!...
سحبت كفي مِنها و حطيتية قُربي ، ثواني دامت مِن التَفكير لحد ما سمعت نصيحة "آدم" واجههي...
_انا سَبت حَسن يا ماما...
شهقت بصدمة وقالت بغضب..:
_ازاي تسبيه من غير ما تقولي ؟...
رطبت شفايفي وقولت..:
_كُنت مستانيه بابا يرجع من السفر عشان اقول بس ملهوش لزوم اطول اكتر مِن كده...
تجاهلت كلامها و تابعت..:
_حَسن و ليلي كانه يعرفة بعض و بيحبه بعض ...
لاحظت عيونها النافر مِن كلامي و تعابيرها المُعتاظة من كلامي..:
_أيه الي بتقولية ده ، اكيد انتِ فاهمه غلط ، ليلي أستحالة تعمل كِده...
حركت نظراتي بينهم ، حازم كان بيسمعني بصمت بعيونة المُشجة، لكني لمحت لمعة عيونها الشامتة و بسمتها الواثقة...و كأنها بتقولي أنا الي كَسبت؟!...
رغم شعور الإنكسار جوايا الا اني بادلتها الإبتسامة و فتحت تليفوني علي التسجيل الصوتي بالحوار الي كان بينا....
يُتبع....