رواية حب عبر الحدود (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم إسراء هاني شويخ
رواية حب عبر الحدود الفصل الرابع 4
كان يحلم بأولاده منها نعم ففي الأمس حينما ساعدها بتوزيع الطعام على المحتاجين شاهد حنانها على الأطفال ابتسامتها وسعادتها بالتوزيع تخيلها زوجة وأم والآن يقف وسط د..مار نا..ر هائلة تشتعل وخيم د..فنت بأصحابها يدور حول نفسه لا يوجد اي رد فعل ممكن ان يعبر عما يراه نعم رآه على الشاشات لكن الواقع مختلف تماما أناس تخرج أش..لاء أم كانت بالخارج تبحث عن أبناءها الذين تركتهم في الخيم أب يصر..خ باسم ابنه اصوات مؤ..لمة جعلته يتمنى لو لم يولد يشعر بو..جع في قلبه لم يشعر به عند مو..ت أبيه أيبكي على حب لم يخرج للشمس ود..فن تحت التراب ام يبكي على المشاهد التي يراها شعر بيد توضع على كتفه وكانت لصديقه الذي يبكي بشدة نظر له بتيه وقال باللغة العربية يعبر عن داخله " انا شوفت ولادي منها يا عمار انا مش قادر اصدق اللي انا شايفه ده حقيقي ولا حلم انا عايز اصر..خ بس صوتي مش طالع في و..جع جامد في قلبي "
لم يستطع صديقه ان يرد عليه ماذا يجيبه لا يوجد كلام يصف ما يروه او يشعروا به حتى استمعوا صوت اختها تمارا تصر..خ بإسم والدها او أخيها او ليلى اقترب منها وقال بلهفة " انتي كويسة "
كانت تهز رأسها بجنون " انا انا رحت اشتري حاجات عيلتي بابا فين اهلي "
صر...خت بكل صوتها حتى كادت احبالها الصوتية تق..طع حتى لمحت والدها يحمله رجال الاسعاف وشكله يؤكد انه شه..يد عند ربه ركضت له وقالت بجنو.ن ورجاء " هتسيبنا لمين يابابا قوم عشان خاطري ما تعملش فيا كدة بابا انا مش هأقدر أعيش لوحدي بابا قوم "
كان يحاول امساكها لكنها كانت تدفعه بجنو.ن وهو يب.كي بشكل هسي.تري ما يراه لا يتحمله بشر بعد وقت خرج اخيها أيضا وكان أش..لاء جعلها تفقد وعيها في الحال حملها صديقه لأحد سيارات الاسعاف وظل هو ينتظر ان يخرجوا بليلته لديه امل أن تكون على قيد الحياة كانت توزع حليب اطفال على الخيم فصابتها الضر..به لكنها لو كانت في الخيم مع أهلها لاست..شهدت هيا الأخرى لمحها على سرير احد رجال الاسعاف ركض لها وجهها كله د.ماء وواضح ان اصا.بتها خط.يرة لكنه ظنها قد رحلت اقترب منها بلهفة وقال بو.جع ود..موع " قومي يا ليلى انا جئت كأي آخذك لن أعود بدونك ارجوكي لا ترحلي "
هتف أحد الرجال ما جعل روحه تعود اليه " لسة بتتنفس لسة عايشة لو سمحت قوم نلحق نسعفها "
مسح دموعه بلهفة وضحكة غير مصدق وركض معه بالاسعاف وبعد ساعات متواصلة خرج الطبيب يهتف " للأسف النز..يف مش راضي يوقف هنضطر نب..تر رجلها "
هجم عليه ورفعه من عالارض وصر..خ به " بت..ر سأب..تبر رأسك عن جس.دك هل سهل عليك هذا لو كانت ابنتك لفعلت ذلك بها او حاولت أكثر ضع لها وحدات د..م أنا سأتصرف "
أمسك هاتفه يتصل بأحد معارفه وبعد ساعة أرسل لهم تقريرها وبعد محاولات عديده ومبالغ ضخمة دفعها كان في مطار مصر يصعد بها في طيارة برفقة أختها الذي كانت تنظر للأمام دون اي رد فعل فقد هُد حيلها حتى بكاء غير قادرة على ذلك
اما هو ينظر لها وهيا ما زالت على المسكنات وقد بلغ احد المستشفيات الكبرى ان تجهز لها أكبر الأطباء وقد كان ذلك فبعد مرور ساعات طويلة زفر بارتياح حينما أخبره الطبيب " الحمد لله ما حدث كان معجزة تم انقاذ قدمها بفضل الله لكن يجب ان تبقى تحت الملاحظة حتى نطمئن عليها "
هز رأسه بتفهم وهو يحمد ربه مئات المرات نظر لتلك البريئة التي تغفو على احد المقاعد نادها بصوت خفيف " تمارا قومي نروح البيت ترتاحي ونبقى نرجع ليها تاني "
همست بصوت خفيف " هيا هتعيش انا مش هأفضل لوحدي مش كدة "
اعتصر قلبه على تلك الطفلة ملس على حاجبها بحنان وقال " ان شاء الله الخطر راح الصبح هنرجع ليها لازم تروحي تغيري هدومك وتاكلي عشان اما تفوق ما تزعلش مني "
عين لها ممرضتان حينما اضطر للذهاب للبيت حتى يغير ملابسه ومساعدة أختها الصغيرة ذهلت حينما رأت حجم قصرهم من الخارج هيا لا تريد ذلك الخيمة كانت دافئة بالنسبة لها يكفي وجود أهلها فيها أما الآن هيا وحيدة خائفة لا تعرف أحد
شعر بها اقترب منها وهمس بهدوء " ما تخافيش يا تمارا انا معاكي انتي زي اختي الصغيرة وكل حاجة هتبقى كويسة دلوقتي نامي وارتاحي والصبح هاخدك لليلى"
هزت رأسها بهدوء ومشت معه للغرفة قابله أخيه الذي استغربها انتظر من أخيه ان يوصلها لغرفتها ثم أوقفه يسأله بفضول واستغراب لصغر سنها " هيا دي "
جلس بتعب وقال بخفوت " لا ليلى في المشفى بين الحياة والموت وهذه أختها "
صع..ق أخيه من الكلام وجلس بجانبه يهمس بحزن " ازاي وايه اللي حصل "
تنهد بهم وقال بعينين دامعة " أنا عشت اسبوع من أسوا أيام حياتي تخيل أن تعيش في هذا الحر في خيمة مهترئة متربة وتدخل حمام متسخ وعندما تجوع لا يوجد سوى بعض البقوليات لا لحوم ولا غذاء صحي أصوات قص..ف مرعبة صوت طيا..رات مز..عجة لا تتوقف خوف طوال الوقت مهما أصف لك لا تتخيل ما يعيشونه هؤلاء الناس لو عشت اسبوع آخر لقت..لت نفسي ولا أكمل حياتي هكذا بلا حياة أعيش أتنفس فقط "
سكت يتنهد بألم ثم تابع " كيف لنا أن نترك هؤلاء الناس هكذا أليسوا بشر مثلنا أليسوا مسلمين مثلنا اثنين مليار مسلم لا يستطيعون فعل شئ عار علينا لقد كرهت نفسي وحياتي لكن ما أستطيع فعله سألغي أي تعاقد مع الشركات المقاطعة وأي شركة تتعامل مع هؤلاء الصهااا ينة "
كان خليل يستمع له بقهر لا يحب الظلم لكن ماذا عساه يفعل ليجيبه بمواساه " وانا جنبك في أي قرار تاخده حتى لو الخسارة مليار المهم نبرأ نفسنا قدام ربنا "
قام يغير ملابسه لكنه لم يستطيع النوم فذهب للمشفى وبقي بجوارها يهمس لك بكلمات الاعتذار لأنه لم يستطيع فعل شئ لها
استيقظت تمارا تتلفت حولها بخوف شديد وجدت طفل صغير يشبه مروان كثيرا كان يلعب احد الألعاب تفاجأ بفتاة لا يعرفها وجهها حزين اقترب منها ومد لها اللعبة وقال بطفولة " أتلعبين معي "
ابتسمت لبراءته وقالت " سأغلبك "
صفق بحماس أنه سيجد أحد يلعب معه وقال " سنرى هيا أريني "
ضحكت معه وبدأت تلعب برفقته لكنه كان أمهر منها كثيرا نظرت له بحزن " انا أخاصمك لأنك لم تتركني أفوز ولو مرة "
ضحك بصوت عال وقال بفرحة " سأعلمك لتستطيعي الفوز "
سكت قليلا ثم قال بخجل " انا جائع ما رأيك ان نطلب أكل "
نظرت حولها لمظاهر الثراء وقالت لنفسها " بقى كل الهلمة دي وسايبن الولد جعان وماحدش سائل فيه "
مسحت على رأسه وقالت بحنان " تعال أريني مكان المطبخ لأطبخ لك "
من شدة سعادته قفز في حض.نها وقال " هل تصبحين صديقتي "
هزت رأسها بالايجاب وذهبت برفقته تصنع له ما تعرفه
كان قد عاد من الخارج ليسمع صوت ضحكات طفله ذهل من صوت ضحكاته مشى ناحية الصوت ليجد طفلة تكبر ابنه ببضعة أعوام تتطعمه وتقوم بزغزغته وصوت ضحكاته التي حرم منها تصدح في المكان
فصل كئيب صحيح بس نهاية الحزن وهنبدأ من الفصل اللي جاي بالسعادة
اسراء هاني شويخ كاتبه فلسطينية من غز.ة
يتبع...