📁 أحدث الفصول

رواية عيد ميلاد مدام رنا بقلم شهيره عبد الحميد

رواية عيدميلاد مدام رنا بقلم شهيره عبد الحميد

رواية عيد ميلاد مدام رنا

 بنصح أي حد قلبه ضعيف ميقراش الحكاية دي لأن تفاصيلها بشعة...!

الحكاية بتتقال من خلال واحدة ست أسمها مدام سهيلة:


كل يوم بسمع صوت صريخ رهيب!

مَكنتش دي المرة الأولى اللي أسمع فيها أصوات غريبة لست بتصرخ وتتعذب جاية من عند الجيران اللي تحتينا واللي لسه ساكنين من حوالي أسبوع مش أكتر.


كان حالهم غريب لدرجة تلفت النظر. كل يوم نسمع صوت أحتفال بعيد ميلاد وناس كتير بتدخل العمارة، وآخر الليل يشتغل صوت الصريخ وكأن في حد بيتعذب وبيكسر في الشقة من كتر الوجع.


وهكذا بيتكرر نفس اليوم بنفس التفاصيل وتقريبًا نفس هدوم المعازيم اللي بشوفهم من البلكونة. 


أول مرة سمعت صوت أحتفال بعيد الميلاد حبيت أنزل واعمل الواجب واستغليت أنها فرصة اتعرف بيها على جيران جداد. 


أول ما نزلت كان الباب مفتوح وعاملين ديكور بلالين حمرا وكراسي كتير بطول الصالة وناس كتير قاعدين بياكلوا حلويات وبيضحكوا.


وقفت ع الباب محرجة أدخل لأني معرفش حد منهم، لحد ما جتلي ست أربعينية كده لابسة فستان أسود شيك وبشعرها. من الواضح أنها مسيحية تقريباً، كانت ست جميلة جدًا رحبت بيا بعد مقولتلها:-


_كل سنة وانتي طيبة، أنا سهيلة جارتك اللي فوقيكي على طول، سمعت صوت الإحتفال حبيت اتعرف عليكي في مناسبة سعيدة زي دي.


_وانتي طيبة يا حببتي اشكرك على زوقك، أنا مدام رنا وبما انك جيتي يبقى مينفعش متحضريش عيد ميلادي وتاكلي حاجة حلوة.


والحقيقة أنا ست فضولية وكنت عايزة أدخل من البداية ويمكن ده اكتر عيب بيوقعني دايما في مشاكل غريبة مع الجيران، لكن اللي حصل في العيد ميلاد ده كان اغرب حاجة أنا شوفتها.


يومها دخلت ومدام رنا اهتمت بوجودي جدًا وجابتلي قطعة من التورتة وسابت كل حبايبها وقعدت جنبي ندردش ونتعرف على بعض. 


عرفت أنها عايشة لوحدها ومنفصلة عن جوزها من مدة طويلة وحتى عيالها مش عايشين معاها واختاروا يكونوا مع والدهم عشان هي ست متفتحة وبتحب الخروج والسهر والحرية. 


والحقيقة كانت ست مُدهشة وطريقة كلامها بنت ناس جدًا خلتني مبهورة بيها. اللي يشوفها يفتكرها لسه متجوزتش من كتر جمالها.


وفي وسط مانا مركزة مع كلامها وقعت حتة تورتة من الشوكة على هدومي، فشاورتلي على الحمام عشان ادخل أنضف اللي وقع عليا. 


دخلت قفلت عليا وبقيت ابص لنفسي في المراية واقول يخسارة شبابك اللي راح وسط عيالك يا سهيلة، رغم اني اصغر من مدام رنا لكن شكلي مش حلو ونضيف زيها، لقيت قدامي على مراية الحمام روچ وشوية برفانات ومقص.


الحقيقة مقدرتش امسك نفسي وخدت رشتين كده عشان احس اني ست زيها وخلاص، ولسه هخرج لقيت مدام رنا بتخبطلي على باب الحمام جامد اوي، لدرجة اني فكرتها شافتني في كاميرا ولا حاجة.


فتحت الباب وانا مخضوضة، لقيت شعرها منكوش وبتقولي بزعيق "أطلعي بره دلوقتي حالًا" 


أنا مش فاهمة أنا عملت أي، وليه اتحولت كده رغم أنها كانت زوق جداً معايا، وانا خارجة لقيت البيت كله فاضي والاطباق مرمية على الأرض إلا راجل واحد بس واقف بضهره مقدرتش اشوف وشه.


أنا اتصدمت وقولت اكيد حصل حاجة مش طبيعيه!يمكن ده طليقها وحصلت مشكلة بينهم قدام الناس؟ لكن أنا بردو مخدتش وقت في الحمام للدرجادي عشان يحصل كل ده ويفوتني!؟


طلعت اجري على شقتي ومقولتش لجوزي حاجة علشان ميزعقليش لو عرف أني طالعة مطرودة من الجارة الجديدة لانه دايما بيحذرني وبيقولي "بلاش جيران يا سهيلة"


وفي نفس الليلة سمعت مدام رنا بتصرخ بصوت بشع خلاني مش عارفة أنام، وفي صوت تكسير بيحصل حواليها. 


وقتها قولت أكيد هي متعصبة من المشكلة اللي حصلت قدام ضيوفها وعيد ميلادها اللي باظ لسبب أنا لسه معرفوش، لكن أكيد هعرفه.


كنت فاكرة أن كل دي أمور عادية لحد ما لقيت تاني يوم العيد ميلاد بيتكرر من تاني!؟

ولما تعمدت انزل ابص من السلم عليها، لقيتها واقفة بتستقبل ضيوفها على الباب بنفس الفستان ونفس الشعر وكل حاجة. 


لكن المرادي لما لقتني واقفة مستخبية وببص عليها من سور السلم، بصتلي نظرة غريبة! كأني كنت السبب امبارح في اللي حصلها.


حسيت بغموض كبير ناحيتها خصوصًا أن يوميا بيتكرر العيد ميلاد وتيجي بليل تفضل تصرخ.


كل ليلة اقول لجوزي أن مدام رنا بتصرخ وفي حاجة مش طبيعية بتحصل في الشقة دي يقولي أنه مش سامع حاجة واني أنا بس اللي بركز مع الجيران بذيادة.


استغليت في يوم أنه أتصل بيا وقال إنه هيطبق في الشغل ومش جاي، وفضلت أراقب حفلة العيد ميلاد من البلكونة وأنتظرت أشوف المعازيم هيروحوا من عندها الساعة كام.


لكن ملقتش حد خرج نهائي، اللي بيدخل مبيطلعش تاني، أتأكدت أن في حاجة مش طبيعية بتحصل وأن الست دي وراها لغز كبير.


الساعة جت 12 وصوت الصريخ اشتغل من تاني، قررت اني أنزل وأشوف هي ليه بتعمل كده؟


لما نزلت لقيت بردو باب الشقة مفتوح؟ والشقة ضلمة، وقفت ع الباب أخبط واندهلها وانا خايفة "مدام رنا، مدام رنا انتي كويسة؟ أنا سهيلة جارتك"


لكن مكنش في رد، كل اللي سمعاه صوت من بعيد وهي بتعيط وتصرخ، اتشجعت وقولت أنا لازم ادخل اطمن عليها وأعرف يمكن مريضة ومحتاجة مني مساعدة.


دخلت الصالة وتابعت الصوت ومشيت وراه، وانا كل خوفي لتطردني وتتعصب عليا من تاني.

كان واضح ان الصوت جاي من عند الحمام! 


خبط عليها عشان مفتحش الباب مرة واحدة بدون علمها، وفضلت اعلي صوتي واقولها "يا مدام رنا انتي كويسة؟ مينفعش تعيطي في الحمام كده تتلبسي"


ومفيش فايدة صوت العياط مستمر مبيقفش، اضطريت اني افتح عليها الباب، والدم وقف في عروقي من هول المنظر اللي شوفته..! 


مدام رنا قاعدة في البانيو وهو مليان، وعمالة تقطع في وشها وتغرز ضوافرها فيه وهي بتعيط وتصرخ والبانيو كله سايح دم حواليها، وعينيها بيضا بتنور زي القطط!


أنا مقدرتش أتحمل المنظر وطلعت أجري وأنا كل شوية أقع من خوفي ورجلي مش شيلاني، وقولت اكيد الست دي شيطانة.


طلعت البيت قفلت على نفسي كويس ودخلت نمت جنب عيالي وانا بترعش من اللي شوفته، وطبعاً مش هقدر أقول واحكي لجوزي اللي حصل واني نزلت من وراه وهو مش موجود.


فضلت قاعدة مرعوبة في بيتي لحد تاني يوم الساعة 8 لقيت الباب بيخبط...! 


فتحت لقيت جوزي رجع وفي أيده طبق حلويات وبيقولي " مدام رنا الساكنة الجديدة عزماكي على حفلة عيد ميلادها وبتقولك انزلي شرفيها"


أنا جسمي اتنفض، وكنت فاكرة اني لما شوفتها على هيئتها وهي شيطانة أنها هتختفي ومش هتظهر تاني، لكن دي ظهرت المرادي لجوزي وكمان عايزاني أنزل ؟؟!


حاولت اداري خوفي وقولتله " لا لا مش هقدر، أنا اصلاً قررت اقطع علاقتي بالجيران كلها"


لقيته مصمم وبيقولي "لأ لازم تنزلي عيب، أنا وعدتها إنك نازلة متصغريش شكلي قدام الناس ميصحش"


مقدرتش اعانده عشان ميشكش في حاجة، ولبست ونزلت وانا بستعيذ من الشيطان وبردد أية الكرسي.


كان الوضع طبيعي زي ما شوفته أول مرة، وقفت قدام الباب لحد ما خرجتلي مدام رنا وهي بتتكلم كأنها أول مرة تشوفني وبتقولي:-


_انتي مدام سهيلة مرات استاذ حاتم مش كده؟ أنا بجد سعيدة انك قبلتي دعوتي، اتفضلي اتفضلي.


أنا استعجبت جدًا.. هي إزاي مش فكراني؟ وإزاي بتتعرف عليا من جديد وكأن كل اللي حصل ده مجرد أوهام.


دخلت وقعدت جنبي من تاني تدردش معايا وهي بترحب بيا وبتحكيلي نفس التفاصيل اللي قالتها، لكن المرادي أنا تعمدت أعرف منها تفاصيل اكتر عن جوزها وعن عنوانه وكانت متجوزة فين بظبط قبل ما تنفصل يمكن اقدر أوصل وافهم حاجة. 


عرفت أن طليقها ساكن في الحي اللي جنبنا مش بعيد اسمه استاذ حسين وشغال في نقطة قسم الحي وأن سبب انفصالهم أنه بيغير عليها بشكل مفرط بسبب جمالها واهتمامها بنفسها وصحابها الكتير اللي بتخرج معاهم وكمان حرمها من عيالها.


محبتش اقضي وقت أطول من كده قبل ما تتحول عليا من تاني وتقلب عفريتة واستأذنت أطلع رغم أنها كانت مصممة اقعد معاها وقت أطول من كده.


وخدت بعضي تاني يوم الصبح وروحت على عنوان جوزها أسأل عليه لحد ما عرفت بيته ومعرفش ليه نظرات الناس كانت مستغربة وأنا بسأل عن أستاذ حسين بالشكل ده!؟


طلعت العمارة وخبطت على شقته، لحد ما فتحت واحدة ست كبيرة في السن بعكاز قولتلها "السلام عليكم يا حجة، استاذ حسين موجود؟"


لقيت الست مستغربة اوي وبتقولي "عايزاه في اي؟"


قولتلها أمر شخصي ضروري وياريت لو تندهولي عشان معنديش وقت قبل ما جوزي يرجع من الشغل. 


استقبلتني وقالتلي ادخل نتكلم جوه، دخلت وقعدنا لقتها جيبالي صورة عليها شريط حداد وبتقولي "اهو ده حسين إبني، انتي عايزاه في اي بقا؟"


أنا اتصدمت، يعني اصلا حسين ميت هو كمان؟ أنا كنت شكيت أنه هو اللي قتل مراته وكنت جاية عشان اكشفه على حقيقته، لكن دلوقتي مبقتش عارفة اقول أي لوالدته اللي قاعدة قدامي! 


دردشت معاه وقولتلها أنه كان زميل ليا في العمل وحاولت استدرجها عشان اعرف مات ازاي واتصدمت لما قالتلي " بعد ما طلق مراته بفترة، راح يصالحها يوم عيد ميلادها لقوه مقتول في شقتها معاها، منها لله كانت ست مش كويسة ضيعته وضيعت نفسها ومش بعيد تكون قتىلته عشان تاخد حريتها وتمشي على حل شعرها"


دماغي وقفت ومبقتش فاهمة حاجة، يعني هما الاتنين ماتوا مقتولين؟ طب مين اللي قتل التاني؟ وليه حصل ده وهما منفصلين كمان.


واحنا قاعدين خرج طفل حوالي عشر سنين، عيونه مدمعة من الواضح أنه كان واقف بيسمعنا من بعيد وقالها "متقوليش كده يا تيتا، ماما ماتت معاه، ومحدش يعرف مين اللي قتلهم"


فهمت أن الولد ده يبقى إبن مدام رنا، ولقيت الست الكبيرة زعقتله وقالتله "خش اوضتك اي طلعك، طالع زي امك عنيد ومحدش بيسلم من لسانك" وعلى قد ما الولد صعب عليا لكن قدرت بردو حزن الست الكبيرة على أبنها، خصوصا أن نص كلامها صح وأن مدام رنا باين عليها ست متفتحة وحياتها غامضة.


خلصت قعدتي معاها ورجعت بيتي وقررت إني مش هنزل الشقة دي تاني نهائي مهما حصل، وكفايا اللي شوفته وعرفته لحد دلوقتي.


جوزي رجع من الشغل ولقيته بيكرر نفس الموضوع.. معاه طبق حلويات وبيقولي " مدام رنا الساكنة الجديدة عزماكي على حفلة عيد ميلادها وبتقولك انزلي شرفيها"!؟؟


حتى جوزي بيعيد نفس المشهد وهو مش فاكر أنه اتكرر، ومصمم اني انزلها وكأن في حاجة ضروري لازم اشوفها عشان أخلص وارتاح م اللي بيحصل ده كله.


خدت بعضي ونزلت وأنا المرادي عارفة أني هشوف حاجات لأول مرة هشوفها في حياتي ومن الضروري اني اشوفها عشان هي ترتاح وتنساني.


فضلت قاعدة وهي جنبي بتحكيلي على جوزها وعلى طلاقها وقد اي هو كان بيحبها وبتحبه بس غيرته كانت السبب في طلاقهم وقد اي وحشها عيالها المحرومة منهم. 


فضلت مكملة عشان أشوف اي اللي هيحصل لما جوزها يجي وفعلا بعد أقل من ساعة لقيت نفس الراجل اللي شوفت صورته عند الست الكبيرة دخل من الباب ومدام رنا وشها اتقلب اول ما شافته وسابتني وراحت وقفت معاه.


كان باين عليه أنه بيلومها وبيحاول يصالحها وهي رافضة، لحد ما صوتها بدأ يعلى وهي بتقوله "أطلع بره بقولك"


المعازيم بدأو ياخدوا بالهم وكله بقا بيتفرج عليهم، وفجأة استاذ حسين اتعصب وبقا يزق فيهم ويقولهم " دول اللي يطلعوا بره، دول اللي خربوا حياتنا والمفروض هما اللي يطلعوا مش أنا" 


كل المعازيم طلعت تجري واطردوا إلا أنا، فضلت واقفه مكاني وكأنهم مش شايفني ولا واخدين بالهم من وجودي.

حسين قفل الباب ومسك مدام رنا من شعرها وهو بيقولها "خلاص غرورك عماكي ومبقتيش شايفة غير نفسك وبس، لكن لو المرادي هسيبك مش هسيبك سليمة وفرحانة بنفسك من تاني"


وخدها من شعرها وهي عمالة تصرخ وتحاول تفك نفسها منه بصعوبة، ودخل الحمام. أنا دخلت وراهم بعد ما أتأكدت انهم مش شايفني وان اللي بيحصل قدامي ده مجرد مشهد من حادثة قديمة.


لقيته مسك مقص من على الحوض وقام فاتحه وبقا يشوه في وشها وهي تصرخ وتنزف بين ايديه، لحد ما عافرت وزقته ع البانيو وقع جواه ووقع منه المقص في الأرض قامت مسكاه هي وقعدت تغز فيه بهيسترية ووشها بينقط دم من كتر الجروح، ودخلت قعدت جنبه شغلت الماية وبدأت تعيط وهي بتشد جلد وشها المتقطع وبتتحول لنفس الهيئة اللي شوفتها فيها أول مرة.


أنا دلوقتي عرفت أن مدام رنا مظلومة ومش هي القاتلة زي ما قالت الست الكبيرة، وعرفت ليه اختارتني مدام رنا اني اشهد على حادثتهم لأني ست فضولية بطبعي ومحتاجة مني اوصل الحقيقة لعيالها، اللي بتقول عكسها جدتهم.


بشاعة المنظر خلتني لأول مرة أفقد الوعي ومفوقش غير في البيت وجوزي جنبي مرعوب عليا، سألته أي اللي حصل قالي أن الجيران لقوني فاقدة الوعي ع السلم وطلعوني هنا. 


قولتله "أنا كنت في العيد ميلاد، عند مدام رنا الساكنة الجديدة و.."


قالي "حببتي الساكنة الجديدة إسمها مدام ريم، مفيش حد إسمه رنا هنا وهي اللي طلعتك بنفسها مع الجيران كتر خيرها وقالت لما نطمن عليكي، هتعزمك على عيد ميلادها قريب وتتعرف عليكي"


*******تمت********

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات