📁

اسكريبت تنمر بقلم آمنه محمد

اسكريبت تنمر بقلم آمنه محمد


اسكريبت تنمر بقلم آمنه محمد 

 داخل واحدة من مدارس الانترناشونال تجمعت قوة من مباحث الأمن وفريق من البحث الجنائي داخل واحدة من دورات المياة التابعة للمدرسة العريقة دي 


مسرح الجريمة بيضم تواجد فتاة في السادسة عشر من عمرها مقت. ولة داخل واحدة من دورات المياة 


طريقة القتل غريبة جدًا وهي الخنق... 


 وليه غريبة؟! 


علشان كشكل مبدأي محير لرجال البحث الجنائي فأداة الخنق اللي هي سلاح الجريمة مش موجود بالأساس ايًا تكن هي أيه؟


وكشكل مبدأي مفيش أي أثار لإلتفاف أصابع بشرية حول العنق كدليل على الخنق 


مسرح الجريمة مليء ببصمات مختلفة الأشكال وده طبيعي لأنه دورة المياة تخص الطالبات ولكن... 


فالحصول على بصمات معينة صعب


في بعض التفاصيل الصغيرة اللي خلت المحققين ياخدوا القضية لبُعد تاني.. 


أولها هو أكتشاف الجريمة في اليوم التالي لوقوع الجريمة وده صعب علشان عدم ملاحظة غياب الفتاة لوحده جريمة 


بسؤال الاب والأم عن عدم ملاحظتهم لغياب بنتهم قالوا أنهم كانوا مشغولين 


الأب في الشغل والأم مع اصدقاء النادي وسيدات المجتمع. 


وثانيها هو غياب البعض من المتعلقات الشخصية للفتاة زي ساعة اليد من ماركة أبل والتليفون الخاص بيها حسب أقوال والدتها ووالدها 


ثالث شيء هو وجود آثار لجروح في معصم اليدين كدليل على محاولات إنتحار سابقة 


وكدمات أخرى 


وبالسؤال عن حالة الصحة النفسية للبنت تبين إنها كانت بتعاني من مشاكل نفسية أدى لدفعها للإنتحار عدة مرات. 


كان التقرير المبدأي للوفاة هو الانتحار وده الأقرب عن طريق كتم الأنفاس، ولكن بيتم انتظار تقرير الطب الشرعي زي ما بيحصل  في كل الجرائم


بمراجعة أقرب كاميرات مراقبة لطرقة دورة المياة لم يظهر أي شيء غريب أو دخول أشخاص مشتبه فيهم لدورة المياة في نهاية اليوم الدراسي واللي هو وقت حدوث الجريمة.... 


وآخر شخص دخل لدورة المياة قبل إنتهاء اليوم الدراسي كانت نفس البنت اللي إسمها ريم كامل إسماعيل وهي نفسها الضحية 

دخلت ومخرجتش. 


ومن بعدها كاميرات المراقبة طبيعية 


ويوصل بعدها تقرير الطب الشرعي اللي وضح أنه سبب الخنق هو إنسداد المجرى التنفسي الخارجي للفتاة 


مع وجود نقاط دموية داخل حدقة العين كدليل على الخنق نتيجة الضغط. 


ووجود بقايا أنسجة قماشية قليلة داخل مجرى التنفس الأنفي مع مجموعة من الجروح على الشفاة الداخلية للفم 


كده القصة وضحت وتغير مجرى الأحداث من مجرد قضية انتحار لقضية قت. ل عمد 


واللي أكدها هو وجود كدمة صغيرة على الظهر من الخلف. 


وده معناه أنها تعرضت لدفع قوي من الخلف.. رغم أنه مفيش أي أثار ارتطام على الجسد من الأمام


إلا لو كانت أصلا موقعتش 


طيب ماشي أيه اللي يخلي حد عاقل بالغ ناضج.. يقت. ل طفلة صغيرة زي دي؟! 


التحريات معرفتش توصل لتليفون البنت.. وبسؤال زمايلها قالوا أنها كانت معاهم لآخر اليوم الدراسي والمفروض أنهم كانوا مروحين مع بعض. 


ويجي هنا بقى دور شرطة الانترنت واللي قاموا بأختراق اكونتات الضحية واكتشفوا عن طريق المحادثات اللي بينها وبين بعض زميالتها اللي معاها في نفس المدرسة خلاف على فيديوا يخص الضحية


ويظهر عليه نوع من أنواع التنمر 


علشان تنتهي محادثاتهم في النهاية باللقاء في دورة المياة بعد انتهاء اليوم الدراسي لأداء تحدي جديد أسمه تحدي الخنق 


وده عبارة عن تحدي بيكتم فيه الشخص نفسه لوقت محدد 


بعد ضبط الطالبات الثلاثة المشار ليهم في محضر النيابة واستدعائهم وبسؤالهم عن تواجدهم في موقع الجريمة مع الضحية اعترفوا بوجودهم معاها والقيام بالتحدي ده 


وقالوا أنه حصل بينهم خلاف شديد حكموا على صحبتهم دي بعدها بأداء التحدي الغريب ده... أقوال البنات كانت متضاربة 

بشكل كبير 


قالوا أن صديقتهم لما بدأت تعمل التحدي فقدت الوعي ووقعت على الأرض وما. تت وهما هربوا وقتها من الخوف وأنها عملت التحدي ده لوحدها


بسؤالهم عن مقتنيات الفتاة اللي غايبة قالوا أنهم ميعرفوش عنها حاجة.. وده مش مفهوم 


رئيس النيابة طلع أمر بتفتيش بيوت البنات دول للبحث في مقتنياتهم وبعد البحث والتحري ملقيوش أي شيء 


لفت نظر رجال الأمن إن واحدة من البنات دول تكون هي نفسها بنت مديرة المدرسة واللي بسؤالها عن عدم ملاحظتها لغياب بنتها في موعد الانصراف.. قالت إن بنتها مش متعودة تروح معاها وإنها متعودة دايمًا تروح في باص المدرسة 


وده اللي تضارب مع أقوال البنات اللي قالوا إنهم بعد الحادث إنفصلوا عن بعض وسلمى اللي هي بنت مديرة المدرسة روحت مع مامتها زي كل يوم.. 


دا غير أنه فيه جزء من تسجيلات كاميرات المراقبة مفقود


وهنا كان مربط الفرس بتضارب أقوال الأم والبنت خرج امر تفتيش لمكتب مديرة المدرسة واللي وجدوا داخل خزنة مكتبها تليفون البنت وساعتها


بتفتيش الهاتف بعد اعادة تشغيله تم العثور على فيديوهات تخص الضحية كثير مسجلة ومرسلة من أرقام غير مسجلة على هاتف الضحية نفسها 


ويظهر أنه تم تهديدها بنشرها بين الزملاء


وهنا تم توجيه اتهام مباشر لمديرة المدرسة بأشتراكها في الجريمة قبل ما تعترف بنتها بكل شيء 


واللي حصل كالتالي... 


خلافات نتيجة تنمر على الطالبة بسبب فيديوهات مصورة لها.. على اثرها حكموا على البنت دي بعمل التحدي ده وإلا هينشروا الفيديوز بين زمايلها.. 


قامت البنت بعمل التحدي عن طريق كتم نفسها بفوطه مبلولة ووجهها مثبت للحائط ولكن في النص قررت تنسحب لما حست انها بتفقد الوعي قبل ما تقوم واحدة من 

زميلاتها بتثبيتها عن طريق دفعها بقدمها في منتصف ظهرها تجاه الحائط 


التثبيت أدي لكتم نفسها أكثر 


وده اللي أدى لوفاتها... في الحال.. 


بعد تفتيش تليفونات الجناة عثروا على فيديوا مصور لآخر لحظات الضحية وهي بتعمل التحدي. 


تحدي الكتم هو واحد من التحديات اللي انتشرت بين المراهقين على تطبيق تيك توك في فترة ما وتوفى على أثره الكثيرين من الاطفال. 


ورغم خطورة التحدي إلا إن التقليد الأعمى وحش كبير بيخطف العقول


جريمة بدأت بفيديوا صغير للتنمر وانتهت بوفاة بنت وضياع مستقبل معلمة وثلاث بنات تانيين... 


التنمر مش شيء عادي والفلوس عمرها ما هتطلع أطفال أسوياء.. 


لو مش قادر تشيل مسؤلية الخلفة وتربية الأبناء متتزوجش أفضل. 


مهما كان المستوى المادي مرتفع.. يظل شيء ملوش قيمة أمام القيم والمبادئ اللي ممكن تزرعها في أولادك عن احترام الغير مهما كان مختلف


التنمر جريمة. 


وبس كده. 


           ك/آمنة_محمد 



Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات