📁 أحدث الفصول

رواية مدينة الوجوه الفصل الأول 1بقلم نوي

رواية مدينة الوجوه الفصل الأول 1بقلم نوي 


مدينة الوجوه الفصل الأول 1

 تخيل لو صحيت في يوم ولقيت إن اسمك مش بتاعك... وإنك مجرد نسخة ناسية الأصل.


تابعوا رحله "رُبى" لحظة بلحظة، وسؤالها البسيط الي غير كل حاجه:

"لو اختفى اسمي... هل أختفي؟"


🎭 𖤐 « الفصل الأول: الطريق إلى الاسم »


مشيت أول خطوة بعد الباب.

البيوت كلها  كانت شبه بعض: لون رمادي زي جدران المدرسة القديمة اللي كنت بروحها، كنت بكرهها عمري ما حبيت اللون ده ،

بس كالعاده بيحصل الي النظام عايزه

بس يا تري هل ده هيستمر .  


مافيش ناس في الشوارع. الكل في بيته مستسلم للصمت وكأنه بقا عاده محدش فاكر اخر مره كان في حياه وروح للمكان.

افتكرت لما كنت بلعب وأنا صغيرة وأحس إن في حد بيراقبني . كأن الأشخاص الي استسلمت لسه بتراقب الي بيحاول


الظل الي بيراقبني مش قادره أنساه.


يمكن ده من اللي حصل في البيت  في الفتره الاخيره. الأصوات الحقيقية الي كانت في حياتي سكتت فجأة واختفت وده ماكانش سهل عليا ابدا غيرني بشكل كبير 

زي ما تكون كنت طفل صغير ميعرفش حاجه وفجأة لازم تنضج وأتحط عليك كل المسؤوليه بدون سابق انذار .


قدّامي لوحة مضيئة مكتوب عليها:

"المرحلة ٧ - اتجاه هيئة التثبيت والتوجيه"

وتحتها بخط أصغر: "مدينة كاسورا - قطاع التكوين"

وسهم نازل لتحت.


أول مرة أسمع اسم "كاسورا"، بس حسّيت كأني عايشة فيها من زمان ومش واخدة بالي.


الطريق كان بينزل في ميل خفيف. مشيت لتحت من غير ما أحس، ورجليّ بدأت توجعني من المشي الطويل.


عند نقطة التفتيش وقفت. صباعي لقى نفسه بيرجع يلف خصلة شعري، عادة قديمة من أيام الامتحانات لما كنت بتوتر.


كانت واقفة موظفة في أيدها قلم احمر بتلعب بي . مش كبيرة ولا صغيرة، شكلها بسيط، لكن نظرتها سريعة كأنها بتقرأ جوايا قبل ما أتكلم.

- "الاسم؟" قالتها بنبرة جافة.


"رُبى عدنان."

صوتي طلع بالعافيه كان واطي قوي .


بطاقتك؟


مديت لها البطاقة الإلكترونية، وفكرت في أمي وهي بتقول يوم ما نسيت بطاقتها في المستشفى: الورق ده كله عشان إيه؟


بصت فيها لحظة، وبعدين نبرتها بقت أقرب للأمر:

التصنيف المؤقت انتهى. ادخلي من الممر ٤... غرفة التقييم التمهيدي.


الممر كان هادي مفيش اي صوت في.

وأنا ماشية فكرت: أول مرة أمشي طريق زي ده من غير ما يكون في حد مستنيني في آخره وده كان اصعب شعور الافتقاد

وجود بابا وماما واختي كان مهم الحياه بدونهم ملهاش معني.


في آخر الممر كان في باب، مافيش عليه اي علامه غير ماسح ضوئي.

قربت، الإضاءة اشتغلت، والباب اتفتح. برد غريب عدى عليا.

مش بس من البرد... من رهبة المكان.


الغرفة فاضية . مافيهاش أسلاك ولا شاشات. 

ذي ماكنت متخيله في افلام الخيال العلمي

الي كنا بتفرج عليها .

كان في كرسي خشب قديم في النص، قدامه شاشة مربعة بتنور وتطفي.


قعدت.


قلبي كان بيدق بسرعه احساس انك داخل علي قرار  هيغير حياتك صعب.

ظهرت أول جملة على الشاشة:

هل تؤمنين أن اسمك يعكس حقيقتك؟


أحيانا.

بس جوايا كنت عايزة أقول: لا. لأني مبقيتش عارفة أنا مين اصلا.


السؤال الثاني:

أول ذكرى تتذكريها... كانت بصوت مين؟


ترددت.

صورة قريبه عدت في دماغي.

صوت دافئ بينادي عليا من بعيد... بيتلاشى كل ما أحاول أفتكره .

زي صوت بابا وهو بيقولي: تعالي يا رُبى.

قبل ما يختفي... وما يرجعش.


السؤال الأخير:

هل توافقين على تسليم تحديد هويتك؟


"ما جاوبتش . كان نفسي أصرخ في وشها: اسمي رُبى عدنان هويتي هيا نفسي ازاي أتنازل عنها بس مقولتش ده و صباعي رجع يلف خصلة من شعري

حسيت إن الإجابة اتقالت من قلبي، مش من لساني.


الشاشة اختفت.

وظهرت جملة أخيرة:

تم استلام البيانات. النتيجة قيد المعالجة.


سكون طويل.

وجوايا كان فاضي أكتر من اللازم .


بعدها حسّيت بفراغ جوايا... مش راحة كأنه فقدان احساس صعب جدا بس مش جديد عليا من ساعه ما ماما اختفت مره واحده.


الموظفة ظهرت فجأة. خطواتها هادية محستش بيها وهي جايه . يمكن كانت موجودة من الأول بس مخدتش بالي، زي شبح من حواديت جدتي.


نظرتها مش راكبة. كأنها شافتني من جوه.

ولوهلة حسيت إني عايزة أضحك من التوتر.


قالت بنبرة حيادية باردة:

غادري من الباب الثاني. النتائج ستعلن رسميا في الحفل السنوي للتثبيت. الحضور إلزامي.


بصيتلها.

كنت عايزة أسأل: إمتى؟ إزاي أعرف نفسي لحد وقتها؟

بس ما سألتش.

خفت الإجابة تخليني أندم.


وأنا خارجة، الظل لسه موجود.

لكن المرة دي حسيته أقرب... كأنه جزء مني.


في آخر الممر لافتة كبيرة:

"الاحتفال بالتثبيت - الموعد سيُبلّغ لاحقًا."


لكن اللي شدني... لافتة صغيرة مستخبية وراها:

الرافضون... مصيرهم مش معلن. كأن المدينة نفسها مش عايزة تقول.


ما كانتش مجرد لافتة.

كانت تحذير بصوت واطي.


قلبي قراها قبل عيني.

الحروف باهتة، كأن حد حاول يمسحها وما قدرش.


وأنا ماشية، صباعي رجع لشعري من غير ما آخد بالي.

كنت حاسة بظل بيلاحقني.

ظل شايل سر... ما كنتش أعرف إنه هيجرّني لحقيقة محدش قدر يواجهها.


✍️ بقلم: نُــوَي

المواعيد  إن شاء الله: الاحد والخميس

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات