📁 أحدث الفصول

رواية منعطف خطر الفصل السادس والأربعون 46 بقلم ملك ابراهيم

رواية منعطف خطر الفصل السادس والأربعون 46 بقلم ملك ابراهيم

رواية منعطف خطر الفصل السادس والأربعون 46 بقلم ملك ابراهيم

رواية منعطف خطر الفصل السادس والأربعون 46

#الحلقة_46

#رواية_منعطف_خطر

#بقلمي_ملك_إبراهيم

سمع صوتها قريب منه:

ـ خالد… انت نِمت؟

رد وهو مغمض:

ـ آه.

قعدت على الأرض قدام الكنبة وقالت:

ـ طب أنا خايفة.

قال بهدوء جامد:

ـ متخافيش… أنا معاكي في نفس الأوضة.


ردّت برقة:

ـ بس ممكن الكهربا تقطع تاني…


رد بنفس الجمود:

ـ متقلقيش… مش هتقطع.


سكتت.

حاسه إنه مش هيسامح بسهولة.

قامت،

ورجعت قعدت على السرير.

هو كان مغمض عينيه…

بس قلبه بيضحك.

فرحان بمحاولاتها معاه.


مسكت تليفونها،

وقعدت تقلب فيه،

ودموعها لسه سايبة أثر على خدها…

لحد ما غلبها النوم.


خالد فتح عينيه،

بص عليها،

ابتسم بحب،

وغمض عينيه براحة وهو مطمن ان حبيبته رجعتله.

.......... 

في وقت متأخر من الليل.

صحى مهاب على صوت جرس بيرن بإلحاح،

وصوت خبط جامد على باب شقته.

قام من على السرير وهو مش فاهم في إيه،

فتح الباب بسرعة…

اتفاجئ ببنت واقفة قدامه،

وشكلها مرهق ومنهارة،

وعنيها فيها لهفة مش طبيعية.


قالت بسرعة، وهي بتتنفس بصعوبة:

ـ لو سمحت… عندك خافض حرارة لطفل صغير؟


مهاب كان بيدعك في عينيه، بيحاول يفوق:

ـ وأنا هجيب خافض حرارة لطفل صغير ليه؟!


البنت اتكلمت بتوتر،

صوتها متلخبط من القلق:

ـ أنا كلمت الصيدلية وطلبت الدوا… بس اتأخروا جدًا… والولد سخن أوي ومش قادرة أسيبه كده!


بدأ يفوق شوية، وبص لها باستغراب:

ـ وأنا مالي يا أستاذة؟

وبعدين انتي مين؟ جايه تخبّطي على شقتي في وقت زي ده ليه؟ ما تبعتي ابوه ينزل يجبله خافض حرارة! 


ردت بغيظ ممزوج بالدموع:

ـ أنا جارتك… لسه ساكنة جديد في الشقة اللي قدامك.

من فضلك… ممكن تنادي على المدام أكلمها؟

الولد حرارته عالية ومش هعرف أنزل أجيب الدوا في الوقت ده!


قال باستغراب:

ـ مدام إيه؟! أنا معنديش مدام أصلاً.


بصت له بذهول لحظات، وبعدين قالت بتوتر:

ـ يعني إيه؟!


قال وهو متضايق:

ـ يعني أنا عايش لوحدي… ومش متجوز.


هي اتفزعت أول ما فهمت،

وبعدت عن بابه بسرعة وهي بتقول بإحراج:

ـ أنا آسفة… مكنتش أعرف. آسفة بجد.


وجريت على شقتها بسرعة،

دخلت وقفلت الباب وراها بخضة.


مهاب وقف لحظات مكانه…

عنينه سابتت على الباب اللي اتقفل،

وكلامها عن حالة الطفل ما سابهوش.

فضل لحظة واقف،

وبعدين دخل أوضته،

لبس هدومه بسرعة،

ونزل على أقرب صيدلية.


اشترى خافض حرارة للأطفال،

ورجع وهو ماسكه في إيده،

واقف قدام باب شقتها متردد.

بيكلم نفسه بصوت مش مسموع:

ـ طب لو جوزها رجع؟

ولو شافني واقف كده قدام بابهم؟

أنا ممكن أسبب لها مشكلة من غير ما أقصد.


قرر في الآخر،

يخبط خبطة خفيفة على الباب،

وحط الدوا على الأرض،

وسحب نفسه بسرعة على شقته،

قفل الباب وراه في هدوء.


في نفس اللحظة. 

البنت فتحت الباب،

شافت علبة الدوا قدامها،

ولمحت باب شقة مهاب وهو بيتقفل.


خدت الدوا بسرعة،

وقرأت العلبة…

خافض حرارة للأطفال.

دخلت الشقة وعيونها كلها امتنان.


دوّرت على السيرنجة،

وإدت الطفل الجرعة،

وقعدت جنبه وهي بتقيس حرارته كل شوية.

وبعد دقايق طويلة من التوتر…

بدأت الحرارة تنزل،

والولد بدأ يهدى… وينام.


أما في شقة مهاب.

كان ممدد على سريره،

لبسه لسه عليه،

وعنيه بتبص في السقف.


سأل نفسه بصوت جواه:

ـ يا ترى خدت الدوا؟

والولد بقى كويس؟

ولا لسه تعبان؟...


فضل سابح في أفكاره،

مش عارف ينام. 

بيفكر ويسأل نفسه:

ليه ابو الطفل مش موجود وسايب ابنه تعبان كده؟ ومراته مش عارفه تتصرف لوحدها؟

وهمس لنفسه قبل ما يغمض عينيه ويستسلم للنوم: لما هما مش قد الجواز بيتجوزوا ليه! 

.......... 

في الصباح. 

مهاب صحي من النوم ولبس هدومه عشان ينزل شغله.

وأول ما قفل ازرار القميص…

رن جرس الباب.


فتح…

لقى نفس البنت واقفة قدامه،

بس المرة دي كانت أهدى بكتير، وشها فيه ابتسامة خفيفة…

وكانت شايلة طفل صغير حوالي ٣ سنين، حضناه كأنه كنز.


قالت بهدوء:

ـ صباح الخير… أنا بس جايه أشكر حضرتك على الدوا.

الولد الحمد لله لما أخده… حرارته نزلت وبقى كويس.


مهاب بص للولد اللي كان متعلق في رقبتها…

وقال بابتسامة خفيفة:

ـ الحمد لله… ألف سلامة عليه.


البنت ابتسمت، بس عنيها كانت متعبة.

مهاب سألها بفضول وهو بيبص للطفل:

ـ هو باباه مش موجود؟


البنت ارتبكت،

وبسرعة ردت بتوتر وهي بتعدل الطفل في حضنها:

ـ لا… باباه موجود.

عن إذنك.


ومشت بخطوات سريعة ونزلت.

مهاب وقف لحظة بيبص على السلم،

وبعدها قفل الباب ونزل هو كمان وهو مش قادر يبعد عن دماغه رد فعلها الغريب لما سألها عن أبو الطفل.


أول ما نزل من العمارة…


شافها!

نفس البنت…

بس المرة دي كانت بتصرخ في الشارع،

وفي شاب ماسك إيد الطفل وبيحاول يشده منها بالقوة!


البنت كانت بتقاوم بكل قوتها،

وعينيها مليانة دموع،

وصوتها بيتهز وهي بتصرخ:

ـ حد يلحقني! ده ابن أختي! سيبه!


مهاب جري عليهم بسرعة،

قرب وقال للشاب وهو بينفعل:

ـ حضرتك بتعمل إيه؟!


الشاب بص له بقلة أدب وقال:

ـ وانت مالك؟ خليك في حالك يا أستاذ.


مهاب مسك إيده بقوة وخلّاه يبعد عن البنت والولد،

وزعق فيه:

ـ أنا هخلي نفسي في حالي… بس بعد ما أفهم انت عايز منها إيه!

بص للبنت:

ـ انتي تعرفيه؟


البنت كانت بتعيط ومرعوبة…

مش قادرة ترد،

لكن الشاب زعق بصوت عالي وقال:

ـ الولد اللي معاها ده ابني! وهي خاطفاه مني!


البنت انفجرت فيه:

ـ كدّاب!

ده ابن أختي…

وأنا مخطفتوش!

هي وصّتني عليه قبل ما تموت بسببك!


الشاب زعق فيها وهو بيقرب منها:

ـ اختك دي لو كانت متربيه وبتفهم في الأصول مكانتش وصت عيله زيك علي ابنها!


البنت شهقت بصدمة،

وبصت لمهاب بعينين مذعورة،

ومدت له الطفل بسرعة:

ـ خد الولد! خلي أدم معاك كده بسرعة!


قبل ما مهاب يفهم…

لقى الطفل متعلق على دراعه،

والبنت ماسكة شنطتها…

وضربت جوز أختها بالشنطة في وشه بكل قوتها وهي بتصرخ فيه:

ـ إنت بتغلط في أختي وتربيتها؟! يا مدمن!

يا نيلة!

دا انت النقطة السودة في حياتها!

غلطة عمرها اللي دفعت روحها تمنها!


جوز أختها مسك الشنطة وجذبها منها بعنف،

رماها على الأرض،

ولسه بيرفع إيده عشان يضربها…

لكن مهاب كان أسرع،

مسك إيده قبل ما تنزل على وشها وقال بصوت عالي ومليان غضب:

ـ لا ... عارف اللي يرفع إيده على بنت يبقى إيه؟!


الشاب بصله بتحدي:

ـ وانت مالك انت؟!

وبص للبنت وقال:

ـ أااااه ! هو انتي جايبه عشيقك يدافع عنك؟ طب ابعد عن وشي بدل ما أزعّلك!


البنت شهقت،

ومهاب كان لسه شايل الطفل…

بس ساعتها بص للبنت وقالها بنفس طريقتها:

ـ خدي الولد! خلي أدم معاكي كده بسرعة!


خدت الطفل بسرعه،

ومهاب لفّ ناحيته وقال للشاب:

ـ طب وريني هتزعلني ازاي.


وفجأة…

بوكس نازل في وش الشاب بكل قوته،

وقعه على الأرض من شدة الضربة!


البنت شهقت وهي بتضم الطفل لحضنها،

مش مصدقة اللي حصل.


الشاب وهو بيقوم…

اتكعبل، وخاف، وابتدى يبعد:

ـ ماشي يا منة!

جايبة بلطجي يعلّمني الأدب!

بس والله ما هسيبك!

وابني هاخده بالمحكمة!


منة ردت وهي صوتها عالي:

ـ إبقى وريني هتاخده بالمحكمة إزاي يا سوابق!

يا رد السجون!


الشاب جري واختفى،

وساب الشارع كله مقلوب وناس بتتفرج من بعيد.


منة كانت لسه بتبص لمهاب بدهشة وقالت:

ـ هو انت ضربته الضربة دي كلها ازاي؟!


مهاب قال ببرود:

ـ عادي يعني.

وبعدين سألها:

ـ بس انتي واخدة ابنه ليه؟ هو من حقه ياخده منك على فكرة،

خصوصًا لو الأم والجدة متوفية.


منة بصت له بحزن وقالت:

ـ ماما ماتت بعد أختي على طول… من حسرتها عليها،

ومبقاش غيري.

ابن أختي أمانة في رقبتي…

واختي وصتني عليه، وكانت مرعوبة يفضل معاه.

ده مش بعيد يبيع ابنه ويشرب بتمنه القرف إللي بيشربه،

زي ما عمل مع كل حاجة حلوة في حياة اختي.


مهاب كان بيسمع وهو متأثر،

عنيه بقت هادية شوية وهو بيبصلها.


قالت بصوت مخنوق:

ـ انا جيت سكنت هنا فاكرة إنه مش هيعرف مكاني،

بس واضح إنه يقدر يوصلي في أي حتة أروحها.


مهاب رد بعد لحظة تفكير:

ـ يبقى مفيش غير حل واحد…

تثبتي إنه غير مؤهل لحضانة الطفل،

وتعملي محضر بعدم التعرض.

كده تبقي في السليم، وتحمي الولد.


منة بصت له بلهفة:

ـ طب أعمل كده إزاي؟


بص للولد وبص لها:

ـ أنا ممكن أساعدك في الإجراءات.


ابتسمت منة وقالت بحماس:

ـ شكرا… انت بجد ربنا بعتك ليا.

وبصت للسما:

ـ شكرا يا رب!


وبصت للطفل:

ـ قول لعمو شكرا يا أدم.


وبصت لمهاب وسألته بابتسامة دافيه:

ـ هو حضرتك اسمك إيه؟


رد بابتسامة خفيفة:

ـ مهاب.


هزت راسها وقالت بابتسامة:

ـ وأنا منة… وده أدم، ابن أختي.

سلم على عمو مهاب،

هو اللي هيقف جنبنا عشان تفضل معايا.


مهاب سألها وهو لسه بيبص للولد:

ـ كنتوا رايحين فين بدري كده؟


ردت بهدوء:

ـ أنا بشتغل محاسبة في مصنع قريب من هنا…

وأدم بيروح حضانة لحد ما أرجع.


هز راسه وفكر لحظة وسألها:

ـ تحبي أوصلكم بعربيتي؟


ردت وهي بتعدل الطفل في حضنها:

ـ شكرا… كفاية اللي عملته.

عن إذنك.


ومشيت.

وهو وقف مكانه ثواني بيبصلها وهي ماشية،

ابتسم من غير ما يحس،

ومشي ناحيه عربيته،

وركبها وساق وهو ساكت…

بس دماغه مشغولة بيها.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في بيت الشرقاوي.

يحيى كان نازل من أوضته،

وصوته عالي في التليفون وهو بيزعّق بحدّة:

ـ يعني إيه رجعها تاني؟! مش انت قولتلي انه طلقها خلاص؟!


كان ماشي بسرعة ناحية باب البيت،

بس صوته العالي وصل ل جده،

وصوت الجد جه واضح وقوي:

ـ يحيى! تعال هنا!


وقف يحيى في مكانه لحظة،

زفر بضيق وحاول يمسك أعصابه،

بص لجدّه وقال وهو بيخنق عصبيته:

ـ معلش يا جدي.. أنا ورايا شغل مهم ومشغول ومش فاضي.


الجد قرب منه، وصوته مليان صرامة:

ـ شغل إيه اللي من ورا ضهري؟

إنت بقالك فترة مش طبيعي.. فيه إيه يا يحيى؟!


يحيى قفل المكالمة بعصبية وقال وهو بيحاول يهدى:

ـ مبعملش حاجة من وراك يا جدي! أنا متعصب دلوقتي، لو سمحت سيبني أخرج، ولما أرجع نتكلم.


الجد بص له نظرة طويلة مليانة خيبة أمل وقال:

ـ إنت مين؟

مستحيل تكون حفيدي اللي ربيته على إيدي!

إيه اللي حصل لك يا يحيى؟!

إنت بقيت غريب عني.. واحد معرفوش.


كلام الجد كأنه زود النار جوه قلب يحيى،

اللي رد بانفجار غاضب وهو بيصرخ:

ـ أنا جوايا نار يا جدي! نار مش عايزة تطفي!

محدش حاسس بيا.. خالد الدريني كل مرة ينتصر عليا،

خد بنت عمي من ورا ضهرنا،

وأنت خدت الموضوع ببساطة وسايبه يعلم علينا!

أنا مش ههدى غير لما أرجّع ياسمين هنا،

مذلولة.. ومكسورة!

تدفع تمن كل حاجة عملتها.


الجد قال بحدة وغضب:

ـ قولتلك مية مرة إن موضوع ياسمين اتقفل خلاص!

اتجوزت وراحت لحالها.. إنت عايز منها إيه تاني يا بني؟!


رد يحيى ببرود مغلف بغرور:

ـ أنا كنت هتجوزها يا جدي..

دلوقتي شكلي إيه قدام الناس لما سابتني واتجوزت الظابط؟

أنا مفيش واحدة تسيبني..

أنا اللي بسيب!

ومش هرتاح غير لما أشوفها تحت رجلي،

بتترجاني.. وتبقى في إيدي وتحت سيطرتي.


الجد بص له وهو مصدوم من كمية الغِلّ اللي في كلامه،

وسأله وهو بيضغط على كلماته:

ـ وهتعمل كده إزاي؟

إنت ناوي على إيه؟

هتخطف تاني؟

ولا هتهددها بأخوها؟!


يحيى صرخ بصوت كله غضب:

ـ لأ!!

المرادي هقـ ت ل جوزها!

مبسوط كده؟!


وسابه وخرج من البيت زي المجنون.

الجد كان واقف مصدوم، عينه مليانة وجع وخوف،

مسك تليفونه بسرعة واتصل بابنه راشد وهو بيترعش:

ـ أيوه يا راشد..

إنت كان عندك حق..

يحيى اتجنن خلاص..

أنا مش قادر أسيطر عليه..

لازم ترجع فورًا!

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في بيت الدريني.

جوه أوضة خالد،

ياسمين كانت صحيت من بدري، الشمس لسه بتشرق في السما، وخالد نايم على الكنبة.

طلعت للبلكونة بهدوء، وقفت تبص على الشروق،

نفسها تبتدي من جديد.

بيتها، وحياتها، وحتى هي نفسها، بقوا مختلفين.


جواها طاقة جديدة .. تفاؤول وأمل. 

زهقت من البُكا والندم والمشي في دواير مقفولة،

زهقت من دور الضحية،

نفسها ترجع تبقى ياسمين القديمة.. القوية، الحرة، اللي بتضحك من قلبها.


غمضت عينيها، وفردت دراعها كأنها بتحتضن الهوا البارد،

جناحاتها اللي اتكسرت لما دخلت بيت الشرقاوي..

كانت بتحاول تلمّها تاني..

تصبر عليها شوية وتخيطها بخيط الأمل.


فجأة..

صوت خالد كسر سكون اللحظة:

ـ صباح الخير.


فتحت عينيها بسرعة، ونزلت إيديها لأنها اتفاجئت،

لفّت وراها، شافته واقف بيبص لها باستغراب.

ـ بتعملي إيه؟


قالها باستغراب حقيقي،

ردت بتوتر وهي بتحاول تدارى إحراجها:

ـ كنت ببص على الشمس.


بص على الشمس وسأل بنبرة فيها شقاوة خفيفة:

ـ ليه؟ هي اتأخرت النهاردة وطلعتي تطمني عليها؟!


رفعت حاجبها وقالت بحدة خفيفة:

ـ هو مش المفروض إن حضرتك مخاصمني ومبتكلمنيش؟ شاغل بالك بقى ليه أطمن على الشمس ولا لأ؟

أنا وهي أحرار مع بعض.


ومشيت من قدامه وهي بتحاول تسيطر على ابتسامتها.


خالد وقف مكانه ثواني، وبص للشمس،

ضحك لنفسه بخفة.


دخل وراها الأوضة، وقال بنبرة هادية:

ـ  بابا اقترح عليا فكرة، وكنت عايز أخد رأيك فيها.


ردت بجمود وهي بتتصنّع اللامبالاة وبتفتح شنطتها:

ـ اتفضل.


قرب منها شوية وقال:

ـ بيقترح تروحي معاه المصنع تساعديه في الإدارة.. لو حسيتي بملل من قاعدة البيت يعني.


لفّت بسرعة عليه، عينيها نوروا فجأة، وقالت بحماس:

ـ بجد؟!


ولما خدت بالها من رد فعلها، حاولت تلملم نفسها وقالت بجفاف:

ـ قصدي.. اديني فرصة أفكر.


ورجعت تبص على شنطتها، وتهمس لنفسها وهيا بتكتم الضحكة:

ـ غبية يا ياسمين، اهدي!


خالد ضحك من تصرفها وقال بهدوء:

ـ فكّري برحتك.. بس الوظيفة دي ممكن تضيع منك،

وأنا مش هوافق تشتغلي في أي مكان تاني.


بصت له باستغراب وقالت:

ـ يعني لو عايزة أشتغل بشهادتي في مدرسة مش هتوافق؟


بصلها بثبات وقال:

ـ هوافق طبعًا..

بس مش في الظروف اللي احنا فيها دلوقتي.

أفضل شغل ليكي دلوقتي مع بابا.


بصت في عينيه بتحدي وقالت:

ـ تعرف.. انا لو هشتغل في المصنع، هيكون عشان خاطر عمّي سالم، الراجل الطيب اللي قلبه حنين.. مش زي الناس اللي قلبهم قاسي!


رفع حاجبه بابتسامة وقال:

ـ قلبه حنين؟! ماشي...


اتحرك وراح ياخد لبسه، وقال وهو داخل الحمام:

ـ خلاص.. اجهزي بقى عشان تنزلي مع عمك سالم اللي قلبه حنين،

ومتشغليش بالك بالناس اللي قلبهم قاسي.


دخل الحمام وقفل الباب.

ياسمين وقفت وقالت بإصرار وهي بتبص لباب الحمام:

ـ ماشي يا خالد.. عاند معايا قد ما تقدر.


غيرت لبسها بسرعة، وقفت قدام المرايا تلف طرحتها،

وخالد خرج من الحمام وقرب من المرايا، وقف جنبها عشان يظبط شعره قبل ما ينزل.

هي كانت بتبص لانعكاس صورتهم جنب بعض،

وقلبها كان بيدق أسرع من العادي..

وحشها قربه، كلامه، اهتمامه.. وحشتها ضحكته معاها.


قال بهدوء وهو بيعدّل هدومه:

ـ ممكن تبعدي لحظة؟ عايز أشوف لبسي مظبوط ولا لأ.


قالت بعناد طفولي:

ـ لا، مش هبعد.. أنا اللي واقفة هنا الأول.


مقدرش يمسك ضحكته، وهي بصّتله بغيظ،

بعدت عن المراية وخدت شنطتها وراحت تفتح الباب،

بس وقفت فجأة، افتكرت بهيرة،

مش عايزة تنزل لوحدها وتقابلها.


لفّت وسألته:

ـ هتنزل معايا؟


رد وهو بياخد تليفونه ومفاتيحه:

ـ أيوه، يلا.


خرجوا من الأوضة،

وخالد فجأة مدّ إيده ومسك إيد ياسمين وهما نازلين على السلم،

هي اتفاجئت من حركته.. بس مسابتش إيده.

حركة بسيطة.. بس قلبها دق أسرع.


قربوا من السفرة.

سالم الدريني كان قاعد بيفطر، وبهيرة قدامه، ساكتة، وعنيها مش على الأكل خالص.


خالد قال بهدوء وهو بيقرب منهم:

ـ صباح الخير.


وسحب لياسمين كرسي جنبه.

هي بصت بتوتر وقالت بصوت هادي:

ـ صباح الخير.


سالم رد بحماس وفرحة باينه في ملامحه:

ـ صباح النور يا حبايبي.


وبهيرة رفعت عنيها لياسمين، وبصت لها لحظات،

وبعدين ردت ببرود:

ـ صباح الخير.


نظرة ياسمين كانت فيها استغراب حقيقي،

ماكنتش متوقعة إن بهيرة ترد أصلاً.


سالم التفت لياسمين بابتسامة دافية وسأل:

ـ خالد قالك على شغلك معايا في المصنع؟


ردت بخجل باين في نبرتها:

ـ آه، قالي.. شكراً لحضرتك.

أنا كنت فعلاً محتاجة أشتغل تاني.


بهيرة دخلت الكلام فجأة وبصوت فيه نبرة استهزاء مكتومة:

ـ ومحتاجة تشتغلي ليه إن شاء الله؟

هو احنا محتاجين فلوس شغلك؟


خالد وسالم بصوا لها بحدة،

بس ياسمين فضلت هادية،

وردت بصوت رزين:

ـ بس أنا مش محتاجة الشغل عشان الفلوس..

خالد مكفيني وزيادة الحمد لله.

أنا محتاجاه عشان أخرج من اللي كنت فيه..

اللي مرّيت بيه الفترة اللي فاتت دخلني في حالة اكتئاب،

والشغل ممكن يفيدني.. يمكن يساعدني أرجع أحب الحياة تاني.


بهيرة سكتت،

مكنش عندها رد.. ولا حتى نظرة.


سالم ابتسم وقال لها بمرح خفيف:

ـ وأنا أضمن لك إن الشغل معايا في المصنع هيخرجك من أي اكتئاب.


ياسمين ابتسمت، والضحكة رجعت توصل لعنّيها،

وخالد كان بيبصلها بنظرة كلها دفء..

نظرة حب خالص، واضحة وصريحة.


وبهيرة كانت شايفة كل حاجة،

وحاسه ان البنت دي طيبه فعلا ومحتاجة تتعرف عليها آكتر. 

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

بعد مرور أسبوع

في شقة معتصم.

زينة صحت من النوم وهي حاسة بوجع شديد في بطنها،

أول ما حاولت تقوم من السرير، حسّت بدوخة وغثيان،

وجريت على الحمام وهي بتحاول تلحق نفسها.


معتصم صحى على صوتها، وقام بسرعة،

وقف قدام باب الحمام وخبط عليه بقلق:

ـ زينة؟ انتي كويسة؟


ردت من جوه وهي بتعيط وبتتكلم بصعوبة:

ـ لأ يا معتصم.. بطني بتتقطع.. وجع جامد.


خبط تاني بلهفة:

ـ طب افتحي يا زينة.


بعد لحظات فتحت له الباب.

وشها كان شاحب، وعينيها مليانة دموع،

والعرق مغرق جبينها.


قرب منها بسرعة وقال وهو بيبصلها بقلق حقيقي:

ـ وشك أصفر كده ليه؟ فيكي ايه يا زينة؟

حاسّة بإيه؟


مسكت بطنها وقالت بتنهيدة وجع:

ـ بطني بتوجعني قوي.


من غير كلام تاني، شالها على طول ورجعها للسرير:

ـ طب اهدي شوية.. ارتاحي هنا وأنا هجيبلك لبس ونروح المستشفى حالا.


زينة ردت بتعب:

ـ لأ مش لدرجة مستشفى يا معتصم.. الوجع بدأ يهدى شوية.


بصلها بصرامة خفيفة:

ـ بلاش دلع بقى يا زينة، ده مش هزار..

مش هرتاح غير لما أطمن عليكي بنفسي.

...

بعد وقت قصير في المستشفى

زينة كانت نايمة على سرير الكشف،

ومعتصم واقف جنبها، ماسك إيديها،

والدكتورة بتكشف بالسونار.


سألتهم بابتسامة:

ـ عرسان جداد؟


معتصم رد وهو بيبص على زينة بقلق:

ـ أيوه يا دكتورة.


الدكتورة بصّت لزينة وقالت بلطف:

ـ طب إيه الرعب ده كله؟ التعب اللي عندك طبيعي جدًا.


ومسحت بطن زينة بهدوء بعد ما خلصت الكشف.


معتصم سأل بلهفة:

ـ طبيعي إزاي؟ وشها كان أصفر خالص، وتعبانة قوي.


الدكتورة ابتسمت وقالت بهدوء:

ـ طبيعي جدًا… لأن مدام زينة حامل. 


معتصم اتصدم، وبص لها للحظة، مش مستوعب.

وزينة قالت بدهشة:

ـ حامل؟ أنا؟!


الدكتورة أكدت بابتسامة:

ـ أيوه.. انتي حامل، في بداية الشهر التاني.


زينة اتجمدت مكانها، وبصّت على معتصم.

هو كمان سكت ثواني، وبعدين ابتسم.. ابتسامة من القلب،

وبص لها وقال لنفسه من غير صوت:

"أنا هبقى أب؟"


الممرضة ساعدت زينة تقوم،

ومعتصم سندها ومسِك إيديها،

وقعدوا قدام الدكتورة،

اللي بدأت تشرح لهم النصايح اللي لازم يلتزموا بيها أول تلات شهور،

وكتبت لزينة الفيتامينات والأدوية اللي محتاجاها.


معتصم كان حاسس كأنه في حلم،

حاسس إن فيه حاجة جوه قلبه بتتغير..

هو هيبقى أب!

في روح جاية من صلبه، جاية تكملهم هما الاتنين.

...

وهم خارجين من المستشفى

كانوا لسه مصدومين..

بس نظراتهم لبعض كلها فرحة.


ركبوا العربية وزينة بصت له وقالت:

ـ معتصم.. يعني أنا فعلاً حامل؟

الدكتورة قالت كده صح؟

(اتكلمت وهي بتحط إيديها على بطنها )


معتصم ضحك، وحط إيديه فوق إيديها بلطف وقال:

ـ أيوه يا زينة.. في طفل جواكي دلوقتي..

حتة مني ومنك.


عيون زينة دمعت،

مش مصدقة الفرحة،

وقالت بلهفة:

ـ معتصم.. أنا عايزة أكلم ماما..

عايزة أفرّحها بالخبر ده.


هز راسه بابتسامة دافية،

وطلع موبايله واتصل بعمتّه،

اللي ردّت من أول رنّة.

... 

في محافظة سوهاج.

في بيت عيلة معتصم.


زهيرة، والدة زينة، كانت قاعدة لوحدها في صالة البيت،

عنّيها معلقة في السقف وهي شاردة ومشغولة البال ببنتها.

زينة كانت في حلمها طول الليل،

بتضحك مرة، وتعيط مرة،

وصحيت وإحساس غريب مالي قلبها.


فجأة موبايلها رن،

بصّت عليه بسرعة،

ولما شافت اسم "معتصم"،

قلبها اتقبض من الخضة،

وقالت بقلق وهي بترد:

ـ ألو؟!


في نفس اللحظة كانت "زينب"، مرات ممدوح، نازلة من على السلم،

وسمعت صوت زهيرة بيرتفع وهي بتتكلم،

وقفت من غير ما تحس وركنت على جنب،

بتسمع من ورا حيطة كأنها بتموت في الفضول.


زهيرة فجأة صوتها اتغير،

اتحول من قلق لفرحة طاغية وهي بتقول:

ـ حاااامل؟!!!

يا حبيبتي يا زينة.. ألف مبروك. 

ألف مبروك يا معتصم!

يا رب يقومك بالسلامة يازينة يا بنت بطني،

ويفرح قلبك زي ما فرحتي قلبي.

خلي بالك منها يا معتصم. 


في اللحظة دي كانت زينب واقفة بتتشنج،

عينيها وسعت من الصدمة،

وشهها اتقلب،

وهمست بغل وغيظ:

ـ زينة حااامل؟!!!... بقلمي ملك إبراهيم. 

... يتبع 

زينب بعد ما عرفت بخبر حمل زينة.. قلبها ولع نار!

هل هتسكت؟ ولا الغيرة هتخليها تعمل كارثة؟🔥😱

ويحيى فقد السيطرة على عقله.. وبيفكر ياخد خطوة ممكن تضيّع كل حاجة!

هل فعلاً ناوي يخلص من خالد؟!😱

وياسمين هترجع أقوى من الأول.. وشغلها في المصنع هيكون سلاحها الجاي ♥️

وخالد لسه بيكابر قدام قلبه، بس ياسمين مش ناوية تسيبه يبعد.. وهتعرف تكسر الحاجز اللي بين قلوبهم 🥰

أما مهاب وجارته الغريبة اللي بتربي ابن أختها.. ف دول داخلين على حكايات ومفاجآت مش متوقعة 😂

تابعوا وشوفوا إيه اللي جاي! الحلقات الجاية اقوي بكتير♥️♥️ بتمنى تفرحوني النهاردة وتوصلوا البارت لأعلى تفاعل🎉💪♥️

رواية منعطف خطر الفصل السابع والأربعون 47 من هنا

الرواية كاملة من هنا (رواية منعطف خطر)

روايات الخلاصة ✨🪶♥️
روايات الخلاصة ✨🪶♥️
تعليقات