رواية أميره والشيخ علاوي الفصل الثاني 2 بقلم شهيره عبد الحميد
رواية أميره والشيخ علاوي بقلم شهيره عبد الحميد
وشوفت أخر حاجة ممكن اتخيلها!!
الشيخ عـلاوي متعلق على السقف جنب أميرة؟
المنظر خلى دمي هرب، ومش قادرة أتحرك ولا أجري من تاني وسألته بذهول "أنت بتعمل إيه يا شيخ علاوي فوق؟".
رد عليا بكل هدوء وهو بيحرك رجله في الهوا وقالي "بعمل شاي سكرك إيه ؟".
وصل حمزة جنبي واول ما شاف الشيخ متعلق قال "الحمد لله أنك عايش يا مولانا، هاا عرفت تعالجها؟".
سبقت أنا الشيخ قبل ما يرد وانا بقوله "عنك أنت يا مولانا.. بذمتك ودينك هو لو عالجها كانت شعلقته زي حزمة التوم في المنور كده؟".
بص حمزة لمراته الـ عيونها كانت بيضا تمامًا وشكلها بشع وقالها " ليه بتعملي كده يا بابا، دانا جايبه يعالجك".
حسيت بأختناق من شخصية حمزة وتلزيقه وأسلوبه المستفز، وبدأت ألاحظ أن أميرة بتحرك صوابع ايديها وبتشاور ناحيتنا! كأنها هتهجم علينا.
بصيت للشيخ علاوي وانا بقوله "هو ينفع نجري ونسيبك تاني؟؟".. قام شاورلي وقالنا "محدش فيكوا يتحرك، خلوها تحس أنها مسيطرة عليكوا علشان غضبها هيزيد لو هربتوا وهتمسكني أنا تعجني".
أميرة فردت دراعها فجأة وشاورت عليا، ومعرفش إزاي لقيت رجلي بتتشال من على الأرض وقوة غريبة بتحركني!
حاولت معافرش زي ما الشيخ قالي، ولا حتى صرخت.
ورفعتني في السقف معاهم جنب الشيخ، الـ اول ما طلعت له قالي "ايه رأيك في الڤيو من هنا؟".
كان بيحاول يفك الأجواء علشان مخافش ولا أخد أي ردة فعل، وحمزة ما زال واقف على الباب بيتفرج علينا.
كنت منتظرة يجي الدور على حمزة ويتفش غليلي شوية منه، لكن أميرة مجتش ناحيته!
سألته من فوق "انت مش هتطير معانا ولا إيه ؟"،
ابتسم وقالي "لا حبيبة بابا مستحيل تيجي جنبي، هي بتضايق من الاغراب بس".
بصيت للشيخ وقولت "يا شيخنا هو إحنا هننزل امته؟ انا عندي مشاوير مهمة، اول واحد منهم إني انزل اعجن الإنسان الملزق ده".
حمزة سمعني وقالي "على فكرة أنا عارف انك مش طيقاني من اول ما جيتي، لو ماكنتيش عايزة تساعدي ماكنتيش جيتي أنا مش ضعيف من غيركوا".
نبرة صوته كانت أعلى من المعتاد وباين على وشه الغضب، وبص لمراته وقالها "لو سمحتي يا ميرو سيبيهم يمشوا.. احنا مش عايزين حد خلاص".
في نفس اللحظة الـ قال فيها حمزة جملته، وقعت أنا والشيخ علاوي على وشنا زي الجردل المقلوب وبنصرخ من الم الوقعة.
كأن أميرة سمعت كلامه لما أمرها!؟
لكن محدش فينا خد باله لأن صدمة الوقوع كانت لسه مسيطرة علينا.
بصيت وقتها للشيخ علاوي وقولت له بقلق لما سمعته بيتألم من رجله "انت كويس يا شيخنا؟ حقك عليا والله اول ما نروح هوديك أقرب مستشفى".
حاول يتسند بشويش لحد ما قعد على كرسي جنبه، وبص لحمزة وقاله "قول لاميرة تنزل من على السقف وترجع لوعيها".
مفهمتش إيه سهولة الطلب ده؟
وكنت لسه هسأله، لكن حمزة سبقني وقاله "يعني أنا لو قولتلها هتنزل يا شيخ، دانا خايف ادخل الشقة تشعلقني وانا بخاف من المرتفعات".
شيخ علاوي أكد عليه المرادي بجدية أشد وقاله "بقولك قولها انزلي وارجعي لوعيك يا اميرة".
حمزة من خوفه ردد وراه بصوت جبان وقالها "ميرو لو سمحتي انزلي وارجعي لعقلك... لا لا قصدي لوعيك".
ورغم طريقة حمزة الطرية في الطلب، إلا أن أميرة بدأت تنزل واحدة واحدة من على الحيطة لحد ما قعدت على كنبة الانتريه ورجعت راسها لورا وبدأت تفوق زي الغريق الـ بيخرج في أخر أنفاسه.
أنا وحمزة كنا في حالة ذهول ومش فاهمين هي إزاي مطيعة أوي كده لكلام حمزة؟
الشيخ علاوي طلب مني اقوم اسنده، وبدأ يتحرك في الشقة كأنه بيفحصها للمرة الأولى.. وجه عند اوضة معينة كده فصل واقف شوية حوالي خمس دقايق مبيتحركش كأنه شايف حاجة محدش غيره شايفها، وبعدين خرج بص لأميرة وقالها "حمدالله على سلامتك يابنتي، ربنا يسترها معاكي"، وطلب أنه يروح!!
ولأن الشيخ علاوي صعب أحاول مناقشته في وقت زي ده، طاوعته ونزلت معاه وانا معنديش اي خلفية بالـ حصل أو بيحصل.
حمزة قبل ما ننزل حاول يتكلم معاه كتير ويسأله "طب حضرتك اكتشفت ايه طمني"، لكن الشيخ قرر يحتفظ بالـ شافه لنفسه ورفض الكلام.
واحنا في الطريق بعد ما طلبنا عربية ومروحين، لاحظت الحزن المرسوم على وش الشيخ بشكل واضح جدًا، وسألته بصوت هادي "ليه معالجتهاش يا شيخنا؟".
بص لي وقالي "مش هقدر.. دي بالذات مش هقدر، لأن علاجها هيكون سبب هلاكها"!
كلامه غامض!
ونظراته بتقول أن أميرة وراها موضوع كبير مش سهل.
رجعت البيت ارتاح، وعقلي مش موقف تفكير في أميرة وجوزها الطري..
ليه البنت دي حالتها مستعصية كده؟
ويا ترى الشيخ شاف إيه!
العشاء أذنت وصليت، وقولت أرتاح وانام اخيرًا بعد مرمطة يوم ما يعلم بيه إلا ربنا.
ولسه داخلة اوضتي،
تليفوني رن
صوت حمزة بيصرخ حرفيًا وبيقولي ألحقيني!!
المرادي ملجأتش للشيخ علاوي، لأني عارفة أنه هيرفض التدخل مرة تانية، وجريت لبست ونزلت علشان ألحق حمزة واعرف الـ بيحصل.
وصلت بيته في اقل من نص ساعة،
خبط على الباب بقوة،
فتح لي ووشه كله دم وهو بيشدني ادخل بسرعة وقفل ورايا.
وجري دخل الاوضة الـ الشيخ علاوي وقف قصادها الصبح!
دخلت وراه وانا قلبي مخلوع من منظره،
مش فاهمة أميرة هجمت عليه ولا إيه الـ بيحصل.
ودخلت الاوضة لقيت أميرة ماسكة سكينة وبتخلع في ضوافر أيدها بدون حتى ملامح ألم على وشها،
وحمزة بيحاول يمنعها من أذية نفسها وبيعافر معاها والدم كله بيجي عليه.
المنظر كان بشع،
ماكنتش عارفة اتصرف زيه،
وجريت عليها حاولت اكتفها معاه ونربط ايديها لورا،
لكنها كانت قوية بشكل مريب!
كأنها متحاوطة بقوة خفية،
مخلياها تأذي نفسها بغير إرادتها.
حمزة بقا يبصلي ويقولي "اعمل إيه ؟ هتموت مني أعمل إيه اتصلي بالشيخ ربنا يباركلك اتصلي قوليله أميرة بتموت".
حطيت ايدي على راسي،
مش عارفة أقوله ازاي أن الشيخ علاوي مستحيل يجي تاني ويتدخل.
وافتكرت الموقف بتاع الصبح، وقولتله "قول لأميرة وقفي اللي بتعمليه ده يا أميرة".
و زي ما يكون حمزة ما صدق يفتكر سلطته عليها الـ حصلت بردو، وقالها بصوت عالي وقوي اول مرة أسمعه منه "أميرة وقفي اللي بتعمليه ده بقولك، ده أمر ليكي وإلا هتتعاقبي".
معرفش ليه جود من نفسه،
ولقيت أميرة بتبص لنا وتعوج راسها على جنب زي الحمام الزاجل وبتقرب لنا بتوعد وشر باين على وشها.
بصيت له وانا بلطم وبقوله "زعقتلها ليه، زعقتلها لييييه".
عمل فيها أبو الشهامة وكمل في العبث بتاعه وقالها "ارجعي يا اميرة وإلا صدقيني هتتعاقبني عقاب وحش خالص".
أميرة صرخت فينا صرخة طبلة ودني كانت بتنهار فيها،
ولأن الجري نص الجدعنة خدت طرف فستاني في أيدي وطلعت اطير من الاوضة قبل ما تشعقلنا تاني.
بس وانا خارجة وبفتح باب الصالة،
لاحظت تليفون بيرن وعامل دوشة برا ومحطوط على الجزامة...
خدته في أيدي وانا خارجة يمكن تليفون حمزة وهيحتاجه تحت علشان يتصل تاني بحبيبة بابا الخفاشة.
حمزة طبعًا مطولش في دور الشهامة كتير، وكان خارج بيتكعبل وبيجري ورايا هو كمان.
ونزلنا في عز الليل قعدنا في الشارع على الرصيف حاطين ايدينا على خدنا ومحدش فينا قادر يتصرف.
حمزة المرادي حالته كانت صعبة، ولأول مرة أشوف راجل بيبكي بحزن وقلة حيلة كده وبدأ يكلم نفسه وهو باصص على السما وقال "يارب انا تعبت.. يارب نورني، أنا ماكنتش عايز غير اني اعيش في سلام مش اكتر، يارب أنت عالم بيا وبقلة حيلتي.. فينك يا أمي تشوفي الـ بيجرالي من بعدك".
تعاطفت معاه،
وحاولت اكون لطيفة واخفف عنه شوية من الحمل الـ عليه وقولتله "هي مامتك كانت بتحب أميرة يا حمزة؟ معرفش ليه عندي إحساس أن اللي بيحصل ده كله بسبب عمل من أمك ".
اتصدم جدا من كلامي وقالي "لا لا لو سمحتي.. ماما عمرها ما كان ليها في السكة دي ابدًا، ثم ماما اللي مخترالي أميرة أصلا كزوجة أنا ماكنتش أعرفها.. كل حاجة ماما كانت بتختارها وبتعرف الانسب ليا، وانا كنت سايب لها إختيار كل حاجةهفي حياتي حتى شريكتي وحبيبتي هي الـ اختارتها".
بدأت احتار اكتر،
طب لو مش عمل من الحماة،
ممكن يكون إيه ؟؟
لقيت نفسي بسأله "هي مامتك توفت ليه؟.. اقصد يعني إزاي ؟ هل كانت مريضة وكده ولا حادثة!".
حمزة هز أكتافه بعدم معرفة وقالي "مش عارف.. هي ماتت حزينة، بس معرفش ليه؟ يمكن علشان اتجوزت وبعدت عنها الله أعلم.. هي دخلت في موجة اكتئاب شديدة وماتت على طول بعدها، الله يرحمها كانت أعظم أم.. استني هوريهالك".
واضح أن حمزة بيحب سيرة والدته جداً،
وأنه كان متعلق بيها لدرجة كبيرة.
طلع تليفونه من جيبه وبدأ يفرجني على صورها،
فعلًا جميلة ووشها بشوش.
وصورها يوم فرح أميرة كانت مبسوطة وباين عليها السعادة.
خلال ما أنا بتفرج على الصور،
سمعت تليفون بيرن في شنطتي!
بفتح الشنطة لقيت التليفون الـ خدته معايا وانا نازلة على اساس انها تليفون حمزة من فوق الجزامة بيرن!؟
طلعته من الشنطة، لقيت مكتوب على الشاشة "الحب"!؟
سألت حمزة "هو ده تليفون مين؟ أنا خدته في أيدي بالصدفة وانا بجري من فوق".
مسكه وقالي بلهفة "ده تليفون أميرة، اخص عليكي زمانها بتدور عليه".
دماغي كانت عاملة ايرور، وشاورتله قولتله "طب ما ترد، في حد بيتصل".
بص لي بدهشة كأني قولت مصيبة، وقالي "أرد على تليفون مراتي؟ ده اسمه تجسس.. دي خصوصيتها وعيب طبعًا أنا متربتش على كده".
بصيت له ببلاهة وقولتله "تجسس إيه يا عم حمزة، ده رقم متسجل الحب.. ما ترد تشوف مين يمكن نفهم حاجة من الدوامة الـ بقينا فيها دي وملهاش راس من رجل".
رفض يرد وقالي "لا بردو عيب، ردي انتي.. انتي بنت زيها، أنا ماما مربتنيش على التصرفات دي معلش".
كان هاين عليا اسيبه يولع بحياته الغريبة دي، لكن موضوع اسم "الحب" ده عصبني وخلى عندي فضول أرد جدًا.
فتحت المكالمة وشغلت المايك قصاده علشان يسمع "الو؟"
_ايه يا ميرو، كل ده يا واطية بحاول اوصلك ومش عارف، جوزك النطع مبوخ عليكي ولا إيه ؟؟
حمزة بكل غباء،
سحب مني التليفون وقعد يزعق ويقوله "انت مين يا حيوان.. أنا مش هسكتلك.. عرفت رقمك وهجيبك"...!؟
وبعد ما المكالمة فصلت في وشنا، قعد يزعق ويقول "هو ده وقت ارقام غريبة ومعاكسات وقرف! بقينا في زمن عجيب، يارب ارحمنا منه يارب"...
رفعت التليفون في وشه وبأعلى صوتي قولتله "ارقام غريبةةةة ايييييييييييييي ده متسجل الحب على تليفون مراتك، انت واعي ولا مش معانا في الدنيا".
بدأ يستوعب ويترجم شوية الـ حصل،
وفهم أن للأسف أميرة خفاشة بابا بتخونه!
والحقيقة راجل بكمية الغباء والهطل ده كله طبيعي يتخان بكل سهولة.
حمزة لما استوعب ملامحه اترسم عليها غضب يكفي الكون كله، وبعد عني في صمت ومشي ناحية بيته لأميرة!!
كنت ناوية اطلع وراه وألحقه،
لكن حسيت أن الموقف ده مينفعش حد غيره يحضره.
ورجعت المنطقة راسي هتنفجر وفي قمة حزني من اكتشاف حاجة مؤلمة وجارحة زي دي.
مقدرتش اطلع البيت وأنا الكتمان قاتلني كده،
ودخلت الجامع الـ بيقعد فيه الشيخ علاوي،
كنت عارفة أنه هيفضل موجود هناك، طالما شاف حاجة زعلته.
استأذنت ودخلت قعدت قصاده على مسافة،
وقولتله بحزن "طلعت بتخونه يا شيخ علاوي".
الشيخ فضل ساكت،
متكلمش
كأنه كان عارف..!
سألته مرة تانية وانا عارفة أنه مش هيرد "شوفت ايه عند الاوضة يا شيخنا؟!".
متوقعتش أنه يرد عليا وقالي "أمه.. كل الـ بيحصل ده من غضب وعدم ارتياح روح أمه في المكان.. كانت بتشاورلي وبتقولي انجد ابني منها، بتخونه وهيضيع بسببها.. أمه روحها متعلقة ومش قادرة تسيبه لوحده، يمكن حاسة أنه ضعيف وميقدرش يتصرف لوحده.. أو...".
كملت أنا باقي كلام الشيخ علاوي وقولتله "أو حاسة بالذنب لأنها هي اللي اختارت له أميرة.. ام حمزة لغت شخصيته من وهو صغير، ولأنه ابنها الوحيد اتحكمت فيه بزيادة، لدرجة خلته محتاس من غيرها، ومعتمد على قراراتها هي، حتى مراته وشريكة حياته مخترهاش.. علشان كده أم حمزة لما حست انها ضيعت ابنها مع واحدة متستاهلش حبه وطيبته، دخلت في موجة اكتئاب وماتت وروحها متعلقة حزن على ابنها.. وهي بردو اللي بتخلي أميرة تأذي نفسها في ضوافر أيدها اللي كانت بتخون بيها حمزة على التليفون وبتكلم راجل تاني غيره".
الشيخ علاوي حط راسه في الارض،
وقالي "ربك ستار على عباده.. ربنا يتولاهم"...
من بداية لقائي بحمزة وانا ضد شخصيته، واسلوبه في الكلام والنقاش.
واضح جدًا عليه شخصيته المهزوز والضعيفة، والتربية الزايدة عن اللزوم.
كنت فاكرة أن عينة حمزة دول مختارين لنفسهم الكراكتر الحمضان ده ومرتاحين فيه،
لأول مرة احس أن الشخصيات دي ضحية لأمهات قرروا يلغوا شخصيات عيالهم.
والنتيجة أنه من غيرها ضايع دلوقتي.
لو كل أم أدت عيالها مساحة للأختيار والتصرف، هتعيش مرتاحة حتى لو اتخذلوا، فـ التجارب دي كانت من اختيارهم هما بإرادتهم مش مجبورين🖤.
الحقيقة أنا مش عارفة حمزة عمل ايه لما طلع بيته،
ولا إيه الـ حصل!!
لحد ما صحيت تاني يوم لقيت رسالة منه بيقولي فيها "خلاص عملت الـ كان لازم اعمله من زمان"!!
بقلم/شهيرة عبد الحميد.
ممنوع سرقة النص أو نسخه، مسموح فقط بمشاركة المنشور 🖤.
متنسوش متابعة لصفحتي، وقراءة بقية الأعمال 🖤.
#انسة_شين.
#شهيرة_عبدالحميد.
يتبع