رواية ساعة الإنتقام الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم دينا أسامه
رواية ساعة الإنتقام بقلم دينا أسامه
بينما بذلك القصر الذي يمكث بِه اللواء سليم، كان يجلس متوترًا وجانبه اللواء جمال وأمامهم على الجانب الآخر "فريد، ماهر و رجائي"
_ جمال بيه كان معانا أول بأول، كان الجندي المجهول في الحرب دي.
قالها "فريد" بتوضيح ليرد "ماهر" في هذه الاثناء بصدمه من ما سمعه يردف بلهجه بدت عليها التوتر :
" أنا شكيت فيه يوم ما حول القضيه لزياد بشكل مفاجئ وده مكنش مرسوم ليه في الخطه "
_ دي كانت خطه بديله.
قالها "اللواء سليم" ليرد "ماهر" بعدم فهم وإكتراث :
"بمعنى؟!"
_ بمعنى أن مكنش ينفع أنت بالذات ي ماهر تعرف عنها حاجه وكنا قاصدين نخليكم تشكوا فيه، كان لازم زياد وأعوانه يحسوا بالأمان من ناحيته، وكنت عارف إنك ذكي ي ماهر ومش هتبوظ علينا حاجه وهتكمل معانا رغم شكوكك.
_ أيوه بس ي سليم بيه كان ممكن بسبب الموضوع ده الخطه تروح علينا لقدر الله.
قالها "رجائي" بتعجب ليردف "سليم" يهز رأسه بالنفي مُصححًا :
" دي كانت الخطه البديله اللي اتفقنا نحطها لو حسينا بحاجه وفعلاً اللوا جمال حس أن فيه حاجه بتحصل وكبيره أوي، اضطر يقرب منهم ويحسسهم بالأمان في كل خطوه حتى لو كانت على حساب الداخليه لحد ما وصلنا لبر الأمان اللهم لك الحمد"
اعتدل" ماهر" في جلسته بإحراج من تفكيره يردف بإعتذار :
" حقيقي مُتأسف ي جمال بيه إني شكيت فيك وفي ولائك "
تبعه "رجائي" مُتأسفًا، ليومأ هو برأسه بإبتسامه بشوشه يردف :
" متتأسفوش، عمومًا ده كان لازم يحصل علشان ننجح كلنا، انا عاوز اشكركم على تعبكم معانا الفتره دي، اشتغلتوا أحسن شغل ي رجاله الداخليه كلها فخوره بيكم"
_ ده كان واجبنا ي جمال بيه والحمد لله أنه قدّر ولطف.
_ الحمد لله ي ماهر والنهارده هيتكلل نجاحنا بشكل فعلي.
قالها "جمال" ثم نهض واضعًا يديه في سرواله ثم أكمل :
" زياد واخد اخته وسايبين البلد كمان ساعات ودي مهمتكم ي رجاله، عاوزينه حي وهنتعامل معاه بطريقتنا"
_ زي ما جمال بيه قالكم، وخلوا بالكم زياد ذكي وأكيد عارف إننا مش هنسيبه يخرج بالسهوله دي.
_ متقلقوش، زياد انا قاري كل أفكاره السخيفه اللي زيه ومش هسيبه.
قالها "ماهر" بثقه ليتبعه "رجائي" عندما قال بخوف :
" طيب كده الحجه وكلهم مُعرضين للخطر في مكانهم ده!"
_ عيب عليك ي رجائي ودي هتفوتنا، العماره كلها مرشقه كاميرات مراقبه والمنطقه كلها مخبرين تبعنا يعني في أمان.
قالها "فريد" مُربتًا أعلى يديه، إبتسم هو وقتها براحه ثم اردف بتعّهد :
" زياد النهارده هيكون في أقذر زنزانه فيكي ي مصر اطمنوا "
ابتسموا جميعًا بعد إنتهاء جملته لينهض ثلاثتهم بإستعداد، مردفًا "سليم" :
" إحنا واثقين فيكم ي رجاله، لا إله إلا الله "
_ محمد رسول الله، بإذن الله خير.
قالها "ماهر" بينما كان يحمل مسدسه واضعًا إياه في سرواله.
خرجت " آيه" في هذا الوقت بتوتر تقول مُصوبه بصرها تجاه "فريد" :
" أنت رايح فين!"
إبتسم "فريد" مُقتربًا منها وهو يقول بهدوء كي يطمأن قلبها :
" أن شاء الله خير وهنرجع كلنا سالمين ونرتاح"
_ ايوه بس أنت كده حياتك في خطر! أقصد يعني كلكم بتعرضوا نفسكم للخطر ما تسيبوه يسافر هو أكيد خايف وهيسيبكم في حالكم بعد كده.
_ آيه ي حبيبتي أهدى الموضوع أبسط من كده، إحنا تقريباً عرفنا مكان أعوان زياد وقواتنا محاصراهم مبقاش غير زياد اللي بيحاول يهرب وده مش هنسمح بيه لازم نخليه فُرجه للناس الخسيس الخاين.
قالها "سليم" ثم نهض يربت أعلى يديها بينما هي ما زالت تشعر بالقلق، هزت رأسها على مضضٍ بقله حيله تنظر في عينيه وهي تقول :
" خلي بالك من نفسك، لا إله إلا الله "
_ محمد رسول الله، ادعيلي أنتي بس نخلص علشان نتجوز بقي لأحسن الموضوع طوّل والواحد مبقاش مستحمل.
تهلهلت أسارير وجهها بسعاده من جملته ثم أبعدت عينيها بخجل عنه تقول :
" هدعيلكم "
_ ي ابويا على النحنحه بتاعتك.
قالها "رجائي" بصوت أشبه للهمس بينما لكمه "فريد" في معدته يقول :
"هدي الفولت ي جدع أنت"
قهقه "رجائي" متأوهًا ثم خرجوا سريعًا، ليردف فريد بضيقٍ :
" يعني أنت عاوز تفهمني إنت وهو محبتوش قبل كده؟! "
دبت مشاعر غريبه في جسده يتذكرها فور إنتهاء جملته، يتذكر اللقاء الأول إلى واقعه الحالي الذي ظنه ليس إلا وهم فلطالما لم يشعر تجاه أي فتاه بتلك الاحاسيس والمشاعر لكنها الوحيده التي تسللت كعدو خفي داخله.
راقب" فريد" وجهه وملامحه الشارده الهائمه ليقول بإبتسامه خبيثه :
" الله الله شكل في حد وقع ماهر الطوخي ولا سمي عليه "
_ بتقول إيه! ركزوا الله يهديكم في اللي رايحين ليه الأول.
قالها "ماهر" مُتنحنحًا بتوتر ثم تقدمهم إلى السياره بينما "فريد" ضحك في اثره وقد تأكد من ظنونه هذه اللحظه لكن السؤال من هي تلك الفتاه التي سلبت عقل"ماهر الطوخي" بهذه السهوله؟!
***********************
كانت تجلس مُنكسه الرأس تضم ساقيها بقوه وخوفٍ إلى أن صُدر صوت شعرت بأنها تعلم صاحبته عندما قالت :
" عزيزتي عاطِفه لا تحزني، تستطيعي خوض هذه المعركه بمفردك، لا تستسلمي"
رفعت بصرها صوب هذا الصوت بصدمه وهي تراقب المكان الذي لم يوجد بِه أحد سواها، شعرت بالتوتر أكثر، تمسك رأسها وهي على وشك البكاء لكنها نظرت مره ثانيه عندما قالت :
" لا تخافين عزيزتي، أنا معكِ في كل مكان وأشعر بكِ، تماسكي قليلاً وستنجحي "
_ مين اللي بيكلمني!! أنتي ميين وإزاي مش شايفاكي.
_ أنا امكِ عزيزتي عاطِفه، جئت كي أساعدك.
شعرت بالتشويش وهي تتذكر ذاك الحلم التي حلمت بِه عندما رأت امرأه غريبه تدعوها بأمها لذا اردفت وهي تنهض ناحيه ذاك الصوت :
" انا شفتك قبل كده في حلمي! "
_ أعلم صغيرتي، أنا من جئت إليكِ.
_ ولما أنتي تقدري تساعديني ليه مخلياني قاعده هنا في المكان الغريب ده! مستنيه شادي يقتلني!
_ أهدأي حبيبتي، ريحان لن يستطيع قتلك حتى إذا اُرغم على ذلك.
تذكرت "يارا" وقتها كيف انقذها من تلك الشريره شيراز بل سمح لها بأخذ اسورتها وذهب بها كي لا تراها وتأخذها لكن قلبها يشعر بالخوف منها فهي تستطع السيطره عليه لذا قالت :
" شيراز بتعرف تسيطر عليه وممكن في أي لحظه تخليه يقتلني! إيه الحل من فضلك انا عاوزه أطلع من هنا وأروح للعالم بتاعي وأعيش حياتي "
_ نعم أعلم إنها ساحره قويه لكنها لم تستطع أن تقف أمام سطوه الحب.
_ يعني أعمل إيه؟! إيه المطلوب مني علشان أخرج من هنا، أنا مستعده أعمل أي حاجه.
_ هل تستطيعي التقرب منه؟!
_ من مين!
قالتها " يارا" بتوتر لترد عليها :
" ريحان، وتجلبي ذاك الساحر الصغير فقط إن فعلتي ذلك ستخرجي رِفقته من هذا العالم للأبد"
دق قلبها بعنفٍ وهي تمسح وجهها بقوه من ذاك الحل التي لم تستطع فِعله لذا قالت :
" مفيش حل غير ده! "
_ هذا الحل الوحيد في حالتِكم تلك، أنا اُخبرك فقط بِما سيحدث حتى إن لم تُريدي ذلك، المشاهد ستُعاد عزيزتي، فقط تذكري أن ريحان يعشقككِ إبنتي وسيُخرجكِ من هذا المكان وستجلبي هذا الطفل حتمًا كما فعلتي سابقًا لكن الفرق ستظلي هُنا كي يصل سالمًا ونأخذه وتسطيعي وقتها الرحيل.
كادت أن تردف بصوتٍ مرتفع وقد تحولت ملامح وجهها للذعر من ما قالته لكن منعها ذلك عندما وجدت "شادي" يأتى إليها مهرولاً ينظر إليها نظرات لم تفهمها حتى كادت أن تركض من أمامه لكن جذبها إليه يهتف بصوتٍ فاتر اثار تعجبها :
" أهدأي سأُخرجكِ من هُنا لا تقلقين"
تاهت بملامحه ونظراته حتى أنها كادت على وشك الانصياع دون وعي منها لكنها تفادت ذلك سريعًا مُحاوله الإبتعاد وهي تقول :
" أنت عاوز إيه؟! أنت كداب وبتضحك عليا وعاوز تأذيني بأمر منهم واكيد دي خطه منك بس على مين انا مش هسمحلك تمسني أنت فاهم! "
_ لا تقولي هذا عزيزتي، لقد أشعر بالضعف بسببكِ وها أنتِ الآن تتهميني بهذه الأشياء؟! حقًا أهذا عدل؟!
قال جملته مُحسسًا على وجهها بِرقه وحنان لا يعلم مصدرهما فقط يشعر هذا الشعور تجاهها ولا يستطيع إيذائها.
_ يعني مش هتأذيني وهتخرجني من هنا وهترجعلي شادي ؟!
إبتسم هو مُداعبًا شعرها بهيامٍ ثم اقترب وطبع قُبله عميقه أعلى ثغرها وهو يقول :
" لن أستطيع حتي إن كلفني ذلك حياتي، ومن هذا شادي التي تهذين بإسمه مرارًا؟! "
توهج خديها اثر فِعلته تنظر إليه بصدمه وهي تقول دون وعي :
" أنت بوستني! "
ضحك هو يقول مُتابعًا حالتها :
" ماذا! تقصدين أني طبعت قُبله أعلى خديكِ؟"
_ هي فرقت يعني ما الاتنين واحد! المهم إنك اتزفتت، بص متكررهاش تاني.
_ اعتذر عزيزتي.
قالها مُداعبًا أنفها حتى أنها تذكرت هذا المشهد الذي جمعهم من قبل، توترت عندما استعادت وعيها وهي تتذكر جملتها " المشاهد ستُعاد" فهي الآن تشعر بالضياع والخوف من هذا الاقتراب.
_ سأُخرجك الآن.
_ دلوقتي!
قالتها بتعجب وفرحه في آنٍ واحد لكن لم تدوم فرحتها كثيرًا عندما شعرت بإقتراب ما تآباه.
_ نعم هذا الوقت المناسب، فقط اغمضي عيناكي.
قال جملته وقد شعر بخوفها البادي لذا أضاف :
" لا تخافين فقط اغمضي عيناكي وسأخذك من هُنا بسحري"
امآت له بعدما تنهدت بإرتياح، حتى اغضمت جفونها بهدوء لتجد يديه تلف حول خصرها بتملك، اسبلت عيناها عِده مرات بتوتر من اقترابه حتى هو شعر بإرتجافه جسدها بين يديه، ولا يعلم لِما إبتسم من هذا الشعور، اغمض عيناه هو الآخر ثم لف بها عِده مرات إلى أن اختفوا من هذا المكان.
**********************
بينما كان زياد يقود سيارته وجانبه " تُقي" التي كانت تعنفه بأبشع الألفاظ لكنه لم يُبالي.
_ أنا مش عاوزه اسافر أنت مبتفهمش! سافر أنت واهرب انا واثقه إنك عامل مُصيبه ي ظابط ي محترم.
_ بطلي رغيي ي تُقي، صددعت منك.
_ مش هبطل إلا لما تنزلني، وبعدين أنت بتاخذ قرار نيابهً عني ليه أفهم بس؟! هو انا مش موجوده وليا قراري اللي أنت ولا غيرك يقدروا يغيروه؟! ليه بتتحكم في كل حاجه بعملها زي ما كنت بتعمل مع عاليا؟! تقدر تقولي إيه آخره اللي عملته معاها؟ ماتت وكمان ماتت كافره، يعني أنت السبب في موتها وهتكون السبب في موتى ي زياد علشان ترتاح.
انهت جملتها مُنفجره بالبكاء، ليردف هو وقتها بألم وضيقٍ من ما قالته :
" أنا عمري ما اجبرتكم على حاجه ولا اخدت قرار يخصكم بالعكس انا دلعتكم أوي ويمكن دلعي اللي عمل كده في أختك الله يرحمها، مش عاوز اخسرك أنتي كمان علشان كده لازم تسمعيني ي تُقي وصدقيني كل اللي عملته علشانكم، انا وعدت عاليا إني هنتقملها يمكن لسه موفتش بوعدي كله لكن حاولت ومش هستسلم وانتى دلوقتي بقيتي مصدر ضعفي، لازم ابعدك عنهم انا مش هقدر اخسرك أنتي كمان "
_ أنت قتلت؟
قالتها بصدمه وخوف وهي تهز يده حتى إنها لم تتخيل أن يُجيبها بهذه السرعه بقلبٍ من حجر :
" أيوه قتلت ي تُقي، قتلت اللي رفض أختك وخلاها تفكر تروح تعتذر لفريد اللي هو كمان رفضها واتصرف نفس تصرفه "
لم تستطع السيطره على ذاتها بعد ما سمعته منه بكل تبجح وجرأه لذا حاولت إيقاف سيارته بالقوه وهي تصرخ بإنهيار، يحاول هو منعها لكن ما صدمه أن سيارته توقفت فجأه رغم أنه يقودها، نظر جانبه بصدمه وقد أدرك وقتها أن هذا لم يكن سوي ملعوبِهم.
بينما هي سنحت لها هذه الفرصه كي تخرج وتهرب منه ومن جبروته، خرج هو بصدمه وركض صوبها يمنعها بقوه وهو يقول :
" متبعديش ي مجنونه، ده فخ معمولي"
بينما كان هناك أحد في إحدى السيارات وبأذنيه سماعات بلوتوثيه يقول بتحذير :
" متأذوش أخته بأي طريقه هي ملهاش زنب احنا عاوزينه هو "
رد "ماهر" وقتها :
" متقلقش ي فريد "
خرج ماهر ومعه رجائي بأسلحتهم يُتابعهم " فريد" من زجاج سيارته على الناحيه الأخرى
_ سيبني ي زياد انا مش عاوزه اشوفك تاني انا بكرههك، ربنا ينتقم منك.
قالتها " تُقي " بغضبٍ وقسوه حتى لكمت صدره ثم ركضت لكن ما منعها تلك الأصوات الناريه التي أُطلقت في عنان السماء وصوت رجولي يقول :
" إيه ي زياد بتجبر أختك تهرب معاك؟! "
تيبست قدمين "زياد" بعدما علم هويه صاحب ذاك الصوت ليُخرج مسدسه مُقربًا أخته إليه بخوفٍ ثم وجه المسدس في كل إنش يقول شزرًا :
" أبعد عني ي ماهر لأحسن أنت عارفني كويس وعارف إني خلاص مش باقي على نفسي حتى أبعد علشان مبعتكش للي خلقكك "
وصل إليه صوت ضحكاته المُرتفعه الساخره وهو يقول :
" نفسي أفهم ثقتك دي جايبها منين؟! "
قال " ماهر" جملته ثم ظهر أمامه مُباشره مُوجهًا مسدسه صوبه، ضحك زياد وقتها بعدما رآه حتى هُيئ له أشياء كثيره لذا قام بتعمير مسدسه بإبتسامه ساخره يهتف :
" اتشاهد على روحك علشان على الأقل تكون ميت شهيد ي ماهر ي طوخي "
وجده قد بدأ بالضحك الهيستيري على حالته وهو يقول :
" وتفتكر ماهر هيموت بالسهوله دي؟! لأ وعلي ايدين مين! ايديك أنت ي زباله! "
_ قوله ي ماهر لأحسن ده شكله نسي نفسه ونسي العلقه اللي عطتهاله آخر مره.
جاء هذا الصوت من الخلف لينظر" زياد " بصدمه خلفه وقد بدأ عقله بالتشويش والارتباك ليُضيف رجائي بسخريه :
" كنت حابب تعرف أنا مين صح؟! وصلت لحاجه ي حبيب قلبي ولا لسه؟ "
_ أنتو الاتنين والله لاندمكم على اليوم اللي جيتو الدنيا فيه.
_ إحنا التلاته تقصد!
قالها " فريد" هو الآخر يظهر أمامه بضيقٍ وغل اتضح من عينيه، نظرت إليه " تُقي" بصدمه وهي تقول :
" فريد! "
_ أيوه فريد ي تُقي، كان نفسي أشوفك في ظروف أحسن من كده بس هنعمل إيه في اخوكي الخاين عديم الدين والوطنيه.
_ انا عاوزه أفهم إيه اللي بيحصل، هو في إيه!
فريد أنت اللي هتقولي الحقيقه، قولي وريحني فيه إيه.
_ اخرسي أنتي لسه بتتكلمي معاه وهو قاتل أختك!
قالها " زياد" بجنون لتدفعه هي بغضبٍ تقول :
" أنت مجنون وعاوزه مصحه، عاليا انتحرت افهم بقييي"
انهت جملتها ثم تذكرت شيئاً لتقول بإستفسار وإبهام :
" بس انا شفتها في الفندق! هي إزاي عايشه "
_ دي مش عاليا ي تُقي، دي آيه سليم اللي بسبب مُخطط اخوكي الرخيص خلي ناس تغير وشها ليها، اخوكي قاتل وعميل للأرهابيين، حاول قتل اللوا سليم دويدار بمساعده الجبان رفعت اللي كان هدفهم واحد هو نهب البلد لولا ستر ربنا لأ ومكتفاش بكده
قتل رجل الأعمال سمير النوبي اللي أنتي أكيد تسمعي عنه ولسه قضيته متقفلتش لحد دلوقتي كل ده ليه علشان رفض حب وطمع أختك الخاينه.
_ لأ كمان نسيت تقولها إني حاولت اقتلك أنت وآيه مانتو كمان سبب في موتها ومش هيهدالي بال إلا لما اخلص عليكم.
قالها " زياد " بإستشاطه وقد بدت عليه امارات الغضب، تطلعت إليه بإستياء وهي تبتعد بفزع من تحول أخيها إلى شخص بِلا قلب أو رحمه.
_ سلم نفسك ي زياد وكفايه لحد كده لأنك ميت ميت.
_ عندك حق ي ماهر أنا ميت ميت مجتش على دي بقي.
أنهى جملته ولم يفهم "ماهر" مقصده حتى وجه مسدسه وأطلق طلقه ناريه صوبه.
هُنا قد تدخلت " تُقي" تعترض تلك الطلقه تقف أمامه حتى اخترقتها وأصابت قلبها، وقعت بعينين باكيه وهي تلتقط اخر انفاسها تقول :
" مش مسامحاك ي زياد "
سقط " زياد" ارضًا في مشهد مأساوي من كان يراه سيشفق على حالته حتمًا، ظل على هذه الوضعيه إلى أن اغلقت هي عينيها بإستسلام وقد صعدت روحها إلى خالقها ليبدأ هو بالصراخ بأسمها حتى بدأ يتحدث بشكل هيسيتري آثار شفقتهم جميعًا ومن بينهم " فريد " الذي ادمعت عيناه لأجل ما حدث لتلك المسكينه التي ضحت بحياتها من اجلهم.
اتجهه " ماهر" وتبعه رجائي يمسكون زياد وقد بدي عليهم الحزن من ما حدث واخذوه معهم وهو في غايه الاستسلام هذه المره بينما "فريد" لم يستطع كبح دموعه عندما حملها وبدأت ملابسه تتلطخ بدمائها النقي مثلها تمامًا وسط صوته بالكاد الذي خرج لا يحمل الثبات :
" إن لله وإن إليه راجعون"
********************
توهجت عيناه بنيران ساطعه، وبدت أنفاسه ثقيله للغايه، بينما ملامح وجهه كفيله بإثاره القلق في نفس "مها" التي كانت تراقب إنفعالاته عن كثب من خلف غلاف رقيق من الدموع احتل عينيها وذلك بعد أن أخبرته بكل شئ حتى أدق التفاصيل، كانت تتحدث.. تتحدث فقط أما هو لا يصدر عنه كلمه واحده ولا إنفعال خارجي واحد بل كانت تعابيره مكتومه رهن انفجار وشيك، ارتجف قلبها المسكين وهي ترى إنقباض يده وكأنه مصارع يقوم بتحفيز عضلات جسده قبل المعركه، تراجعت بالمقعد الخشبي الصغير للخلف من هيئته وهي تقول :
" انا حكيتلك عن كل حاجه كنت بعملها زمان بس من.. من ساعه ما قابلتك وانا اتغيرت والله"
وجدته ينهض في صمت من مقعده ولم ينظر إليها ولو نظره واحده يرحل من أمامها، نهضت هي الأخرى بحزن تعطيه ظهرها مُتأهبه الرحيل وهي تبكي بصوت مُرتفع وصل إليه، توقف هو يزفر بقوه وكلماتها في أذنيه حتى أنه نظر إليها بضيقٍ ونيران صدره تشتعل إلى أن رمقها بصدمه عندما كانت تسير بِلا وعي وهذه القطعه الصغيره التي كانت ترتديها بجزعها العلوي كادت على وشك أن تسقط، ركض إليها وأنفاسه تتفاوت حتى جذبها إليه وقام بربط ذاك الرباط من الخلف ثم تنهد بقوه قائلاً قبل أن يرحل :
" أبقى اطلعي غيري اللي أنتي لبساه ده "
وفي منزل " ريم" كانت "فردوس" ما زالت مُسطحه فاقده لوعيها منذ ليله أمس وجانبها إبنتها التي قد فاقت مُنذ قليل تُحاول إيفاقتها :
" ماما بالله عليكي قومي، هو إيه حصلها خلاها يغمى عليها كده ي جماعه! "
اقتربت " شهد " من أمها وهي تقول مُستفهمه :
" ماما أنتي تعرفيها أو هي تعرفك؟! "
بينما "خالد" خرج من تلك الغرفه مُتجهًا إلى فادي وهو يقول :
" فادي ي حبيبي بقولك اطلع ذاكر فوق عمل ما الجو يهدي علشان تركز "
_ هو إيه اللي بيحصل ي خالد؟! انا من إمبارح وانا حاسس بدوشه وناس كتير عندنا!
_ مفيش ي حبيبي، أطلع بس خد حاجتك وذاكر.
امآ له فادي ليخرج "خالد" يقف جانب شهد التي كانت تستعلم من أمها :
" ماما أنتي ساكته لييي!! "
وعند ريم بالمطبخ كانت تُحضر بعض الفواكه لهم وهي تقطعهم بتلك السكينه إلى أن أصابت يديها مما جعلتها تصرخ صرخه مكتومه عندما وجدت الدماء تغطي يديها، دق الباب حينها وخرجت دون وعي وهي تفتح، ابتلعت ريقها بتوتر عندما رآته وهي تقول :
" أهلًا ازي حضرتك ي ماهر بيه "
كاد أن يرد بإبتسامه ظهرت عليه عندما وجدها أمامه لكن ما منعه يدها التي كان يُسقط منها الدماء بغزاره، جذب يدها بقوه بعدما دلف وخلفه رجائي الذي اندهش من فِعلته وهو يقول :
" إيه اللي عمل فيكي كده! إزاي ايديكي مليانه دم كده وانتي ولا على بالك! "
تصنمت مكانها وهي تنظر في عينيه التي رأت بها الخوف والاضطراب تجاهها، ابعدت يدها بتوتر وهي تقول :
" ابداً كنت بقطع تفاح والسكينه جات فيها "
انهت جملتها ثم نظرت إلى رجائي وهي تقول :
" حضرتك إبن طنط فردوس صح؟ "
امآ لها ثم اردف سريعًا بلهفه :
" هي فين لو سمحتي"
_ جوه في الاوضه دي.
قالتها وهي تشير بإصبعها ليتجه هو فورًا تجاهها بينما هي نظرت إلى "ماهر" الذي كان مُحملق النظر بها بطريقه اثارت ريبتها وتوترها لذا حاولت الذهاب من أمامه لكن وجدته يجذبها ناحيته بطريقه لأول مره يفعلها ينظر في بحر عينيها الخصراوتين بشرود.
وقبل أن يمد يده لسرواله همست تجذب أنتباهه والتوتر يلتهم ثباتها :
" ممكن حضرتك تبعد شويه "
انهت جملتها في محاوله للابتعاد عن نظراته لكن منعها عندما أخرج منديل قطني ثم قام بلفه أعلى يدها في صمت، تأوهت هي اثر ربطه القوي مما جعله ينظر إليها ثانيهً بوهنٍ واشتعال في صدره يهمس بِلا وعي :
" كفايه "
لم تفهم كِلمته وهي تعقد حاجبيها بتذمر ثم ابتعدت مُتجهه إلى المطبخ ثم دلفت وعندها
صرخت بخوف وهي ترتد إلى الخلف عندما وجدت نيران تنبش بتلك القماشه التي تحمل بها الطعام، ركض هو إليها بفزع إلى أن قام بإخماد تلك النيران على الفور بينما هي أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تضع يدها أعلى قلبها، توتر يُراقب حالتها بخوف وهو يقول :
" أنتي كويسه؟ "
_ طيب اهدي، حاولي تاخدي نفسك بهدوء.
قالها ثم جلب لها كوبًا من المياه لترتشفه بيد مُرتجفه، حاول هو حملها كي تشرب ثم قال :
" انتي بتخافي من النار؟"
امآت له ثم زفرت بقوه بعد أن هدأت قليلاً إلى أن سمعوا صوت صياح آتي من الداخل، ركضوا هما الاثنان إلى الغرفه التي كانت تصرخ بها
" شهد" كالمجنونه وهي ترى أمها تبكي فقط :
" هو انا مجنونه مش بتردي عليااا!! ردييي عليا ي ماما انتي تعرفيهاا! "
حاول خالد تهدأتها محاوطها من الخلف وهو يقول :
" اهدي ي حبيبتي اديها فرصتها وهي هتجاوب بلاش تعملي كده "
نظر "رجائي" إليه بغضبٍ لم يعلم مصدره وعينيه مصوبه أعلى يديه التي تلمسها بينما تنهدت
"سوسن" بإرتجاف وهي تزداد في البكاء ثم اردفت :
" فرودس تبقي أختي "
_أخت مين!!
قالتها "شهد" بصدمه لا تقل عن الجميع عندما اردف "خالد" بالمُقابل بعدم فهم :
" أختك إزاي ي ماما سوسن! مش أنتي وحيده وملكيش أخوات؟! "
بينما "سوسن" كانت لا تتوقف عن البكاء تنظر بأعين الجميع المُصوبه تجاهها على إستحياء وخجل من ما كانت تُخفيه وها قد حان وقت إنكشاف تلك الحقيقه التي كانت تُخفيها منذ زمن والتي كانت سبب في بُعدها عنهم طيله هذه السنوات.
_ ماما ي حبيبتي أهدى علشان تعرفي تفهمينا، طنط فردوس أختك إزاي وانتي وحيده ومقطوعه من شجره!
قالتها "شهد" مُستفهمه تحاوط ذراعين أمها بحنوٍ ونظرات مُطمئنه مما جعلها تشهق أكثر بالبكاء وهي تبعد وجهها عن الجميع هاتفه :
" فيه حقيقه مخبياها عنكم وآن الأوان أنكم تعرفوا أي أن كان هتتصرفوا إزاي بعد اللي هتسمعوه وإزاي هتشوفوني بس لازم تعرفوا "
_ نعرف إيه ي ماما قلقتيني.
قالتها "شهد" بقلقٍ وتوتر وهي تقف مُقابلها بينما "ريم" التي تذكرت فورًا تلك القلاده وصوره عمها فتيقنت أن هذه القلاده هي الحقيقه المخفيه.
ودون مقدمات أو تنهيدات منها أصدرت جمله جعلت الجميع يتصنمون كالتماثيل دون حركه :
" شهد تبقي بنت عطوه الجبالي "
نظرت "ريم" إليها بصدمه وأعين مُحدقه من هول ما سمعت وهي تُتابع شهد التي تصنمت هي والجميع، قطع "خالد" هذا الصمت المُطبق مُقتربًا منها يقول بلهجه لا تمت للثبات بتاتًا :
" بابا!! يعني إيه! يعني شهد أختي؟! ماما سوسن مش وقت هزار الله يسترك "
_ دي الحقيقه ي خالد اللي خبيتها عنكم وحتى عن نفسي ولازم تصدقوا.
قالتها مُتصنعه الجديه وهي تترجل بقدميها وبيدين مُتشابكه اثر توترها بينما "شهد" اقتربت منها بتوجس تقول بأعين مصدومه :
" عاوزانا نصدق إيه؟! أنتي بتهزري صح؟! أنتي أكيد بتقولي أي كلام لأن إيه علاقه طنط فردوس باللي بتقوليه ده! ماما بلاش لعب بأعصابنا قولي كلام معقول الواحد يعقله "
_ بس دي الحقيقه فعلاً.
قالتها "ريم" وهي تقترب من سوسن وسط دهشه الجميع عندما تقدمت وجذبت تلك القلاده كي تُريهم ما رأته وهي تردف :
" السلسله دي اللي هتثبتلكم أن كلامها صح وأن فيه علاقه بينها وبين عمي عطوه الله يرحمه "
اقترب " خالد " يحملها بين يديه بصدمه لا تقل عن شهد التي فور رؤيتها اهتزت أوصالها بعنفٍ رافضه تلك الحقيقه التي زلزلت جسدها.
انتبه "رجائي" وسطه صدمته هو الآخر على همس أمه الضعيف التي قد فاقت للتو تحاول النهوض بملامح مصدومه كما الجميع.
_ بما إنك فوقتي ي فردوس أسمعي أنتي كمان الحقيقه ي أختي ي سندي في الدنيا.
قالتها "سوسن" بسخريه لترد "فردوس" وما زالت لا تستوعب رؤيتها :
" أنتي عايشه! "
_ آه عايشه الحمد لله بفضل ربنا ثم الراجل الطيب اللي بعتهولي ينجدني من اللي كان هيحصلي منكم ي عزوتي.
" فلاش باك "
_ عطوه أنا حامل في شهرين.
_ إيييه!! إيه اللي بتقوليه ده إزاي ده حصل؟!
_ أهو اللي حصل بقي أعمل إيه.
_ أنتي بتحطيني قدام الأمر الواقع ي سوسن؟!
_ لأ مبحطكش ي عطوه لأني مش محتاجه عارف ليه لأننا متجوزين على سُنه الله ورسوله.
_ بس إحنا متفقناش على كده.
_ يعني إيه؟! مش أنت وعدتني إننا هنعلن جوازنا رسمي وادي ي سيدي اللي في بطني جه علشان نستعجل ي عطوه قبل ما بطني تكبر.
_ أنا مش جاهز ي سوسن مش جاهز للخطوه دي، أنتي عارفه إني متجوز وعندي إبن، الموضوع برضو مش سهل.
_ ايوه وهنفضل كده لحد إيمتي؟! هو انا مش من حقي أفرح واعيش في هدوء؟! ليه اضطر أقابلك من ورا عيون الناس وكأني برتكب جريمه!
_ محدش جبرك ي سوسن على العيشه دي.
_ محدش جبرني؟! جاي تقولي دلوقتي محدش جبرني؟!
_ اهدي ي سوسن علشان نفكر هنعمل إيه.
_ هنعمل إيه في إيه؟! أنت بجد طبيعي! بقولك حامل والحمل بيكبر كل مدى ومش هقدر استني اكتر من كده.
_ اجهضيه ي سوسن لحد ما نتصرف.
_ أنت اتجننت! أنت أكيد اتجننت! اجهض ضنايا ليييه! هو انا بعمل حاجه غلط ولا غلطت معاك؟! أنت واعي للي بتقوله؟ أنت اللي بتقول كده ي عطوه؟!
_ عاوزاني أروح اقول للوليه اللي في البيت إني متجوز علشان تروح فيها؟!
_ خايف عليها أوى للدرجادي؟! طب وانا إيه، مفكرتش فيا خالص؟! للدرجادي بايعني!
_ سوسن أمشي دلوقتي مش قادر أتكلم.
_ خليك فاكر أن هي اللي خدتك مني مش أنا، متشفنيش ست خطافه رجاله لإنك عارف إننا كنا لبعض من قبل ما تتجوزها ، يعني أنا أحق منها فيك.
_ أنتي بتقولي إيه! امشي ي سوسن امشي دلوقتي.
_ انا همشي فعلاً ي عطوه، كلها يومين واتصل عليك علشان اشوف ردك ي أما أنا بطريقتي هعلن جوازي منك قصاد الكل.
انهت جملتها بغضبٍ ثم خرجت من تلك الغرفه بإنهيار وهي تتوسط الشارع وتزاحم السيارت، أصابتها سياره مما جعلها تفقد وعيها أمامها بينما من كان يقودها ترجل منها بصدمه مُحاولاً إيفاقتها ثم حملها إلى أقرب مستشفى .
وبعد قليل.
_ الحمد لله مفقدتش الجنين دي مُعجزه.
_ جنين! هي حامل؟!
_ مش أنت جوزها برضو!
_ لأ أنا...
توقف عن حديثه عندما استدار الطبيب سريعًا مُتجهًا إلى أحد غرف العنايه بأحد المرضى بعدما نادوا بِه بينما ذاك الشخص كان يقف بتوتر وبيديه حقيبتها التي اهتزت فجأه واُصدر صوت هاتف، فتحها ثم جذب الهاتف ليري إسم المُتصل ثم رد دون مقدمات على أمل أن يكون أحد من أهلها :
" الو سلام عليكم"
_ أنت مين؟! فين سوسن أختي؟!
_ في الحقيقه هي تعبت شويه وجبتها المستشفى بس الحمد لله هي أحسن دلوقتي.
_ تعبت! تعبت إزاي أنت مين، وانتو فين دلوقتي ؟!
_ اطمني هي كويسه ممكن بس تعرفيني مكانكم.
املته العنوان ثم حملها مره أخرى وما زالت فاقده لوعيها وأخذها إلى منزلها وسط قلق الجميع.
_ ي حبيبتي ي سوسن إيه بس اللي حصلك.
_ طمنا ي بني هي حصلها إيه.
فاقت هي وقتها على أصواتهم المُرتفعه لتقع عيناها عليه مما جعلها تنتفض بصدمه وهي تهمس :
" خالد! وده إيه اللي جابه هنا! "
_ اطمنوا الجنين بخير الدكتور طمني عليهم، انا مُتأسف والله مقصدتش اخبطها بعربيتي لأنها ظهرت قدامي فجأه و...
_ جنين إيه؟!!
قالها أبيها بتعجب ليردف "خالد" بعدم فهم :
" مش هي متجوزه برضو؟! "
نظروا إليها بصدمه وشك، يجذب أبيها يدها بشده ثم قال :
" جنين إيه اللي بيتكلم عليه انطقييي!!! وجواز إيييه "
_ ج.. جن.. جنين إيه ي بابا! أنت أكيد س. سمعت غلط.
شعر "خالد" بصدمه وقد أدرك وقتها جهلهم بشأن حملها مما جعله يتراجع عن حديثه وهو يقول :
" أستأذن أنا دلوقتي"
_ تستأذن تروح فين، هو أنت فاكر دخول الحمام زي خروجه؟! أنت هتفضل مشرفنا هنا لحد ما الهانم تعرفنا إيه اللي قولته ده.
_ حضرتك انا ورايا شغل دلوقتي ومستعجل، انا مليش دخل بموضوعكم ده.
_ لأ إزاي ده أنت قولتها بعضمه لسانك، وبعدين تعالي هنا أنت تعرفها منين؟!
_ ي حج انا معرفهاش أصلا، دي أول مره أشوفها.
_ ما تنطقي جنين ايييه ي هانم اللي بيتكلم عليه.
_ بب.. بابا سيبه يمشي وانا هفهمك كل حاجه.
_ لأ ي حبيبه بابا فهميني وهو منورنا هنا.
_ ي حج دي بنتك ودي خصوصايتكم، انا همشي أنا علشان ورايا شغلي.
اعترض والدها طريقه بحزمٍ ثم اردف :
" مش هتطلع من هنا أما اعرف بينك وبينها إيه "
_ بيني وبين مين!!! بقول لحضرتك معرفهااااش دي أول مره أشوفها.
_ ي بابا سيبه ارجوك انا معرفهوش ولا هو يعرفني فعلاً.
تركه أبيها على مضضٍ ليرحل هو بصدمه من تصرفات هذا السيد بينما هو خرج للخارج وهي بالداخل تجلس القرفصاء بخوفٍ وجانبها أختها التي اردفت بتعجب :
" إيه اللي قاله الراجل ده ي سوسن؟! "
كادت أن تردف لكن توقف لسانها عن البوح عندما وجدته يدلف ومعه الدايه مما جعلها تشهق بفزع وهي تقول :
" فيه إيه ي بابا؟! إيه اللي جابها هنا؟! "
_ شوفي شغلك ي فتحيه.
اقتربت فتحيه ثم جلست جوارها بينما هو خرج مُتصنتًا خلف الباب يسمع ما يدور بينهم.
_ متقربيش مني أنتي سمعتي.
_ خايفه ليه ي سوسن ؟!
_ خايفه لأني حامل ي فردوس حامل، بس والله متجوزه على سُنه الله ورسوله وكنت هقولكم بس..
وجدت الباب يُفتح بشده ولم تشعر إلا بتلك الصفعات التي دوت أعلى خديها دون توقف يقول أبيها بغضبٍ :
" ي فااااجره... تقولي اييييه وتعيدي اييييه "
_ وو.. و. والله ي ب.. بابا متجوزه.
_ اهدي ي بابا علشان خاطري وسيبها .
_ اسيب إيه وهي جايبه عشيقها معاها لحد هنا قليله الرباااايه اللي معرفتش أربيها.
_ والله متجوزه، هااتي شنطتي من عندك ي فردوس اوريله قسيمه الجواز علشان يصدقني.
تلفتت "فردوس" جانبها ثم لمحت شنطتها فجذبتها لتلتقطها هي بلهفه ثم قامت بإخراج كل ما بالشنطه بصدمه وهي تقول بوجه مُحتدمٍ :
" هي راحت فين! "
_ الشويتين بتوعك دول مش عليااا ي فاااجره، جواااز إيه اللي بتتكلمي عنه، وانتي فاكره إنك لو متجوزه ده هيشفعلك؟!!! متجوزه من ورا أهلك ومسميه ده جواز وبتقوليها في وشي!! ي خساااره تربيتي فيكي ي خساااره، أنتي معدش ليكي قُعاد معايا هنا، روحي للي ضحك عليكي ي رخيصه يلااا قووومي مش عاوز اشوف وشك.
_ صلى على النبي ي حج سيبها تدافع عن نفسها.
_ متدخليش بيني وبينها لو سمحتي وسيبينا دلوقتي.
خرجت الدايه بِقله حيله بينما هو عندما وجدها ما زالت تجلس، انقض عليها وانهال عليها بالضرب ثم قام بجرها وطردها إلى الخارج دون شفقه،
_ ي بابا حرام عليك اللي بتعمله ده، سوسن اختي اكيد فعلاً متجوزه وبعدين مش ده أحسن من أن لو كانت حامل بدون جواز؟!
_ فردوس مش عاوز كلام كتير سيبيني ي أما تروحي بيت جوزك لأبنك مش عاوز وش.
وبعد ساعه.
كان يجلس "خالد" بالسياره إلى أن وقع بصره تجاه ورقه جعلته يلتقطها دون مقدمات يفتحها، توقفت سيارته عندما توقف عن القياده بفزع عندما قرأ ما بداخلها وعن ماهيه تلك الورقه.
_ عطوه أخويا أنا متجوز من ورانا على مراته!!
أدار سيارته إلى طريق تلك الفتاه بصدمه كي يفهم منها حتى ترجل من سيارته بإندهاش عندما وجدها أمام منزلها مُلقاه والدماء يغطي وجهها، ركض إليها بصدمه يهز جسدها بعنفٍ كي تفيق وهو يقول :
" فوقيي! جرالك إيه! "
حملها دون تفكير مُتجهًا بها إلى شقته الخاصه التي تبعد عن تلك العماره التي يقيمون بها جميعًا اجلسها فوق الفراش ثم طلب دكتور لها وبعدما وصل واطمأن على حالتها فاقت هي مُجهشه بالبكاء، جلس مُقابلها بتوتر يردف :
" أنا عرفت إنك متجوزه عطوه أخويا "
نظرت إليه والدموع تملئ خديها ثم ابعدت بصرها تهتف بعدم فهم :
" عرفت منين! "
_ من الورقه دي شكلها وقعت من شنطتك في عربيتي، رجعت بيها علشان أفهم منك لقيتك بالحاله دي، هو إيه اللي حصل؟!
_ اللي كان هيحصل في يوم من الأيام حصل واللي كنت خايفه منه حصل، بس انا معملتش حاجه غلط أنه يطردني ويعمل فيا كده.
_ هو مصدقش إنك متجوزه؟
_ بابا سواء متجوزه ولا غيره كان موقفه هيبقي واحده بالنسباله فكره إني اتجوز من وراهم فدى كارثه.
_ طيب ولي عملتي كده؟!
_ غلطت ، غلطتت لأني كنت بحبه وهو كمان، تعرف أنه كان عاوز يتجوزني عُرفي لولا رفضت وقتها.
_ وهو ليه يعمل كده وهو متجوز ومخلف أنا مستغرب!
_ انا وعطوه كنا بنحب بعض قبل ما يتجوز ومحصلش نصيب وقتها واتجوز وبعدها اتقابلنا كذا مره بالصدفه قربنا غصب عننا، بس انا غلطتت، غلطتت إني وافقت اتجوز واحد متجوز وكمان مش عاوز يعلن جوازنا، أنا حامل ي خالد بيه وكل مدى ما بطني هتكبر هروح فين بس.
_ وقتها انا فاكر أنه اتجوز ناهد بنت عمنا بوصيه من بابا اللي يرحمه، كان موصي قبل ما يموت أنه يتجوزها علشان كده عطوه اتجوزها ومتمسك بيها.
_ طيب وانا إيه؟! أنا إيه في حياته حضرتك! طيب يعلن جوازي على الأقل وبعدين يطلقني انا خلاص مش فارق معايا لا حب ولا غيره.
_ انا علفكرا اتصلت بيه ياجي علشان نفكر هنتصرف إزاي.
_ متتعبش نفسك، كنت لسه عنده النهارده ومطلعتش منه بمعلومه.
_ متقوليش كده أن شاء الله هنلاقي حل.
خرج " خالد" يفتح له ثم دلف بِرفقته ليجد "سوسن" أمامه تتوسط الفراش، نظر لأخيه بصدمه وهو يقول :
" هي جات حكيتلك!! "
_ هي مجتش ولا حكت حاجه، انا اكتشفت من نفسي لأن ربنا أراد ده، إيه كنت هتفضل مخبي لحد إيمتي؟!
_ والله ي خالد انا غلطت إني اتجوزتها، كان لحظه شيطان ي أخويا.
_ غلطتت!!
قالتها بألم وحزن لينظر إليها "خالد" بحزن هو الآخر ثم اردف بلهجه حازمه :
" واهو حصل ي سيدي واتجوزتوا وهي حامل دلوقتي ولازم تتصرف وتعلن جوازك "
_ أنت عاوزني اتفضح ي خالد؟!!! عاوز ناهد تموت فيها!
_ ولما أنت عامل على منظرك كده وبتحب مراتك وخايف عليها اتجوزت ليييه هااا؟!!
_ ما قولتلك غلطت إيه محدش بيغلط؟!
_ يبقى تعلن جوازك وبعدها عاوز تطلقها أنت حر.
_ وأنا كده هكون استفدت إيه؟!
_ والمسكينه دي تروح فين؟ وبعدين انا بكلمك وبعرفك ي عطوه، كده كده انا معايا قسيمه جوازكم وانا بنفسي لو أنت مأعلنتش ده هقول أنا.
_ طيب حيث كده بقي أنتي طالق طالق طالق بالتلاته اهو، وأنت ي خالد لو عملت كده لا هتبقي اخويا ولا أعرفك.
انهي جملته ثم رحل وهي في حاله اشبه باللاوعي، بينما "خالد" فرق جفونه فوقها بتوتر وقلق يجلس مره اخرى مُقابلها وقد حزم أمره :
" متخافيش أنا معاكي ولو اضطريت اتجوزك هتجوزك"
"باك"
صوت تصفيقات آتيه بقوه من "شهد" بعدما انتهت تردف بسخريه والدموع مُتحجره في عينيها رافضهً الهبوط :
" ومسميه نفسك مش خطافه رجاله؟!!! مين العبيط اللي ضحك عليكي وفهمك إنك لما تاخدي واحد من حضن مراته وابنه تبقي مش خطافه! أنا مشفتش حد في حقارتك، انا قرفااانه منك مش عاوزه اشوووف وشك تااااني "
انهت "شهد" جملتها ثم ركضت إلى الخارج وخلفها "خالد" الذي تبعها بخوفٍ ينظر إلى سوسن بإستحقار.
تركت" ناهد" وقتها الغرفه في صمت غريب اثار دهشه الجميع بينما اردفت " فردوس " بعتابٍ ولوم :
" مجيتلناش ليه ووريتي أبوكي اللي مات بحسرته عليكي ورقه جوازك؟! "
_ وتفتكري إني مرجعتش ودورت عليكم في كل حته؟! رجعت المنطقه قالولي أنكم سبتوا المكان قعدت سنين ادور عليكم لحد ما فقدت الأمل إني أشوفكم، وانتي طالما بتتهميني كده مفكرتيش أنتي تدوري عليا ليه وانتي كنتي عارفه إني متجوزه واستحاله اغلط؟!
_ انا كمان دورت عليكي كتير معرفتش أوصلك لحد ما ف يوم أبوكي قالي إنك عملتي حادثه وموتى فيها ودلوقتي عرفت هو قالي كده ليه! علشان يسكتني ومقعدش أدور عليكي واحسسه بالذنب.
ابتسمت "سوسن" بسخريه ثم تركت الغرفه عليهم ينظرون بدهشه إلى بعضهم البعض.
_ انا رايحه لشهد ي ماما أكيد محتاجه لحد فينا دلوقتي.
_ بلاش ي ريم سيبيها مع نفسها شويه، البنت ي عيني مصدومه من اللي سمعته.
فبرغم صدمه "رجائي" من تلك القصه الدراميه التي سمعها، مال بجزعه ناحيه أمه يقول بصوت منخفض :
" ي أمي إحنا المفروض نمشي دلوقتي على بيتنا "
_ أنت عاوزني اسيب اختي بعد ما لقيتها؟!!! انا لازم افهمها إني دورت عليها في كل حته و..
_ ي ماما رجائي عنده حق الكل دلوقتي متشتت ومصدوم من اللي سمعوه، يلا بينا نروح بيتنا دلوقتي أنتي صحتك على قدك ومش مستغنيين عنك.
_ وانا قولت لأ عاوزين تمشوا انتو وتسيبوني سلام لكن انا هفضل قاعده مع اختي.
خرجت "ريم" وخلفها "ماهر" الذي كان يحك رأسه بصدمه وهو يهمس :
" إيه العيله اللي كلها الغاز دي! "
نظرت إليه "ريم" وهي ترفع إحدى حاجبيها بتذمر من جملته ليردف هو مُسرعًا :
" لأ مقصدش، أنا أقصد بس إني من ساعه ما عرفتكم وأنتو بيظهرلكم مشاكل غريبه"
_ اديك حضرتك بتقول من ساعه ما عرفتنا! يعني حضرتك اللي جبتلنا النحس لحياتنا.
زفر"ماهر" وقتها بإندهاش ثم إبتسم عندما وجدها تجلس أعلى أحد الكراسي تهز قدميها بتوتر، اقترب كي يجلس هو الآخر حتى انتفضت بعدم فهم وهي تقول :
" هو حضرتك عاوز إيه بالظبط؟! "
_ عاوزك.!
انتبه لكِلمته التي اثارت قشعريرة في جسدها وهي تُملس وجهها بتوتر ليردف هو سريعًا مُصححًا :
" انا أقصد عاوز أقعد اتكلم معاكي شويه "
_ وهو ده وقته حضرتك؟! شايف إن ده وقت مُناسب!
هز رأسه بتوترٍ لم يشهده من قبل ولكن انقذه في هذا الوقت " مُهاب " الذي تقدم بعدما طرق الباب الرئيسي يقول بترحاب :
" اهلا ازيك ي دكتوره"
_ اهلا بحضرتك.
قالتها "ريم" ثم ذهبت سريعًا من أمامهم في غضبٍ إبتسم هو عليه لحظيًا ليفيق على صوته الحانق :
" مبتردش على التليفون ليه ي جدع أنت! "
_ أرد إيه بس وملحمه تاريخيه حصلت جوه.
_ ملحمه إيه دي! ده انا كنت جاي اطمن على الحجه وعليكم.
_ على الحجه برضو ولا بنت الحجه؟!
قالها " ماهر" بخبثٍ يغمز له ليُقابله هو بصدمه وتوتر يردف :
_ أنت عرفت منين!
_ عيب عليك ده انا مربيك على أيدي ي مُهاب.
باقي بارتين ونودع الروايه ي حبايب 🤎⚠️