📁

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الرابع 4 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الرابع 4 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين ب شيطان الفصل الرابع 4

 #وسقطت_بين_يدي_شيطان 

 الفصل الرابع 

تشعر بما يحدث حولها ، صوت الطبيب و من ثم صوت زهرة التي تنادي بأسمها بقلق ، بدأت تتململ و تفتح عينيها ببطئ ، نظرت ل زهرة التي إبتسمت بإرتياح عندما وجدتها تستيقظ .. و من ثم مررت ناظريها حولها لم تجد احد .. فأعادت ناظريها لزهرة التي بدأت في الحديث

- حمدالله على سلامتك يا انسه ريحانة ، انتي كويسة دلوقتي؟ ، الدكتور قال انك اتعرضي لإنهيار عصبي بس جت بسيطة الحمدالله ....

لم تعد تسمع حديث زهرة الباقي .. و لا تراها ، فقد عادت بها ذاكرتها للماضي التي ظنت انها نسيته 


************************★************************

كانت تسكن في منزل صغير يتكون من غرفة واحدة و مطبخ صغير و حمام 

كانت في العاشرة من عمرها ، تتذكر ذلك اليوم الذي اتت فيه والدتها بعد إنتهاء ايام العدة لوفاة زوجها .. اتيه و معها رجل غريب ، تتذكر في حينها قول والدتها وهي تقدمه بسعادة لها

" - تعالي يا ريحانة يا حبيبتي ، سلمي على باباكي الجديد ، و جوزي "

تتذكر صدمتها و رفضها للأمر و للأسف رفضها لم يغير شيء ....

عندما اتى المساء .. كانت نائمة على الأرض في غرفة النوم ، كانت ترتجف تحت ذلك الغطاء .. ضاغطه على اذنيها بكفيها بقوة و هي ترتجف بخوف كلما تسمع صوت تأوهات والدتها و هي تقيم علاقتها الزوجية مع الزوج الجديد ، اتتخيلون .. طفله لم تصل لسن المراهقه بعد ترى و تسمع ما يحدث بين زوجين! 


************************★************************

استيقظت من ذكرياتها على اثر يد زهرة التي تمسك بيدها التي بدأت ترتجف ، سحبت يدها و اعتدلت لتصبح في وضع الجلوس و من ثم ضغطت على يدها بقوة و قالت بضوت ضعيف

- عايزة ابقى لوحدي 

اومأت زهرة برأسها و قالت وهي تنهض 

- لو احتجتي حاجة ناديني ، هبقى اعدي عليكي عشان اديكي الدوا 

- انا كويسة و مش محتاجة ادوية ، ممكن تسيبيني لوحدي 

قالتها بإقتضاب ، فغادرت زهرة بهدوء 

اغمضت عينيها بتعب فظهرت لها صورة والدتها و زوجها في تلك الحالة ، هزت رأسها بعنف و هي تهمس " بس .. بس " ، فتحت عينيها و من ثم ازالت الغطاء من على جسدها و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت، اقتربت من الطاولة لتأخذ كوب الماء ، وضعت يدها المرتجفه على الكوب وحملته فكاد ان يسقط من بين يديها ولكن وجدت شخص يلتقطه من يدها قبل ان يفلت منها ، رفعت ناظريها فوجدته ، فتراجعت للخلف تلقائيا و بخوف ، ارتسمت على وجهة إبتسامه جانبية وقال 

- مش عايزة تشربي !

قالت بصوت خافت مرتجف قليلا

- مش عايزة 

اومأ برأسه و هو يعيد الكوب مكانه و من ثم وضع يديه في جيوب بنطاله و قال بجمود

- ليكي حق تخافي مني .. بس مش لدرجة اللي حصل .. ولا اية ؟! 

نظرت له و صمتت ، فأكمل بغموض 

- وراكي ماضي كبير و غامض .. و في يوم هيتكشف 

شعرت بأنه يعرف شيء عنها او ما شابه .. و لكنها تجاهلت شعورها و كذبته 

نظرت له بإستنكار و بعض من الضيق عندما قال بتهكم

- مش ناويه تغيري الشوال اللي لابساه دة ! 

- عاجبني 

- اممم ، ماشي .. خليكي لابساه ، حلو عليكي 

لم ترد ، فأكمل بهدوء وهو يلتفت 

- تعالي ورايا 

- لفين؟ 

لم يرد ، فسارت خلفه لخارج الجناح 

اخذها لأحد الغرف الكبيرة و الواسعة جدا ، كانت غرفة الطعام حيث في منتصفها سفرة كبيرة جدا ممتلئة بأصناف متعددة من الطعام ، كانت رائحه الطعام تملأ الغرفة ، رائحته شهيه فعلا ، بدأت تشعر بالجوع و لكن تجاهلت شعورها بالجوع و قالت

- جبتني هنا لية؟

كان قد جلس على السفرة ، فألتفت لها و نظر بسخرية ، فقالت

- انا مش عايزة اكل 

- تعالي اقعدي 

قالها بهدوء 

- قلت مش عايزة اكل ، هرجع ل....

قاطعها بصرامة افزعتها قليلا

- قلت تعالي اقعدي ، مش هعيد كلامي

خضعت لأوامرة و تقدمت و اتت ان تجلس في احد المقاعد البعيدة فأمرها ان تجلس بالمقعد الذي بجانبه ، كادت ان ترفض ولكن نظرته الحادة لها جعلتها تنفذ ما امرها به 

ظلت تنظر للطعام و لم تأكل منه شيء ، فقال بعد ان بلع الطعام الموجود في فمه 

- كلي

- مش عايزة 

- مش بمزاجك 

نظرت له و رفعت حاجبها بإستنكاء عندما اكمل... 

- مادام قعدتي على السفرة هنا و معايا يعني لازم تاكلي و إلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك 

- يعني اكل بالعافية ! 

تجاهل قولها و امسك بقطعه اللحم و وضعها في فمها بالقوة ، فنظرت له بغضب و هي تحاول مضغها ، إبتسم لها بطريقه مستفزة و اكمل طعامه 

بعد ان انتهوا من تناول الطعام ، غادر هو القصر بينما هي عادت للجناح وهي تشعر بالراحه فقد علمت ان اليوم هو يشرف بنفسه على القرية و لن يعود إلى غدا صباحا ، فدخلت للجناح و نامت سريعا على اثر الدواء الذي تناولته 

...........

عاد للقصر على الثالثه بعد منتصف الليل على غير ما سمعت هي ، إتجه لطريق جناحه و وصل و دخل فوجدها نائمه على السرير بسلام ، إتجه للخزانه و اخرج ملابسه و إتجه للحمام ليأخذ حمام ساخن يريحه .....، بعد ان انتهى من حمامه الساخن خرج و إتجه للسرير و اراح جسده عليه و اقترب منها و حاوطها بذراعه من خصرها ليصطدم ظهرها بصدره القوي 

كانت هي نائمه ، فتحت عينيها بفزع عندما شعرت بيد تضع عليها ، نظرت من فوق كتفها فوجدته هو ، فأرتجف جسدها لا إراديا 

سمعته يهمس في اذنها

- متخفيش ... مش هعملك حاجة 

اعادت رأسها للوضع السابق و من ثم اغلقت عينيها بألم ... فهي مجبرة على تحمل كل هذا ، صارت تبكي في صمت 

لم تنم طوال الليل .... 

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 

اشرقت شمس يوم جديد 

شعرت بحركته فأغمضت عينيها و مثلت النوم ... و اتقنته 

فتح عينيه ببطئ و وقع ناظريه عليها ، فهو كان على نفس الوضعية التي نام بها و هي ايضا ، إبتعد عنها ببرود و إتجه للحمام ، ففتحت عينها بعد ان سمعت صوت إغلاقه لباب الحمام ، اعتدلت و هي تتثاءب 

ظلت جالسه .. ساكنه في مكانها دون ان تفعل شيء ، بعد مرور ربع ساعة تقريبا ، سمعت صوت توقف تدفق المياة فعلمت انه سيخرج في اي لحظة فأستلقت على السرير و مثلت النوم مرة آخرى . 

خرج من الحمام و هو يضع منشفة صغيرة على كتفه ، التفت ليراها فوجدها على حالتها .. نائمه ، فإتجه نحو الخزانة و فتح الدرفة الوسطى بالمفتاح ، فتحت عينيها و كانت تتابعه بالخفاء ، وجدته يخرج اوراق من الرفوف الموجودة داخل الضلفة الوسطى ... 

اثناء قرائته للورق شعر بأنها اتسيقظت فألتفت فوجدها تعتدل لوضع الجلوس فقال وهو ينظر لها 

- شكلك نمتي كويس 

- نمت كويس اوي

قالتها بسخرية ، إبتسم إبتسامة جانبية و قال وهو يلتفت 

- اكيد 

و من ثم اعاد الورق مكانه و اغلق الخزانة و التفت و إتجه للباب وهو يقول 

- خلصي و إنزلي للفطور 

نظرت للساعه و قالت 

- مش عايزة افطر 

- متتأخريش 

فتح الباب و خرج ، فنهضت هي مسرعة و إتجهت للخزانة و فتحت الضلفة الوسطى منها .. و فتحت ، فهو لم يغلقها بالمفتاح 

نظرت بحيرة للأوراق الكثيرة الموجودة في الخزانة .. التقطت بعض الأورق و اخذت تنظر فيهم و تقرأهم 

انتفضت بفزع عندما سمعت طرقات احدهم على الباب ، فأعادت الورق للخزانة سريعا و اغلقتها و من ثم هتفت سامحة للطارق بالدخول ، و كانت زهرة 

دلفت زهرة للجناح و هي تحمل بعض الملابس الجديدة ، قالت بإبتسامه 

- صباح الخير انسه ريحانة ، إنشاءالله تكوني احسن النهارضة 

اومأت برأسها ، بينما تقدمت منها زهرة و هي تقول 

- سيدنا الشيطان بيقدملك اللبس دة 

و اعطتها اياه ، اخذتها منها ريحانة و قالت بإستغراب 

- ليا؟ 

- ايوة ، و كمان لسه جديد 

فهمت ، فأومأت برأسها و هي تنظر للملابس ، بينما اكملت زهرة حديثها

- و كمان سيدنا بيأمرك ان خلال عشر دقايق تكوني تحت "و اقتربت منها و همست " و سيدنا جلال بيقولك ا..

قاطعتها و هي ترفعت رأسها و في عينيها لهفة كبيرة و هي تقول 

- جلال .. جلال عامل اية؟ .. بتقولولوا حالتي ازاي هنا ؟ مش عايز يرجعني؟ 

ردت زهرة بهدوء و هي تشعر بالشفقة عليها

- اي حاجة بعرفها عنك بوصلها لسيدنا جلال ، و عرفتوا انك اتعرضتي لأنهيار عصبي

- وردت فعلوا؟ 

قالتها بلهفة و امل و على وجهها إبتسامه ، فكذبت زهرة عندما رأت لهفتها الكبيرة عليه 

- قلق عليكي اوي 

- و ها بيقولك اية كان 

قاطتعها بلهفة اكثر ، فقالت زهرة 

- بيقولك انك تستعجلي و تجيبي المعلومات اللي طلبها 

تلاشت إبتسامتها و ظهرت سحابة حزن في عينيها .. أومأت برأسها بقهر و ألم و التفتت و إتجهت للحمام بصمت حزين 

.......................... 

دلفت لغرفة الطعام ، وجلست في مكانها بهدوء ... فأقتربت الخادمة و بدأت في تقديم الطعام و بعد ان انتهت الخادمة .. غادرت 

قال بحدة وهو ينظر للجريدة الذي يقرأها 

- مش قلت عشر دقايق و متتأخريش 

- مش نزلت ! 

ابعد الجريدة قليلا و نظر لها و كاد ان يقول شيء ولكن سبقتة

- عايزة اشوف القصر 

رمقها بحدة قبل ان يطوي الجريدة و يضعها على الطاولة الصغيرة ويبدأ في الأكل ، وقد تجاهل طلبها ، نظرت له بضيق قبل ان تنظر لطبقها و تبدأ في الأكل 

بعد ان انتهى من تناول طعامة ، امسك بالمناديل و مسح يدية و نادى على احد الخدم فأتت احداهم ... فقال وهو ينظر لريحانة 

- خدي ريحانة و وريها القصر 

اومأت الخادمة برأسها ، بينما مسحت ريحانة يدها بالمناديل و نهضت و سارت مع الخادمة 

............................................................... 

ضرب بقبضته على المكتب بغضب و هو يقول 

- يعني اية مرضيش يخرج البضاعه من الحدود إلا لما يفتشها ! هو مش عارف دي بتاعة مين ولا اية 

قال احد رجاله بخفوت

- الظاهر ان وصلوا اخبار على ان البضاعه دي فيها سلاح 

نهض بغضب و قال 

- حتى لو وصلتلوا الأخبار ، إحنا كان بينا اتفاق و هو خالفوا ، و البادي اظلم 

و غادر غرفة مكتبه و من ثم القصر 

...............................................................

كانت تنظر لكل غرفة و كل مكان تدخله في هذا القصر بإنبهار ، كان القصر كبير جدا و كان يتميز بزخرفات و ديكورات حديثه لم تراها من قبل ، توقفت في منتصف المرر في الطابق الثالث عندما لاحظت انعزال احد الغرف عن الباقي و اختلاف ترتيب الغرف في هذا الطابق عن البقية ، فسألت الخادمة بحيرة وهي تشير للغرفة المنعزلة 

- هو في اية في الأوضة دي عشان تبقى بعيدة عن الباقي؟ " ثم اخفضت صوتها و اكملت " في سر اكيد 

ابتسمت الخادمة و اتت ان ترد و لكن قاطعها صوت الفتاة التي كانت تخرج من تلك الغرفة 

- حاجة متخصكيش انك تسألي عليها 

رفعت ريحانة حاجبها بدهشة و هي تقول

- انتي مين؟ 

- المفروض انا اللي اسألك مش انتي! 

- انا ريحان...

قاطعتها بقول مستفز 

- اممم ، اكيد انتي واحدة جديدة من اللي بيرخصوا نفسهم ليه .. صح! 

شعرت بالغضب من قولها ، فقالت 

- لمي لسانك يا انتي 

إبتسمت إبتسامه ساخرة و تجاهلتها و امرت الخادمة ب

- جيبيلي قهوة و ابعتيها ل اوضتي 

اومأت الخادمة برأسها ، بينما غادرت الفتاة ، فألتفتت ريحانة للخادمة و سألتها بغيظ

- مين دي؟

- دي الأنسه عايدة اخت سيدنا الشيطان من الأم 

اومأت برأسها ، فأكملت الخادمة

- عن اذنك ، انا هروح اعمل القهور للأنسه و هبعتلك خدامة تكمل معاكي 

- ماشي 

و غادرت الخادمة ، بينما ظلت ريحانة واقفه .. تنظر للغرفة ، هل تتقدم و تدخلها لتعرف ما فيها ، فربما تجد اي شيء توصله لجلال . 

اقتربت من الباب بخطوات سريعة حتى وصلت له ، وضعت يدها على قبضه الباب و اتت ان تبرمها و تدخل و لكن مجيء الخادمة المفاجأ و السريع جعلها تنتفض ، عندما رأت الخادمة انتفاضها ، قالت اسفة... 

- اسفة مكنش قصدي اني اخضك ، بس كنتي بتعملي اية؟ 

هزت ريحانة رأسها اكثر من مرات قبل ان تقول بتلعثم خفيف

- اا .. كنت مستنياكي ، اة مستنياكي " ثم اكملت بمرح مصطنع " مش يلا ؟ 

اومأت الخادمة برأسها و سارت خلفها 

...............................................................

ترجل من السيارة و ظل واقف لبرهه و هو ينظر للقصر بطمع 

- في يوم هيبقى كل القصر دة بتاعي 

قال هذة الجملة قبل ان يتجه لبوابة القصر الداخلية. 

دخل للقصر منفرد دون حراسه و إتجه لمكتب الشيطان . 

كان جالس على كرسي مكتبه و هو يريح رأسه للخلف و مغمض العينين ... فتح عينيه بهدوء عندما شعر بدخول الحارس الذي حياه و من ثم قال 

- السيد جلال برة طالب مقابلة حضرتك 

أمره بأن يدخله ، فخلال ثواني كان جلال يقف امام الشيطان 

رفع ناظريه له ببرود و قال 

- شكلك جاي تتكلم عن البضاعة 

- انت خالفت الأتفاق اللي بينا 

- اي اتفاق ! 

قالها الشيطان بطريقة مستفزة ، فرد جلال

- اي اتفاق!؟ ، انت هتستعبط 

ظلت نظرته الباردة كما هي ، فأكمل جلال 

-هفكرك .. اتفاق انك متتعرضش ليا ولا لأي حاجة تخصني بذات شغلي 

- لغيت الأتفاق دة 

قالها ببرود ، فرد جلال بحدة 

- مش بمزاجك تلغيه وقت ما انت عايز 

- بمزاجي ، لما اعرف ان البضاعة فيها سلاح 

- مش اول مرة يبقى فيها سلاح و انت عارف 

نهض و دار حول المكتب حتى وقف امام جلال ، و قد تحولت نظراته للحدة و قال بهدوء مخيف

- انت عارف ان اكرة ما عندي الخيانة او مخالفة الأتفاق ، و انت عملت كدة 

بلع جلال ريقة بصعوبة و قال 

- امتى خالفت الأتفاق؟ 

امسك بياقة قميصة وجذبه له بقوة و قال بغضب 

- بلاش تعيش دور العبيط .. انت عارف انا بتكلم على اية كويس و عارف كمان ان بعملتك ممكن اطير رقبتك و اخلص منك و من حركاتك القذرة 

و من ثم تركه و قال بهدوء

- بس لا ، هستنى عليك شوية لغاية ما تجيب اخرك معايا 

و من ثم التفت و عاد لكرسي مكتبه و جلس و وضع قدم على الآخرى ، فنظر جلال له بغيظ و قال و هو يرفع سبابتة بتوعد 

- في يوم هتتبدل الأدوار ، و في وقتها مش هرحمك 

إبتسم بسخرية و قال 

- صبر نفسك بالكلمتين دول 

التفت جلال و غادر مكتب الشيطان و هو يستشيط غيظا و غضبا .

كانت تنزل على سلالم القصر و خلفها الخادمة ، توقفت بصدمة عندما رأت جلال يسير في ممر الطابق ، هزت رأسها غير مصدقة و من ثم إرتسمت إبتسامه على وجهها كادت ان تصل لأذنها و هي تنزل السلالم ببطئ . بينما كان هو يسير فتوقف فجأة امام السلم عندما شم رائحتها الذي يعرفها جيدا ، فألتفت .. فوجدها ، شعرت هي بدقات قلبها التي اصبحت تنبض بقوة لإشتياقها له ، نظرت له بلهفة و سعادة ولكنه قابل نظراتها تلك بجفاء نظراته لها .. ألمتها ، مرت ثواني و من ثم التفت و غادر.

شعرت بالدموع تمتلأ في عينيها ، فألتفتت سريعا و جرت لإتجاه الجناح التي تقيم فيه . و قد رأتها زهرة ، فلحقتها بعد ان اغلقت مع المتحدث 

.............................................................. 

طرق الباب احد الشباب العاملين لديه ، دخل بعد سماع الأذن 

- شكلك جبتلي المعلومات اللي عايزها 

قالها الشيطان بإبتسامة جانبية فور دخول الشاب ، فإبتسم الشاب و هو يتقدم و يقول

- عرفنا مكانوا اخيرا ، كان مستخبي في بيت المزرعة بتاع ابوة الجندي في القرية الرابعة ، وهو حاليا هناك و رجالتنا حاصينوا و مستنين اوامرك يا سيدنا 

اومأ برأسه و قال بقسوة 

- نزلوه الميدان ، و جمعوا الناس ، إعداموا النهارضة .. إعدام الخينة 

اومأ الشاب برأسها و من ثم استأذن و غادر ليفعل ما امرة به سيده 

بينما هو اعاد رأسه للخلف بعد ان التقط سيجارته الفاخرة و اشعلها بتلذذ و هو ينظر للهاوية من بين دخانها .. و قال بتوعد شيطاني

- مهما هربتوا و روحتوا فين ، هلاقيكم و هقتلكم واحد واحد 

بعد ان انهى جملته ، نفث دخان سيجارته بتلذذ اكثر 

............................................................... 

جالسه على حافه السرير واضعه كفيها على وجهها و هي تبكي .. تشعر بألم كبير يعتصر قلبها ، طرقت زهرة الباب قبل ان تدلف للجناح ، تقدمت و جلست بجانبها و ربتت على ظهر ريحانة بحنان و هي صامته .. فهي تعلم لما تبكي و تشعر بالشفقة عليها 

بعد مرور وقت ليس بكثير ، تنهدت زهرة وهي تقول

- بتعيطي لية؟ .. متعيطيش 

رفعت رحيانة رأسها و قال من بين شهقات بكاءها 

- لية بيعاملني كدة ؟! .. هو انا بقيت و لا حاجة بالنسبه لية عشان يعاملني بقسوته دي و لو حتى نظرة 

- ليه عذر ، متنسيش انك في قصر الشيطان و لو حد شاف اي رد فعل ليه و ليكي غيراللي حصل كان انتي هتبقي محور شك 

نظرت لها ريحانة و قد توقفت دموعها عن التساقط ، و قالت ببلاهه 

- بجد ! .... صح 

و من ثم إبتسمت بإرتياح ، فقالت زهرة 

- طيب .. يلا قومي و اغسلي وشك قبل ما سيدنا الشيطان يرجع الجناح 

نظرت بإستغراب و قالت بتساؤل 

- مش المفروض هو في الشغل ؟ 

- لا 

اومأت برأسها بسخط و من ثم نهضت و إتجهت للحمام ... و دخلته 

............................................................... 

يقف الناس في الميدان يتهامسون حول المنصه عن ذلك الشاب الذي يقف على المنصه و الذي يبدو عليه انه تلقى الكثير من اللكمات و الضربات حتى نزف انفه و تورم وجهه و يمسكه رجلين ضخمين البنية من ذراعيه 

كانت ريحانة تقف بعيدا عن ذلك العدد الكبيرمن الناس ، كانت بجانب زهرة التي امرها سيدها بأن تذهب للميدان و تأخذ ريحانة ، فهذا الحدث مهم و سيدهم الشيطان يلزم اهل القرية جميعا على الحضور ..

وصل سيارته ، فنزل السائق سريعا و جار حول السيارة حتى يفتح الباب لسيده ، فخرج من السيارة الأخير و هو يرتدي نظاراته الشمسيه الفاخرة تلك التي تخفي قسوة و غضب نظراته عن الجميع ، سار من بين الناس بعد ان فتح حارسه الطريق له .. و ها قد وصل للمنصه و صعدها و وقف امام الشاب الذي سيلقى مصيره الآن 

قال الشيطان بصوت عالي يمتلأ بالسخرية 

- فاكر نفسك هتهرب مني ! ، اهو لاقيتك و هقتلك 

صمت لثواني قبل ان يكمل ببرود 

- تعرف انت غلطتك اية؟ 

رفع الشاب رأسه بصعوبه و ألم و من ثم نظر له ، فأجاب وهو يخلع نظراته الفاخرة حيث ظهرت قسوة نظراته 

- غلطتك .. انك انت ابن الجندي 

- ابويا كان اكتر واحد صادق و أمين معاك ، بس انت و اشكالك بتنكروا الناس اللي زيوا ل.....

قاطعه بقهقهته العالية التي تمتلأ بالإستمتاع و من ثم قال وهو يجز على اسنانه 

- بنكر الاشكال اللي زي ابوك و زيك .. عشان كدة هتلحقوا ، تبقى تسلملي عليه بقى 

قال الأخيرة بسخرية قبل ان يشير لرجال خلفه فيتقدمون و هم حاملين زجاجات جاز و من ثم يسكبوها على الشاب حتى تملأه و من ثم اخرج هو قداحته و ضغط على زنادها فأخرجت النار .

إرتسمت على وجهة إبتسامه شيطانيه و هو يلقى القداحه على الشاب .. فأشعلته ، اخذت الناس تصرخ و تبكي و تسب .. مع صرخات الشاب المخيفه .

أرتدى نظارته مرة آخرى و من ثم التفت و عاد لسيارته بهدوء ، بينما هي واقفه من بعيد مصدومة غير مصدقة ما حدث 

التفتت لزهرة و قالت و عينيها ممتلأه بالدموع و يديها ترتجف قليلا 

- نهايتي هتبقى كدة ! 


يتبع .....

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية وسقطت بين يدي شيطان )

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الخامس 5

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات